كانت قصة "البومة العمياء" ( 1937) لصادق هدايت ( 1903 – 1 195) أول عمل أدبي أقرأه في السبعينات لكاتب ايراني معاصر على الاطلاق. لقد لفتت انتباهي حينئذ أشياء مثل غموض النص وتقنيته ورؤياه وتكاتف عناصر من قبيل بنية وحبكة القصة وعمق الرؤيا ( رغم سوداويتها) وجرأة الطرح. كما أثارتني حياة الكات المأساوية التي ختمت بانتحاره في باريس في التاسع من ابريل 1195.
كانت معرفتي، آنذاك، بالشعر الايراني المعاصر محدودة للغاية، إن لم تكن معدومة. وذلك بسبب افتقار مكتبتنا العربية الى ترجمات دقيقة وحية من الآداب الشرقية. حتى أنني لم أكن أعرف أكثر من (طاغور) الهندي و(فايز أحمد فايز) الباكستاني، ونماذج من الها يكو الياباني، ونخبة من الشعراء الايرانيين الكلاسيكيين أمثال : أبو عبد اته جعفر رودا كي ( 850/ 860- 940م) عمر الخيام ( 1021 – 1122)، سعدي الشيرازي (1213 – 1293م)، حافظ الشيرازي ( 1325 – 1390) وجلال الدين الرومي (1207 – 1273م)، وكانت تلك حدود معرفة جيلي لا أكثر. كنت ومازلت أستغرب جهلنا بآداب الشعوب الشرقية خصوصا الايرانية، الهندية، الصينية واليابانية، في الوقت الذي كان لها صدى واسع ولقرون على مسيرة الآداب الأوروبية التي تأثرنا بها بدورنا نحن. والا فهل سنتصور أنفسنا معنيين الى هذا الحد بترجمة كل من رباعيات الخيام لولا اهتمام الغرب بها أولا خصوصا عبر ترجمة ادوارد فيتزجيرالد في 18591) واهتمام نميته بالشاعر حافظ الشيرازي واهتمام الغرب عموما بالتراث الصوفي والشعري منه على الخصوص؟ ويبدو أن أشقاءنا المصريين من المختصين بالدراسات الايرانية قد سبقونا جميعا بالتعريف مشكورين بهذا الأدب، رغم بعض المآخذ على ترجمة النصوص الشعرية بالذات. لقد وجدت نفسي مستسلما لهذا الجهل التام، واذا بي أقع ذات يوم من خريف 1978 على ديوان باللغة البولندية للشاعرة فروخ فروخ زاد ( 1934 – 1996) يضم منتخبات من شعرها ويشكل محاولة جريئة للتعرف على شاعرة متميزة، دفعتني لتقص حياتها على الصعيدين الفني والوجودي، فأعادت الى ذهني صورة حياة (هدايت) المأساوية، لأنها قد ماتت في طهران شتاء 1966 في حادث سيارة مروع. لقد قادتني كلمة الشاعر أحمد شاملو (1925) في رثائه للشاعرة قائلا : « ان اسمك فجر يسري على جبهة السماوات، فليكن مباركا» الى متابعته هو الآخر فوجدته شاعرا متميزا وهاما جدا بحيث يعتبر أحد كبار ممثلي ه الشعر الجديد» في الأدب الايراني المعاصر. بعدها تعرفت على شاعر مهم آخر هو نادر نادر بور (1929) أحد كبار شعراء الطليعة في ايران، ثم عل الشاعر حسن هونرماندي (1928) وجواد موهيبي وعدد من الشعراء الشباب كآخر مهريار وصادق رحماني وسواهما واذا بي بمحاذاة حركة أدبية وثقافية ثرة ومتنوعة، واذا بالستار زي الخلفية الآيديولوجية الذي أسدل على تلك الحركة من قبل الغرب، بعد الثورة الاسلامية في ايران، لم يعد بامكانه أن يغيب حقيقة أن الابداع الحقيقي يتسرب رغم العراقيل والمعوقات السياسية والحضارية الناجمة عن تعقيدات الوضعين الداخلي والخارجي. لقد هلل الكثير من شعراء ايران باديء الأمر للثورة الوليدة، لكن بعضهم لم يندفع في ذلك الى الحد الذي أفقده المسافة الضرورية التي على الفنان الحقيقي أن يحتفظ بها في رصد الواقع وسيرورة الأشياء وفي محاولة تطوير أدواته ورؤاه الفنية والفكرية. كما أن البعض من المبدعين ممن لم يتحمل ضغط الواقع الجديد الذي أفرزته الأحداث قد اختار الغربة وطنا له. ولم يعبأ بكلمة (علي خامئني) – رئيس الجمهورية آنذاك التي وجهها الى الشعراء في (1987)والتي دعاهم فيها الى أن ينظموا في اطار المباديء الاسلامية الجديدة التي تطرحها الثورة غير أن هذه الفئات الثلاث من المبدعين : المنغمسين في الواقع الجديد والمنتمين له من (جماعة النظام) والمحتفظين بالمسافة المطلوبة لممارسة العملية الابداعية والمنتجين في الغربة أو المنفى، لم يتنصلوا من الواقع والأحداث التي تحيطهم، فراح كل منهم يعبر عنها حسب موقعه ورؤيته الفنية والفكرية. حتى أنني قد فوجئت بضخامة انعكاسات الحرب العراقية – الايرانية على الحركتين الفنية والأدبية في ايران بعد سماعي مداخلة المستشرق الأمريكي البروفيسور (يبتر خلكوفسكي) المختص بالدراسات الايرانية وهو يحلل ويقدم نماذج شعرية مثيرة في مؤتمر جمعية المستشرقين السنوي في أمريكا الشمالية الذي انعقد في كارولاينا الشمالية في نوفمبر 1993.
