يعد الشاعر الإنجليزي الأمريكي الأصل ، تي. إس. إليوت T.S. Eliot .. (1888 – 1965)، أبرز رموز الحداثة الشعرية في القرن العشرين واعظمهم تأثيرا في شعراء العالم وشعراء القصيدة العربية الحديثة بخاصة . ولعل قصيدته (الارض الخراب) نالت من الشهرة ما لم تنله قصيدة اخرى ، ونسج على منوالها شعر كثير ولا يزال ينسج .
وربما أهم ما يميز هذه القصيدة بنيتها الديالكتيكية التي تزاوج بين التجديد في اشكال التعبير الشعري وبين النزعة الكلاسيكية في التفكير . ومن ذلك ان القصيدة ضمت بين ثناياها اشارات واقتباسات من نصوص وآثار قديمة وحديثة تراوحت بين الاساطير والديانات القديمة الى نصوص لشعراء وادباء وباحثين قدماء ومعاصرين. الأمر الذي حدا بالشاعر ان يضع للقصيدة هوامش لتسجيل بعض المصادر التي استقى منها تلك الاشارت والاقتباسات .
وقد يلاحظ القارئ المطلع على القصيدة، كما لاحظ الباحث الدكتور عبد الله الطيب المجذوب، ان هذه الهوامش قد خلت من اي اشارة الى مصدر عربي او اسلامي. وهذه الملاحظة صحيحة لكنها لا تصلح كفرضية لاتهام اليوت بانه اغفل ذلك عن عمد لكي يخفى امر سرقته وحذوه حذو الشعر العربي الجاهلي على النحو الذي ساقه الدكتور الفاضل في دراسته (الفتنة باليوت خطر على الادب العربي) والتي نشرت بمجلة الدوحة سنة 1982 (1). وكنا قد نشرنا بعض الردود على الدكتور ارجعنا فيه ما ظنه الدكتور عبد الله الطيب سرقة من الشعر الجاهلي، الى المصادر التي ذكرها اليوت في الهوامش والى التجربة الشعرية والحياتية للشاعر. (2)
بيد ان ما لم يلحظه الدكتور عبد الله الطيب في تلك الدراسة، هو اثر رباعيات عمر الخيام في التجربة الشعرية للشاعر الانجليزي الامريكي الاصل تي اس اليوت. صحيح ان الدكتور قد اشار عرضا في تلك الدراسة الى ان اليوت ذكر انه قرأ عمر الخيام في شبابه الا ان عبدالله الطيب لم يتوقف للتسآؤل عن الاثر الذي يمكن ان يتركه الخيام في شعر اليوت. الحقيقة ان اليوت أقر غير مرة، في مقالاته واحاديثه ومحاضراته، بتأثره برباعيات عمر الخيام. وقد اشار بعض النقاد الغربيين الى ذلك، الا ان النقاد والدارسين العرب لم يتصدوا لبحث هذه الظاهرة وتقصي آثارها ومدى تغلغلها في شعر اليوت.
وعلى كثرة اهتمامي واطلاعي على ما كتب عن اليوت لم تصادفني سوى اشارة واحدة، وردت عرضا في كتاب «أوتار شرقية على القيثار الغربي» للدكتور احمد البدوي، ألمح فيها الى وجود شبه بين افتتاحية قصيدة «الارض الخراب» ورباعية للخيام، حسب، ترجمة فيتزجيرالد. ولكنه لم يتوقف اكثر من ذلك لاستكناه علاقة اليوت برباعيات الخيام،اذ كان منشغلا باثبات فرضيته الاساس او ما اسماه (3) «ماء السماء الاسلامية في الارض الخراب» وهي، الفرضية التي يقول فيها ان اليوت أخذ، فكرة الارض الخراب، من تعبير «الارض الموات» في القرآن الكريم. وواضح ان أحمد البدوي كان يقتفي في ذلك أثر دراسة الدكتور عبدالله الطيب المشار اليها .
مكانة رباعيات الخيام في الادب الانجليزي :
كان الشاعر الانجليزي، ادوارد فيتزجيرالد Edward FitzGerald (1809 – 1883) قد ترجم رباعيات الخيام من الفارسية الى اللغة الانجليزية ونشرها لاول مرة سنة 1859.والجدير بالذكر حتى ذلك الوقت لم يكن شعر الخيام قد نقل الى اللغة العربية.
وقد حظيت ترجمة ادوارد فيتزجيرالد، لرباعيات الخيام، من الفارسية الى الانجليزية بين القراء الانجليز بشعبية منقطعة النظير، لم تبلغها حتى اعمال شكسبير، وتغلغلت عميقا في وجدان حملة الثقافة الانجلوسكسونية وجرى بعض منها على الالسن، مجرى الامثال والحكم. وعن ذلك جاء في مقدمة طبعة دار بنجوين، لرباعيات الخيام :(4)
«.. وتعد ترجمة فيتزجيرالد لعمر الخيام اشهر الترجمات الادبية الى الانجليزية طرا. ولم تضاهيها في ذلك حتي اشهر الترجمات شعبية مثل ترجمة هومير لشابمان او ترجمة «اوفيد» لقولدنج. فقد تغلغلت في النسيج العام للغة الانجليزية وصارت تشكل جزء لا يتجزأ من رصيد العبارات والاقوال الانجليزية الماثورة التي تجري مجرى الامثال، حتى ان طبعة معجم اكسفورد لسنة 1953 قد ضمت تسعاً وخمسين رباعية كاملة من جملة 188 اقتباسا مأثورا، اي ان الرباعيات بلغت نسبة الثلثين من جملة الامثال التي ضمها هذا السفر، وهي نسبة تفوق ما ورد عن الكتاب المقدس وشكسبير»..
