حتما كان الرجل العجوز بروح معنوية عالية، فقد ملأ كأس ريزنغ بالويسكي حتى طفح ثم كأسه هو ورفعه محيّيا. شربا كأسيهما برشفة واحدة. حمل العجوز السيخ وتناول به قطعتي بطاطس من الرماد الساخن. بعد أن أخذ قضمة من احدهما وأشاد بطعمها اللذيذ، ناول الأخرى لريزنغ. نفض ريزنغ الرماد عن البطاطس وأخذ قضمة منها. “إنها لذيذة فعلا،” قال. “لا شيء يضاهي البطاطس المشوية في يوم شتائي قارس كهذا.”
“غالبا ما تُذكّرني البطاطس المشوية بشخص …” قال وقد احمّر وجهه بسبب الكحول وتوهج النار المنعكس عليه. ثم عدّل ريزنغ من جلسته استعدادا لبدء الثرثرة.
“أستطيع أن أخمّن ان لهذه القصة نهاية غير سعيدة” قال العجوز.
“فعلا”
“وهل لا يزال ذلك الشخص حيّا؟”
“تُوفي منذ زمن. كنت في افريقيا حينها عندما استلمنا اشارة طوارئ في منتصف الليل. قفزنا الى الشاحنة واتجهنا الى هناك. تبيّن ان احد الجنود المتمردين قد هرب من المخيم واخذ معه امرأة عجوز كرهينة. كان لا يزال طفلا – ربما في الخامسة عشرة من عمره، او الرابعة عشرة؟ كان الذي اراه أمامي طفلا ذكيا، لكن مرتبكا وخائفا وليس تهديدا حقيقيا. كانت المرأة العجوز تكرر شيئا ما له، بينما هو مصوّبا الكلاشينكوف باتجاه رأسها بيد واحدة، واليد الأخرى تُلقم البطاطس في فمه. كنا نعرف انه لن يفعل شيئا. لكن في تلك اللحظة جاء الأمر عبر الهاتف النقال (الووكي توكي) بتصفيته، فأطلق احدهم الرصاص. ركضنا باتجاهه لنرى عن قرب. كان الرصاص قد بعثر النصف الأعلى من رأس الصبي بينما البطاطس الممضوغة في فمه، لم يتسنَ له بلعها.”
“يا إلهي، حتماً كان جائعاً”
“كان شيئاً غريباً ان تنظر في فم صبي أفريقي بنصف رأس. ماذا كان سيجري لو انهم أمهلوه عشر ثوانٍ؟ كل الذي كنت افكر به هو لو اننا انتظرنا قليلاً، كان سيبلع لقمة البطاطس قبل ان يموت”
“ما كان سيغيّر شيئاً بالنسبة للصبي المسكين، سواء ابتلع لقمته او لم يبتلعها”
“لا. طبعاً لا. لكن لا أزال أجد الأمر غريباً ومرعباً كلما اتذكر لقمة البطاطس الممضوغة التي لم يتمكن من بلعها”، قال ريزنغ بصوت متحشرج.
أنهى العجوز بقية الويسكي ونبش الرماد بالسيخ بحثاً عن بطاطس، فوجد واحدة في زاوية الموقد واعطاها لريزنغ الذي ظلّ محدّقاً بها لفترة قبل ان يرفضها بلطف. نظر العجوز الى البطاطس فاكفّهر وجهه وأعادها الى الرماد.
“عندي قنينة ويسكي اخرى، ما رأيك؟” سأل العجوز. فكّر ريزنغ بالعرض بسرعة ثم قال “كما ترى”.
أحضر العجوز القنينة من المطبخ وصبّ له. شربا بصمت وهما يحدّقان الى اللهب المتراقص في الموقد. بينما بدأت علامات السُكر تظهر على ريزنغ، كان شعور قوي بالبعد عن الواقع قد سيطر عليه تماماً. عينا الرجل العجوز لم تتزحزحا عن النار.