تعود معرفتي بشعر ( سهراب سبهري) الى مطلع التسعينات، ويعود الفضل في ذلك الى صديقي البولندي المختص بالدراسات الايرانية (مارك سموز ينسكي) الذي أطلعني على نماذج شعرية لسهر اب بالفارسية أولا وفي العام 1993 جاءني بقصيدة "وقع خطوات الماء" مترجمة ومنشورة في كتيب باللفة البولندية، كما زودني بالترجمة الانجليزية التي قام بها (عبدالرضا ما جديري). بعد قراءة القصيدة أخذت بتسجيل انطباعاتي على هوامش النص بالرصاص كعادتي وختمتها بالعبارة التالية : أنا حزين يا قصيدة لأن القاريء العربي لا يعرفك ! كان ذلك في أواخر 1994.
كان علي بعد ذلك أن أطوي صفحة هذا الشاعر سنتين الى أن ذكرني به الشاعر عبدالقادر الجنابي في صيف سنة 1996، حينما طلب مني ترجمة القصيدة كاملة بغرض نشرها في انطولوجيا شعرية ضخمة تضم منتخبات من الشعر العالمي كان ينوي نشرها في ذلك الوقت. غير أننا قد اتفقنا في نهاية المطاف على اقتطاع مقطع منها لا غير. غير أن فضل عبدالقادر يكمن أيضا في أنه قد زودني بترجمتين للقصيدة كنت أبحث عنهما هما الترجمة الفرنسية التي قام بها (Daryush Shayegan) والتي نشرتها في باريس باللغتين الفارسية والفرنسية دار (la Différence Orphée) في 1991 مع مجموعة من قصائد الشاعر، والترجمة العربية للقصيدة التي كما يبدو قد صدرت في كتاب " الشعر الفارسي الحديث " الذي صدر على الأرجح في السبعينات والذي مازلت أجهل اسم مترجمها لعدم توافر الكتاب لدي، فعذرا شديدا. كانت الترجمة الفرنسية ناقصة لأسباب أجهلها، وطفت على الترجمتين الانجليزية والبولندية الحرفية، أما الترجمة العربية فكانت الطامة الكبرى لسببين : أولهما أن الترجمة حافلة بالمغالطات وسوء الفهم، وثانيهما أنها تفتقر الى الحساسية الشعرية التي لابد من توافرها لكل من يخوض في ترجمة الشعر. ان ترجمة الشعر التي يعتبرها البعض "مخاطرة " أو "خيانة " أو "عملا طفيليا" أو "تشويها" أمر لابد منه للتعرف على اجتهادات الآخرين وفضاء اتهم وحساسياتهم الفنية والفكرية والانسانية. وبناء على ما نقله (ابن عربي) عن الصديق الأكبر من أن "العجز عن درك الادراك ادراك " فقد كان لابد من مواجهة محنة تشويه العمل بنقله من جديد الى العربية، وهنا يأتي دور الشاعر (سيف الرحبي) بتشجيعي على ذلك مشكورا. وما تعدد ترجمة العمل الواحد سوى وضع حجر في زاوية التأويل والتنوع والاختلاف والتعددية التي لابد منها في حياتنا الثقافية.
