حوار- ملاهاة جامبروفا
ترجمة- كامل شريفوف
سليم باب الله أوغلو (1972)، شاعر وكاتب ومترجم معروف ومن أبرز ممثلي «الموجة الجديدة» للأدب الأذربيجاني المعاصر. قام بتأليف عدة مجموعات شعرية منها «وحيد»، و«لا أحد يكتب للعقيد»، و«ألبوم الصور لإلياس غوتشمان»، و«حوارات مع ابني»، و«جملة ضاع منها حرفها الأول». وقد ترجمت أعماله الشعرية إلى أكثر من عشرين لغة. ونشرت له كتب في بعض الدول مثل تركيا وألمانيا وبولندا والمجر ورومانيا وأوكرانيا وجورجيا وإيران وصربيا. حصل على عدة جوائز من بينها: «الكلمة الذهبية» من وزارة الثقافة بجمهورية أذربيجان، ووسام شهريار الثقافي الدولي في إيران، ووسام إيفو أندريس للأكاديمية الملكية الصربية للعلوم والفنون، وشهادة شاعر الحرية لأوروبا في بولندا. وحصل أيضا على منحة رئيس جمهورية أذربيجان. وفي عام 2018 تم انتخابه «رجل الأدب للعام». وهو الآن يعمل سكرتيرا لدى اتحاد الكتاب الأذربيجانيين.
يُقال إن الطفولة تلازم الشعراء مدى حياتهم. ماذا تقول عن طفولتك، وأماكنها وأبرز ذكرياتها، وما أثرها في تشكيل رؤيتك الشعرية؟
– كل ما أستطيع قوله عن حياتي هو أنني أتذكر ثلاث ذكريات في طفولتي أثّرت فيّ بشدة حتى الآن. كان في البيت كتاب غريب وغامض ملفوف بقطعة قماش سوداء، كانت جدتي تحضره وتضعه فوق رأسي أو رأس أخي. ثم تطلب منّا أن نقبّله، عندما يصيبنا خوف أو حين نحلم بكوابيس. وتقول إن هذا الكتاب يحمينا، فهو كتاب لشيخ. كنت أنا وأخي نقبّل الكتاب من أعماق قلبينا. وفي كل مرة أقبّله، أشمّ رائحته ثم ارتاح واستغرق في النوم. لاحقاً اكتشفتُ أن هذا الكتاب كان «ديوان» سيد نجاري، أحد الشعراء الصوفيين في أذربيجان. هل يمكنني حماية الكتاب؟ أنا لست بورخيس. ولا أستطيع التحدث بجرأة عن خرافاتي. لكن الكلمة طاقة، وربما طاقة ذلك الكتاب الغامض هي سبب التأثير، وكل الكتب العظيمة يمكن أن تؤثر على الإنسان حتى من دون قراءتها.
يتعلق العامل الثاني بجدّي الذي كان يعرف اللغتين العربية والفارسية، مثل والده أيضًا، فضلًا عن الشعر التقليدي القديم وثقافة الشرق وأذربيجان. كان يعرف كل ذلك عن ظهر قلب. يتلو القرآن، ويقرأ قصائد بالعربية والفارسية، ويترجمها ويشرحها لي. أحببت جدّي وكل كلمة كان يقولها لي. الآن أتذكر جزءًا من تلك الكلمات، وأعتقد أن جدّي وتلك القصائد كان لهما تأثير قوي عليّ.
يتعلق العامل الثالث بوالدي، إذ كان يكتب الشعر، وكثيرًا ما كان يقرأه في اللقاءات الوديّة. لقد تأثرت بالقصائد التي كان يقرأها، وأردت التحدث مثل والدي. بطبيعة الحال، يريد جميع الأطفال أن يكونوا مثل آبائهم.
ما الكتب الأكثر تأثيرًا في حياتك؟
– غيرتني كتب مختلفة في أوقات مختلفة، قصائد سمعتها في طفولتي، وقصص ملحمية وأساطير قرأتها، وبعض القصص والروايات لاحقًا. الآن، بالنسبة لي، مفهوم الكتاب أقرب إلى كلمة «الجوهر»، أكثر من النوع والحجم، وما إلى ذلك. وهذا يعني أنه حتى الجملة يمكن أن تعتبر كتابًا. لكن إذا كان يجب أن أذكر كتابًا معينًا، فهو «الطفل الملتحي» للكاتب الأذربيجاني العظيم جليل محمد غولو زاده، و«الجوع» للكاتب كنوت هامسون، و«ذئب البراري» لهرمان هيسه، و«أولاد حارتنا» لنجيب محفوظ، ورواية «وحيد» لأوغست ستريندبيرغ التي أثّرت فيّ كثيرًا. وآيات من القرآن الكريم غيرت حياتي وبعض القصائد أيضا.
