كم بدا الليل متدثرا على عناقنا
عندما فاجأه بساط الضوء
المندلق من نشوة القمر
كنا نترقبه رويدا رويدا
ونضم اصابعنا في محجرينا
العيون مشرعة نحو الافق
هكذا بدأ صمتنا يتخلل
أنسجة الروح
وبدأنا ننسل من جلودنا
بين حلم وصحو
طائران من ورق
محلقان في فضاء
الرغبة
ممراتنا لزجة
نكابر في الوصول
الى ساحة العشق
نلملمها بالرماد المنثور
على جمرة الجرح
الأحراش من حولنا
تطوقنا بتميمة
كالصلاة
عندما نسيت القبلة الاولي
على جرح القلب
النائم في مخدعه
عرج بها في سماء أحلامه
تلك اليلة
بح أنينها وهي
تقاسمني الشهقة
أسرفت في ذرف دموعها
وحيث الصدر العاري
ينمو زغبه مع كل رافد
قايضنا
العمر والأحلام التي تتماوج
على أسرتنا
بعناق الروح
الضارب في وحشة
الليل
(صباح)
على أسطح المسافات
حيث ينز من رئتيه
خطوات المدن الضاربة في الهاوية
يتصدع أفقه مع أول رشفة قهوة
له في الصباح
يجمع شتات ما بقي من حلم البارحة
وينفض عن جسده الزلال
الذي أراقه عليه
..آه
كم ستبقى قابعا في زاويتك
المحصورة بين فكي النمرة العجوز
كم سيجارة ستنفثها على
ظلك الذي يبلله الجرح
سيظل صرير الباب يطاردك
حين تفقد صوابك
لتتبعهم
فما ظل في مخيلتك برزخ من العتمة
كطائر رخ يحوم عليك
يمطر وابلا
تنبت من خلالك
اذرع محذومة