“النار جميلة جداّ” قال ريزنغ.
“الرماد اجمل اذا ما عرفته.”
برم العجوز كأسه ببطء بينما كان محدّقاً باللهب، ثم ابتسم كما لو كان يتذكر شيئاً طريفاً. “كان جدّي صائد حيتان. ذلك قبل ان يصدر القانون بمنع صيدها. هو لم يُولد قرب المحيط – في الحقيقة انه كان من سكان الداخل. من مقاطعة مغيونغ، لكنه انتقل الى الجنوب، الى ميناء يانسينغ للعمل وانتهى به المطاف ليكون افضل صائد حيتان بالبلد. في احدى المرات سحبه حوت الكاتشَلوت(1) تحت الماء. عميقاً جداً. ما حدث هو انه رمى الرمح على ظهر الحوت، لكن الحبل التّف حول قدمه فسحبه مع الرمح. خلال فترة الاستعمار تلك، كانت الرماح وقوارب صيد الحيتان غير مناسبة لحيوان بهذه الضخامة. يصل طول ذكر الكاتشلوت الى ثمانية عشر متراً ويزن ستين طنّاً. حاول ان تتخيل ذلك. بحجم خمسة عشر فيلاً افريقياً. ربما انا شخصيا لن اهتم لو كان ذلك بالونا على شكل حيوان.. لكن لا اتخيل نفسي اتحرش بأي شيء بهذا الحجم. لا. لا يمكن. لكن ليس الأمر كذلك بالنسبة لجدي. فقد غرز رمحه في ظهر الحوت العملاق بدقة.”
“ماذا حدث بعد ذلك؟” سأل ريزنغ.
“هلع كبير بالتأكيد. قال ان الصدمة جعلته مشوّش الذهن الى درجة انه لم يكن ليعرف ما اذا كان ما يحدث له حلماً او هلوسة. خلال ذلك كان الحوت الغاضب جدا يسحبه الى اعماق المحيط المظلمة. قال ان أول شيء رآه أخيراً بعد أن أفاق من غيبوبته هو شعاع أزرق يلوح من بين زعانف الحوت. نسي تماماً أنه كان قد سُحب الى أعماق الماء فبقي مُحلقاً بذلك الشعاع. عندما كان يخبرني القصة كنت أراه وكأنه يغيب عني الى هدوء وجمال تلك اللحظات- ظل المخلوق الضخم البالغ ثمانية عشر متراً في اعماق المحيط حالكة السواد مع ذلك الخيط الأزرق المشّع بين زعانفه. حاولت ان اقاطعه بلطف، لكن الدموع كانت تسيل من عينيه بمجرد التفكير بتلك اللحظات – اذ طالما ان الحوت ليس من الحيوانات البحرية المشعّة، فلا يمكن ان تضيء زعانفها بهذا الشكل. رمى وعاء غسل اليدين على رأسي بغضب – آه. ياله من عصبي عنيف. ظل يروي القصة على كل من يقابله. قلت له ان الآخرين يعتقدون انه يكذب بسبب جزئية الزعانف تلك. فكان ردّه هو ان كل ما يقوله الناس عن الحيتان كذب، لأن كل الذي يقولونه أتاهم من الكتب، والحيتان لا تعيش في الكتب، انها تعيش في المحيطات. على أية حال، بعد أن غاص به الحوت الى الأعماق، غاب عن الوعي تماماً.”