ولد (سهراب سبهري) في (كاشان) في العام 1928. وبعد انهائه مرحلة الدراسة الثانوية انتقل الى العاصمة (طهران)، وبعد سنتين حصل من أحد معاهدها على دبلوم، سمح له بالعمل في أحدى المؤسسات الثقافية. نشر أول ديوان له "قريبا من أصيص الزهر أو عشق ما بعد الموت " ولم يتجاوز عمره العشرين عاما. لقد ترك عمله في المؤسسة المذكورة بسبب تقدمه الى قسم الفنون الجميلة في جامعة طهران. لكن ضرورة اعالة نفسه بنفسه دفعته في الوقت ذاته للعمل في أحدى شركات النفط التي لم يمكث فيها أكثر من ثمانية شهور. في عام 1952 صدر ديوانه الشعري الثاني "موت اللون ". فكانت بصمات الشاعر (نيما يوشيج) (1899- 1960) الرائد الحقيقي لـ "الشعر الجديد" في ايران واضحة في هذا الديوان، بحيث لم تترك مجالا للشك في أن سبهري ما هو الا امتداد لحركة التجديد في الشعر الايراني الحديث. في عام 1954 أنهى الشاعر دراسته بتفوق في قسم الرسم في جامعة طهران. وفي نفس السنة حصل على وظيفة غرافيكي في المعهد الصحي في القاضمة، مواصلا في ذات الوقت عمله الابداعي على صعيدي الرسم والشعر. لم تكن شمس كاشان مدينة الشاعر أقل توهجا من شمس شيراز ولا تبرير، ولا أقل خضرة من «ورقة شجرة » ولا أهمية في النهاية لهذا وذاك طالما أن كفتي الميزان متكافئتان : «الحياة لها جناحان بسعة الموت / لها وثبة بحجم الحب ». أليست الحياة بكل أثقالها وخفتها سوى "قفزة الفرح عبر خندق الموت "؟
فتح الرسم أمام الشاعر آفاقا وسيعة. فمن الخبرة في ملء الفراغات والتعامل مع الألوان وانسيابية الخطوط وتقاطعها، وامكانية النظر الى الكتل والأجسام والفضاءات بمستويات عدة، تكون المشهدان : التشكيلي والشعري.
بعد النقلة الحياتية الأولى المتمثلة في مغادرة سبهري لكاشان متوجها الى طهران، حدثت النقلة الثانية الهامة في حياته بتوجهه الى خارج البلاد وكأنه أراد بذلك أن يعيد صقل نفسه وتجر بته من جديد والوقوف على تجارب الآخرين عن طريق الإحتكاك المباشر بهم. منذ العام 1954 أخذ سبهري يتنقل من بلد الى آخر جامعا ما بين كهف السائح وتعطش الفنان والدارس. فدرس الرسم والحفر أو النقش في كل من باريس وروما وطوكيو والهند. بعدها أخذت تنهال عليه الدعوات للاشتراك في معارض الرسم والبينا ليات المحلية والأجنبية.
ومثلما درس الحفر على الخشب والمعادن، فإنه قد نقل خبرة التعامل مع الضوء واللون الى صعيد الكلمة. وهل ثمة حقل فني أقرب الى الرسم مثل الشعر؟ كانت نتيجة ذلك أن أصدر ديوانين شعريين في العام 1961، الأول بعنوان «فتات الشمس » والثاني «شرق الحزن ». في 1964 زار الشاعر الهند وباكستان. وفي نفس السنة كتب قصيدته الشهيرة أوقع خطوات الماء» التي صدرت في 1965 بحيث ثبتت مواقعه كشاعر فذاع ميته داخل ايران وخارجها بعدها بسنة صدرت له قصيدة أخرى طويلة بعنوان «مسافر». وبها تعزز موقعه الشعري أكثر. غير أنه سرعان ما فاجأ الوسط الأدبي في العام 1967 باصداره واحدا من خيرة دواوين الشعر الايراني المعاصر بعنوان «حجم الخضرة ». في العام 1969 اشترك سبهري في بينالي باريس للرسم، وفي جاليري بنسن Benson) )للرسم في نيويورك، وفي 1973 عاد الى باريس مرة أخرى، في 1977 صارت الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر بعنوان «ثمانية كتب » وضمت آخر دواوينه «نحن لا شي ء، نحن نظرة ». لقيت أشعار سهر اب ترحيبا واسعا وليس أدل على ذلك من ترجمتها الى لفات عديدة منها: الانجليزية، والعربية، والفرنسية، والالمانية، والايطالية والبولندية. في ابريل من عام 1980 مات سهر اب سبهري بسرطان الدم (لوكيميا)، مضاعفا بذلك من نسبة الشعراء المأساويين في الأدب الايراني المعاصر.
مات الشاعر وبقيت القصيدة. كان الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري يردد في أكثر من مناسبة : ما الفائدة من الشهرة بعد موتي؟
حسنا، ولكن الشاعر الحق شاء أم أبى، ينطفيء ذات يوم جسدا ليتقد روحا في حطب قصائده. وهكذا فبعد موت سهر اب اتسعت رقعة التعريف به، وبتر جمته ال لفات عديدة، ويبدو لي أن الترجمة العربية التي صدرت في السبعينات (ان لم تخني الذاكرة لم ضمن كتاب «الشعر الفارسي » هي من أولى الترجمات على الاطلاق رغم تشويهها للنص كما ذكرت سابقا.
عنوان القصيدة في أصلها هو «صداي باي آب" وتعني حرفيا بالعربية (صدى أو وقع قدم أو رجل الماء) وارتأينا أن نترجمها وفقا لمغزى الشاعر بـ«وقع خطوات الماء».
