في ذكرى ساعي البريد
في صباح من صباحات الأساطير، وقف موزع بريد
وركن عجلته إلى جذع صفصافة وألقى بالرسائل الى
الماء وزرر سرواله ودخل المدينة .
في ظهيرة ذلك اليوم نشبت حرب بين فراشة وضوء
كانت الحرب ساحة كدفتر مذكرات في سفينة غرقى
ساق موزع البريد تسحب عرجها الخفيف الى شارع
خلفي
يدور حول مقبرة هناك نسي حقيبته
وبعثر من في القبور
في الليل كانت شمعة تموت على ساق بندول أعرج
:اكتبوا
اكتبوا إلينا
ابعثوا برسائلكم
ابعثوا
اكتبوا أسماءكم على ظهر مغلفاتكم الحجرية
سيصلنا البريد
سيصل البريد
سيصل
السماء وردة من دخان
نحن الشعب الذي يقرأ
في الصباح نقرأ
في الظهيرة
في الليل
في الأعياد الغاطسة كذكرى حليب
في المآتم الفسيحة كماء السواد 0
اكتبوا، فقط اكتبوا
كالأصابع تنثني عيوننا بالزهور على قبر ساعي البريد
نحن نقرأ
وأنتم لا تبعثون
رعد القادر (شاعر من العراق)