حول الفراشات
تنتمي الفراشة الى رتبة من الحشرات تسمى حرشفية الأجنحة وتشتمل هذه الرتبة على العث، فراش الليل، وتشكل مع رتبتي غشائية الأجنحة (الزنابير) وغمدية الأجنحة ( الخنافس) أحد أكبر الرتب الحشرية الثلاث ولكل رتبة من هذه الرتب الثلاث ما يربو على 100000 نوع غير ان عدد أنواع الفراشات قد لا يزيد على 15000 نوع وتشكل أنواع العث بقية أنواع الرتبة. للفراشات والعث صفة مشتركة وهي أن جميعها لها أربعة أجنحة وطيفية مغطاة بحراشيف رفيعة دقيقة وملتحقة بغشاء الأجنحة
الشفاف التحاق القرميد بسقف البيت أما الاسم العلمي للرتبة Lepidroptera فمشتق من كلمتين اغريقيتين تعنيان الخرشوف والأجنحة.
ولا نواجه عادة مشكلة في التمييز بين هذه الرتبة والمجموعات الحشرية الأخرى غير أن التمييز بين الفراشات والعث أقل سهولة،ومع ذلك فأنواع الرتبة التي تطير في ساعات النهار وتطوى أجنحتها على ظهرها عند الحلول والاستراحة ولها قرن استشعار يشبه الهراوة، فمن المرجح أنها من أنواع الفراشات، يجري تصنيف جميع الحيوانات والنباتات تصنيفا علميا أسسه العالم السويدي المشهور كاول فون ليني في لقرن الثامن عشر بعد الميلاد. وتقسم الفراشات الى فصائل كالفصيلة الخطافية الذيل (Papilionidae) وفصيلة الحورائيات (Nymphalidae) ولكل نوع من أنواع الفصيلة الواحدة خصائص لا توجد لدى أنواع الفصائل الأخرى.
انتشار الفراشات في عمان
يتواجد في سلطنة عمان ما يربو بقليل على 70 نوعا من الفراشات واذا كان ذلك العدد يزيد على عدد الأنواع الموجودة في بريطانيا مثلا، إلا أنه قليل بالنسبة الى عدد الأنواع المعروفة في العالم كله والذي يربو على 15000 نوع ويبلغ عدد الأنواع الموجودة في بعض أقطار العالم والتي ليست أكبر مساحة من عمان ما ينيف على 1000 نوع فيجدر بنا بحث أسباب وجود عدد قليل نسر منها في السلطنة، ولذلك سببان رئيسيان أولهما يتعلق بمساحة المنطقة التي تعيش أنواع الفراشات فيها، وثانيهما يخص البيئة وتأثيرها على بقاء هذه الأنواع في العالم المعاصر.
أما السبب الأول فتقع السلطنة في مفرق أو ملتقى ثلاث مناطق جغرافية مميزة فيما يخص الحيوانات وهي المنطقة الافريقية الاستوائية والمنطقة الآسيوية الاستوائية ومنطقة الاقاليم المعتدلة المناخ الممتدة من أوروبا الى الشرق الأوسط.
تعد فراشة الحمضيات papilio demoleus نوعا مثاليا للفراشات الآسيوية التي دخلت عمان إلا أن عدد مكر هذه الأنواع الشرقية قليل فليست ذات أهمية كبيرة في عمان.
ويعد النوع المسمى بفراشة الحمضيات الافريقية (papilio demoleus القريب منه نوعا مثاليا ايضا للفراشات الافريقية الاستوائية التي دخلت سلطنة عمان ولم تتعد المنطقة الجنوبية للسلطنة.
أما نوع الفراشة البيضاء ذات البقع الصفراء (Colotis halimede)
فله موطن مشابه لذلك الا أنه لم يدخل الهند.
ولبعض الأنواع مواطن لا تعتبر مترامية الأطراف منها الفراشة الكبيرة ذات الحاشية الصفراء (Charaxes hansali) والفراشة المنقطة العربية
(Spialia mangana) اللذان لا يتواجدان الا في المناطق القاحلة
جدا من افريقيا الشرقية والجزيرة العربية. وعثرنا أيضا على عدة أنواع لا نشك في أنها من أصل افريقي استوائي الا أنها لا تتواجد حاليا إلا في الجزيرة العربية لكننا لم نعثر عليها حتى الآن في عمان. أما الفراشات الصحراوية فيعثر عليها عموما في أطراف الصحاري الافريقية وفي جبالها الشامخة وبعض أقطار الشرق الأوسط والجزيرة العربية وشمال غرب الهند وأفغانستان وتركستان.