أعاد العجوز ملء كأسه الى النصف، وأخذ منه رشفة. “قال انه بعد ان استعاد وعيه بدا القمر مكتملاً وكبيراً في السماء الحالكة السواد، بينما تصفع الأمواج اذنيه بقوة. اعتقد انه كان محظوظاً فدفعته الأمواج الى منطقة شعاب مرجانية. لكنها لم تكن شعاباً مرجانية، انما كانت رأس الحوت. جنون! اليس كذلك؟ وقد كان هو مستلقياً على الحوت، محدّقاً في بقعة داكنة من الدم الأملس، تزداد اتساعا، والحوت نفسه كان يدفعه برأسه ليخرجه من الماء، بينما الرمح لازال عالقاً في ظهره. هل تتخيل شيئاّ أغرب من هذا؟ لقد سمعتُ عن حيتان ترفع صغارها او رفاقها الجرحى الى خارج الماء كي تتنفس، لكن هذا لم يكن حوتاً صغيراً او رفيقاً، او حتى فقمة او بطريق. كان هذا جدّي. انسان. وهو الشخص الذي غرز الرمح في ظهره! انا فعلاً لا افهم لماذا أنقذه الحوت؟”
“لا. هذا لا يدخل العقل” قال ريزنغ بعد ان اخذ رشفة من الويسكي. “الاعتقاد الأقرب الى العقل هو ان يكون الحوت قد مزّقه إرباً، وأعاد تمزيقه مرة اخرى.”
“بقي مستلقيا على ظهر الحوت لفترة طويلة حتى بعد ان استعاد وعيه كاملاً. على الأقل يمكننا القول انه وجد نفسه في موقف غريب جداً. ماذا بامكانك ان تفعل عندما تجد نفسك متسّمراً على ظهر حوت؟ لم يكن هناك سوى قمر فضي في السماء، أمواج قاتمة، حوت الكاتشلوت النازف بغزارة، ورجل وحيد في هذا الموقف البائس. ان رؤية هذ الكم من الدماء تحت ضوء القمر جعله يشعر بالذنب. وكيف لا؟ أراد ان يقتلع الرمح، لكن تعلم ان القول اسهل من الفعل. الرماح مثل قرارات الحياة السيئة، من السهل ان تخرج لكن من المستحيل ارجاعها. وحيث انه لم يتمكن من اقتلاع الرمح، فقد قطع الحبل بسكين كان يحمله بجيبه. في اللحظة التي قطعه بها، غاص الحوت بعيدا ثم عاد الى السطح واتجه مترنحاً عائداً الى حيث كان. قال ان الحوت كان ينظر اليه بشكل أشعره بالخجل من نفسه بينما كان هو يلوح للحوت بشفقة. كما يقول جدي، فإن الوحش اقترب منه جداً وحدّق به بعين واحدة ضخمة وقاتمة، بنظرة بها كل البراءة والفضول، وبدت كأنها تتساءل “كيف تجرّأ قِط ضئيل مثلك ان يغرز رمحاّ في ظهر مخلوق مثلي؟ انت اشجع مما تبدو!” ثم قال ان الحوت لامسه بخفّة بخطمه وكأنه يقول “أيها الصبي المشاغب، من الأفضل ان لا تتورط بأفعال خطيرة كهذه فيما بعد!” كان الدم الذي فقده قد أحال المحيط الى ما يشبه الوحل، ومع ذلك بدا وكأن الحوت قد غفر لجدّي تلك الطعنة في ظهره. في كل مرة يصل جدي الى هذه النقطة من القصة، كان يصفع وجهه ويصرخ ان قلب هذا الوحش كبير بحجم جسده! انه افضل منّا جميعاً نحن الحمقى! قال ان الحوت بقي الى جانبه طوال الليل الى ان اقترب القارب المكلّف بالبحث عنه، عندها سبح الحوت حوله بشكل دائري كأنه يودعه ثم غاص بعيداً في عمق البحر بالرمح المنقوش عليه اسم جدّي لازال مغروزا في ظهره. جنون. اليس هذا البناء المركب بسلاسة لغوية مغوية يشكل خصيصة فنية في فضاء قصص المجموعة، وفي الوقت نفسه ، يجعلها مفتوحة بحيوية على البدايات والنهايات؟”
“نعم. يالها من قصة!” قال ريزنغ.
