يا الموت
هل جربت موتا
وهل انتقدك الله من بين الخلائق
كي تموت ؟
أنا ذات يوم ملتقيك
أيكون موتك في الخلود؟
قمري يغيب فيدلهم فضاء روحي
هي ظلمة تغشى من الروح الرحابة
تستحيل الى مسام
من الروح الرحابة
أواه ما نرك الحبيب من الأطايب
والسنا
لا تضمحل ولا تذوب
وقلادة العشق الموشى بالأزاهر
والضيا
منقوشة بين المجرة والسماء
وقضى إلهك أن تحب ولا تتوب
أن تموت ولا تموت
أن تعيش ولا تعيش
متماوتا.. متحابيا.. متأرجحا
بين الممات وبين مظلمة الحياة
أنا مائت !
لست
لا أعرف التحديد
اني ها هنا
أو ها هناك
في الخلاص أو الهلاك
لا أعرف التمويت والتوقيت
تختلط الأوابد والدقائق
والزمان مع المكان
البقاء مع الفناء
تتداخل الأضاد
يتصنم الأحياء
تتشيأ الأشياء
تنعدم الفوارق
لا مكان ولا زمان..
أين السبيل اليك؟
أين الوراء؟
أين الامام ؟ وأين أين ؟
أقم الممات
واعصف بروحي
فلعل سيدتي لها فضل الشفاء
وترق ترفعني
وأبعث في النعيم
ونرد للشيطان اغواء الهبوط الأول
ويعود أدم للجنان
أقم الممات
أرني اصفرار الموت
وتيبس الأطراف
وانحسار الدفء من جسدي
وانطواء الروح عند الانقباض
وحشرجة الوداع
وحصار أنكر مع نكير
أقم الممات
لكي أغيب كما تغيب
ويكون ملقانا الغياب
في القبر متسع الي
لم لا يكون القبر مزدوجا؟
كنت متجها ولم أنس الكتاب
فأوقفني لؤي (1)
هو قال لي
هو لم يقل
بل ثرثر الصمت البريء بمقلتيه
دع القبور
حفرا ببطن الأرض
وانظر للسماء
وافهمني الجواب
أقم الصلاة
نام الأحبة كلهم
والكائنات تلاطفت ليلا وأخرسها
الوصال
الاي يلتمس النعاس
تتجرثم الغيلان في صدري
وتنهش مهجتي
أأنا الوليمة للشقاء!
رباه فاسعف من توجع.. من
تضرع.. من دعاك
تتلطف الأحزان بي ليلا
وتتركني أنام
فالنوع أشهى ما يكون
والنوم أصعب ما يكون
وتطل مثل البدر ترمقني
فيهجرني المنام
قمر من الطيب الملفع بالتهجد
والدعاء
هي هكذا.. قمر تنقى فاستحال
زمردا
أضفى عليه النور ومضا عسجدا
خف الملاك الى الملاك
فالكون مجمعه هناك
الكائنات.. الناطقات الصامتات..
المزهرات اليابسات.. الثابتات
السائرات..
المبهمات الواضحات
الكل من وهج اللألوهة خاشع
متعبد
نور على نور يفيض على المدى
وتمددا وتمددا وبدا
نور يرانا لا نراه مجسدا
والكل خروا سجدا
خف الملاك الى الملاك وأنشدا
طوبى لمن عبر الحياة موحدا
رحماك رب العرش
الانس كلهم تراب
وما التراب مخلد
رحماك
تغفر ماتشاء لمن تشاء
ولا تخالف موعدا
ـــــــــ
1- لؤي ابن الكاتب
حافظ البرغوثي (شاعر من فلسطين)