لدى بعض الشعراء طقوس للكتابة، ما رأيك بذلك؟
– في تجربتي، لا توجد طقوس خاصة لكتابة الشعر. كل ما أحتاجه هو قلم حبر وورقة، ويمكن أن تكون ركبتي طاولتي. طبعًا يتغير الوضع عندما أكتب أعمالًا واسعة النطاق.
العلاقة بين الثقافتين العربية والأذربيجانية ذات جذور عميقة، ولها أفق مستقبلي أيضًا. كيف ترى هذه العلاقة؟
– أنت محق، الأمر هو أن علاقتنا بالعالم العربي واللغة العربية لها جذور عميقة. أود أن أتحدث بمزيد من التفصيل عن ماضي هذه العلاقة بين الثقافتين. كما تعلم، ربما تكون الروابط الثقافية بيننا في المستقبل أكثر من الماضي. ارتبط التبادل الثقافي بين أذربيجان والعرب بعُرى وثيقة بانتشار الإسلام في أنحاء العالم. خلال 1400 عام، تم تناول القرآن الكريم وتفسيراته، من خلال كلاسيكيات الأدب الأذربيجاني في مختلف العصور. وهو ما يحدث اليوم أيضًا، فهناك شعراء أذربيجانيون حداثيون يكتبون الغزل الذي نشأ في الشعر العربي، ووفق نظام العَروض، وتشير مرجعياتهم إلى القرآن، وإلى أبرز الشعراء العرب المعروفين بالغزليات.
بالمناسبة، يعتبر الغزل من حقائق اللغة العربية وآدابها، وهو أحد الأشكال الثلاثة المهمة المؤثرة في تاريخ الشعر الأذربيجاني، فضلًا عن الغزل الأذربيجاني والتركي. بشكل عام، أنجز مؤلفو الأدب الأذربيجاني الكلاسيكي أعمالًا خالدة باللغة العربية إلى جانب اللغة الأذربيجانية التركية الأصلية. وتعدّ الأعمال التي كتبها خاقاني الشيرواني (1120-1199)، والخطيب التبريزي (1030-1108)، وعماد الدين نسيمي (1369-1417)، ومحمد فضولي (1483-1556) وآخرون باللغة العربية ليست فقط من لآلئ الأدب الأذربيجاني، ولكن أيضًا من دُرر الأدب العربي والشرقي عمومًا.
ورَّث الشاعر الأذربيجاني العظيم، خاقاني الشيرواني، الذي نحتفل بذكرى ميلاده الـ 902 هذا العام، 506 أبيات شعرية كتبها باللغة العربية. لقد نشرنا ترجمة «ديوان» خاقاني إلى اللغة العربية قبل بضع سنوات، تحت إشراف المستشرق الأذربيجاني المعروف الدكتور إمام ويردي حميدوف، الذي لا يزال يعمل بإيثار للتقارب الثقافي بين شعوبنا. وهو حاليًا مدير في قسم «الأدب الأذربيجاني القديم» في معهد الأدب، التابع لأكاديمية نظامي الكنجوي الوطنية الأذربيجانية للعلوم. كما ترجم نماذج من الشعر العربي المعاصر إلى اللغة الأذربيجانية، من بينها قصائد للشاعر علي العامري.
في أعمال خاقاني مراجع وعناوين وإشارات وإيماءات إلى شخصيات بارزة في الثقافة العربية الإسلامية. يعتقد الباحثون أنه في أعماله، لا يذكر أسماء ممثلي الأدب العربي البارزين فحسب، بل يرصد أيضًا السمات الرئيسة التي تميز أعمالهم، وأثر الأساليب الفنية التي استخدموها بشكل منهجي. يحتوي شعر خاقاني على علامات من براعة الشعراء العرب المشهورين، مثل بشار بن برد، ولبيد بن ربيعة العامري، وحسّان بن ثابت، وأبو عبادة البحتري، وأبو الطيّب المتنبي.
