قال: اكتبيني في نصوصكِ وابتسم
قلتُ: الكتابة ما ترسبَ في فؤادٍ
وهي كالخمرِ المعتقِ
كالنبوءةِ
كالتحايا بينَ صوتينا على عَجَلٍ
وهي الوشائجُ بين لحنٍ والوريدِ
هي المزاجُ / الوحيُ / ألوانُ المحابرِ
وهي ذاتٌ من مرايا
كالفصولِ تشدُّ مئزرَها وتخلعُهُ على وَجَلٍ
هي غيمةٌ عَلِقَت هنا .. في النبضةِ الأعلى شمالَ القلبِ
لا زمنٌ يمر ويقتنيها
تفاحةٌ أشهى بلا قَطْفٍ وقَضْم ِ
…
قال: اكتبيني في نصوصكِ ..
اجعليني بعضَ شِعركِ
ألهميني سيرةً للحبرِ تخلُدُ
أنت مُلْهمتي قضاءً أو تواترْ
قلتُ: الكتابة في رمال الله تبرٌ ظامئٌ للموجِ
يعتمرُ السماءَ وعشقَها اللونيّ ْ
هي حيرةُ الطفل الذي ارتدَّت إليه الريحُ في شغبٍ
تناوشُهُ ومنذ البدء ِ يمنحها التدرجَ فوق كفيهِ
يطاولها وتمنعه الصعود لأفقها
هي حبرنا السريُّ
محنتـُنا مع الدهرِ المواربِ للحقيقةِ
والمداهنِ للسرابْ
إنَّ الكتابةَ كهفُ هذا الروح حين اشتدَّ عصفُ
قال: اكتبي شخصي مجازا
بدءَ اسمي
لملمي ما قد تبعثرَ من سرابٍ في صحارى أحرفي
مُدّي إليَّ اللحن في الكلماتِ
أهدِي سحرَها الأزليَّ ليْ ..
قالَ: اكتبيني أو أريقي من دماءِ الشعر لي شَجَنا .. ومجدا
قلتُ: والأسماءُ في لغتي ضبابٌ والندى متكاثرٌ :
هذي الكتابة حيرةُ العطشى إزاءَ الرملِ
قصة ماجدٍ نفتِ الرياحُ صهيلَهُ وارتدَّ مختبئا كفجرِ
هي نأي أحلامٍ عن الشرقِ الكفيفِ
وعن شتاتِ الوجد
عن قارورة الصمت المعلّبِ في شؤونِ الحبْ
هي نأيها عنا إلى منفىً مجازيِّ الكلامْ ..
قال: اكتبيني مرةً أو نبضةً
قلت: الكتابة تعتريني موجة ً زرقاءَ تصعدُ في دمائي
ثم وجدي
يّمحي مِلْحي وتسكبني عبيرا مشرق الجبهاتِ
يحكي سُكَّرًا عن سائلٍ متفردٍ
يبغي الخلودَ ومُلْهِمٍ
أو عن تحايا جلُّها متلعثمٌ ما بين أضلاع الزمانْ ..
شميسة النعمانية
شاعرة من عُمان