وتذهب المقدمة الى ان الشاعر الانجليزي الكبير، جون كيتس، قال انه يفضل ان يحمل معه في سفينة، ترجمة الرباعيات، من ان يحمل هومر بترجمة شابمان. وربما يرجع نجاح هذه الترجمة الى فيتزجيرالد نفسه، فيبدو ان تعلقه برباعيات الخيام وتغلغلها في وجدانه جعله يسكب ماء روحه في الترجمة حتي اخرجها بهذه الصورة التي جعلت القارئ الانجليزي يحس وكانها مكتوبة في الاصل باللغة الانجليزية.
أضف الى ذلك ان فيتزجيرالد ربما وجد في الخيام توأم روحه، حتى انه كتب ذات مرة الى صديقه واستاذه ادوارد كاول، الذي علمه الفارسية باكسفورد وعرفه بالرباعيات (5) «في الحقيقة لدي اعتقاد ان الخيام يخصني اكثر منك، فانا وهو صنوان، انت يمكنك ان تتذوق كل ما له من جمال، ولكن في بعض النواحي، لن تبلغ ما احسه انا منه، اليس كذلك ؟! «.
ولهذا السبب يرى بعض النقاد ومختصي الأدب الفارسي انه اتبع اسلوبا حرا في الترجمة ابعدته احيانا كثيرة عن الاصل. ويقر فيتزجيرالد بذلك في رسالة الي استاذه كويل ويقول :(6) «.. فقد غيرت في الرباعيات ومزجت بعضها ببعض، وأخشى انه ربما ضاع شيء من بساطة المعنى وسهولة الالفاظ التي تعد من أهم مزايا عمر الخيام» .
لقد انصب اهتمام فيتزجيرالد على الصياغة وقوة الاداء الشعري وأشكال التعابير الانجليزية الاكثر جزالة، حتى انه اعاد تنقيح الترجمة خمس مرات في طبعات مختلفة. ولكن لم يتعد عدد الرباعيات التي نقلها الى الانجليزية، المائة رباعية ورباعية.
وقد اختلف الباحثون في عدد الرباعيات المنسوبة للخيام. ولكن الرأي الراجح انها تتراوح بين مائتين الي ستمائة. وهنالك اكثر من مخطوطة للرباعيات لذلك تختلف الترجمات باختلاف المخطوطات. وتتكون الرباعية، في الاصل، من بيتين وأربعة أشطار. وهذه الطريقة في النظم تعرف في الفارسية بالدوبيت. دو، تعني : اثنيين. والبيت هو بيت، كما في العربية، ويقصد به البيت من الشعر. وكل رباعية مستقلة بذاتها، معنى ومبنى.
وقد قمت بمقارنة بين ترجمة فيتزجيرالد وبين النص العربي للرباعيات الذي نقله عن الفارسية احمد الصافي النجفي، فوجدت انه ليس من الصعب التعرف على النص العربي في النص الانجليزي. وهذا دليل على ان فيتزجيرالد لم يبعد كثيرا عن الاصل وان لم يتقيد بحرفيته. والاجمل انه، حافظ على نظام الاربعة أشطار في الرباعية الواحدة. ولكني لحظت في ترجمته، ورود بعض الرباعيات التي لا وجود لها في الترجمات العربية التي أطلعت عليها، سيما ترجمة أحمد الصافي النجفي، والتي تعد من اكثر الترجمات العربية دقة وعددا، اذ بلغت ثلاثمائة وخمسين رباعية بينما لم يتجاوز ما نقله فيتزجيرالد الى الانجليزية المائة رباعية ورباعية.
قصة اليوت مع رباعيات الخيام :
في حوار أجري مع اليوت، بمجلة ذي باريس ريفيو سنة 1959 ونشر نصه العربي بالعدد الاول من مجلة «حوار»، سئل اليوت، عن الظروف التي دفعته لنظم الشعر أول مرة، فأجاب :(7)
«بدأت نظم الشعر، وانا كما أظن، في الرابعة عشر من عمري، بتأثير فتزجيرالد في رباعيات الخيام. فكتبت بذات الاسلوب عددا من الرباعيات المفعمة بروح التشاؤم والالحاد والياس ولكن لحسن الحظ أتلفتها جميعا، ولم يبق منها واحدة، ولم أرها لمخلوق».
