سونيا الفرجاني
شاعرة تونسية
خمسة وعشرون ألف عام تفصلنا عن الحب،
فأصغي إليّ
ولا تبتعدي كثيرا عن شرفة الحلم
وعن شارع الطيور الصامتة.
ثمة ما كان يلمع
ربما قرب الروضة أو حذو حاجبيك المقوّسين أحبهما
ربما قرب ضوضاء الباعة
ربما قرب محطات الوصول.
لاتُسرّي له بشيء
ولا تثقي بالأسماء المعلّقة في الغيب.
تابعي هبّة السعادة على حقول الذهب
وانتظري
لا تجمعي شيئا.
قطعة من الذّهب اختلطت بنقطة الفضّة
فلم أشرب كوب العصير
ابتلعته ودفعت الحموضة إلى قلبي.
لا تثبي إليه يا صغيرتي
الجرح لا يعود إلى أعقابه
سألمّع النهار لك وسأحمل الليل للمنحنى .
تقول لي: أضعت الحب في الطريق الأوّل ومررت بالحانة دون أن أدفع للمتسوّل .
تقول لي: سيكون وجهه ساعة الغد وناقوس المنبّه المخيف
أخبرتها بأنه سوف يكون جريدة تحت الإبط
تصلح لقراءة يوم وتُعطى لبائع الفول قرب الجسر النحيف.
لم تصدّقني
هي في أوّل الطريق والطريق الأوّل داخل الانتظارِ.
يلزمه عربة وأطفال فوقها نيام يحلمون بالباب في حجرة الكنز
قبل وصول اللّصوص.
فكّي طلاسم الوقت والناقوس
وعودي إلى النجمة الناعسة
لا تشتري خرائط للحبّ ولا تدفعي فواتير المطر
لا تصعدي إلى التلال الوعرة
ولا تطلّي على شعوب الريح.
في الحب لا نستريح
نُولد الغد ونولد النسيان.
لا تتأخّري في جمع الكثبان، قرب الساحل سفينة تفوح منها رائحة النهر
وعند النهر عصافير تحمل السحب بمناقير من ذهب
تمطر مرة
وتتوقف مرة
إذا سقط ريشها اجمعيه
واصنعي “قوسا وقيثارة”*.
الهوامش
* القوس والقيثارة عنوان كتاب لأكتافيو باث.