اذا كان الشاعر (نيما يوشيج) رائدا لـ«الشعر الجديد» في ايران، و(أحمد شاملو) أحد كبار معطيه ومطوريه، فإن سهر اب رغم استفادته الواضحة باديء الأمر من تجربة سابقيه الا أنه ومنذ نشر قصيدته «صداي باي آب » أخذ ينتمي، باعتقادنا الى ما اصطلح النقدا لأدبي الايراني بتسميته بـ «الموجة الجديدة ». شعراء «الموجة الجديدة » جمعوا تجربتين في بوتقة واحدة : التجربة المحلية التجديدية وتجربة الشعر العالمي الطليعية استطاع سهراب في قصيدته المذكورة وقصائده اللاحقة أن يستفيد من تقنية القصيدة الطليعية وانفتاحها عل كافة الاحتمالات بما في ذلك التجريب، وأن يضعها في اطار التجربة المحلية. أن يربط ما بين الفضاء التشكيلي كرسام وانسيابية ورقة الشعر المحلي لبلاده، وأخيرا وصل ما بين روحانية الشرق وصوفيته وأحلامه وبين معمارية القصيدة الحديثة في تجربتها الغربية.
" أنا مسلم / قبلتي الوردة / مكان صلاتي النبع / أضواء النوافذ تخط ايقاع صلاتي"، واضعا كل ذلك بموازاة "الحياة غسل صحون / الحياة استحمام في ماء الحاضر».
إن المقطع المتعلق بالحياة في هذه القصيدة يذكرنا بقصيدة " الولادة مرة أخرى" للشاعرة (فروخ فروخ زاد) التي كتبتها في نفس السنة أي في 1964 والتي تقول فيها:
«كل حياتي لم صلاة حزينة / وربما / الحياة هذه اللحظة العابرة / حينما نظرتي / وهي تتجمد في عينيك / تخرق الظلام ». أراد سبهري في قصيدته أن يتوحد بالعالم وينفس القدر أن يبتعد عنه، أن يكون وديعا ومشاكسا، مع العزلة وبين الناس على السواء، أن يقارب السماء بقدر ملامسته التراب، أن يخترق الظلمة ففعل.
لست خبيرا بالأدب الايراني، فهذا ليس من شأني، كما أنني لم أكن أنوي تفسير أو شرح القصيدة، فالقاريء أولى مني بها وأحق، غير أنني لا أخفي نيتي الرامية الى تحريك الجو من أجل فتح التوافذ والأبواب على ريح الشرق بغرض اجراء حوار بناء على تجارب الشعوب الشرقية المتمثلة في آدابها عموما من خلال نقلها والتعريف بها. ألسنا انسانيين وشرقيين قبل كل شيء؟ ألسنا أولى بمن سوانا بفتح باب التحاور والتثاقف مع أناس يشبهوننا؟ لقد كتبت الكلمات التالية على شاهدة قبر الشاعر في (كاشان).
"وأنت تجيء إلي ،
جيء أكثرصمتا،
كي لا تخدش وعاء العزلة".
ان تسليط الضوء على هذه القصيدة هو بمثابة محاولة لملامسة عزلة الشاعر.
وقع خطوات الماء – صداي باي آب
أنا من أهل كاشان (1)
حياتي ليست بالسيئة
عندي كسرة خبز، قليل من العقل مقدار أنملة من الذوق .
عندي أم أنضر من ورقة الشجرة
وأصدقاء أفضل من ماء النبع .
إلهي قريب هنا:
بين زهر الخيري والصنوبر الباسق .
في معزى الماء وقانون النبات
أنا مسلم .
قبلتي الوردة .
مكان صلاتي النبع.
تربتي النور.
السهب يكسو صلاتي .
أضواء النوافذ تخط ايقاع وضوئي .
في صلاتي يجري القمر، يجري طيف الشمس .
من ورإء صلاتي يظهر حجر.
كل ذر، فيه لها صلادة البلور.
أصلي حينما تؤذن الريح من منارة السرو.
أعيد صلاتي بعد ،"تكبيرة الاحرام " للعشب .
بعد"قد قام" موج .
كعبتي على ضفة الماء.
كعبتي تحت الأقاحي .
كعبتي مثل نسيم يسري من روض لروض ، من مدينة لأخرى .
حجري الأسود بهاء بستان
أنا من أهل كاشان .
حرفتي الرسم.
أحيانا أبتني قفصا من الألوان أبيعكم اياه .
كي تتألق قلوبكم الموحشة بأصوات الخشخاش .
حيث ثمة سجن
لخيال ما، لخيال ما. .. اعرف
أن لوحاتي ميتة .
أعرف جيدا، أن حوض رسمي بلا سمك .
أنأ من أهل كأشان
ربما يصل وقع اسمي
الى نبتة في إلهند لابريق فخار من آثار "سيالك " (2)
ربما إسمي تسمعه بغي من بخارى.
أبي مات منذ زمان ، منذ زمان .
بعد مجيء السنونو مرتين ، بعد الثلج مرتين .
على السطح بعد وقت النوم مرتين .
حينما مات إبي كانت السماء زرقاء .
أمي لا تعرف لماذا جفلت من النوم وازدانت أختي حسنا.
حينما مات أبي ، كان كل العسس يقولون الشعر.
سألني بقال البضائع الاستعمارية : كم أدفع على البطيخة؟
قلت سائلا : وما ثمن السعادة؟
كان أبي يرسم
يشد التار ويعزف عليه (3)
كان حسن الحظ .
