1- مصب
"…": النهر..
ذلك المشاكس الأرعن
فوار الدم
عذب السريرة
ما إن يتشرد في قسمات وجوهكم المقفرة
حتى يعود يحتضن موجي
يعود..
يشكوكم لي
يريني بقايا غسيل حكايات
تساقطن منكم عنى ضفتيه
يعرف جيدا أسرار قراكم – وهو العابر
المسترق السمع
كم غطى قبح دماملكم بأطياف الخضرة
غرس فيكم بذور البهجة
فلوثتم جذر عذوبته
زرعتم نخيل خطاياكم على كتفيه
حللتم سفك دمه..
مزقتكم شرايينه.. روافد..
***
في الرمق الأخير من الصبر
يعود لي..
متعثرا على عتبات الروح
لأمده بملح الحكمة..
2- غواية
(البحر يستدرجنا لخطيئة):
ذات مساء صيفي لزج
أسبل موجتين وتغافى
فاطمأنت
خلعت عباءتها على متن رماله الذهبية
تظاهر بالسكينة
تقدمت نحوه
لامست بقدميها الناعمتين أطرافه
أحس بقشعريرة
فأزبد
وابتدأ "المد"
3- حنين
الجزر بنات اليابسة المسبيات
في ملكوت البحر
تشتاق وقع أقدامنا
لتبث في مساماتها
أسرار عشقها الأزلي
ترينا نزق الحارس المائي
تعبر جبروته
آثار الملح على خدودها الصخرية
……
في المساء
عندما تتلألأ أضواء المدينة
تمارس عادتها الليلية
تراودها رغبة محمومة في الزحف
تخضر مسامعها
عندما يدنو صخب القادمين…
4- الموجة.. حكاية ذات مغزى
لو تكد تصل الساحل
حتى تتبعها موجة أخرى
تلعثم معناها
5- جرأة
مراكبهم الشراعية
كلمات مبتورة
أشواق مكبوتة
لن تصل الضفة الأخرى
إلا ….
بفصاحة كف الريح..
6- القئدس النهري
كعادته البحر أقام في أحشائه وليمة لساكنيه
أمنهم بقلب أصدافه الفضية
أطعمهم من نبضه
سقاهم دمه
وحده القندس النهري
بعد أن نفض يده من المائدة
تجشأ وقال:
ماؤك
يا مولاي
أجاج..
7- اختيار
هنا…
انتصف الطريق
خارت قواي
أعلم إن أكملت اليك… غريق
إن عدت حيث بدأت… غريق
لكني سأموت
في الموجة التي لا تأتيك بجثتي…
نشمي مهنا (شاعر من الكويت)