من المقولات العلمية التي تقوم عليها نظريات المؤرخين والسوسيولوجيين والمهتمين بثقافة المجتمعات، أن العادات والتقاليد المشتركة بين بلدين من البلدان لا يمكن أن تولد من فراغ، بل تتأسس في الغالب الأعم من خلال رصيد تراكمي من الارث الحضاري الذي يفرزه واقع الصلات التاريخية المتجذرة بينهما.
من هذا المنظور، نتناول في هذا السطور دراسة بعض العادات والتقاليد المشتركة بين مجتمعين متباعدين جغرافيا،ولكنهما متقاربان في الكثير من العادات والتقاليد ويتعلق الأمر بمجتمعي عملان والمغرب. ونحن في غنى عن القول – من أول وهلة – أن العروبة والاسلام شكلا الاطار المرجعي العام لهذا التشابه الذي يسترعي انتباه كل دارس سبر غور المجتمعين المذكورين، لكن مع الاقرار بفاعلية هذه القاعدة الصلبة في تشكيل خيوط التقارب المنوه به، لا تعوزنا القرائن لاثبات ما تمخض عن الخصوصية التاريخية للبلدين من عادات متشابهة. ويخيل الينا أن هذا التشابه ما كان ليحدث لولا التواصل الحضاري الذي يصم صيرورة البلدين وتميز بالاستمرارية عبر العصور التاريخية، لذلك نكاد نجزم أنه من الصعب تفسير هذا الرصيد المشترك من العادات دون الرجوع الى الخلفية التاريخية التي ولدت هذه الأخيرة من رحمها، ومن ثم نرى ضرورة الاهتداء بها – ولو في عجالة – لتحليل هذه الظواهر الاجتماعية المشتركة وفك مغلقاتها، ولو أن الحوليات التاريخية لا تسعف كثيرا في هذا المجال لأن المؤرخ في العصر الاسلامي ظل أسير الحدث السياسي والتقارير العسكرية، ولم يورد بصدد العادات الاجتماعية سوى اشارات باهتة وشوارد محتشمة لا تفيد في الاحاطة والالمام بهذه الحلقة المفقودة في تاريخ المجتمعات. بيد أنه يمكن سد هذا النقص في الحوليات التاريخية بكتب الرحلات ومؤلفات السفير والتراجم.
أولا: الموجعية التاريخية
من الثابت أن العلاقات العمانية – المغربية – تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، ينهض دليلا على ذلك ما أفصحت عنه النصوص القديمة والحفريات الأثرية. وقد كفتنا الدراسات الحديثة مؤونة تتبع تفاصيل مسار هذه الصلات القديمة اذ أكدت بما لايدع مجالا للشك وجودها بين البلدين منذ الحقب الغابرة (1).
ومع مطلع الاسلام، اتخذت هذه العلاقات بعدا روحيا واجتماعيا عظيم الأهمية، فمنذ انطلاقة الشرارة الأولى للفتوحات الاسلامية، بدأت قبائل الأزد العمانية تتوافد على بلاد المغرب للمشاركة في حركة الجهاد ونشر الاسلام ببلاد المغرب. وفي هذا الصدد يزودنا المؤرخ ابن عبدا لحكم (2) بنص هام حول مساهمة ألف وأربعمائة من الأزد في الفتوحات الاسلامية بالمغرب الأدنى. وعند انتهاء عمليات الفتح، طاب المقام لبعضهم فآثروا المغرب موطنا، واستقروا في بعض حواضره كسجلماسة وتاهرت (3)مما ساهم في خلق امتزاج اجتماعي كان وراء ميلاد عادات وتقاليد عمانية – مغربية مشتركة دون شك.
وبظهور المذهب.الإباضي، تصاعدت وتيرة الصلات التاريخية بين البلدين،وصار عودها أشد ملامة، ولا غرر فقد نشط الدعاة الإبأضيون في بلاد المغرب، وتكثف نشاطهم التدريسي بها حتى أن أحدهم لقب بشيخ المغاربة (4). وبالمثل، ولغرض استيعاب المذهب الإباضي، شد المغاربة الرحال الى عمان أو البصرة التي كانت مدينة عمانية لكثرة التواجد العماني فيها كما يجمع على ذلك الدارسون (4م) . وكان من بين أولئك المقاربة، الأقطاب الأوائل الذين تسميهم المصادر بحملة العلم 0 0.وقد تمخض عن هذه العلاقات العلمية نشوء مدرسة عمانية – مغربية لها توجهات فكرية مشتركة أسفرت – ضمن ما أسفرت عنه – عن تأسيس امارات إباضية في بلاد المغرب أفلحت في تمتين العلاقات السياسية بين البلدين (6).