حديقتنا إتسعت حتى ظل المعرفة
كانت مكان تشابك الحسن والعشب .
كانت نقطة تقاطع النظرات ، القفص والمرآة .
ربما كانت حديقتنا قوسا من هالة السعادة الخضراء.
ذلك اليوم مضغت فاكهة الله الفجه في الحلم .
شربت الماء بدون ظل الفلسفة .
قطفت التوت بدون ظل المعرفة .
قبل ان بنفلع الرمان كانت كفي نافورة رغبات .
حين علا صوت السنونوة، استشعر الصدر الم الغبطة
لمجرد السماع .
أحيانا كانت العزلة تلصق وجهها على زجاج
النافذة .
جاء الشوق وطوق رقبة الاحساس بيديه .
كان الفكر بطلاقة يمرح .
كانت الحياة أشبه بفتنة العيد، باكليل القيقب .
كانت الحياة حينئذ صفا من النور والدمى.
كانت طليقة اليدين .
كانت الحياة حينئذ محيط موسيقي .
الطفل ابتعد رويدا رويدا، قليلا قليلا في طريق
اليعاسيب .
حملت أشيائي ، رحلت عن مدينة الخيالات.
غريبا وسط اليعاسيب .
ذهبت لحفلة الدنيا :
لصحراء الحزن
لحديقة العرفان
ذهبت لايوان مضيء بالمعرفة .
صعدت درجات الايمان
حتى نهايه مجاز الشك
حتى برودة الأستغناء.
ذهبت حتى ليل المحبة البليل .
خرجت لملاقاة من يعرف سر العشق.
ذهبت ، ذهبت لامرأة .
لمصباح اللذة .
لصمت النزوة
للصوت الممتليء بالعزلة .
رأيت أشياء مختلفة على الأرض .
رأيت طفلا كان يشم القمر.
رأيت قفصا دون رتاج يرفرف فيه النور.
سلما صعده إلعشق حتى سقف الملكوت .
رأيت امرأة تدق النور في هاون .
وعند الظهيرة كان على سفرتها الخبز، كان الريحان ،
كان طبق الطل
وكاسات عامرة بالمحبة . رأيت شحاذا يروح من باب
لباب طلبا لغناء القبرة .
حارسا يناجي قشرة الرقى.
رأيت حملا كان يأكل الحدا.
رأيت حمارا كان يعرف البرسيم .
رأيت بقرة متخمة بالنصائح الناجعة .
رأيت شاعرا يخاطب السوسن قائلا: أوه ، يا سيدة!
رأيت كتابا كانت كل كلمة فيه من البلور.
رأيت ورقة من فتات الربيع .
رأيت متحفا بعيدا عن الاخضرار.
مسجدا بعيدا عن الماء.
وفوق وسادة فقيه رأيت كوزا طافحا بالأسئلة .
رأيت بغلا محملا بالكلمات .
رأيت جملا محملا بسلال فارغة من الأمثال والحكم .
عارفا زاده طنين "ها يا هو" (4)
قطارا يحمل النور.
قطارا مثقلا بالأحكام يتحرك ببطء .
قطارا يحمل السياسة (وكم كان فارغا) !
قطارا يحمل بذور زنابق الماء وغناء الكناري .
رأيت طائرة تكننز تحليق الاف الأقدام .
كانت الأرض يبدو من نوافذها :
عرف هدهد.
نقط على جناح فراشة .
ترجيع ضفدع في الماء.
عبور ذبابة لطريق العزلة .
تلهف عصفور حط من شجرة القبقب على الأرض .
بلوغ الشمس.
ترحيب الدمية الرائع بالصبح .
السلالم المفضية لحديقة الشهوة .
السلالم المفضية لسراديب الخمر.
سلالم لقانون موت الورد الأحمر.
لفهم رياضيات الحياة.
سلالم صوب إشراق المشاعر.
السلالم المفضية لشرفات التجلي .
أمي هناك في الأسفل.
كانت تغسل الأكواب في ذاكرة النهر.
وكانت ترى المدينة
من الخارج هندسة الأسمنت الحديد والحجارة .
سطوح بلا حمائم وأصدء الحافلات .
كانت تباع في دكانها الزهور.
وبين شجرتي خمآن اصطنع الشاعر وحده .
الصبي قذف جدار المدرسة بالحجارة .
الطفل بصق نوى البرقوق على سجادة الأب الشاحبة .
الماعز كان يشرب الماء من خريطة بحر قزوين .
كانه يرى شريطا الثوب : رفرفة الستيان .
كانت عجلة العربة في حزن لمحنة الحصان .
الحصان في حزن لأجل الحوذي النائم .
الحوذي في حزن لأجل الموت .
كان يرى العشق ، كان يرى الموجع .
كان يرى الثلج ، كانت ترى الصداقة .
كانت ترى الكلمة.
كان يرى الماء وانعكاس الأشياء في الماء.
وظل الخلايا البارد في فورة الدماء .
