نعم أنا الضوء،
الواحد المتدفق في الكثرة،
الكثرة النابعة من روح اللامتناهي،
أنا الحلم الذي مازال يغري الشمس
بالزواج من الأرض،
أكون أكثر عذوبة
حين أجلس على لوح السديم عارياً،
ثملاً، أقرأ كفّ الآلهة.
الغابة، الحقل، الثلوج، جميعها رموشي.
في الربيع أكتب أغاني الملوك،
ثم أمزقها،
أصبح أباً للأزهار الهاربة
من تكرار ذاتها،
وأماً للحساسين والببغاءات،
العطر، الفراشات، أقمشة الموضة،
هي من أصواتي،
والظمأ ظلي في الصيف،
الرغبة التي تقودكم إلى البحر،
إلى الأنهار المشمسة،
لتستمتعوا بالحب المنبعث
من انفجاراتي.
أما الخريف فهو
عبقريتي، وشجاعتي،
شاهدوا فني في عيون الأشجار،
في الموسيقى التي يحدثها
سقوط أوراقها،
أجد متعة عميقة مع الشتاء،
مع براعة غيومه،
غبائها وهي تغير أشكالها
وتصرفاتها،
كما أجتهد في تعريف
الدفء بنظيره.
يا من ترون بأرواحكم،
ألا تفهمون أن القمر سبورتي
في الليل
أكتب عليها الرموز العميقة للحب،
الفتنة المحدثة
للفيضانات الجنسية.
ولم يكن الزمن سوى
شهيقي اللولبي،
طريقي إلى موائد الصحراء،
سريالية الجبال،
الآثار التي تركتها النار،
الشمعة وهي ترسم دائرة،
المصباح في قيلولته،
في غرفكم أستريح،
وعلى أسرتكم تسقط كلماتي،
وحين أنفجر في عيد الحب
ترون الألوان العظيمة تنعكس
في المرايا العظيمة للكون،
لا شيء يوقف رنينها،
ورونقها، تخترق الأنهار
الجليدية،
هضاب الحروف،
تغطي سقوف الفراغ،
وأجنحة الحشرات الليلية،
نعم أنا الضوء،
بجمالي أتحدث، وأناقش الليل والنهار
بهدوء وروية،
وأقدم هدايا ثمينة للقلوب الكبيرة.
للأطفال الأحرار،
وللنساء المركبات من عناصر لا مرئية،
أنا الضوء، وباستطاعتي أن أفكر،
أحلل قاع البحر،
كما أحلّل تصرفات الهواء،
غروره، زهوه، وكبرياءه أيضاً،
أنا الضوء، تتمزق روحي،
ويتمزق قلبي،
وجسد جسدي، لتراكم الثلوج
في الروح، لفشل الحب.
وبسبب الحزن ذي الأرجل المتعددة،
مازلت غير قادر على
دخول قلوبكم،
لمسها بأصابعي
رؤية الألم مضاعفاً
وهو يحفر الجدران.
نعم أنا الضوء الحقيقي،
أنا النور في كل مكان،
تحت وسادة الحجر،
في فم الكآبة،
بين أظافر القنديل.
من يشتهي أن يراني أو يلمسني،
أو يحدثني، أو يتذوقني، أو يشمني،
عليه أن يدرس
أسفاري، وسيرتي، وطريقتي
في معرفة الإنسان،
من روحه وقلبه،
لا عن طريق الآلهة.
أن يكتبني
بضوء الضوء.
شاعر من البحرين