(1)
لستُ وحيدًا
لديَّ اغترابي
ألا يستحقُّ الرِّفقة؟
هنا
على شاطئٍ
أنزلَ فيه القراصنةُ جواريَهم
سأتزوّجُ إحداهنّ
شهيةٌ لها لونُ الرُّطَبِ
و رائحةُ الطـّلعِ
سأطوِّقُها بحُزني و حِرْماني
لن تـُفْلتَ من شَبَقِ آخِرِ القَرَاصِنَة!
(2)
إمعانًا في وَحْدتي
سأتثاءبُ الآن
زاهدًا في كلِّ شيء
فرَسُ النهْرِ
وحدَه
سيُدركُ هذا السِّر!
(3)
همُ الأصدقاءُ
إذا أسلمتكَ الرياحُ إليهم
فمُرَّ عليهم كمَرِّ السحاب
فأما الجبالُ العوالي
فيكفيكَ من مَسِّها الطلُّ
يكفيكَ من حِضْنِها زَخّة من مطرْ
و أما الوهادُ
لها ظِلكَ العابرُ المُتعالي
فسبحانَ مَنْ مَرَّ
في الأرضِ
أو في السماء!
(4)
هنيئا أيها البحرُ العجوز
هناك ضوءٌ بعيدٌ
يتلألأ في روحك
أعرني وَمْضة منه
يا سيّدي
لتكنْ شرارةَ نَيْزكٍ
أو
لمعةَ سِنٍّ ذهبيٍّ في فمِ قُرْصان
لا يهم
أيَّ شيءٍ
أضيء به هذه الأغوارَ المظلمة
في جوفي!
(5)
ثَمّة في أعماقِ المحيط
أضواءٌ تتلألأ
يَظنّها الجاهلُ فناراتِ سُفنٍ ضائعة
لكنها في الحقيقة
شررٌ يتطايرُ
من أفواهِ القراصنة
مشائخِنا القُدامى
بأسنانِهم الذهبيةِ
و لِحاهم المُخْضَلّةِ بالنبيذ
أراهم قريبا
سيُحدقون بهذه الشُّعَبِ المَرْجانية
أكواخِ النفط
و بُؤرِ القذارة!
(6)
ها أنذا
أستوي على عَرْشِ التجلي
وحيدًا
مستوحشًا
كطائرٍ جبلي
يَرْقُبُ انهيارَ العالَمِ تحت السفح.
(7)
هاهمُ البدو
أطفالَ الصحراءِ و ذئابَها
تراهمُ الآن
يجلسون القرْفُصاءَ في الجوامع
فاغرين أفواههم لخطيبِ الجُمعة
يحشوها مواعظَ في الوطنيةِ
و نعيمِ الآخِرة!
هلال الحجري
شاعر من عُمان