يُجامِلني البحرُ بالأغنيَاتِ
فأشهقُ ..
هلْ بدّلَ البحرُ قُمصـَانهُ ليصيرَ دميْ عارياً
وأصيرَ أنَا ككمانٍ بلا صاحبٍ أو صديقْ؟
أفهَمُ البحرَ أكثَر من طفلةٍ للمرَايا تغنّيْ
وأفهمهُ حينَ يهجرنيْ الظلّ . . أو تتوكّأ أشجارُ تشرينَ بيْ
ليسَ أكثرَ منْ دمعةٍ سأريقُ على البحرِ .. كيْ أتقيّأ ملحيْ
وليسَ سوَى وترٍ من زجاجٍ لكيْ يكسرَ البحرُ جمجمَة َ الرّملِ بيْ
سأموتُ . .
الدروبُ تعاشرنيْ . . وأنا منْ دَمي يتعرَّى مسِيحٌ
ويقذفنيْ البحرُ بالزرقةِ الغجريَّة ِ
أحتاجُ سرباً من الغجرِ الثَملينَ بأحزَانهِم ؛ لأصلّيْ
كآخرِ آلهةِ البحرِ . . كالنورسَات التيْ لم تنبّأ بمقتلِهَا بعدُ
أحتاجُ بلّورة ً لأذيبَ القصيدَة بينَ فميْ والكمَانِ العجوزِ
صديقيْ دَميْ
فلنكنْ راقصَين كمَا تشتهينَا نجُومُ ضمائرنَا . . ناسكينِ
أنا ودَميْ ! حجَرا النّردِ
تسقطُ منّا النبوّات أجمعهَا . . فلنلمّ بقَايا المنافي بمندِيلِ أقدَارنا
وندسّ صفائحَ أسفارنَا فيْ قرونِ الغزَالاتِ
تسقطُ منّا النبوّة / يرتفعِ الوحيُ شبرينَ عنّا
ويَرتفِع الموتُ عنّا مسَافَة أفواهنَا وكؤوسِ الهزِيمَةِ
هلْ بدّل البحرُ قمصَانهُ ليقولَ لنَا :
ظلّكم حزنكُم ..
فلتكُونوا كمَا تشتهُون
الموَاسم/
سبطَين منتشيينِ/
حذائينِ للرّقصِ/
مسبحَة ً للصلاةِ
لمَاذا يجامِلنا البحرُ بالأغنياتِ؟
ولمّا نَشِخْ . . أوْ يجفّ بأضلاعنَا صوتنَا الغجريّ القَديم؟
عائشَــة السيــفيةّ
شاعرة من عُمان