ومن الجدير بالذكر أن الشاعر إسماعيل بن يسار النَّسائي والمعروف لدى الباحثين في الأدب العربي القديم، كان أذربيجانيًا. أعتقد أن هذه واحدة من أكثر الحقائق المثيرة للاهتمام.
يمكن ملاحظة أثر اللغة العربية والثقافة العربية في الأدب الأذربيجاني. في الشرق، كان هناك شاعران أذربيجانيان كانت قصة الحب العربية القديمة «مجنون ليلى» ملهمة لهما، فكتب نظامي الكنجوي (1141-1209) هذه القصة باللغة الفارسية، بينما كتبها محمد فضولي (1494-1556) باللغة التركية.
ما دور حركة الاستشراق في التبادل الثقافي وتعزيز التواصل بين الوطن العربي وأذربيجان؟
– دراسة اللغة العربية في معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الوطنية الأذربيجانية للعلوم، لطالما كانت قوية، ولا تزال حتى الآن. ومن الجدير بالذكر أن معهد الدراسات الشرقية أطلق عليه اسم المستشرق البارز والباحث الخبير في الدراسات الشرقية والمؤرخ والأكاديمي ضياء بونيادوف (1923-1997)، الذي كان مع المستشرق والأكاديمي وسيم محمد علييف من أوائل مترجمي معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأذربيجانية للمرة الأولى، عام 1991. كما أن مديرة المعهد نفسه، جوهر بخش علييفا، هي مستشرقة وباحثة بارزة في الدراسات العربية، وأكاديمية، وشخصية عامة، تقود اليوم عملية التبادل العلمي والأدبي بين أذربيجان والعالم العربي.
عند الحديث عن العلاقات الأدبية الأذربيجانية العربية، وبخاصة في مجال الدراسات والبحوث والتعريف بالأدب العربي الحديث في أذربيجان، يسطع اسم الباحثة البارزة في الدراسات العربية، الدكتورة عايدة إيمانقولييفا (1939-1992). التي كانت أول مستشرقة أذربيجانية. وقد قدمت إسهامات، لا مثيل لها، في دراسة أعمال الأدباء المهجريين العرب في الولايات المتحدة الأمريكية، مؤسسي «الرابطة القلمية»، جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وأمين الريحاني، والتعريف بهم في أذربيجان. ويعدّ كتابها البحثي «أعلام الأدب العربي الحديث.. دراسة في أدب روّاد مدرسة المهجر» واحدًا من أهم الكتب التي تتناول «أدب المهجر». كما كانت مترجمة ومحررة كتاب «قضايا في فقه اللغة العربية» الذي نشره معهد الدراسات الشرقية، وقد عملت بتفانٍ لتطوير الروابط الأدبية بين شعوبنا. كما نذكر الباحث البارز المستشرق والأكاديمي وسيم محمد علييف (1942-2019) الذي كان مع المستشرق والمؤرخ ضياء بونيادوف، من أوائل مترجمي معاني القرآن الكريم -كما ذكرنا سابقا-. كما ألّف كثيرًا من الدراسات حول القرآن والإسلام، من بينها «الأخلاق الإسلامية ومبادئها» و«مقاربة للمذاهب في الإسلام»، فضلًا عن دراسته «فقه اللغة العربية بوصفه أحد الفروع الرئيسة لعلم اللغة العام».
وتتسم أعمال المستشرقة البارزة الدكتورة عايدة قاسموفا بأهمية بالغة في حقل الدراسات الأدبية، وفي التبادل الثقافي العربي الأذربيجاني، وتعدّ كتبها البحثية «الأدب الأذربيجاني والقصّ القرآني في القرنين الرابع عشر والسادس عشر». و«السرد القرآني في أعمال فضولي»، و«معراج النبي محمد» ذات قيمة للدراسات الأذربيجانية العربية، وكذلك بالنسبة للحركة الثقافية والعلمية العربية.
أما الدكتور وقار قرادغلي، فهو مستشرق معروف آخر، مؤلف الكتابين القيِّمين «التجويد» و«القرآن الكريم.. التحويل الصوتي في رسومات لاتينية» وهو أيضًا محرر 12 إصدارًا للترجمة الأولى للقرآن إلى اللغة الأذربيجانية.
