لـ،هاروكي موراكامي ترجمة: علي الضويلع * أهلاً، كيف حالكِ؟ هذا الصباح ذهبت إلى حديقة حيوان في الحي لأشاهد الكناغر. ليست حديقة حيوان كبيرة جداً، لكنها تحوي كل الحيوانات المعتادة، كل شيء من قرود الغوريلا إلى الأفيال. وعلى هذا فإذا كنتِ...
تقديم: لوسون فيوساو إينادا ترجمة: مها لطفي* أدب يحرك المشاعر: إن كتاب «يوكوهاما، كاليفورنيا» كتاب يحرك المشاعر يشعر به القلب بالاستمتاع والعاطفة. هنالك قوة داخل صفحاته، وهنالك شجاعة وقناعة. وهنالك أيضاً روح فكاهية وفيرة – سعادة الحالة الإنسانية. إن اشد...
خوليو كورتاثار ترجمة: خالد الريسوني* وكانوا يخرجون في أوقاتٍ معينةٍ لمطاردة الأعداء. كانوا يسمونها الحرب المزهرة. في منتصًف الدهليز الطويل للفندق، فكَّرَ أنه كانَ يجِبُ أن يكون الوقتُ متأخرا وسارع بالخروج إلى الشارع وسحبِ دراجته النارية من الزاوية التي يسمح...
حمود حمد الشكيلي* لم يقف أحد من أولئك الذين مروا على السيارتين الغريبتين، يعبرون رجالا ونساء كما لو لم يروا أحدا، كأن لا غريب في الدار، أو أن الغريب لص. أحيانا يخاف الضعيف من انتشال جزء من روحه وشحمة كبده....
محمد شحتوت* لا.. ليس من المزاح في شيء ذلك الذي حصل معي في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، كما أنه لا يمت بصلة إلى ما يسمى اليوم الكاميرا الخفية. ما زلت أذكر تفاصيل ذلك المشوار الجميل في حواري الشام القديمة...
كمال العيادي* رجعت أنجيلكا النادلة، كما عرفتُ من اسمها المنقوش على مشبك نحاسي مشدود بانحراف متعمّد على وهاد صدرها البضّ والمتدلق كضرع بقرة هولندية حلوب. ــ “آوف داينم فول شاتس”: Auf dein Wohl schatz في صحتك يا كنزي. قالت أنجيلكا...
مكسيم غوركي ترجمة: أحمد م الرحبي * أدركت مبكرًا أن لجدي ربا ولجدتي ربا آخر. كان يصدف أحيانًا، وبعد استيقاظها من النوم، أن تجلس جدتي على السرير فترة طويلة، تمشط شعرها الهائل، فيهتز رأسها ويتطوح، وتصر بأسنانها وهي تسرح خصلاً...
يسري الغول* استيقظ متعباً، منهكاً من سهر دائم طويل. أقوم متعجلاً إلى عملي دون اهتمام بهيئتي أو ملابسي. الوقت يداهمني وفرصة الوصول مبكراً أمر مستحيل كالعادة. أتجهز أثناء الطريق نفسياً لتقريع مديري، لتنبيه خطي اعتدت عليه. استيقظ معلقاً أحلامي على...
من أعمال الفنان فيصل جلال – عُمان سمير عبد الفتاح* واكتبني “… واجمعهم حولك، دعهم يزاحمون المجلس والهواء، دعهم يثرثرون الوقت والمكان. وامضغ ما تيسر من رحيق النبات الأخضر وباعد بين أمانيهم، ثم وازنهم بين راحتيك وقد يئس منك جزءٌ...
من أعمال آمال العوفية – عُمان قصّـــة: جي دي موباسان(1) ترجمة: حسام حسني بدار* ذات خريف، يممتُ وجهي شطر إقليم «بيكاردي» لقضاء موسم الصيد في قصر ريفي قديم بصحبة بعض الأصدقاء المولعين بالمزاح وتدبير المقالب، كجميع أصدقائي الآخرين. انا، من...
أحمد الحجري * كانت الظلمة الحالكة تنفث سوادا قاتما حين سلَّط محمد مصباحه ليضيء أرجاء المكان الذي وصلنا إليه من ممر ضيق محشور في عمق جبل ملتهب بصخور حمراء، كان الباب الحديدي المثبت في نهاية الممر مواربا، حين برزت سجادة...
محمد فطومي* مضت ساعة على مغادرتهما المُعسكر في اتّجاه مقرّ القيادة سيرا على الأقدام، حيث سيكون على المُسلّح تسليم الرّجل الأعزل. مازال صدى كلمات رئيسه وهو يلقّنه الطّريق التي سيسلكها تتردّد في أذنه:«إيّاك أن تغفل عنه طرفة عين. لا نريد...
زاهر السالمي* “حينما كنتُ طفلا، أُخذْتُ بمشاعر متناقضة. الرعْب من الحياة، والاحساس بنشوتها في آنٍ واحد” شارل بودلير (1) ولدتُ في واحة بين كثبان وجبال، في “الظاهر”، قرية بشرقي عُمان. وحيث ولدت، حينما يسقط المطر، ويهبط الوادي على بطحاء القرية،...
انتقلت برفقة جوجو إلى هذا المنزل ذات صباح ضبابي في مطلع الشتاء، لم يكن رحيلا حقيقيا ،مادام كل متاعي ينحصر في دولاب قديم وطاولة للكتابة وبضع علب كرتونية .كنت أجلس في الفيراندة أنظر إلى الشاحنة المترنحة وهي تختفي وسط الضباب،...
كان ذلك في ثلمة بين فصلين، فقد رحل الصيف لكن الخريف لم يولد بعد، في تلك الأثناء توهج طائر أبو منجل القرمزي على الشجرة النازفة(1) وتضرجت حديقة الزهور ببتلات الماجنوليا الذاوية. ونمت الفيرنونيا بكثافة يحيطها قبس أرجواني. وبجانب المدخنة بقية...
ميشيل تورنييه Michel Tournier: كاتب فرنسي عاشق للغة، ولد في فرنسا عام 1924م وتوفي عام 2016م. كان يحب إثراء لغته بكلمات مستحدثة وتعبيرات جديدة، ويعدّ أسطورة الأدب الفرنسي والأوروبي خلال النصف الثاني من القرن العشرين. هو الأديب الفيلسوف والصحفي الفرنسي...
أكثر ما أتذكره من كل شيء هو غسل أذني ليو تولستوي. كان العام عام 1989، صباحات الثورة، العام الذي بدأ يتهاوى فيه بلد مولدي. أذناه أكبر من رأسي، وأنا واقف على كتفي ولد واقف بدوره على كتفي ولد آخر. أدعك...
فضاء الملحمة يداه المُجرّحتان ، والخِرقة التي يلفُّ بها جسده الورديّ ، وشَعره المسبول المُجعّد قليلاً، وقامتُه الفارعةُ السُّنبليّة، وتواضع جلسته على حجارة المعصرة، والتلاميذ من حوله .. ولا شيء غير أنه نبيٌّ يعظ ويشرحُ ، ويكاد اليمامُ أن يفرد...
شتاء 2013 كنت أتوهم أن القطط تكتب بدلاً مني. بعدما مللت السيجارة، اطفأتها في الصحن المعدني الصغير، بدا عقبها كجثة هامدة. السيجارة أيقونة الدم الفاسد؟ في لحظة ترتقي الموسيقى الهادئة لتكون أجنحة لقعلي المسافر نحو العزلة الهائلة، نحو الاختلاء الذاتي....