وصفحة الحياة الندية .
وصفحة الحزن البشري الشرقية .
موسم التسكع في شارع النساء.
رائحة العزلة في شارع فصول ،السنة.
كانت ترى في يد الصيف مروحة.
رحلة البذرة للزهرة .
رحلة اللبلاب من بيت لبيت .
رحلة القمر للماء.
فوران زهر الحسرة من التراب .
تساقط العنب الفتي من الحائط .
ثقل قطرة الندى على جسر الحلم .
قفزة الفرح عبر خندق الموت .
خروج الحدث من وراء الكلمة .
حرب الكوة مع رجاء النور.
حرب السلالم مع أنامل الشمس .
حرب الوحشة مع الصوت .
حرب رقة الأجاص مع فراغ زنبيل .
حرب الرمان الضروس مع الاسنان .
حرب الموت مع ساق الكائن الأزلي .
حربا الببغاء مع الفصاحة
حرب الجبين مع برودة تربة الصلاة .
هجوم قاشان الجامع كله على المساجد.
هجوم الريح على معراج فقاعة الصابون .
هجوم جيش الفراشات على برنامج "مكافحة إلآفات " .
هجوم كتيبة يعاسيب على خط الأنابيب العمالي .
هجوم حجة القلم على أحرف الطباعة.
هجوم الكلمة على فك الشاعر.
فتح قرن واحد بقصيدة واحدة.
فتح بستان على يد زرزور.
فتح شارع بسلامين .
فتح مدينة على يد أربعة خيالة من خشب .
فتح عيد بدميتين ومدفع.
قتل حية بعد الظهر على السطح .
قتل قصة في شارع النوم .
قتل غصة بمارش اندفاع.
قتل ضوء القمر بأمر النيون.
قتل صفصافة بيد الدولة.
قتل الشاعر مجيد بنبات الاقنثوس .
كان كل شيء يرى على الأرض :
كان الظلام يسير في الشارع الأغريقي .
كانت البومة تنعب في الحديقة المعلقة .
كانت الريح في ممو خيبر تسوق حزمة من قش
التاريخ الى الشرق) 5)
في عين بحيرة "نكين " الوادعة كان زورق يحمل زهورا .
في "بنارس " في ركن كل شارع كان يشتعل مصباح الأبد.
رأيت ناسا .
رأيت مدنا .
رأيت صحاري وجبالا.
رأيت ماء، رأيت يابسة .
نورا وظلاما رأيت .
رأيت نباتا في النور، نباتا في الظلمة.
رأيت حيوانات في النور ،حيوانات في الظلمة .
رأيت البشرية في النور ، البشرية في الظلمة .
أنا من أهل كاشان
كاشان ليست مدينتي
مدينتي ضاعت .
وأنا فى شغف واهتياج
بنيت بيتا في الطرف الأخر لليل .
في هذا ا البيت أنا قريب من الغفلية الرطبة للعشب .
أصغي بإمعان لأنفاس الحدائق .
لوقع الظلمة المتساقطة من الورقة .
لاشراقة مسعولة خلف الشجرة
لسعلة الماء في أصغر شق لحجر.
لقطر السنونو من سقف الربيع .
لصفاء فتح وغلق نافذة العزلة.
للوقع الصافي لجلد العشق المتغير المبهم .
أصغي لتراكم لذة اقلاع القوادم .
لوقع التقشف المتصدع للنفس .
لوقع الرجاء.
لوقع دبيب الدم المشروع فى العروق .
لوقع ضربات السحر لهرم الحمائم .
لخفقات القلب مساء الجمعة.
لجريان القرنفل في الفكر.
صمهيل الحقيقة من بعيد.
أسمع تنفس المادة .
وقع حذاء الأيمان في شارع الاعجاب .
وقع المطر فوق أجفان العشق الندية .
في موسيقى البلوغ الكئيبة .
في أغاني مزوعة الرمان .
وقع زجاج الفرح المتكسر في الليل .
تمزق رقوق الحسن.
والتياوات في كؤوس الغربة.
أنا قريب من بدايات الأرض :
أقيس نبص الزهور.
عرفت مصير الماء البليل والعادة الخضراء للشجرة .
روحي تسري صوب الجهة الجديدة للأشياء .
روحى غرة .
أحيانا من الاعجاب تأخذها سعلة.
روحي عاطلة.
تحصي قطرات المطر والثقوب بين القرميد.
أحيانا تخبيء الحقيقة داخلها مثل حجر في طريق .
لا أعرف صنوبرتين متعاديتين.
لا أعرف صفصافة تبيع للأرض ظلها.
والدردار يمنح الغراب غصنا دون مقابل .
حيثما تكون الورقة يتفتح جنوني .
سويقات الخشخاش أعطتني النقاء في نهر الوجود.
أعرف ثقل السحر مثلما أعرف أجنحة الحشرة.
أرهف السمع لموسيقى النمو كما الأصيص .
في داخلي هيجان البلوغ مثل زنبيل مليء بالفاكهة .