ربما أثارت اشارة اليوت هنا الى اثر اسلامي وشرقي قديم في حجم عمر الخيام، استغراب القارئ العربي وربما انطوت هذه الاشارة، على مفارقة كبرى ذات مغزى عميق. فكيف لاليوت الذي ألهم شعراء قصيدة الحداثة العربية الثورة على القصيدة العربية التقليدية، تلك الثورة التي احدثت هذا التحول الشامل وهذا الانقلاب الكامل في نظام القصيدة العربية شكلا ومضمونا وتذوقا، كيف له ان يبدا تجربته الشعرية متاثرا بالخيام الذي يرجع تاريخ حياته الى الف سنة او يزيد ؟.
ولكن ليست هذه المرة الاولى التي يصرح فيها اليوت بتأثير رباعيات الخيام على نشأته الشعرية فقد بلغت عدد المرات التي ألمح فيها الى رباعيات الخيام نحو ست مرات في مناسبات مختلفة. وكان اهم تصريح في شأن الدور الحاسم الذي لعبته رباعيات الخيام في توجيه تاريخه الشعري، قد أدلى به في سياق حديث له عن تطور الذوق الشعري نشر بكتابه: «فائدة الشعر، فائدة النقد» وهو قوله:(8)
«.. اذكر ان رغبتي في الشعر الذي يحبه الصغار عادة، قد تلاشت ببلوغي سن الثانية عشر، فظللت لبضع سنوات بلا رغبة في قراءة الشعر، الى ان التقطت بالصدفة ذات يوم وانا في الرابعة عشر، نسخة من رباعيات فيتزجيرالد المترجمة عن عمر الخيام، كانت ملقاة جانبا. فكانت المفأجاة ان غمرتني هذه القصيدة بدفق مباغت من الاحاسيس، بدا فيه العالم امامي، زاهيا، متألقا، تظلله ألوان براقة ممزوجة باللذة والألم. تحت تاثير هذه المشاعر الجديدة أقبلت على التهام شعر بايرون وشيلي وكيتس وروسيتي وسونبيرن».
وهكذا كانت رباعيات الخيام الشرارة التي أضرمت نار الشعر في وجدان أعظم شعراء العالم تاثيرا في القرن العشرين، وفتحت امامه آفاقا جديدة قادته للتعرف في وقت مبكر على رموز الشعر الانجليزي في ذلك الوقت.
اما قوله في حواره مع مجلة ذي باريس ريفيو الذي نشرته مجلة حوار، انه أتلف القصائد التي كتبها بتأثير الخيام، فلا ينفي، بل يؤكد، تغلغل الرباعيات في وجدانه وانسرابها في مخيلته. وحاله هنا يحكي حال الشاعر العربي القديم الذي سئل كيف له ان يصير شاعرا، فقيل له احفظ الف بيت من الشعر ثم انساها. بالطبع سوف ينساها انما ستظل عالقة في اللاوعي كمخزون ترفد وتغذي ذاكرته الجمالية.
لذلك ليس غريبا، كما يقول الناقد ساوثام Southam(9) «ان نعثر على صور وانغام وتفاصيل الرباعيات الخيامية في قصائد : بروفروك، وصورة سيدة، والرباعيات الاربع وقصيدة جيرونشن..». ومع ان، ساوثام لا يورد، في مرشد الدارسين الذي وضعه لفهم قصائد اليوت، اي مثال للتدليل على ذلك الا ان القارئ المتمرس لشعر اليوت سيلمس على التو اصداء الرباعيات بترجمة اداورد فيتزجيرالد، تردد في سائر قصائد اليوت ابتداء من اغنية العاشق بروفروك،وصورة سيدة، وانتهاء، بأربع رباعيات ، وهي آخر ما نشره اليوت من شعر.
ويذهب اليوت بعيدا، في الاعجاب بالخيام، الى حد تفضيله له على الشاعر الانجليزي الكبير شلي، اذ يقول في سياق حديث عن شعر شيلي وكيتس ، بكتابه (فائدة الشعر، فائدة النقد)(10) «..لست بوذيا ولكن بعض نصوص البوذية القديمة تأسرني مثلما تفعل بعض نصوص العهد القديم من الكتاب المقدس. بل ما زلت اجد متعة في قراءة عمر الخيام فيتزجيرالد، برغم انني لا اشاركه نظرته التبسيطية للحياة، ولكنني لا أطيق بعض افكار شيلي التي تنغص علي الاستمتاع بقراءة أشعاره، بل ان بعض هذه الافكار تفقدني اي متعة في القراءة..»
الى هذا الحد بلغ اعجاب اليوت بعمر الخيام. فهو يفضل نظرة الخيام البسيطة، الى الحياة على التفلسف المتكلف والملل في شعر شيلي!!
فلا عجب اذن ان تسربت الكثير من معاني وافكار واخيلة الخيام الى قصائد اليوت. ولا يقتصر ذلك على قصائد أول الشباب، بل يشمل حتى قصائده التي كتبها في فترة متاخرة نسبيا مثل (الرباعيات الاربع) الاكثر والاعمق تفلسفا. والعنوان وحده يكفي في الدلالة على ذلك. الحقيقة هنالك شبه كبير بين الخيام واليوت، فكلاهما شاعر متفلسف، فاليوت دارس للفلسفة ومتخصص فيها وكلاهما، ذو نزعة تشاؤمية من الحياة، وذو وعي حاد بالزمن والاحساس بوطأة سلطانه وصيرورته.