وبالمثل أضافت الرحلات التجارية لبنة أخرى لتدعيم الصلات التاريخية بينهما، اذ يمم التجار الإباضيون وجههم شطر بلاد المغرب لاستثمار عملياتهم التجارية ونوظيفها لدعم نشاط دعاتهم بالمال الحلال. وفي المقابل، حمل التجار المقاربة بضائعهم وسلعهم نحو عمان(7)، مما أسفر عن تنشيه المبادلات بين البلدين.
كما أن رغبة الدعاة الإباضيين في تعريب البربر ونشر الاسلام سلميا بين القبائل الأمازيغية المغربية التي لم يكن الاسلام قد ترسخ فيها بعد، وفي المناطق الجبلية على الخصوص، زاد من تجذر الصلات بين المغرب وعمان. وحسبنا أن كثيرا من المتطوعة منهم انبثوا في الجبال والواحات المغربية والمدن أحيانا، فعاشوا بين أحضان القبائل المغربية في علاقات ودية(8)
وفي نفس المنحى، ساهم لقاء المغاربة والعمانيين في مواسم الحج في تفعيل عملية التواصل حيث إن هذه المواسم شكلت مناسبات دينية كان يتم خلالها تجديد أوا هو الصلات الاجتماعية والروحية وعقد لقاءات تستمر أحيانا حتى ما بعد انتهاء أيام الحج. وتعبر كتب الطبقات والسير عن الحجاج الذين يظلون بمكة عقب نهاية موسم الحج باسم "المجاورين ". وكان من بين هؤلاء عدد من المقاربة والعمانيين نذكر من بينهم العالم العماني أبو سفيان محبوب بن الرحيل الذي كان ينصب الخيام لاقامة حجاج عمان
والمغرب(9).
يضاف الى ما تقدم مسألة الرحلات التي ساهمت بدورها في ترسيخ عرى التواصل بين البلدين، فإلى جانب الرحلات العلمية والتجارية، جاءت الرحلات الشخصية مثل رحلة ابن بطوطة المغربي الى عمان لترفع من ايقاع هذا التواصل وتعطيه طابع الاستمرارية (10).
الى جانب العوامل آنفة الذكر، يخيل الينا أن العامل التاريخي الأهم الذي ساهم بنصيب وافر في خلق قاعدة مشتركة للتقاليد العمانية المغربية يكمن في وحدة العرق، اذ أثبتت الدراسات التاريخية أن موطن الأمازيغ (البربر المقاربة ) هو بلاد اليمن قبل أن يهاجروا في تاريخ غير مضبوط الى مصر ومنها الى المغرب. واذا علمنا أن أصل قبائل الأزد العمانية من اليمن أيضا – كما يجمع على ذلك جمهرة الباحثين – أمكن فهم سر هذا التلاقح والامتزاج في مجال العادات بين البلدين.
وثمة سيل من النصوص والأدلة الدامغة التي تعكس التواصل التاريخي بين عما دن والمغرب، إلا أننا سنقتصر على هذا الحيز رغم ضألته(11)، لأن ذلك لا يشكل جوهر موضوع الدراسة، بقد. ما يستهدف ابراز الخلفية التاريخية التي أفرزت العادات والتقاليد العمانية – المغربية المشتركة وهو ما سنعرض له في العنصر التالي.
ثانيا: عمان والمغرب إطار مشترك للعادات والتقاليد:
بديهي أن يتمخض عن هذا المناخ من التواصل التاريخي بكافة اشكاله السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والمذهبية التي أتينا على ذكرها بإيجاز إطار مشترك انصهرت داخله مجموعة من العادات والتقاليد العمانية -المغربية بعضها لا يزال ماثلا حتى الوقت الراهن بفضل ما جبل عليه المغاربة والعمانيون من حصر شديد ووفاء مستمر لهويتهم وتراثهم الأصيل.