ما درجة حضور الأدب العربي الحديث في دراسات الأجيال الجديدة من المستشرقين والباحثين الأذربيجانيين؟
– تتواصل دراسات الأدب العربي من خلال جيل جديد من علماء اللغة العربية وآدابها، ومن دواعي سرورنا أن يحتل الشعر العربي في القرن العشرين مكانة خاصة في أعمالهم وأبحاثهم العلمية. على سبيل المثال، أود أن أذكر بسرور كبير ماهر حميدوف ودراسته «رؤية نقدية وقصائد لميخائيل نعيمة»، والدكتور كامل شريفوف ودراسته «الشعر السوري الحديث ونزار قباني». لقد قرأت الترجمات الشعرية لكلا العالمين، ووجدتها ممتعة للغاية.
واليوم، تستمر كلية الدراسات الشرقية بنشاطها في جامعة باكو الحكومية، وتخريج مترجمين ومتخصصين في اللغة العربية وآدابها، سنويًا. كما يضطلع معهد علم اللاهوت في العاصمة باكو بتدريس اللغة العربية إلى جانب موضوعات أخرى.
هناك صفحات من العلاقات الأدبية يجب أن نتذكرها، إذ شهد القرن العشرون تزايد الحضور العربي في الأدب الأذربيجاني، خصوصًا في النصوص الشعرية. ومن بين أفضل الأمثلة على ذلك، قصيدة «الإخوة المصريون» للشاعر الأذربيجاني البارز عثمان ساريولي (1905-1990)، وقصيدة «في ساحة الجزائر» لشاعر الحداثة رسول رضا (1910-1981) ، و«ليالي بغداد» لمحمد رحيم (1907-1977)، و«جميلة» لنيغار رافيبيلي (1913-1981)، و«ابن العرب» لبالاش أذار أوغلو (1921-2011)، والقصتان «شجرة التين» و«الأمطار الغزيرة» للكاتب الأذربيجاني الشهير سليمان والييف (1916-1996).
كما أشير إلى المجموعة الشعرية «مصير القاهرة» للشاعر الأذربيجاني الموهوب فريد حسين الذي سافر إلى مصر عام 2015 ، وقصيدة «الطفل الفلسطيني» للشاعر برويز عارف. كل هذا يظهر اهتمامنا بالعالم العربي الذي هو عالمنا في السياق الإسلامي والشرقي.
كيف تنظر للعلاقات الأدبية القائمة بين أذربيجان وعُمان؟
– أقول بأسف شديد أنه لا يُعرف الأدب العُماني عندنا ولا يُعرف الأدب الأذربيجاني في عُمان. طبعا أنا أستثني بعض المتخصصين من الطرفين. ولكن تم إنشاء هذه العلاقات في السنوات الخمس أو الست الأخيرة. وقمنا أنا ود. عائشة الدرمكي (وهي عضو مجلس الدولة في سلطنة عُمان، ورئيسة لجنة الثقافة والإعلام والسياحة في مجلس الدولة، ورئيسة سابقة لمجلس إدارة النادي الثقافي) معا ببذل جهود كبيرة من أجل ترسيخ هذه العلاقات. بدعم وصداقة الدكتورة عائشة قمنا بإعداد عدد خاص للأدب العُماني في مجلة «الأدب العالمي» الصادرة في باكو. وللمرة الأولى يطبع في أذربيجان كتاب خاص للأدب العُماني بمثل هذا الحجم. في هذا العدد من المجلة تم نشر مؤلفات لعدد من الأدباء والكتاب العُمانيين منها رواية «السفر آخر الليل» ليعقوب الخنبشي، مسرحية «النيروز» لعبد الله بن المبارك البطاشي، ومسرحية «الحلم» لآمنة الربيع، وحكايات وقصص ومقالات لمؤلفين آخرين مثل: أزهار أحمد الحارثي، ورحمة المغيزوي، وعلي المعمري، ويحيى سلام المنذري، ونمير بن سالم آل سعيد، وطالب المعمري، وسليمان المعمري، ومحمد الطويل، ومحمد اليحيائي، وإبراهيم السعيدي، ومحمد سيف الرحبي، وخليفة بن سلطان العبري، وعبد العزيز الفارسي، وجوخة الحارثي، وحمود سعود، وبدر الشيدي، وبشرى