وردة في اليد :
الخوف الميتافيزيقي من الفناء هو القاسم المشترك في التجربة الشعرية لكل من الخيام واليوت. فالانسان من تراب والى التراب يعود. والربيع والوردة وغناء البلبل، ايقونات رمزية مشتركة بين الخيام واليوت في الدلالة على قصر الحياة والتحسر على ذهاب الشباب وانقضائه سريعا. في قصيدة Portrait of a Lady (صورة سيدة) يقول اليوت :
«الان حيث تزدهر زهور الليلاك، لديها باقة من الليلاك في غرفتها،تلف زهرة حول اصبعه اثناء الحديث. هيه يا اصدقائي انتم لا تعرفون، لا تعرفون ما الحياة، يا من تمسكون بها بين ايديكم سوف تتركونها تتسرب، تسرب منكم، فالشباب قاس لا يرحم».
انه يشبه هنا الحياة بالزهرة التي تمسك بها بين يديها فهي لا تدوم الا بمقدار ما تدوم هذه الزهرة التى ما تلبث ان تذبل وتذوي وتسقط من بين الاصابع. هكذا يولي الشباب سريعا مخلفا الذكريات والرغبات المكبوتة، يؤجهها مقدم الربيع ومن هنا تنبع قساوته. هذا المعنى ما هو الا ترديد لقول الخيام الوارد في اكثر من رباعية من ترجمة فيتزجيرالد :
«ثم جاء الربيع، جاء الربيع وردة في اليد»
ويقول الخيام في رباعية أخرى من ترجمة فيتزجيرالد :
هيا هلموا اسمعوا حكمة الخيام
شيء واحد مؤكد وهو ان الحياة تمضي هباء
وما سوى ذلك اكاذيب
فالزهرة حين تذوي ، تذوي للابد
قول اليوت : «حيث تزدهر الليلاك، تلف زهرة حول اصبعه اثناء الحديث»
Now that lilacs are in bloom
..And twists one in his finger while she talks
يقابل قول الخيام: «جاء الربيع وردة في اليد..، والزهرة تذوي للابد».
And then and then came Spring, and Rose-in-hand
وقوله: «هيه يا اصدقائي انتم لا تعرفون ما الحياة ! سوف تتسرب منكم «يقابل قول الخيام: «هيا هلموا اسمعوا الحياة تمضي هباء».
وتتكرر ذات الفكرة في رباعية اخرى للخيام :
«ستذبل الوردة مع انقضاء الربيع، وسجل الشباب الغض سيطوى، والبلبل الذي يغني على الأغصان متي حط حتى يطير ! »
وقد نقل احمد الصافي النجفي هذه الرباعية عن الفارسية نظما بقوله (11):
قد انطوى سفر الشباب واغتدى
ربيع افراحي شتاء مجدبا
لهفي لطير كان يدعى الصبا
متى اتى واي وقت ذهبا
ان البكاء على الشباب والاحساس بالشيخوخة قبل الآوان من ابرز سمات التجربة الشعرية لاليوت. فقصيدة (صورة سيدة) التي يتاسى فيها على الشباب وذبول الحياة، كتبها وهو لا يزال في سن الثانية والعشرين. وهي ذات السنة التي كتب فيها ايضا قصيدة (اغنية حب الفريد ج بروفروك) وفيها يحس الشاعر بذبول الربيع في قلبه قبل الاوان فيصيح باكيا : «اني اشيخ، اني اشيخ»
ويتجسد هاجس اليوت بالشيخوخة في واحدة من اهم قصائده وهي قصيدة Gerontion (جيرونشن) ومن غرائب الصدف ان اليوت استوحى هذه القصيدة باستلهام شيخوخة فيتزجيرالد مترجم عمر الخيام، حيث يقول في اول سطر بالقصيدة :
ها هو يجلس، شيخ هرم، يحلم بالمطر في فصل الجفاف
يقرأ له صبي.
ويقول انه اخذ مطلع القصيدة هذا من سيرة فيتزجيرالد الواردة في كتاب Benson بنسون حيث يصف الاخير حال فيتزجيرالد من خلال رسالة يحكي فيها بعض يومياته حين عتا عليه الكبر. ويرى الناقد الامريكي Matthiessen ماثيسن ان القصيدة ربما انبثقت في ذهن اليوت اثر تامله لتشاؤم الخيام والمقارنة بينه وبين شيخوخة فيتزجيرالد العاجزة. والحلم بالمطر اشارة الى الماء كرمز محوري في قصيدة اليوت الشهيرة «الارض الخراب».(12)
المساء المتمدد على السماء كمريض
قصيدة The Love Song of J. Alfred Prufrock (اغنية حب ج الفريد بروفروك) في رأي النقاد، أول قصائد اليوت الناجحة التي كتبت له الذيوع والانتشار. وقد نشرها هي وقصائد اخرى، في اول مجموعة شعرية له بذات العنوان سنة 1917. يقول اليوت في مستهل هذه القصيدة:
هيا نتمشى انا وانت،
حين المساء يتمدد على السماء
كمريض مخدر على منصة
هيا نمضي، في شوارع نصف مهجورة
حين تتراجع همهمات الليالي القلقة
في فنادق الليلة الواحدة الرخيصة.