وتعود أصول هذه الفراشات الى كلا المجموعتين الافريقية الاستوائية والأوروبية المعتدلة الا أنها أصبحت تستوطن البوادي والصحاري فلا يعد غيرها من الأنواع مستقرا في هذه المناطق الصحراوية باستثناء بعض الأنواع التي تزور هذه المناطق عند بعض فصول العام بصورة مؤقتة. وفي عمان أيضا أنواع دخلت السلطنة من الأقاليم الأوروبية المعتدلة المناخ. وتوصلت عدة أنواع من هذه المجموعة الى افريقيا الشرقية بواسطة جبال اليمن العالية وذلك قبل زمان بعيد والمرجح أنه خلال عصر الجليد ومن المحتمل أن أكثر هذه الأنواع قد انقرضت مع تغير المناخ لكن بعضها لا تزال في قيد الحياة اليوم ومن المتبقية Melitara abyssinica الذي يمتد موطنه من مرتفعات اثيوبيا فاليمن وعسير الى ظفار أما شمال عمان فوصلت اليها أنواع من المناطق المعتدلة المناخ في عصور أقرب الينا بكثير ويدل على ذلك وجود Artogeia Krueperi أو Hipparchia parisatis في جبال عمان الشمالية ووجود Pseudophilotes ricrama في منطقة مسندم.
لا يسكن أي نوع من الفراشات منطقة ما إلا إذا توافرت فيها أحوال خاصة ولذلك لا يسكن أي نوع جميع انحاء العالم ولذلك أيضا يقتصر موطن بعض الأنواع على مناطق تعتبر ضيقة جدا. أما الأحوال اللازم توافرها فمنها وجود نباتات مناسبة تقتات بها اليرقانة، وكون الأحوال الجوية مناسبة لبقاء الفراشة بصورة دائمة إلا أن بعض الأنواع تتغلب على بعض مشاكلها الغذائية والمناخية بواسطة الهجرة من منطقة الى أخرى مع توالي فصول العام. لكننا نرى أن المناخ والنباتات أمران متعلقان بعضهما ببعض فلا يناسب كل مناخ كل نبات، إلا أن انتشار أكثر النباتات يزيد اتساعه عل انتشار الفراشات المقتاتة بها، وتعد أكثر أنواع اليرقانة شديدة الحساسية فيما يخص الغذاء فلا تستطيع أن تأكل إلا نوعا واحدا أو أنواعا قليلة جدا من النباتات وتختلف انواع هذه النباتات مع أنواع الفراشات فتقتات جميع الأنواع العمانية التابعة لفصيلة سمراوات الحقول Satyridae بالأعشاب بينما تأكل معظم الأنواع التابعة لفصيلة الكرنبيات Pieridae من أنواع نباتات الفصيلة الكبرية Capparidaceae والفصيلة الصليبية Cruciferae وأكثر أنواع الفراشات التابعة لفصيلة رهيفات الجناح Lycaenidae تقتات بنباتات الفصيلة القرنية الا أن نوع فراشة التين الزرقاء Myrina silenus لم يعثر عليه الا على شجرة التين.
دورة حياة الفراشة
بعد اتمام عملية التناسل تقني الفراشة الأنثى ما يبقى من حياتها في وضع البيض ويتراوح عددها بين 100 و 300 في مدة تقرب من شهر واحد. وتضع بعض الأنواع بيضها مجموعات. إلا أن أكثرها تضع بيضها بيضة بيضة وقد لا تضع أكثر من بيضة واحدة في كل نباتة من النباتات التي تقتات الفراشة بها. والفراشة الأنثى حريصة جدا على الا تضع بيضها إلا على النبات المناسب وبعد التأكد من أنه ذو أوراق جديدة مناسبة.
