واستوقفتني عند ماء النبع رعشة كفها
والرمل معروق على سوق الصبايا
يدعي وصلي …
وأكواز السقا ولفرط ما شد ت من الأنفاس فيما بيننا
تهذي …
وأتراب لها فارقنها غسقا وقلن لها أفيقي
إن الذي تهوين ضاق به المكان
فظل يصفق بالطريق على الطريق
ونسين أني كنت أرعى – جانب الوادي – المؤجل من مواعيدي
وأسأل أهله عنها وعني :
كيف غابا ?
عل عشا بين أضلعها دعاه ?
فمن دعاه إذا ?
رأينا روحه حول الحمى !
يأوي إليها الوحش مأنوسا بغربتها
ويبحر من موانيها رسول ..
قد حم لته رسائل العشاق تبحث عن دليل
يا رسائلهم لنا :
إن القلوب هي الدليل ..
أبحرت قبل سفينتي
ونظرت في النجم القصي
وقلت : أمرضني الهوى وأضلني
إني عليل ..
إني عليل ..
وشرحت أحوالي لعطار بناصية الزقاق فقال :
ترياق ويجمعه ليومين الغلام من البراري
زهرتان من السنا
منقوعتان بوجه يافا … كاعبان
وزيت فانوس
يكاد لطول ما اشتغلت به النيران
يبسم أو يقول ..
هذا إذا حالي على الأحباب حين أقيسه
حال يطول ..
ولربما يا وجه يافا
يا إناء الز هر
آتي بعد عام عند ناصية الزقاق
وأسأل العطار عنك
وعن غلام كان يبحث في البراري
فاض ترياقي بهمي
والزجاجة لم تعد تقوى علي
فأين وعد ك والمقيل ?
وأين أظعن حين تسألني القوافل عن منافيها ?
ثقيل حين تسألني … ثقيل
ولربما العطار عاد وقال :
ترياق ويجمعه ليومين الغلام من البراري
زهرتان من السنا
منقوعتان بوجه يافا .. كاعبان
وزيت فانوس يكاد …
جسد بجانبه وروح طار سانحها … بتول
محمد الماجد شاعر من السعودية