أنا على مشارف الاعياء كحانة النبيذ.
مثل بيت مطل على البحر ممعنا في قوه الخلود النائية .
قبل أن يفكر بالشمس قبل أن يفكر بالتوحيد قبل أن
يفكر بالتكاثر.
ترضينى تفاحة .
شم سلآل من البابونج.
ترضيني مرآة علاقة طاهرة
لا أضحك حينما الفلسفة تشق القمر نصفين .
أعرف حفيف ريش السمان.
التلون على بطن الدراج ، أثر الماعز الجبلي
أعرف جيدا أين ينمو الراوند.
أعرف متى تأتي الزرازير ، متى يغني الحجل ، متى
يموت الباز.
ما القمر في نوم الصحراء.
ما الموت في سويق الرغبة .
ما مذاق العليق بأسنان الحبيبة
الحياة عادة لذيذة.
الحياة لها جناحان بسعة الموت .
لها وثبة بحجم الحب.
الحياة شيء كان بإمكاننا أن ننساه أنا وأنت .
ونحن منحنيان على سناد الأعراف .
الحياة انجذاب يد ممدودة للانطلاق .
الحياة تين أسود من أول قطفة في فم الصيف اللاذع .
الحياة بحجم شجرة في عين حشرة.
الحياة تجربة خفاش محلق في الظلام .
الحياة احساس غربة يحمله طائر مهاجر.
الحياة صفير قطار يستدير في نوم جسر.
الحياة رؤية حديقة من نافذة طائرة مسدلة
خبر انطلاق صاروخ في الفضاء.
ملامسة عزلة القمر.
فكرة شم الزهور في كوكب آخر.
الحياة غسل صحون.
الحياة هي العثور على "عشرة قروش " في قناة شارع .
الحياة هي مرآة الى النهاية
الحياة هي زهرة بقدرة الأبدية.
الحياة هي مضاعفة الأرض في نبضات قلبنا.
الحياة هندسة أنفاس بسيطة ورتيبة .
حينما أكون أو سأكون
السماء لي.
النافذة، الفكر، الهواء، الحب ، الأرض لي
ما أهمية ذلك
اذا كان ينمو أحيانا
طحلب غربتي ؟
أنا لا أفهم
لماذا يقال : الحصان حيوان جواد والحمامة فاتنة .
لماذا لا أحد يضع في بيته النسر في قفص ؟
ماذا ينقص البرسيم مقارنة بالخزامى؟
ينبغي غسل العيون ، النظر بطريقة أخرى.
ينبغي غسل إلكلمات .
على الكلمة أن تكون الريح نفسها، على الكلمة أن
تكون المطر نفسه .
ينبغي غلق المظلات .
ينبغي السير تحت المطر.
ينبغي اخراج الفكر والذكريات تحت المطر.
ينبغي الخروج بكامل المدينة تحت المطر.
ينبغي رؤية الصديق تحت المطر.
ينبغي البحث عن العشق في المطر
ينبغي مغازلة الأنثى في المطر.
ينبغي اللعب في المطر.
ينبغي كتابة شيء ، التحدث وزرع زنابق الماء في المطر.
الحياة اخضلال دائم .
الحياة استحمام في ماء الحاضر.
لنخلع الملابس :
فالماء خطوة من هنا.
لنذق النور.
لنزن مساء قرية وحلم غزالة واحدة .
لنتأمل دفء عش لقلقي .
لا ندس على قانون العشب
لنرخ عقال الذوق في الكرم .
لنفغر الأفواه بعد بزوغ القمر.
لانقل الليل شيء سيىء .
لا نقل لا شيء من نظرات الرياض في الليلة الوضيئة .
لنحضر السلال .
لنجن كل هذا الاحمرار كل هذا الاخضرار.
لنأكل الخبز والجبن صباحا.
لنحضر النبات عند كل التواء للكلمة .
لننثر بين كل مقطعين حبة صمت .
ولنمتنع عن قرءة الكتاب الذي لأ ريح فيه.
و لأ أخضلال فيه لقطرة الندى.
لا أبعاد فيه للخلايا.
لأ نجبر الذبابة كي تقفز من على أنامل الطبيعة الأم .
ولا نطالب النمر ان يغادر بوابة الخليقة .
لنتذكر أن نقص دودة يعني ثمة نقصا في الحياة.
إن نقص العث هو الحاق، الأذى بقانون الشجر.
وأن انعدام الموت يجعل يدنا تبحث عن شىء ما بنرفزة.
حقا لولا الضوء لتغير المنطق الحي للطيران .
لنتذكر أن الفراغ كان قبل إلمرجان في تصميم البحار.
لا نسأل ، أين نحن .
لنشم البنفسج الطري حينما نكون في المشفى .
لا نسأل أين نافورة السعد.
لانسأل ، لم الماء لب الحقيقة.
لأ نسأل ، أي رياح هبت على ابائنا وكيف كانت لياليهم .
لا طائر مغرد وراءنا.
لا رياح تهب وراءنا
وراءنا شباك الصنوبر الأخضر موصد.