يمكن رؤية فراشة الحمضيات Papilio demoleus وهي تفتش أوراق شجر البرتقال والليمون بدقة وتضع في كل مرة بيضة على الأوراق الطرية ذات العصير. وان وضع هذا النوع بيضة واحدة في كل مكان إلا أننا قد نعثر على عدد من البيض على ورقة خضراء واحدة وذلك لأن أكثر من فراشة اختارت هذه الورقة ورأتها مناسبة لوضع البيض.
وتختلف يرقانة الفراشات شكلا ولونا أكثر عن البيض بحيث لا يمكن بسهولة التمييز بشكل عام بين الاختلافات فمثلا لا توجد طريقة يمكن بها التمييز بين يرقانة الفراشة عن يرقانة العث بالتأكيد سوى أن اليرقانة التي يغطي جسمها فرو ولها شعر يمكن فصله هي يرقانة العث لا يرقانة الفراش.
ويؤثر هطول الأمطار على انتشار الفراشات أيضا فتتناسل بعض الأنواع الاستوائية طوال العام فمنها التي تقتات بالعشب والتي لاتطيق أوقات القحط في شمال عمان فمن غير صدفة ان أكثر الأنواع التي يعود اصلها الى افريقيا الاستوائية والتي عثر عليها في عمان تعد من تلك الأنواع المكيفة
لأشجار المناطق الزراعية أمثال parrhaslus Chilades و Hypolimnas missipus وليس بصدفة كذلك أن الأنواع التي تعود الى أصل شمالي معتدل أمثال Artogeia krueperi و Pseudophilotes vicrama لا تتواجد إلا في مرتفعات جبال مسندم وشمال عمان. مع ذلك فنوع ثان من أصل شمالي قد عود نفسه على السكن في المزارع وهو Popilio machaon وذلك لأن الواحات العمانية تحتوي على نباتات بقدر هذا النوع على الاقتيات بها. ويبدو أن Ypthima bolanica لا يتواجد الا في الأودية الصخرية بين المرتفعات المتوسطة على سفوح الجبل الأخضر الشرقية وعلى الجبل الأسود وهي من الأماكن التي لا تستلفت نظرنا ولا اهتمامنا اسكفاتا خاصا. والجدير بالذكر أن مناخ جبال ظفار أشد رطوبة من غيرها من انحاء السلطنة وذلك لتأثير غيوم موسم الخريف في الجنوب ولا شك في أن كثيرا من الأنواع العائد أصلها الى المناطق الافريقية الاستوائية والمقتصر موطنها حاليا على ظفار لولا جفاف جو شمال عمان لانتشرت في جميع الأنحاء العمانية. هذا ونسبة كبيرة من الفراشات في عمان تعد من الأنواع المهاجرة إلا أنها لا تقوم مثل الطيور برحلات موسمية منتظمة وذات اتجاه معروف بل يبدو أن جميع المناطق المناسبة للتناسل غير أننا قد نشاهد في هذه الهجرات في بعض الأحيان أعدادا هائلة من الفراشات وتجدر بنا الاشارة الى أن هذه النسبة الكبيرة من الأنواع المهاجرة في عمان قد تعود الى أن الأحوال الجوية في البلاد قاسية.
حياة الفراشة
إن كثيرين من عامة الناس يعتقدون أن الفراشة لا يزيد عمرها عل يوم واحد فدخلت هذه العقيدة الخاطئة حتى أغانينا الشعبية ولا شك أن بعض الفراشات تقتلها الحيوانات المفترسة قبل أن يبلغ عمرها يوما واحدا إلا أن الفراشة قد يدوم عمرها شهرا أو أكثر ونادرا ما يكون سبب موتها طول عمرها وذلك لكثرة المفترسات.