نظر النقاد الى تجسيد اليوت للمساء هنا، كصورة شعرية مبتكرة. ويرى بعضهم انها من تاثير الشاعر الفرنسي الرمزي لافورج. ويقر اليوت انه كتب هذه القصيدة تحت التاثير المباشر للافورج. (13) وكثيرا ما يعلن اليوت عن دينه للرمزية الفرنسية في تجربته الشعرية . ولكني أرى ان تشخيص المساء، في قوله:
«حين المساء يتمدد على السماء» :
When the evening is spread out against the sky
ما هو الا ترديد لقول الخيام بترجمة فيتزجيرالد، حيث يقول :
Dreaming when Dawns left hand was in the sky
حين الفجر مد يده اليسرى على السماء،
أحلم، انني سمعت صوتا يصيح من داخل الحانة :
اصحوا يا رفاق واملاؤا الكؤوس
قبل ان يجف خمر الحياة في الاكواب.
يقول فيتزجيرالد في هوامش الترجمة ان المقصود بعبارة «اليد اليسرى للفجر» ، الفجر الكاذب، او الضياء الذي يبدو على الافق قبل ساعة من طلوع الفجر الحقيقي» (14). هنالك في الرباعية يصدر الصوت، من الحانة، وهنا عند اليوت الهمهمات تصدر من فندق رخيص.
انه الاحساس بالفراغ العاطفي وانعدام التوازن الشعوري والتبرم من الحياة، الذي لا يفارق الذات الشاعرة في قصائد اليوت الا حينما يتناهى الى سمعها صوت الموسيقي منطلقا من مكان ما. من ذلك قول اليوت في قصيدة اغنية الفريد بروفروك :
اعرف الاصوات، تتلاشي وتخمد هنالك
تحت الموسيقى المنبعثة من غرفة بعيدة
Beneath the music from a father room
قوله : «الموسيقي المنبعثة من غرفة بعيدة»، هو ترجيع لقول الخيام في ترجمة فيتزجيرالد : «اه لموسيقى الطبل البعيدة».
Oh, the brave Music of a distant Drum
ونقل الصافي النجفي هذا الشطر من الفارسية، بقوله: «ان صوت الطبول في البعد أعذب».
ان تعبير «الموسيقى البعيدة» من اللوازم المتكررة في شعر اليوت. ففي ذروة الصراع الدرامي في قصائد اليوت، فجأة تنبعث الموسيقى كأنها تاتي في اللحظة الاخيرة لانقاذ المشهد المأساوي للحياة. يحدث هذا في قصيدة (الارض الخراب) حينما يكون الشاعر جالسا جنب محبوبته متوتر الاعصاب، شارد الذهن مستغرقا في أوهامه وتخيلاته. «يفكر في خليج الجذران حيث فقد الموتى عظامهم «وفجاة يغمره الاحساس بجمال الحياة عند سماعه لموسيقى «الراق» فينتفض صائحا :
«اه ما أحلى تلك الانغام.»
ويحدث ذلك ايضا حين تكون الذات الشاعرة متسكعة هائمة في شوارع مدينة الضباب والوهم، لا ترى العالم سوى اشياء تنساب امامه بلا معنى، لايربط بينها رابط، فيتناهى الى سمعها نغمات مندولين عذبة منبعثة من حانة بشارع من شوارع نهر التيمز. حيث يقول اليوت بالجزء الثالث، من (الارض الخراب) :
آه أيتها المدينة، أيتها المدنية
اني لاسمع احيانا بجوار حانة بشارع التيمز الاسفل
أنات مندولين عذبة تنبعث من الداخل
وثمة صخب ولغط .
افتتاحية الارض الخراب :
اما قصيدة (الارض الخراب) The waste Land، فقد نشرت سنة 1922 وفيها يلتقي تشاؤم الخيام بقرف واحباط اليوت بسبب الخراب الذي خلفته الحرب. فالقصيدة تعبير عن الخيبة التي اعترت انسان الحضارة الغربية في العلم والتقدم المادي عشية الحرب العالمية الاولى. وكغيرها من اشعار اليوت تضمنت كثيرا من المعاني والصور والاخيلة الواردة في رباعيات الخيام، بل ان مطلع الارض الخراب هو محاكاة لاحدى رباعيات الخيام . الا ان اليوت، لا يشير الى فيتزجيرالد او عمر الخيام في الهوامش التي ذيل بها القصيدة وابان فيها بعض المصادر التي استقى منها بعض افكار ومعاني القصيدة.
يقول الخيام في احدى الرباعيات التي أنقلها هنا نثرا عن فيتزجيرالد :
ها هي السنة الجديدة تثير الرغبات القديمة
والروح المفكرة تلوذ الى وحدتها
حين يد موسي تغطي الاغصان بالبياض
ونسمة عيسى تحيي الأرض الميتة
والسنة الجديدة ، كما يقول فيتزجيرالد في هوامش ترجمة الرباعية، في اضاءة للمعني، هي (15) : «السنة الفارسية الجديدة، تبدأ مع مقدم الربيع، وبياض يد موسى يبدو انه كان كبياض زهور مايو في الربيع عندنا، وبعث عيسى للموتى بنسمة من نفسه، رمز لاحياء الارض في الربيع».