على محك هذه الرؤية، لم يكن من قبيل الصدفة أن يفطن ابن بطوطة حين زار عمان منذ ستة قرون خلت، الى أوجه الشبه بين العادات المغربية ونظيرتها العمانية. ففي كل مناسبة كان يقف فيها عل هذا الرصيد المشترك، كان يتأمله بعقل الملاحظ الدقيق، والرحالة المتمرس. ومن خلال مشاهداته العميقة وصل الى خلاصة أوجزها في جملة واحدة ولكنها معبرة عن التشابه في النمط الحضاري والعادات والتقاليد بين المجتمع العماني ونظيره المغربي حين قال متحدثا عن أهل ظفار: داوهم أشبه الناس بأهل المغرب في شؤونهم"(12)، وهو نص غني عن كل بيان، ويعكس مدى قدرة الانسان على تجاوز مشكلة بعد المسافات، ذلك أن وجود بلدين أحدهما في أقصى المحيط وآخر في أقصى الخليج لم يحل دون افراز عادات وتقاليد مشتركة. ومن خلال قراءة نصوص رحلته تبرز معالم هذه العادات العمانية – المغربية المشتركة والتي وقف ابن بطوطة على خطوطها العريضة حسب ما يلي:
1- تشابه طريقة تزيين البيوتات أو ما يمكن أن نعبر عنا – "ديكور" المنازل، حيث سجل الرحالة المغربي عادة شاعت لدى العمانيين والمقاربة على السواء، وتتمثل في وضع سجادات على جدران غرفهم لاستعمالها لأداء الصلاة، وفي ذات الوقت جعلوها مظهرا من مظاهر الزينة
وتجميل البيوت(13). ومعلوم اذن "الديكور"`في الحواضر الاسلامية ارتبط دائما بالشعارات الدينية.ولا تزال عادة وضع السجادات والزرابي على الحائط موجودة الى اليوم في بعض المنازل المغربية.
2- وفي نفس المنحى يأتي كذلك تزيين جدران المنازل أو المساجد بالقيشاني العماني الذي أكد ابن بطوطة أنه يشبه تماما الزليج المغربي.(14) ويعكس هذا التشابه وحدة الرؤية الفنية لدى المقاربة والعمانيين ولا تزال صناعة الزليج من أهم الصناعات التقليدية بالمغرب حتى الوقت
الراهن(15) والزليج التقليدي نفسه يحمل الشعارات الدينية.
3- التشابه في الأطعمة: وهي ظاهرة أخرى لاحظ ابن بطوطة أنها تشكل قاسما مشتركا بين البلدين، فذكر منها على الخصوص الذرة والأسماك، خاصة سمك السردين والسمك المعروف في عمان باللحم، وهو شبيه بالسمك المسمى في المغرب بحصى اللبان.(16). وقد يكون للجغرافيا دور في هذا التشابه اذ أن كلا من عمان والمغرب يتميزان بسواحل بحرية طويلة، مما يجعل السكان يعتمدون على صيد الأسماك. والمغرب معروف بوفرة سمك السردين على طول سواحله الأطلسية والمتوسطية.
4- التشابه في أسماء الجواري والخدم حيث نقف من خلال كلام ابن بطوطة وكأن المجتمعين العماني والمغربي قد اتفقا. بطريقة عفوية – على تسمية الخدم بأسماء مشتركة، وهذه ظاهرة لاحظها الرحالة ابن بطوطة حينما نزل بظفار بمنزل خطيب مسجدها الأعظم وهو عيسى بن علي فذكر عنه أنه "كان له جوار سميات بأسماء خدام المغرب احداهن اسمها بخيتة والأخرى زاد المال.(17)
5- التشابه في الكلام الدال على تنبيه المخاطب: وهو ما أشار اليه ابن بطوطة عند حديثه عن لهجة أهالي قلهات، مؤكدا انهم يصلون كلامهم بمصطلح"لا"(18). ورغم انه اعتبر ذك مظهرا من عدم فصاحتهم، فالمقيتة أن لفظ "لا" في عقب الكلام هو اشارة للتنبيه والاصرار على الفعل من جانب المخاطب (بالكسر) تجاه المخاطب (بالفتح )، وهي نفس الصيغة المستعملة في الدارجة المغربية التي يتوخى منها الشخص تنبيه المستمع اليه والتأكيد عليه، وتلك قرينة أخرى على التشابه في العادات بين الشعبين، والتفاعل الاجتماعي الذي حدث بينهما على مستوى لهجة الكلام.
