بابٌ موصدٌ في وجهي طويلا،
هذا الحظُ،
وأنتَ العابرُ ممراتِ الذاكرةْ،
تتركُ حنجرتُكَ زهرةَ بنفسجْ،
ورأسي .. إناءٌ فارغْ.
٭ ٭ ٭
الصمتُ مأتمٌ .. والنهارُ حكايةُ شمطاءُ
تقلّبُ قائمةَ عشّاقِها
المتحولين إلى غبارٍ منسيًّ..
ونتفْ..
٭ ٭ ٭
وحدك من يحملني على جناحيهِ
ونمضي..
والفراغُ ملاذُ المعتوهينْ.
٭ ٭ ٭
أحكُ جلدَ الوحدةْ
وعلى ركبتيها أنام.
٭ ٭ ٭
تتكدسُ جبالُك فوق رأسي
وأنا الواهنةُ كعظمِ شيخٍ يهادنُ قنينةَ بقاءٍ..
تنفدْ..
٭ ٭ ٭
ما الذي نسيناهُ وتذَكَرَنَا
ف
ج
أ
ة
؟!!!!
٭ ٭ ٭
الجسدُ وحلُ الأرضِ،
لكنك سماءٌ وأنا نورسةٌ عمياءْ،
تتخبطُ في الغيبْ،
أنت بحرٌ شاسعُ الزرقةْ،
وأنا
ز
ب
د
٭ ٭ ٭
أعبثُ بالجهاتِ كفراشةٍ ضالةٍ ..
ينكسرُ الوجهَ .. كقناع.
هل رأيتَ ظلالا تتخبطُ على الجدران؟!!
٭ ٭ ٭
كيف أندمجُ لأصيرَ..
أنا؟!!
٭ ٭ ٭
الحزنُ..
غرابُ بينٍ
ينقرُ القلبَ
بمنقارهْ..
٭ ٭ ٭
جئتُ من بعيدٍ
بحثتني لكنني سراااااابْ
انظرْ كيف نمضي سريعا باتجاه الحفَرْ!!
قلتَ :: افتحي شبابيك الشمس ..
فاحترقتْ..
٭ ٭ ٭
لغتي تتبعثر .. تطير..
ليتني شيئا يطير !!!!
٭ ٭ ٭
أنت حلمٌ ضدَّ الموتْ
تتجاهلُ الهياكلَ المهترئةْ
تشهرُ صدرَكَ للبحرِ
ونحيبُ الريحِ يضطجعُ في شفتيكْ
٭ ٭ ٭
أغلقتَ نوافذَك مع نجمةٍ
وحين أسدلتَ الستارةَ
واقتربتَ
غرقتَ في لجةِ السماء..
٭ ٭ ٭
حين تغتسلُ الجدرانُ،
من غسقِ الرغبةِ
تستحيلُ أنثى
بأربعةِ وجوهٍ
وعينٍ رمداءْ
٭ ٭ ٭
البدايةُ طُرفةْ
الفاصلةُ طعنةْ
النهايةُ مأتمْ
لا شيءَ يبقى سوى دودةِ الجسدْ
٭ ٭ ٭
ماذا تقولُ للصبحِ الذي تنفّسَكَ
واختنقَ بكْ؟!!
ماذا أقولُ لأوجاعكَ
العالقةُ في المسامْ..
(كنتَ هواءً فتبعثرتَ في عتمةِ صندوقْ).
٭ ٭ ٭
نقفُ على شفرةِ السقوطْ،
والموسيّ تقرظ أطرافنا.
٭ ٭ ٭
كثبانُ الرملِ التي اهترأتْ ما عادتْ تقدّسُ الأرضْ،
لا شيءَ مقدّسٌ هذا الآنْ..
٭ ٭ ٭
أفلّتُّ حمامةَ الطوقِ،
فطارتِ السماءْ..
تضربُ بجناحِ الموتَ سريرتها..