وربما كانت هذه الرباعية الاكثر رسوخا في مخيلة اليوت عندما قرأ الرباعيات في صباه الباكر. فألحت عليه حين هم بكتابة قصيدة «الارض الخراب» فجاءت صياغة افتتاحية الارض الخراب ترديدا وترجيعا لأنغام وصور هذه الرباعية كما جاءت في ترجمة فيتزجيرالد حيث يقول اليوت :
ابريل اشد الشهور قسوة
فهو يخرج زهور الليلك من الارض الميتة
يمزج الذكرى بالرغبة
يثير الجذور الخاملة بأمطار الربيع
الشتاء ادفأنا، مغطيا الارض بثلج النسيان
تعبير «السنة الجديدة» عند الخيام يقابل «ابريل» عند اليوت لجامع الربيع في كليهما. والرغبات القديمة هي نفسها: «يمزج الذكرى بالرغبة» عند اليوت. اما يد موسى البيضاء، ونسمة عيسى، التي تحيي الاموات، فقد اجملها اليوت في قوله: «يخرج زهور الليلاك من الارض الميتة» والبياض اللون الغالب على زهور الليلاك.
اما قول اليوت : «الشتاء ادفانا مغطيا الارض بثلج النسيان» فيه اصداء من قول الخيام حسب ترجمة فيتزجيرالد : «وفي نار رغبات الربيع اخلع عنك رداء توبة الشتاء». وذلك في الرباعية التي يقول فيها :
Come, fill the cup, and in the fire of spring
The winter garment of repentance fling.
وكل ذلك مرتبط ارتباطا معنويا مع «الرغبات القديمة التي يثيرها الربيع» عند الخيام، ومع شهر ابريل الذي «يمزج الذكرى بالرغبة» عند اليوت. ولعل ذلك يتجلى اكثر في النص الانجليزي خاصة في قول اليوت:
April is the cruelest month., mixing memory and desire,
التي تقابل ترجمة فيتزجيرالد :
Now the New year Reviving old Desires,
وكذلك قول اليوت: «ثلج النسيان» Forgetful snow التي تقابل صياغة فيتزجيرالد لعبارة «الروح المتاملة» The thoughtful soul.
الرباعيات الأربع Four quartets
مجموعة القصائد المسماة (الرباعيات الاربع) هي آخر أهم ما كتبه اليوت من شعر وقد نشرها وهو في سن الخامسة والخمسين تقريبا حيث صدرت طبعتها الاولى 1943.وهي من حيث الشكل، ليست رباعيات بالمعنى الخيامي، وانما اربع قصائد طويلة، الا ان اصرار اليوت على تسميتها رباعيات يكشف عن مدى تغلغل رباعيات الخيام في وجدانه وذاكرته الجمالية والفلسفية.
ومفهوم الزمن بأبعاده الفلسفية ووضعية الانسان فيه، هو الموضوع الشعري الذي تدور حوله رباعيات اليوت، حيث نجد ان الزمن والصيرورة الزمنية هي القضية الكبرى التي شغلت بال الخيام. فلا عجب اذن ان نجد أفكار الخيام تردد في رباعيات اليوت الاربع. في الحوار الذي اشرنا اليه في مستهل هذه المقالة يقول اليوت ان الرباعيات الاربع هي افضل اشعاره، وانه يحب ان يشعر انها متدرجة في الجودة حسب الترتيب. يستهل اليوت الرباعية الاولي المسماة «بيرت نورتن» بقوله (16):
الحاضر والماضي لعلهما معا في الزمان المستقبل
ولعل المستقبل جزء من الماضي.
الى ان يقول : «ما كان يجب ان يكون وما هو كائن يشيران الى غاية واحدة هي دائما الحاضر حيث اصداء وقع الاقدام في الذاكرة على الطريق الذي لم نسلكه الى الباب الذي لم نفتحه ابدا الى حديقة الورد»
كلام اليوت هنا، فيه اصداء من قول الخيام حسب ترجمة فيزجيرالد التي ننقلها نثرا كالاتي:
املأ الكأس ! اي خطوات تستعيد ؟
انظر كيف الوقت يتسرب من تحت أرجلنا
لماذا تخشى الغد الذي لم يولد
والامس الذي ولى، ما دام الحاضر أحلى.
ويتردد المعنى في رباعية اخرى ترجمها الصافي النجفي نقلا عن الفارسية بقوله :
هلم حبيبي نترك الهم في غد
ونغنم قصير العمر قبل فوات
سنزمع عن ذي الدار رحلتنا غدا
بسبعة آلاف من السنوات
قول اليوت: «لعل المستقبل جزء من الماضي» هو نفسه قول الخيام «سنزمع عن هذي الدار رحلتنا غدا سبعة آلاف من السنوات» : اي ان الغد او المستقبل ربما يكون رجوعا الى الماضي بآلاف السنوات.