“بعد ذلك، بعد هذا الهروب المحدود من الموت، اعتقدت ان جدّي قد اعاد التفكير جدّياً في موضوع صيد الحيتان. فأخبر جدتي انه لا يريد العودة لهذه المهنة بعد. كانت جدتي امرأة لطيفة، صبورة. حضنته وقالت له انه اذا كان يكره الصيد الى هذه الدرجة فعليه ان يمضي في قراره. فبكى مثل طفل في حضنها وأخبرها “كنت خائفاُ جدا. خائفا جدا!” وبعد ذلك فعلاً ظل بعيدا عن مهنة الصيد لفترة. لكن تلك الأيام لم تدُم طويلاً. كانوا فقراء وعليهم اطعام الكثير من الأفواه الجائعة التي تصرخ مثل صغار العصافير امامهم. فعاد الى نفس العمل وبدأ باطلاق رمحه على كل حوت يجده في البحر الشرقي، الى ان تقاعد وهو في السبعين من عمره. لكن كان هناك شيء غريب حدث عام ١٩٥٩. فقد وجد نفسه يلاحق نفس حوت الكاتشلوت مرة اخرى بعد ثلاثين سنة من نجاته العجيبة تلك. رمحه الصدئ كان لا يزال مغروزاً في ظهر الحوت. لكن الكاتشلوت كان مارّاً فقط، يسبح بحرية وكأن هذا الرمح كان دائماً جزءاً من جسمه. في الحقيقة، لم يكن شيئاً غير مألوف ان تسمع عن حيتان نجت من الصيد. يُقال ان حوتاً تم اصطياده في القرن التاسع عشر وكان مغروزاً بجسده رمح من القرن الثامن عشر. على أية حال، حوتنا لم يهرب عندما رأى سفينة الصيد. في الحقيقة انه مضى تماماً الى قارب جدّي والرمح مغروزا باستقامة دقيقة مثل الناظور البحري، وببطء دار حول القارب وكأنه يقول “ها! لم أرَك منذ مدّة طويلة أيها الصديق القديم! لكن، ماهذا؟ لاتزال تصطاد الحيتان؟ يبدو انك فعلاً لا تعرف متى تتوقف، اليس كذلك؟” قال العجوز ضاحكاً.”
“لابد ان جدّك شعر بالحرج” قال ريزنغ“تعتقد ذلك؟ قال البحارّة ان جدي القى نظره على الحوت وسقط على ركبتيه ثم القى نفسه على أرض السفينة وظل يبكي وينتحب، وصرخ: أيها الحوت، سامحني! انا آسف! كم هو مؤلم ان تظل تسبح كل هذه السنين والرمح في ظهرك! بعد ان توادعنا، قررت فعلاً ان اترك هذه المهنة. اقسم لك. ربما انت لا تعرف معنى ذلك لأنك تعيش في البحر. لكن الحياة كانت فعلاً قاسية هنا على اليابسة. انا لا ازال اعمل بالأجرة. وأطفالي يأكلون كثيراً. لا تتصور كم يُكلفني ذلك. كان علّي العودة لهذا العمل لأفي باحتياجاتهم. أغفر لي! لنلتقي مرة اخرى معاً. سأحضر الشراب معي، وحبذا لو تمكنت انت من اصطياد حبار لنا لنتناوله مع الشرب. أنا آسف ايها الحوت! آسف جداً اني طعنتك في ظهرك برمحي! آسف! انا احمق!”
“فعلا صرخ بكل ذلك امام الحوت؟” سأل ريزنغ.
