على خشبة مسرح وسينماتك القصبة في مدينة رام الله المحتلة وبالشراكة بين مسرح سفر من رام الله وفرقة الأمل للرقص من مدينة الناصرة المحتلة يخرج إلينا العمل المسرحي إنعاش من تمثيل وإخراج الفنان الفلسطيني الذي تنحدر أصوله من غزة فادي الغول حيث يتحدث في هذا العمل المميز والجريء عن الحالة والوضع الفلسطيني من خلال تداعيات وأحلام طفلة فلسطينية تدخل غرفة الإنعاش «غرفة الإفاقة أو العناية المركزة»، حيث تتم مشاهدة الواقع والحلم والخيال برؤية فنية معاصرة تعبر عن الظلم والقهر اليومي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني. ويتضمن العرض صورا ولوحات من الواقع الفلسطيني المعاش كالحرب، والحصار والحواجز بين المدن والتي قطعت أواصر المدن الفلسطينية وجعلت التنقل بينها حربا وجهادا وكذلك عن جدار الفصل العنصري الذي تقيمه إسرائيل لتقطيع أوصال فلسطين، وعن الطفولة المحرومة، كل ذلك وأكثر تم التعبير عنه بالرقص التعبيري من خلال ما قامت به مدربة الرقص والفنانة وداد عطا الله.
يقول فادي الغول الممثل والمخرج أن الفكرة كانت منذ البداية فكرة مشتركة بينه وبين الفنانة وداد عطا الله مشرفة فرقة الرقص حيث تولدت لديهما رغبة قوية لإنتاج عمل فني مشترك يعبر عن قدرة الفرقتين من الناحية الفنية على الخروج بعرض مسرحي مميز، وهنا جاءت فكرة إنعاش بعد عدة محاولات للبحث عن أفكار تصلح أن تتجسد بالرقص التعبيري ، وحين أصبحت الفكرة قيد التنفيذ واجهت عدة مشاكل من أهمها كم يقول فادي عدم قدرتي على تخطي الحواجز بين المدن والدخول إلى الناصرة الخاضعة للسيطرة الكاملة من الاحتلال للإشراف على التدريبات والتواصل المباشر مع الراقصين بصفتي مخرج العرض، وكما يقول فادي كان هناك بعض التدريبات المشتركة في مدينة رام الله إلا أننا استطعنا ولأول مرة في تاريخ المسرح الفلسطيني المعاصر أن يتم إخراج هذا العمل من خلال الانترنت وبرنامج السكايب المباشر بالصوت والصورة لمدة ثلاثة أشهر حيث كنت كمخرج للعمل موجودا في رام الله وأتابع التدريبات وأعطي الملاحظات بشكل يومي حتى تاريخ العرض الأول في مدينة رام الله.
يردف فادي الغول: لقد عملنا أنا والفنانة وداد عطا الله مصممة الرقص بمهنية عالية وحرص شديد على أن نخرج هذا العمل بكافة الإمكانيات الفنية والتقنية الجيدة وقد ركزنا على جميع العناصر المتعلقة بالملابس والديكور والإضاءة لكي تكون مكملة للعمل والفكرة المراد إيصالها إلى الجمهور، وقد كان لدي رغبة شديدة على الصعيد الشخصي أن أقدم عملا فنيا جديدا ذا مواصفات فنية وتقنية عالية وخاصة بعد نجاح العمل الأخير مسرحية «كلارينت» والتي تحدثت فيها عن طفولتي في لبنان والتي أعطتني الكثير من الاندفاع والطاقة الإبداعية، وقد عاهدت نفسي على أن اعمل بكل جد وحب وإخلاص شديد وان أقدم كل ما عندي من إبداع لأهديه إلى شعبي الفلسطيني من خلال أعمالي الفنية التي سوف تعبر عن هموم وأحلام وآمال هذا الشعب العظيم.
وقد أكدت الفنانة وداد عطا الله أن هناك اتفاقا بين فرقة الأمل ومسرح سفر على أن يكون هناك توأمة حقيقية بين الفرقتين لإنتاج العديد من الأعمال الفنية المشتركة متخطين كل الحواجز والقيود ومؤكدين على هويتهم المشتركة كفنانين فلسطينيين وأحرار .
يشار أن عرض الافتتاح كان عرضا رائعا بشهادة الجمهور والحضور وسوف تقوم الفرقتان بعمل برنامج عروض في داخل فلسطين وفي دول العالم لنعرف الجمهور بالمسرح الفلسطيني علما بأن هذا العمل لم يتلق أي تمويل من أي جهة وقد كان إنتاجا حصريا لفرقة الأمل ومسرح سفر
بمشاركة مميزة من الراقصين في فرقة الأمل ومصمم الإضاءة عماد متولي حيث استطاع عرض «إنعاش» من خلالهم أن يقول أن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية في غرفة إنعاش دائمة أو موت سريري ولكن هذا الشعب رغم كل ذلك ما زال حيا ويحب الحياة ويتمسك بها
فادي الغول في سطور:
عمل في مجال المسرح والعمل الفني منذ العام 1987 في عدة دول عربية كما شارك في معظم المهرجانات والتظاهرات الفنية في تلك الدول
حاصل على جائزة أفضل ممثل مسرحي أول في مهرجان المسرح الأردني عام 1993
عاد إلى فلسطين في العام 1995 ليعمل في وزارة الثقافة الفلسطينية
أسس مسرح سفر للأطفال عام 1999 وأنتج العديد من الأعمال المسرحية والفنية
أدار مهرجان رام الله لفنون الطفل لمدة خمس أعوام متتالية
درس وعلم الموسيقى والدراما في العديد من المدارس والمراكز الثقافية الفلسطينية
أخرج ومثل ولحن الموسيقى للعديد من الفرق والمؤسسات الفنية
شارك واشرف فنيا على أهم الانتاجات الفنية للأطفال في فلسطين منها برنامج يويا لاند وشارع سمسم
اعد وقدم البرامج التلفزيونية للعديد من المحطات التلفزيونية المحلية والعربية
مثل في عدة أفلام سينمائية وتلفزيونية منها فلم حيفا والسجينان
يعمل حاليا على إنشاء مسرح متخصص للأطفال في فلسطين.