بهجت صميدة *
منذُ أنْ واربتُ بابَ قلبِي،
والنساءُ اللاتِي خَرَجْنَ منهُ..
يَمْلَأْنَ شوارعَ جسدِي،
وكُلُّ واحدةٍ مِنْهُنَّ ترفضُ المغادرةَ
فَقَطْ تَتَمَشَّى في دهاليزِ جسدِي،
ثُمَّ تعودُ آمنةً لتقفزَ في قلبِي
دُونَ أنْ تُفَكِّرَ في غَلْقِ البَابْ.
***
اليومَ رأيتُها تَتَسَلَّلُ إلى عقلِي،
لكنَّها عندمَا اقتربَتْ من شَفَتَيَّ
تَعَثَّرَتْ..
فَآثَرَتِ البقاءَ
في انتظارِ فُرْصَةٍ أُخْرَى..
تَظُنُّهَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ ناجحةً.
***
منذُ أنْ فَضَضَتُ بكارةَ قلبِها..
وَهُوَ يَنْزِفُ..
حتى بعدما أنجَبَتْ أبناءَها الثلاثةَ
أَلْمَحُ عينيها ـ كلَّمَا رأتْنِي رؤيةً حقيقيةًـ تقولُ:
تَكْفِينِي بكارةُ قلبِكَ.
***
كلَّما تَلَامَسَ جَسَدَانا
اتَّزَنَ الكونُ
رغمَ أنَّ كلَّ واحدٍ مِنَّا يعيشُ
على طَرَفِ الحياةِ
رُبَّمَا.. هذا هو سببُ الاتِّزَانِ.
***
لَمْ أندهشْ وأنا أرَى الدموعَ
تَتَسَاقَطُ منْ قلبِها
والطيورَ تُنَقِّرُ وَجْهَهَا
لكنَّنِي اندهشتُ عندمَا
جاءَتْنِي الطيورُ بعينيها
بعدَ أَنْ غَسَلَتْهَا الدموع.
***
قُلْتُ لها أُحِبُّكِ..
قالتْ وأنَا أيضًا..
لمْ أكُنْ أتَبَيَّنُ وقْتَهَا أَنَّهَا تَقْصِدُ
أَنَّهَا أيضًا تُحِبُّهَا!
***
لمْ تُؤْمِنْ قَطّ بالشطرِ القَائِلِ:
(وَيَفُوزُ باللَّذَّاتِ كُلُّ مُغَامِرٍ)
وَقَالَتْ لِي: أَنَا لَسْتُ مُغَامِرًا
فَخَسَرَتْ كُلَّ شَيْءٍ
***
عندمَا يَبْكِي قلبُها..
أُغْمِضُ عينِي،
فالقلبُ الذي لا يَتَسِعُ لقلبِي
قَطْعًا لنْ يَتَّسِعَ للعالَمِ
فأنا العالَمُ
تَوَقَّفِي عندَ حُدُودِ خارِطَتِي
وَتَأَمَلِيهَا
رُبَّمَا يومًا تَسْتَطيعينَ رَسْمَ وَطَنٍ لكِ
في عَالَمٍ آَخَر.