وشغل الفراشة الشاغل بعد خروجها من الخادرة هو التناسل
فالانتشار، وتحقق الفراشة هاتين الغايتين بواسطة الطيران وكثيرا ما يتعرف جنسا الفراشة بعضهما على بعض بواسطة ألوانهما وقد أشارت التجارب الاختبارية الى أن الذكر قد يفضل نماذج اصطناعية من الأنثى مكبرة وشديدة الألوان على الفراشة الأنثى الحقيقية نفسها. وبعد التعرف البصري كثيرا ما يقوم الجنسان بتصرفات معقدة تستهدف اثبات انتمائهما الى نفس النوع، واذا أخطأ أحدهما في أية مرحلة من مراحل هذه العمليات الخاصة فقد تنقطع العمليات أو يتم استئنافها من أولها. ويدخل الشم أيضا في عمليات التناسل هذه، فلذكر الفراشة قشور تحتوي على أنواع الرائحة وتلعب دورا في كل هذه العمليات فلفراشة الصخور السمراء. H. Parisatis و A.ubaldus فراشة السمر الزرقاء الصحراوية مثلا بقع مبينة من مثل هذه القشور على اجنحتهما الأمامية كما أن لفراشة الشخر (فراشة النمر السادة) Danaus chrysippus شعرا رفيعا داخل الجسم تخرجها عند قيامها بالعمليات التناسلية.. فمن الضروري الا تبذر القوة التناسلية في محاولات التناسل بين فراشتين لا تنتميان الى نوع واحد أكثر أنواع الفراشات تتناول نوعا من الأغذية في المرحلة بعد خروجها من الخادرة إلا أن ذلك يختلف كما ونوعا بين الأنواع المتعددة فأكثرها تفضل الزهور ولاسيما اللنتانة ورقيب الشمس والشوك والسرح لكن بعض الأنواع لا تعجبها الزهور ومنها نوعا (شاراكسس) هذا، وكثير من الأنواع الفراشات تحب الأماكن الرطبة بالقرب من المنابع أو على ضفاف الأنهر (فصيلة الكرنبيات) وبعض فصيلة رهيفات الجناح.
الفراشة البيضاء ذات الخطوط الخضراء
Euchloe belemia
يسهل التمييز بين هذه الفراشة البيضاء الجميلة الصغيرة وبين
غيرها من أنواع الفراشات العمانية بواسطة الخطوط الخضراء
الموجودة على الوجه الأسفل من جناحيها الخلفيين وقد عثر على نوع قريب منها وهو Euchloe falloui في المملكة العربية السعودية الى حد جدة والرياض إلا أنه من غير المنتظر أن يتواصل الى عمان. أما هذا النوع العماني E. belemia فنرى عادة على الوجه الأسفل من جناحيه الأماميين بقعة سوداء يشطرها خط أبيض ما ليس لقريبه المذكور.
فراشة الكبر البيضاء Anaphaeis aurota
يعرف هذا النوع الواسع الانتشار بحدة أطراف جناحيه الأماميين والخطوط السوداء الرفيعة على مجاري عروق الوجه الأسفل من جناحيه الخلفيين وهذه الخطوط السوداء أعرض لدى الأنثى منها عند الذكر وأقل دقة كما أن اللون العام للجناح لديه له شيء من الأصفر الشاحب.
الفراشة العربية الذهبية Colotis chrysonome
هذا أول نوع من الأحد عشر نوعا من أعضاء الجنس كولوتيس Colotis، المتواجدة في عمان 0والتي تعد جزءا لا يتجزأ من فراشات الأقطار الجافة في القارة الافريقية والجزيرة العربية وفي الهند أيضا الى حد ما. أما في السلطنة فيقتصر موطن خمسة من الأحد عشر نوعا على المنطقة الجنوبية فتتواجد الأنواع الستة الأخرى في شمال عمان أيضا وتعد هذه الفراشة من أربعة أنواع وردية اللون العام الا أنها تتميز من الأخرى بما لها من اللون الذهبي وما للوجه الأعلى من الجناحين الأماميين من اللون الأبيض.
الفراشة البيضاء ذات البقع الصفراء
Colotis halimede
أن هذا النوع من أكثر الأنواع العمانية ندرة فيما يخص ألوان أجنحته فلها بقع صفراء بارزة عل اللون الأبيض العام ويعرف نوع مشابه له لكنه أصفر منه حجما في منطقة عدن وهو Colotis pleione ولم يعرف هذا النوع في عمان الى أن عثر المستر (جرانفيل وايت) على ثلاث عينات منه في وادي النار ووادي ريخوت عام 1977 وذلك خلال أعمال مسح الحيوانات والنباتات البرية في ظفار ووجدت أيضا أعدادا منه ليست بكبيرة في وادي عدونيب ووادي شعت لكننا لا نتوقع العثور عليه في شمال عمان. أما المناطق التي وجدناه فيها بظفار فمن أكثر المناطق جفافا في الاقليم.
