الحبيبة تبكي على باب المطار
تخبط قدماها الأرض بإيقاع متوتر
الحبيب لا يستطيع أن يبكي
وقدماه ثابتتان
هي تفضل وداعا دون ملامسة
وهو يصر على احتضان عميق.
اليدان تنفصلان ببطء
وحدها تبكي
وحده يرجع ساهما
وعيناه لا تفارقان البلاط.
الحبيبة الثانية تتظاهر بالبكاء
والحبيب الثاني أيضا
لكن لا دموع كافية لذلك
تعود وحدها نصف ساهمة
تلمح الحبيب الأول
تحاول تعطيله
رفع عينيه قليلا عن الأرض
لكنه يمضي ساهما
تعرقله فيستقيم بنفس النظرة
تمسكه من الخلف
تجذب قميصه فينقطع
ينظر إليها لأول مرة
بعينين غارقتين في الدموع
تحاول استعارة دمعة، انخطافة قلب
يعطيها عينيه وقلبه ويمضى ساهما
لكنها لا تستطيع البكاء
تعصر نفسها
تصرخ صرخات مدوية
حتى تعوي ساقطة على الأرض
لكن لا دمعة واحدة تطيب خاطرها.
الحبيب الأول غادر أرض المطار
ثلاث طائرات هبطت مرة واحدة
عشرات المنتظرين على استعداد تام للبكاء
دقات القلوب ترتفع بانتظام مدهش
صوت الطائرات اختفى وفي الصالة هدير منتظم
الحبيبة الثانية مكومة في أحد الأركان
تحاول عرقلة من تطوله يداها
الدموع الفرحانة تتجمع في مسار واحد بالقرب منها
فتبتعد الى أقصى الصالة
كافرة بالدموع على أنواعها
تحاول رفع قدميها فتتكوم
ترفع قميصها الأبيض ملوحة لكل العابرين
لكن ولا حتى هذا الاستسلام يمكن أن يفعل شيئا
الحبيبة عاطلة بلا دموع
تحت رحمة عماله النظافة
وهم يغيرون موضعها باحتراس شديد
الحبيبة صارت بيضاء تماما
لا تبكي لا تضحك لا تنام
تلوح فقط بقميصها
والجميع يحدقون فيها
داخل البيت الزجاجي
الجميع يحدقون بدموع غزيرة
الدموع كانت أول وآخر شيء
شغل بالغ الحبيبة.
أحمد يماني (شاعر من مصر)