اما الاشارة الى الباب المقفل في قول اليوت : «الباب الذي لم نفتحه الى حديقة الورد» سبق ان وردت في قصيدة الارض الخراب في قول اليوت بالجزء الخامس والاخير من القصيدة: «سمعت المفتاح يدور في الباب مرة، ومرة واحدة فقط، نفكر في المفتاح كل منا في سجنه يفكر في المفتاح».
وقد جاءت الاشارة الى مثل هذا الباب في احدي رباعيات الخيام بترجمة فيتزجيرالد في قوله : «هنالك باب لم اجد له مفتاحا، هنالك قناع لا استطيع ان اراه، ما هي الا لحظات نهمس فيها لبعضنا ثم نغيب للابد».
ولكن اليوت في اضاءته لهذا المعنى في الهوامش التي ذيل بها قصيدة (الارض الخراب) لا يشير الى الخيام او فيتزجيرالد، وانما يقول انه استلهم فكرة الباب والمفتاح المفقود، من قصة وردت في الكوميديا الالهية لدانتي كما يقول انه استوحى ذلك ايضا من فلسفة برادلي حيث ظواهر الاشياء التي تحجب الحقيقة.(17)
رباعيات الخيام والترجمات العربية :
الثابت ان الاهتمام في العالم العربي، لم ينصب على ترجمة الرباعيات الى العربية الا بعد انتشار الترجمة الانجليزية. وقد نقلت أولى الترجمات العربية للرباعيات عن ترجمة فتزجيرالد.
وقد اختلف الباحثون حول أول من نقلها الى العربية، ولكن من أشهر التراجم الأول، ترجمة الفلسطيني وديع البستاني التي ظهرت في عشرينيات القرن العشرين. ثم تلتها في ذات الفترة، الترجمات عن الفارسية، ومن الذين نقلوها عن الفارسية، أحمد رامي وجميل صدقي الزهاوي واحمد الصافي النجفي (18). ثم توالت التراجم من بعد، عن الفارسية والانجليزية. وتراوحت بين النظم والنثر. فبينما جاءت ترجمات كل من البستاني والنجفي واحمد رامي نظما. جاءت ترجمة جميل صدقي الزهاوي عن الفارسية نثرا. ومن اوائل الذين نقلوها عن الانجليزية نظما، محمد السباعي، والد الأديب يوسف السباعي. لا شك ان الترجمة الشعر نثرا صارت هي الطريقة المفضلة، فهي تتيح للناقل أكبر قدر من الالتزام بالاصل المنقول، ويكون بذلك في حل من القيود التي يفرضها النظم على المترجم والتي تضطره أحيانا كثيرة الى التصرف في النص مراعاة لقواعد الشعر.
ومع ذلك يكاد يجمع الباحثون والعارفون بالفارسية ، ان ترجمات الصافي النجفي وأحمد رامي، أجود الترجمات على الرغم من كونها جاءت نظما (19). وقد أحصى الدكتور يوسف بكار في كتابه القيم «الترجمات العربية لرباعيات الخيام- دراسة نقدية» والذي صدرت طبعته الاولى سنة 1988 عن جامعة قطر ، خمساً وخمسين ترجمة عربية لرباعيات عن الفارسية والانجليزية، بعض هذه الترجمات لم يتعد الثلاث والأربع رباعيات.
حياة عمر الخيام وفلسفته :
ولكن من هو عمر الخيام ؟ هو، الشاعر الفارسي، وعالم الرياضيات والفلك، غياث الدين ابو الفتح عمر. ولد بنيسابور عاصمة اقليم خراسان في عهد الدولة السلجوقية. وقد اختلف المؤرخون في سنة ميلاده ولكن الراجح بينهم انه ولد في السنوات الاولى من النصف الاول من القرن الحادي عشر الميلادي اي ما بين 1051 و1054. اشتهر في زمانه بعلمه في الفلك والهندسة الفلسفة وله نظريات في الجبر واجتهادات في التقويم الفارسي. ومن مؤلفاته كتاب: «الجبر والمقابلة» و«شرح ما أشكل من كتاب اقليدس ومختصر في الطبيعيات». وتميز عصره بالاضطرابات الفكرية والصراعات السياسية وتعدد المذاهب والثورات. توفي في نيسابور حوالى سنة 1132م.
ولم تدون الرباعيات في حياته مما جعل المؤرخون يشككون في نسبة كثير من الرباعيات اليه وحتى الآن لم يعرف العدد الحقيقي رغم اكتشاف عدد من المخطوطات التي تنسب الى الخيام. (20)
وقد خلصت الى ان الرباعيات تدور حول موضوع واحد اساس وهو الخوف من الفناء. فحياة الانسان في هذه الدنيا كما يراها الخيام، قصيرة، والعمر ايامه تمضي سراعا وتذوي كما الازهار والمصير بعد الموت مجهول. لذا العيش في اللحظة الحاضرة ونسيان ما مضى، وما سيأتي، وذلك من خلال الانغماس في مقارعة الخمر والتأمل في الوجود. يقول: «ما الكون دار اقامة، فاخو النهى أولى به ان يدمن الصهباء، اطفي بماء الكرم نيران الاسى فلسوف تذهب في الهواء هباء»
فهو يشرب لأجل، نسيان الاسئلة التي تدور في ذهنه بالحاح عن الموت والبعث وسر الوجود لذلك يقول، انه لا يشرب الخمر ذريعة الفسق والفجور. يقول في ذلك بترجمة الصافي النجفي نقلا عن الفارسية:
«لم أشرب لأجل الطرب أو ترك ديني واطراح الادب، رمت الحياة دون عقل لحظة فهمت بالسكر لهذا السبب».