الساحلي حيث تنبت أنواع البلسان Commiphora وبوسكيا Boscia ومن ذلك نرى أن هذا النوع وان كانت يرقانته تشارك يرقانة الفراشة ذات الطرف القرمزي Colotis danae، في تفضيل شجر القضب Cadaba
أكلا لها لكنها حساسة أكثر فيما يتعلق بالبيئة.
الفراشة ذات الطرف البرتقالي والبقع السوداء
Colotis daira
إن عدد أنواع الفراشات المنتمية الى جنس كولوتيس Colotis، وذات اللون البرتقالي على أطراف أجنحتها هال حقا في القارة الافريقية لكنه من السهل نسبيا التمييز بين الأنواع الخمسة المتواجدة في عمان. أما C. liagore تشبه antevippe إلا أنه أصفر منه حجما ولير له ما للنوع الثاني من بقعة سوداء على الجناحين الأماميين.
فراشة الصحراء ذات الطرف البرتقال
Colotis liagore
أما Colotis daira فيتميز عن غيره من الأنواع الأخرى بما له من وسوم سوداء بارزة على كل من أجنحته الأربعة ويعتبر نوعا منتشرا في انحاء القارة الافريقية كما تم العثور عليه أيضا في المناطق الجنوبية الغربية للجزيرة العربية. مع ذلك فلم يعثر عليه في السلطنة قبل اكتشافي له في محافظة ظفار وذلك في وادي شعت بالقرب من صرفية في شهر أكتوبر عام 1979 ونظن أن النبات الذي يقتات به هذا النوع هو القضب
Cadaba.
الفراشة العربية الوردية Colotis fausta
ليس هذا النوع قريبا جدا من نوعي Colotis وC. Phisadia
calais وان كان لونه يشابه لونهما فيتميز هذا النوع بحجمه الأكبر وبما له من اللون الأسود ويعد انتشاره مختلفا عما لغيره عن أنواع الفراشات العمانية فموطنه سيلان والهند وايران والجزيرة العربية ولبنان وجنوب تركيا كما تم العثور عليه في القاهرة.
الفراشة ذات الطرف الذهبي والخطوط السوداء
Colotis eris
يتميز هذا النوع من غيره عن أنواع Colotis المتواجدة في الجزيرة العربية بما له من اللون الذهبي البنفسجي لأطراف أجنحته ولكثرة ما للجناحين الأماميين من اللون الأسود فلهذا النوع وهو قاطن الجزيرة العربية من اللون الأسود ما يزيد على ما لديه وهو متواجد في القارة الافريقية ولذلك تم تعيينه نوعا منفصلا وتسميته Conlractus أما في السلطنة فلم يعثر عليه إلا في ظفار
فراشة العشب الصفراء Eurama hecabe
إن هذه الفراشة الصفراء الجميلة لا يشابهها نوع ثان من أنواع الفراشات العمانية الأخرى. ويقتصر موطنه في السلطنة على محافظة ظفار حيث ينتشر على سفوح الجبال ولاسيما الأماكن الرطبة منها فعثر المستر (جرانفيل وايت) على ست عينات سنة 1977 خلال أعمال مسح الحيوانات والنباتات البرية وأنا لم أعثر إلا على عشر عينات في أربعة مواقع.
ويقتات هذا النوع عادة على النباتات أعضاء الفصيلة البقلية (القرنية) أمثال السنا (العشرق) والسيسبان Sesbanina هذه الأخيرة هي الشجرة التي يأكل هذا النوع أوراقها في المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية إلا أنه يأكل أوراق نباتات أخرى أيضا أمثال Hypericum
فراشة اللؤلؤ الكبيرة Sionehamia varanes
الفراشة الكبيرة
ذات الحاشية الصفراء Charaxes hansali
إن هذين النوعين من أكبر أنواع الفراشات العمانية وأجملها لكنهما يقتصر تواجدهما على محافظة ظفار ويعدان من أعضاء مجموعة Charaxinae وهي مجموعة كبيرة من الفراشات الكبيرة الجسم والعائد أصلها الى القارة الافريقية.