6- بيد أن أهم أوجه الشبه التي استنبطها ابن بطوطة تتجسد في الأصل العرقي للانسان المغربي والعماني اذ لاحظ – بدقة العالم السوسيولوجي – ان تشابه العادات بين المقاربة والعمانيين تؤيد النظرية الافتراضية القاعة بأن سكان المغرب البربر يرجعون في أصولهم العربية الى قبائل حمير اليمنية التي ينتمي اليها أيضا أزد عمان (19). ولعل أهمية هذا الاستنتاج الذي وصل اليه ابن بطوطة يؤكد الوحدة الجنسية للشعبين، ويدحض الافتراءات والمزاعم الباطلة التي روجت لها المدرسة الأوروبية حول الأصل السالتي للبربر المقاربة، ونفي أي حس وطني أو وحدة عرقية لديهم، ساعية بذلك الى طمس الهوية العربية للمغرب، واضفاء المشروعية الحضارية على توجهاتها الاستعماريه (20).
انطلاقا من هذه الوحدة الجنسية، تأتي مشروعية التساؤل الذي طرحه احد الباحثين عن مغزى الشبه بين من يعرفون -"الشحوح " من سكان شمال عمان، و"الشلوح " من سكان الأطلس المتوسط بالمغرب، اذ للطائفتين معا ميزات مشتركة، وان كان هذا الاجتهاد في حاجة الى دراسة سوسيولوجية وتاريخية متعمقة للبرهنة عليه بدقة أكثر.
والراجح أن الظروف التي مر بها ابن بطوطة في عمان لم تسمح له باستقصاء عادات أخرى تدخل في عداد القواسم المشتركة بين العمانيين والمقاربة، ذلك أن اقامته القصيرة فيها لم تمهله الوقت الكافي للوقوف على كل كبيرة وصغيرة. وربما يكون قد اختصر ما لاحظه من أوجه التشابه، شفيعنا في هذا الافتراض قوله أن أهل ظفار "أشبه الناس بأهل المغرب في شؤونهم ". ولعل مصطلح «شؤونهم » تجعل الباحث يستنتج أن هذا المعنى الذي جاء في صيغة الجمع يشمل كل أمور الحياة، من بينها ما ذكره بالواضح، ومنها ما سكت عنه باعتبار أنه أمر عادي ومألوف بالنسبة لمجتمعين عربيين اسلاميين.
ومما يدعم هذا الاستنتاج أن بعض العادات المغربية الشبيهة بالعادات العمانية لا تزال ماثلة للعيان الى يومنا هذا، مثل عادة حمل الخناجر الشائعة لدى العمانيين،وهي نفس العادة التي لا تزال موجودة لدى القبائل الضاربة في جنوب المغرب (22)وكذلك الحال بالنسبة للأزياء،فالعباءة الزرقاء والنعال التي يرتديها العمانيون تتماثل والأزياء التي يتميز بها أهل المغرب الجنوبي. أما العمائم التي يلبسها أهل المغرب الشمالي فلشدة تشابهها مع العمائم العمانية ما جعل أحد الدارسين يعبر عنها – وهو محق في ذلك – بأنها "عمانية الشكل"(23).
نفس القاسم المشترك نلمسه كذلك في أزياء النساء،خاصة العباءة السوداء التي تلبسها خارج البيت كل من المرأة العمانية ونظيرتها المغربية في الجنوب.
وثمة وجه آخر´يعكس هذا التراث المشترك بين عمان والمغرب، ويتمثل في تشابه لهجة أهل ظفار مع نظيرتها المغربية اذ أن المخرجات الصوتية و استعمال المصطلحات العامية تكاد تكون متشابها(24)، كما يمكن تلمس التماثل في العادات والتقاليد المغربية. العمانية في الفولكلور والرقصات الشعبية خاصة الرقصة المسماة بـ "الكدرة " وهي رقصة تشبه تماما الرقصة التي تؤديها النساء العمانيات في حركاتها مما يحمل على القول أن العادات العمانية والمغربية في الزواج والأفراح والأعياد والمأتم تكاد تكون متطابقة (26).