“قالوا انه فعل كل ذلك حقاً”
“ياله من غريب الأطوار، جدّك هذا”
“هو فعلاً كذلك. على اية حال، بعد ذلك، ترك الصيد وغادر ميناء يانسينغ الى الأبد. وجاء الى سيئول وقضى كل وقته بالشرب. كان يشعر بالاختناق حين يجد نفسه غير قادر على العودة الى الصيد مرة اخرى. وكان كلما سكر يبدأ بسرد قصته هذه على من يلتقي به من الناس. كان يقصها عليهم المرة تلو الأخرى، الى ان ضجروا منها. لكنه لم يكن يعيدها بُغية الفخر بمغامراته في أعالي البحار، كما يعتقدون، بل لأنه يؤمن ان الناس يجب ان يصبحوا مثل الحيتان. يقول ان البشر صاروا ينمون صغاراً وينتشرون مثل الجرذان. وان تلك الأيام حيث الضخامة والاسترخاء والخُطى المهيبة قد ولّت. عهد العمالقة انتهى.” أخذ العجوز جرعة اخرى من الويسكي وأعاد ريزنغ ملء كأسه وأخذ منه رشفة هو الآخر.
“وفي النهاية، وُجد عنده سرطان في مراحله الأخيرة، لم يكن ذلك مفاجئاً، كونه بحارا ومدمناً على الكحول منذ سن السادسة عشرة الى الثانية والثمانين. أعتقد ان خبر مرضه بالسرطان لم يعنِ له شيئاً على الاطلاق، لأنه بمجرد عودته من الطبيب فتح قنينة ويسكي وشربها. جمع اولاده وأخبرهم “انا لن اذهب الى اي مستشفى. الحيتان تتقبل نهايتها عندما تحين.” وفعلاً هو لم يذهب الى اي مستشفى. بعد حوالي شهر، لبس جدي افخم ملابسه وعاد الى ميناء يانغسينغ. طبقاً لما قاله البحارة هناك، فإنه قد حمّل قارباً صغيراً بعشرة صناديق من شراب السوجو(2)، تماماً كما قال، وظل يجذّف الى ان اختفى في الأفق تماماً ولم يعُد ولم يُعثر على جثته أبداً. ربما ظل مبحراً الى ان اهتدى الى رائحة العنبر وتتبع حوته من خلالها. اذا كان ذلك ما حدث، فأنا واثق انه فتح كل قناني السوجو تلك الليلة كما اخبر الحوت في آخر لقاء لهما قبل سنوات، وان لم يكن كذلك، فلربما ظلّت الأمواج تدور به في المحيط وهو يشرب لوحده الى ان تُوفي. أو ربما هو لا يزال حيّا في مكان ما.”
“يالها من نهاية!”
“انها طريقة مشرّفة للموت. برأيي، على الرجل ان يكون قادراً على اختيار الموت الذي يعطي لحياته نهاية كريمة. فقط أولئك الذين ساروا على الطريق الذين اختاروه لأنفسهم، باستطاعتهم ان يختاروا موتهم. لكن انا لستُ واحدا منهم. انا مثل ديدان الزرع طيلة حياتي، لذا فأنا لا استحق ان اموت موتاً كريماً.”
ابتسم الرجل العجوز بمرارة بينما ظل ريزنغ صامتاً وكأنه لا يعرف ما يقول. لاحت نظرة قاتمة على وجه العجوز فشعر ريزنغ بأن عليه ان يقول شيئاً لتطييب خاطره، لكنه لم يستطع التفكير بشئ. عاد العجوز لملء كأسه وأخذ بتلميعه ثم بقيا جالسين هناك لفترة طويلة يشربان الويسكي. وكلما يخبو وهج النار قليلاً يغذّيها ريزنغ بالمزيد من الحطب. بينما كان العجوز وريزنغ يشربان بهدوء كانت قطعة الحطب الجديدة تحترق وتطقطق الى ان تتفحّم ببطء وتتوهج ثم تتحول الى رماد ابيض.
“لقد تحدثتُ كثيراً الليلة حتى اضجرت اذنيك. يقولون كلما تقدم بك العمر، يُفترض بك ان تفتح محفظتك اكثر وتُبقي فمك مغلقاً.”
الهوامش:
1 – حوت Cachalot هو اضخم حيوان مفترس على وجه الأرض.
2 – السوجو: شراب كحولي شفاف مركّز يشبه العرق.
ترجمة فدوى فاضل **