فراشة الحسناء السيدة الجميلة vanessa cardui
إن هذا النوع من أكثر أنواع الفراشات نجاحا في رحلاتها الهجرية وبالتالي يعد أوسع الأنواع انتشارا في العالم فلا يغيب الا في الأقطار القطبية وفي بعض مناطق أمريكا الجنوبية.
أما طيران هذا النوع فسريع ويصعب القبض عليه حتى عند حلوله على الأرض وذلك لشدة انتباها. وتقتات اليرقانة بالشوك والخباز الا أنه قد يأكل أنواعا ثانية من النباتات ولا سيما وقت الازدحام. ولون اليرقانة اسمر قاتم ولها خطوط صفراء كما أن جسمها تفعليه الأشواك ويختلف عن معظم الأنواع الأخرى لأن يرقانة تصنع من أوراق النبات الذي تقتات به خيمة صغيرة تختفي فيها.
فراشة اللؤلؤ الافريقية Meliaea abyssinica
لا مثيل لهذا النوع في عمان فيما له من تلوين رفيع دقيق للوجه الأسفل لجناحيه الخلفيين كما أنه يثير اهتمام من يعتني بانتشار أنواع الفراشات إنه العضو الوحيد من أعضاء المجموعة التي ينتمي اليها.
فراشة الغسق البسيطة Melanitie leda
ينتشر في جميع أقطار افريقيا ومعظم انحاء آسيا الاستوائية كما عثر عليه مرات قليلة في المناطق الجنوبية الغربية من الجزيرة العربية واختلاف تلوينه وشكله بين فصل وآخر مما يستلفت النظر، فالذي يعيش منه في موسم الأمطار مسنن الجناحين الأماميين وللوجه الأسفل من أجنحته بقع بارزة تشاكل العين إلا أن هذا النوع يعد وقت القيظ ذا أجنحة لها زوايا ولها تمويه على وجهها الأسفل وليس لها بقع تشابه العين. ويخالف هذا النوع معظم أنواع الفراشات بطيرانه وقت الفسق كما أن الضوء يجذبه.
فراشة الصخور السمراء ذات الحاشية البيضاء
Hipparchia parisatis
إن هذا النوع الكبير الذي له أطراف بيضاء لأجنحته أول أربعة أنواع عمانية تنتمي الى فصيلة سمراوات الحقول Satyridae التي تعرف بالبقع الملونة المشبهة بالعين ويتميز عن غيره من الأنواع العمانية ويعد منتشرا جبال شمال الهند الى شرق تركيا وفي عمان حيث عثر عليه في الجبل الأسود والجبل الأخضر الذي يكثر انتشاره فيه ولا شك في وجوده بين جبال مسندم وفي ظفار أيضا.
فراشة المزاح Byblia ilithya
يتميز هذا النوع عن غيره بين الأنواع العمانية بما له من لون عام ذهبي عسلي وخطوط سوداء وتلوين دقيق رفيع على وجه أجنحته السفلي.
وقد لاحظت أن هذا النوع كثيرا ما عثر عليه بالقرب من الشرنجبان.Solanum incanum فخطر لي أنه قد يأكل هذا النبات الا أن الأمر انتهى بي الى اكتشاف الحقيقة وهي أن الفراشة كانت تشرب نسغ هذا النبات بعد قيام حشرات أخرى بجرحه فعثرت على ست أو سبع فراشات من هذا النوع حول نباتة واحدة من الشرنجبان بالاضافة الى ثلاث فراشات من نوع Stonehamia varanes والجدير بالذكر أن Byblia ilithyia
تعجبه الزهور أيضا ولا سيما رقيب الشمس.
فراشة التين الزرقاء Myrina silenus
إن هذا النوع الجميل اللافت للنظر يعد من أعضاء فصيلة رهيفات الجناح Lycaenidae وينتشر في انحاء افريقيا وجنوب الجزيرة العربية ويعد مع Coeliades anchises مثالا للأنواع العائد أصلها الى القارة الافريقية والتي تعدت محافظة ظفار الى ولايات السلطنة الأخرى.
فراشة الرمان Deudorix livia
وما يتميز هذا النوع به اللون الأحمر الفاتح للوجه الأعلى من أجنحة الذكر أما الأنثى فأقل منه لونا إلا أن ألوان الوجه الأسفل لهذا النوع تختلف عما لغيره من الأنواع العمانية.