ويمكن – دون عناء – ملاحظة تشابه أسماء العائلات المغربية والعمانية الذي يعد في نظرنا انعكاسا أمينا للصلات الاجتماعية والثقافية دون شك، فالاسم القبلي لبعض الأسر العمانية يوجد بوفرة في المغرب والعكس صحيح. ونسوق في هذا الصدد بعض الأسماء مثل أسرة الغساني والحارثي والعلوي والزواري والسالمي والراشدي والحميري والشكيلي وغيرها من الأسماء التي تجد صداها في كل من المغرب وعمان(27)، بل أن أسرة العزفي التي أسست في مدينة سبتة المغربية امارة قوية تنحدر – اذا صحت فرضيات بعض الدارسين – من اسرة قابوس بن النعمان بن المنذر (28). وبالمقل لم يكن من قبيل الصدفة – بحكم ارتباط الأندلس بالمغرب وتبعيتها السياسية والحضارية له – ان تنتقل بعض الأسماء العمانية اليها مثل المهلب بن أبي صفرة ويزيد بن المهلب (29).
ولا تزال عادة الصيد بالصقور سائدة الى اليوم في منطقة دكالة الواقعة في غرب المغرب. ويذكر أهل هذه المنطقة أن هذه العادة ترجع الى القواسم الذين ينحدر أصلهم منهم. ومعلوم أن القواسم ~كانوا يستوطنون عمان منذ العصر الأموي. ويحدد السيابي(30) مناطق تجمعاتهم بعمان في ملتقى بوادي سمائل وفي نفعا بوادي منمح في جبال الحجر. كما استقروا في فلج الحجر بوادي رسيل وفي صحم بالباطنة وأراضي وادي الميح وفي بندر جصة جنوبي مسقط ومع بني علي في صور وجعلان، وهذه قرينة أخرى على العادات المشتركة التي أفرزها الانصهار الاجتماعي.
وبالمثل فان تشابه أسماء بعض المناطق تؤكد مقولة التواصل التاريخي، ففي مسقط مثلا توجد مقاطعة الحمرية، وهو نفس الاسم الذي تحمله أحدى المقاطعات الحضريه مدينه – مكناس المغربيه (31). ويمكن للطوبونيميا – اذا أحسن توظيفها – أن تضيء مساحات كبيرة من هذا الجانب.
وختاما يمكن احالة القاريء على كتاب "العادات العمانية " لمؤلفه سعود بن سالم العنسي (منشورات وزارة التراث القومي والثقافة 1991) ليتبين التماثل الواضح بين العادات العمانية والمغربية في الحقبة المعاصرة، وان كان هذا لا يهم مجال الدراسة، ولكنة يعتبر نتيجة لها.
كل هذه القرائن تؤكد بالملموس وجود قاعدة تراثية مشتركة بين المغرب وعمان. ويخيل الينا أن هذا الاطار المشترك لم ينبثق من لا شيء ودون توافر رصيد من الصلات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والمذهبية، وما كان له أن يستمر ويصمد في وجه الزمن لو لم يؤسس على قاعدة تاريخية صلبة تعكس التواصل الحضاري بين أجزاء الوطن العربي من المحيط الى الخليج، وتنفي مقولة القطيعة الابستيمولوجية المزعومة بين جناحي هذه الأمة.
الهوامش:
1-راجع: محمد سليمان أيوب: صفحات مطوية من تأثيرات الحضارة العمانية في المغرب. بحث نشر ضمن أعمال ندوة حصاد الدراسات العمانية، نوفمبر 1980، مجلد 4 ص 45.
2-فتوح مصر وأخبارها، نشره شارل طوري ليدن 1920 ص 184. Ir
3- محمد سليمان أيوب: م.س. ص 90.
4- يتعلق الأمر بالشيخ أبو محمد عبدالله بن محمد بن بركة، انظر الجعبيري: علاقة عمان بشمال افريقيا. بحث قدم لندوة عمان في التاريخ،جامعة السلطان قابوس، سبتمبر 1994، ص 18 نشر مؤخرا في كتاب: عمان في التاريخ، دار اميل للنشر، لندن 1995، ص 224. ( 4م ) انظر: سيدة اسماعيل كاشف: اباضية عمان ونشر الاسلام في بلاد
المغرب. بحث نشر ضمن أعمال حصاد ندوة الدراسات العمانية، نوفمبر 1980، مجلد 3،ص 261، 264 وقد عبرت هذه الباحثة عن ذلك بقولها عن البصرة أنها أصبحت "الوطن الثاني للعمانيين ".
