الموت لانهائي..
فلماذا يرشدون الدمع
بتعازيم غريبة للخلود؟
التراب بارد
ولا أحباب يحتملون
فمن أين لعيني أن تريا ورودا
على مقابر جفت محاجرها
كانت القصيدة بيتي
لكنها آثرت الفجيعة
وكلمات الطفولة المتقاطعة.
كم أشتاق الآن الى النوم
لأصنع حلما أسميه الجزائر.
"البيرين" ثلاثون سماء
تنجب كل ليلة قمرا وبنين
زينة للحياة
أما الجدران البكاءة، تابوت دائم
للأشواق المنفية.
"البيرين" أسود شعرها
كالنوايا..
أما ما خبأته أمي لحين عودتي: بعض
الخبث من حكاية العجائز وكسرة من
الأشواق المالحة.
كل الأيام التي كانت هانئة
زارتها قبرة
شرط الموت الوحيد
منقار نغرزه
كالرمح في دم العافية.
بمحاذاة الموت
تسقط كل البدايات
لتلتقطها الدهشة.
كلما غزلنا صوفا
لشتاء القلب
سقط المطر خارجنا.
نسرج موتنا فوق الماء،
الأزرق: شهية القصائد
"محفظة الجيب" التي أدس فيها –
عادة – بعض النقود، بطاقتي
الشخصية ، ضفائري، صورنا الصغيرة
للذكرى.
قرضتها فئران الفأر بانتقام شديد..
دون أن تنظر الى وجهك في الصورة،
ربما أشفقت على حزنك، وعلى عمري
في البطاقة الشخصية.
أشياؤنا التي نفعلها دون ذنب
يقترفها الآخرون باسم مستعار: متعة.
الموت الذي لا يأتي،
جسرنا الى أعالي الطهارة.
ثمة قمر لكل سماء
يغازلها اذا أخافتها
الأشباح.
نعود الى أسمائنا عندما يشيخ
الوقت
لكن الشوق لا يعود الى أسماء
من الورق
خارج النيات يضيق بنا
الوطن ..
فماذا لو أكرمونا بخيمة
نخيط فيها الكلام
الحسن.
رجل طويل
دفنته امرأة
في قلب لا يأبه
ذلك ما تقوله المرآة
لربط عنق في السقف.
لعبتي التي اشتاقها في الطفولة
كانت قبرا
فهل خطيئة أن أموت مرتين.
حبيبة محمدي (شاعرة من الجزائر)