وراءنا كل الطواحين دثرها الغبار.
وراءنا تعب التاريخ .
وراءنا ذكرى موجة تقذف على الساحل صدفات
الصمت الباردة .
لنخرج الى ساحل البحر.
لنرم الشباك .
ونصطد من الماء الطراوة .
لنرفع ذرة رمل من الأرض .
لنحص بوزن ألوجود.
لا علينأ أن نسب القمر حين نعاني من الحمى.
(أحيانا أبصرت في الحمى كيف كأن ينزل القمر
وإليد كانت تقارب سقف الملكوت .
رأيت الحسون يشدو أحسن .
الجرح الذى كان في الرجل أحيانا علمني تقلب الأرض .
أحيانا تضاعف حجم الزهر على فراش المرض.
كبرت صوة النارنج، شعاع الفانوس) .
لا نخف من الموت .
(الموت ليس نهاية الحمامة.
الموت ليس إنقلاب جندب على قفاه .
الموت يسري في ذهن الطلح الأبيض .
له عش في مرح الروح غير المشوب.
في عتمات ليلة قروية يتحدث الموت عن الصبح .
الموت يدخل فينا مع عنقود العنب .
الموت يشد أوتار الحنجرة الملتهبة .
الموت ضابط صارم جذاب برأس مليء بالفراشات .
الموت أحيانا يقطف الريحان .
يشرب الفودكا .
أحيانا يجلس في الظل ويحدق فينا.
كلنا نعلم.
ان رئتي اللذة مليئتان بأوكسجين الموت ).
لا نغلق الباب في وجه كلام التقدير الساخن
المسموع مات خلف ستار الصوت .
لنرفع الحجاب :
لنسمح للمشاعر بالتنفس .
لنسمح للثمر الناضج أن يبيت تحت الشجرة المفضلة
لنسمح للغرائز بالنمو في لهوها .
لنسمح لها أن تخلع الحذاء أن تحلق في أثر الفصول .
لنسمح للعزلة أن تغني
أن تكتب شيئا.
ان تخرج للطريق .
لنكن بسطاء.
لنكن بسطاء سواء أمام شباك مصرف أو تحت شجرة .
ليس من شأننا معرفة سر الوردة.
ربما من شأتنا
أن نسبح في سحرها
أن ننصب خيمة خلف حجاب المعرفة .
أن نغسل الأيادي في فتنة ورقة ونجلس عند المائدة.
أن نولد عند الصبح وقت حلول الشمس .
أن نعلم الهيجان الطيران .
ربما من شأننا
أن نروي نافذة الزهر بالماء.
أن نمد السماء بين مقطعي الو- جود.
أن نملأ الرئتين بالخلود.
أن ننزل حمل المعرفة الى الأرض من جناحي سنونوة.
أن نسترد الاسم مرة أخرى من السحاب .
من شجر القبقب من الحشرات والصيف .
أن نسير على خطى المطر البليلة صوب مرتفعات المحبة .
أن نشرع الأبواب للبشر ، النور، العشب والحشرات .
ربما من شأننا
أن نسير خلف صوت الحقيقة.
بين زنبق الماء والعصر (6).
الهوامش
1 – كاشان : هي احدى أقدم المدن الايرانية التي بقيت فبها ثمة اثار للعبادة من العمر الهيلليني تعتبر كاشان اليوم عاصمة للمقاطعة الوسطى لايران – وتقع على مبعدة (205) كم جنوب مدينة (قم ) و(252) كم جنوب العاصمة طهران . وتعتبر كاشان أقدم مركز شيعي في ايران وهي مشهورة كذلك بسجادها الفاخر.
2- سيالك موقع اثري على مبعدة ثلاثة كيلومترات جنوب غرب كاشان ,
3 – التار جهاز موسيقي تقليدي إيراني ذو أوتار
4 – طنانة ها يا هو . يرددهار الدراويش المتصوفة أثناء رقصهم الطقيم
5 – خيبر: ممر جبلي كان يربط الهند القديمة بالمرتفعات الايرانية من جهة الشرق.
6 – ورد هذا البيت الشعري في الأصل كالآتي : "كه ميان كل نيلوفر وقرن " نقلنا (نيلوفر) الى ما يقابلها في اللغة العربية (زنبق الماء) بينما لم ننقل كلمة (قرن ) حرفيا بل أخذنا معناها الاخر الذي يبدو لنا أكثر عمقا وشاعرية ونعني العصر التي يمكن الاستعاضة عنها بالزمن أيضا
* وردت كلمة "تربتي النور" والمقصود بها هي الترية التي يركع عليها الشيعة أثناء الصلاة تيمنا بطينة كربلاء التي لسفك عليها دم الحسين بن علي .
** يرى البعض في "لا أضحك حينما الفلسفة تشق القمر نصفين ،" تلميحا الى المعراج النبوي.
اختراق اظلام
سهراب سبهري 1928- 1980
ترجمة وتقديم :هاتف الجنابي (شاعر مواستاذ من العراق يقيم في بولندا)