خلفان، والخطاب المزروعي، وحمود الشكيلي، وهدى حمد، وهلال البادي، وناصر الصالح، وأحمد الفلاحي، وعادل الكلباني، وعبد الله البلوشي، ومحمد الحارثي وغيرهم. وفي قسم الشعر طبعت قصائد الشعراء مثل: أبو الصوفي سعيد العماني، والعلَّامة محمد بن عامر المعولي، وراشد الحبسـي، ومحمد الحضرمي، وهلال البوسعيدي، ويونس البوسعيدي، وسعيدة الفارسي، وزاهر السالمي، ويحيى اللزامي، وإسحاق الخنجري، وصالح العامري، وهاشم الشامسي، وهلال الحجري، وخميس قلم، وعبد الله العريمي، وبدرية الوهيبي، ومحمود حمد، وعبد الله حبيب، وعائشة السيفي، وحسن المطروشي وغيرهم. وتم طبع مقالتين في المسائل النظرية المتعلقة بالأدب العُماني أيضا وهما مقالة «تطور الخطاب السردي العماني» لعزيزة الطائي، ومقالة «أساليب التعبير السياسي في الشعر العُماني المعاصر» لحميد بن عامر الحجري. المؤلفات التي أُدرِجت في العدد الخاص المذكور للمجلة قام بترجمتها من الأصل أمام ويردي حميدوف ورشاد حسنوف وأيتاكين قوجاييفا وماهر حميدوف وإسماعيل حسينوف.
وقام إلقار فهمي ومجيد أسري بتحويل بعض القصائد المترجمة سطريا إلى نَظْم. أما الصور الملونة المنشورة في صفحات المجلة فكونت فكرة عامة عن الرسم العُماني وفن التصوير في عُمان لدى القراء الأذربيجانيين. وبالمناسبة، فرحنا للغاية لما سمعنا خبر فوز الكاتبة العمانية جوخة الحارثي بجائزة بوكر الدولية منذ عدة سنوات وهي من الكاتبات اللواتي نُشـرت قصتها على صفحات مجلتنا. وحتى هذه الفترة كان القارئ الأذربيجاني يعرف هذه الكاتبة. وفي نفس الوقت قمنا بنشر كتاب بعنوان «مقالات عن سلطنة عُمان» الذي يضم مقالات مفصلة مختلفة عن تاريخ عُمان القديم وعاداتها وتقاليدها واقتصادها وآلات الريّ المستخدمة فيها وثقافتها وأدبها وصحافتها والفن الشعبي التقليدي الخاص بها وأفلامها ومسرحها. تم طبع الكتاب باعتباره دائرة معارف عن عُمان، وبفضل هذا الكتاب تعرف القارئ الأذربيجاني على مقالات مشاهير عُمان مثل الشيخ هلال السيابي، وعبد العزيز بن محمد الرواس، وعبدالله ابن ناصر الحراصي، ومعصومة العجمي، وفخرية بنت خلفان اليحيائي، وسعيد بن محمد الصقلاوي، وعلي بن جعفر اللواتي، وحميد العامري، وعزة القصابي، وعبد الله بن خميس الكندي، ومحمد سيف الرحبي، ومسلم الخاطري، وزينة الحارثية، وسميرة بنت خميس ابن موسى اليعقوبي، ومحمد العريمي، وعوض بن سعيد باقوير، ومنى بنت محفوظ المنذرية.
نحن نولي اهتماما خاصًّا للعلاقات والمشاريع مع سلطنة عُمان باعتباها بلدا عربيا في الشرق الإسلامي ونعتقد أن العلاقات القائمة بيننا ستزداد سعة. وأنا أعبّر عن شكري وتقديري للدكتورة عائشة الدرمكي على ما بذلت من جهود في هذا المجال. وكذلك أعبّر عن شكري وامتناني للدكتورة أيتاكين قوجاييفا -التي درست في سلطنة عُمان- على ما قدمت في سبيل تعزيز العلاقات بين الطرفين وتقويتها.
ماذا تتمنى لقارئي مجلة ؟
– أعبّر عن شكري وامتناني للفريق القائم على مجلتكم وقارئيها باسمي وباسم الأدباء الأذربيجانيين. وأعتقد أن العلاقات القائمة بيننا ستستمر في المستقبل وسنعرف عُمان القديمة والجديدة كما ستعرفون أنتم أذربيجان عن كثب.