وتلوذُ بجبالِ الراقدينَ بطن جنائزها..
٭ ٭ ٭
كطائرِ الفينيقِ نتربصُ الرمادْ،
ننفضُ شهقةَ الغريبْ،
ونتسوّرُ جدارَ النارِ،
كنّا قاب قوسين من الحريقْ..
٭ ٭ ٭
برزخٌ من جحيمْ،
شارعٌ رماديُّ طويلْ،
وحلمْ..
من قالَ أن الأرض كرويةْ؟!!
٭ ٭ ٭
الغرباءُ يقضمونَ تفاحةَ السندبادْ،
يحْلقونَ أفواهَ الجوعى،
و((سيزيف)) يحملُ كرتَهُ كمعتوهٍ أخرقْ..
يالقوة الضعفاءْ..!!
٭ ٭ ٭
قمْ..
فهذه الغابةُ ملأى بالضفادعْ..
لا تخشَ المدينةَ..
إنها قاتلةٌ كـأنثى فارغةْ.
٭ ٭ ٭
،
،
،
هذه الفواصلُ الغبيةُ تشي بالقطيعةْ..
اختر مقصلتكْ من بينها.
٭ ٭ ٭
الروحُ سادنةُ الجسدْ،
الجسدُ فرااااغُ المشيمةْ..
والنورُ خواءْ.
دافئون كقصيدة..
(الشعراء كالأوطان لا يموتون..)
خرجوا للتوِّ من الأجداثْ،
سخروا من روحِ مقابرِهمْ،
وتولّوا صوبَ الأرضِ البكرِ،
بلا وجهةْ..
كانوا نحو الخمسينَ غريباً،
كانوا يتغنّونَ بلا شعرٍ،
ويجوبونَ الآفاقَ الخرساءَ بلا فرحٍ..
كانوا شعراءَ يسوقونَ حمائمَهْم نحو الفجرْ،
يتسلّونَ بخاتمِ فضتِهمْ،
ويغنّونَ:
(سلاما للموتِ الرابضِ في الأجفانْ..
ونحنُ كما هنّ الأوطانْ..
لا تغربْ شمسُ ليالينا)
كخرائطِ نبضِ أقاصي الليلْ..
كسماواتٍ هتفتْ بالقدّيسِ..ملايينَ المراتْ..
(الروحُ قرابينُ الغرباءْ..)
والبرقُ يسلَّ لسانَ حريقتِهِ،
ويذوبُ إذا حطَ على كتفِ الأشجارْ،
وتتوه على شفتي الكلماتْ،
ويعود الشاعرُ من رئتي،
يتنفّسُ غربتَهُ الأبديّةْ،
ويسيرُ إلى المطلقْ،
لا يخشى غيرَ عبارتِهِ،
لا يحزنْ..
إلا حين العصفورُ يضيّعُ ريشَ قصيدتَهُ،
ويؤثثُ عشَّ الليلِ على غيمةْ..
قشةْ..قشةْ..
لا يرقصُ هذا الشعرُ سوى مرةْ..
حين يموتُ بسيفِ الوقتْ،
حين يداسُ بأقدامِ البلهاءْ،
والشاعرُ جسمٌ نورانيّ،
لا يعشقُ إلا الأسماءَ العظمى،
يصّاعدُ نحو النجمِ ولا يذوي،
تحترقُ الشمسُ ولا يذوي،
تسّاقطُ حباتُ القمحِ..
ولا يهوي..
الشاعرُ وطنٌ شبحيٌّ،
لا يعرفُ غيرَ السيرِ إلى أرضِ الكلماتْ،
ينزفُ..
حرفاً..حرفاً..
فلتهدأْ روحُ الليلِ..
وروحُ القبرِ..
وروحُ الشاعرْ..
وليبدأْ هذا الآنَ يصلّي..
كي تنبتْ في الروحِ..
قصيدةْ.
بدريـــــة الوهيبي شاعرة من عُمان