5- الدرجيني: طبقات المشايخ بالمغرب. تحقيق ابراهيم طلاي، قسنطينة، الجزائر (د.ت ) ج ا، ص 20. انظر أيضا: سالم بن حمود السيابي: ازالة الوعثاء عن أتباع أبي الشعثاء، تحقيق سيدة اسماعيل كاشف. القاهرة 1979، ص 38.
6- عن هذه الامارات انظر: محمود اسماعيل: الخوارج في بلاد المغرب الاسلامي. بيروت – القاهرة 1976. دار العودة، دار مدبولي، ص 107 وما بعدها.
7-كتاب المحبر: ص 265- 266 عن: عبدالرحمن عبدالكريم العاني: دور العمانيين في الملاحة والتجارة الاسلامية حتى البقرن الرابع الهجري، منشورات وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط 1981، سلسلة تراثنا، عدد 26ص 31.
8- آمال خليل: دور الاباضية في نشر الاسلام في بلاد المغرب. بحث قدم لندوة عمان في التاريخ (مرقون ) ص 13.
9-ابن سلام: الاسلام وتاريخه من وجهة نظر اباضية، تحقيق شفارتز وسالم يعقوب، بيروت 1985، ص 130.
10- انظر دراستنا: التواصل الاجتماعي بين المقاربة والعمانيين من خلال الرحلات، بحث مرقون.
ا 1- قمنا بدراسات مفصلة عن الصلات التجارية والاجتماعية والثقافية بين عمان وبلاد المغرب نعمل الجهود الأخيرة لاخراجها في كتاب عما قريب بحول الله.
12- تحفة النظار، تحقيق محمد علي المنتصر الكتاني، منشورات مؤسسة الرسالة (د.ت.م ) ج 1ص 287.
13- نفس المصدر والصفحة.
14- نفسه، ص 299.
15- عبدالهادي التازي: الصلات التاريخية بين المغرب وعمان. بحث نشر ضمن أعمال ندوة حصاد الدراسات العمانية. مسقط نوفمبر 1980، مجلد 3. ص 217.
16- نفسه، ص 315.
17- ابن بطوطة: م.س، ص 387.
18-نفسه ص 396.
19- نفس المصدر والصفحة.
20- Camp: L,origine des Berberes.paris 1981,p.19.
ا 2- عبدالهادي التازي الصلات التاريخية بين المغرب وعمان. مسقط 1983، منشورات وزارة التراث القومي والثقافة، ص 20.
22- نفسه، ص 18.
تعرف باسم (الدشداشة ) في عمان.
23- محمد سليمان أيوب: م. س، ص 54.
24- لاحظت من خلال معايشتي للاخوة العمانيين أن لهجة أهل ظفار أقرب فهما واستيعابا للمفا ربة وأكثرها قربا منها.
25- أتاح لنا التليفزيون العماني فرصة مشاهدة فلكلور الرقص العماني ومن خلال مقارنة الحركات والايقاعات توصلنا الى هذه النتيجة.
26 – محمد سليمان أيوب: م.س. ص 54.
27- لاحظنا ذلك من خلال القيام بجرد للاسماء القبلية للطلبة العمانيين الذين نقوم بتدريسهم فتبين بوضوح تماثل هذه الأسماء مع الأسماء المغربية.
28- عبدالهادي التازي،م.س. ص ا 2.
29- الصبي: بغية الملتمس في تاريخ رجال الأندلس. تحقيق ابراهيم الأبياري، طبعة القاهرة -بيروت 1989، دار الكتاب المصري- دار الكتاب اللبناني.
30- عمان في التاريخ، ج 1، ص 67.
31 – توجد هذه المنطقة بمدينة مكناس في القسم الذي يعرف بالمدينة العصرية.
ابراهيم القادري بوتشيش
(أستاذ بجامعة السلطان قابوس – سلطنة عمان)