وبالرغم مما قيل عن عقيدة الخيام الا انه يصعب جدا تصنيف الخيام عقائديا وفكريا. فهو تارة جبري دهري، يؤمن بوحدة الوجود، وتارة، لا أدري، وتارات اخرى، مؤمن يتأرجح بين الشك واليقين. في احدى الرباعيات يسال الله المغفرة والتوبة قائلا في ترجمة احمد الصافي النجفي :
«يا عالما بجميع اسرار الورى، ونصيرهم في العجز والكربات، كن قابلا عذري اليك، وتوبتي يا قابل الاعذار والتوبات».
ويرى فيتزجيرالد مرددا كلام استاذه ادورد كاول Cowell باكسفورد والذي حثه على ترجمة الرباعيات (21)، ان فلسفة الخيام قريبة من فلسفة ابيقور الطبيعية (الدهرية). لكن فيتزجيرالد يرى ان فلسفة الخيام اكثر بساطة ولم تتجاوز الاسئلة التقليدية عن سر الوجود ومصير الانسان الي بناء نظام فلسفي متكامل مثل ابيقور(22).
وهذا صحيح فالخيام شاعر أكثر منه فيلسوفا. وهو، يشبه المعري في تشاؤمه وشكه ونظرته الى الحياة. الفرق ان المعري اتبع حياة متقشفة صارمة بعيدة كل البعد عن أجواء الخمر والحب. وقد أشار اكثر من باحث الى تردد بعض افكار المعري في شعر الخيام، ولكني وجدت ان أكثر معاني المعري دورانا في رباعيات الخيام هو، الاعتقاد ان تراب الارض ما هو الا رفات للآدميين تراكم عبر الاجيال وذلك كناية عن ان التراب هو مصير الانسان . يقول المعري في هذا المعنى :
سر ان استطعت في الهواء رويدا
لا اختيالا على رفات العباد
خفف الوطء ما اظن اديم
الارض الا من هذه الاجساد
هذا المعني من اكثر المعاني دورانا في رباعيات الخيام، يقول : «اجل عن وجهك الغبار برفق فهو خد لكاعب حسناء». ويقول: «الام يسوم الخزاف الطين دقا ولكما، يخال الطين غير ثرى الجسوم» ويقول: «والزم الدن والكؤوس مداما قبل ان يصنعوا من رفاتك دنا» الى غير ذلك من المعاني المبثوثة في الرباعيات.
ثبت المراجع:
1- الدكتور عبدالله الطيب – الفتنة باليوت خطر على الادب العربي – مجلة الدوحة – اعداد فبراير، مارس، ابريل 1982.
2- عبد المنعم عجب الفيا – رد عى الدكتور عبد الله الطيب – مجلة الملتقى –عدد 82- 15 يوليو 1993.
3- الدكتور احمد البدوي – اوتار شرقية على القيثار الغربي – جامعة قار يونس – ليبيا – بدون تاريخ (صدر في تسعينات القرن العشرين).
4- Edward Fitzgerald, Rubaiyat of Omer khayyam,
Penguin poetry libaray,1989
5- المصدر السابق.
6- رباعيات عمر الخيام – الترجمة عن الفارسية : احمد الصافي النجفي، احمد رامي – المدى، الطبعة الاولى 2003
7- مجة حوار – العدد الاول – 1960
8- T.S.Eliot, The use of poetry & The Use of Criticism, Harvard University Press, p. 25
9- A Guide to the selected poems of T.S.Elot, B.C. Suotham, Faber& Faber1994.
10 – T.S.Eliot, The use of poetry & The Use of Criticism, Harvard University Press, p. 82
11- رباعيات الخيام – تعريب احمد الصافي النجفي- تقديم احمد الجندي –دار طلاس دمشق – الطبعة الخامسة 1998
12- F.O.Matthiessen,The Achievement of T.S.Eliot, Oxford Books,Second ed.1947.p.73,74
13- A Guide to the selected poems of T.S.Elot, B.C. Suotham, Faber& Faber1994
14 – Edward Fitzgerald, Rubaiyat of Omer khayyam,
Penguin poetry libaray,1989
15 – المصدر السابق
16 – T.S.Eliot, Four Quartets, Faber & Faber1989
17 – A Guide to the selected poems of T.S.Elot, B.C. Suotham.1994 .
18- الترجمات العربية لرباعيات الخيام –دراسة نقدية – الدكتور يوسف حسين بكار – جامعة قطر 1988.
19- المصدر السابق.
20- المصدر السابق.
21 – Edward Fitzgerald, Rubaiyat of Omer khayyam,
Penguin poetry libaray,1989
22- المصدر السابق.
عبد المنعم الفيا
باحث من السودان