الفراشة الرصاصية الزرقاء Anthene amarah
يعرف هذا النوع بما له من اللون الأسمر الرمادي العام وفيه لدى الذكر
شيء من اللون الذهبي كما أن الذيول الثلاثة القصيرة المتعلقة بالجناحين الخلفيين تستلفت النظر.
الفراشة الزرقاء المخططة (السرب الأسفل)
Syntarucus pirithous
فراشة البسلة الزرقاء (السرب الأعلى)
Lampides boeticus
إن الألوان الجميلة الرفيعة التي يتحل بها الوجه الأسفل لأجنحة كل من هذين النوعين تميزهما عن غيرهما من أنواع الفراشات العمانية كما أنها تختلف بين أحدهما والآخر.
فراشة السمر الزرقاء الافريقية Azanus jesous
فراشة السمر الزرقاء الصحراوية Azanus ubaldus
ان انتشار أنواع الجنس أزانوس Azanus يوافق موطن شجر السنط في القارة الافريقية الا أن بعضها تصل الى الأقطار الأشد رطوبة ويصل نوعان منتشران منها الى الجزيرة العربية والشرق الأوسط والهند. والنوعان المتواجدان في سلطنة عمان متشابهان غير أن التمييز بينهما ليس بعسير فذكر نوع ubaldus أصغر حجما من ذكر نوع jesous وله بقعة واضحة من القشور الخاصة بالتناسل على الوجه الأعلى من جناحيه الأماميين بينما يعم اللون الأزرق والأرجواني الرفيع أجنحة نوع jesous غير أن الأنثى لكل من النوعين تشاكل قريبتها مع أن لون البقع الطرفية على الوجه الأسفل للأجنحة الأربعة أسود لدى انثى jesous لكنها سمراء اللون لدى ubaldus.
فراشة مسندم الزرقاء Pseudophilotes vicrama
هذا النوع الصغير يختلف عن غيره من الأنواع العمانية ذات اللون الأزرق بما للوجه الأسفل من جناحيه الخلفيين من سلسلة كاملة من النقط الحمراء على طول أطرافها كما أن الحواشي المختلفة اللون لأجنحته تعد من بين خصائصه. ويعود أصل هذا النوع الى الأقطار الشمالية ويمتد انتشاره من أوروبا والشرق الأوسط الى افغانستان وانحاء الاتحاد السوفييتي الى المناطق الشمالية الغربية من الهند.أما في عمان فلم يعثر.عليه الا بمنطقة مسندم حيث وجد المستر (جيشارد) فراشة انثى واحدة وذلك في شهر ابريل عام 1975 في جبل الحريم على ارتفاع 1000 متر عن سطح البحر وعثرت أنا أيضا على عدد منه في المنطقة نفسها في شهر فبراير سنة 1979 واكتشفت أعدادا من الفراشات في عدة أماكن على سفوح الجبال الوعرة وبين الشجيرات فرأيت هذا النوع مستوطنا المنطقة. هذا ولا يعرف هذا النوع في غير عمان من انحاء الجزيرة العربية لكنه علينا البحث عنه بين أعالي الجبل الأخضر. أما أقرب موطن له خارج عمان فجبال ايران. والجدير بالذكر أن ما عثرنا عليه من هذا النوع في عمان ليس له ما يميزه من أقربائه في ايران إلا أن لونه قد يكون قاتما أكثر من لون الفراشة الايرانية. وبما أن هذا النوع يتناسل عادة ثلاث مرات في العام فليس بإمكاننا وصف الفراشة العمانية بأنها نوع جديد الى أن تصلنا معلومات عن تواجدها وخصائصها خلال أشهر القيظ. ويطير هذا النوع بالقرب من الأرض ولا يبصره المرء الا بصعوبة. ومما يجدر بنا الاشارة اليه أن أعداد هذا النوع قليلة بالنسبة الى معظم الأنواع الأخرى أعضاء فصيلة رهيفات الجناح Lycaenidae. أما طعامه فالسعتر (الصعتر أو الزعتر.) Thymus لكننا لم نعثر في جبل الحريم على هذا النبات فمن المحتمل اقتيات هذا النوع بنبات آخر من أنواع الفصيلة الشفوية.
توربن لارسن (باحث من بريطاني)