ظهرت الحاجة في الآونة الأخيرة إلى اصدار كتاب يتناول تاريخ عمان في شيء من التفصيل ، ويحكي هذا التاريخ على مدى العصور التاريخية المتعاقبة ، ويضم الحضارة بجانب التاريخ ، لأنه لا يوجد في الواقع حتى الأن كتاب يتناول هذه الأمور كلها، وحتى اذا تناولها أو تناول بعضها فإنه يوجزها ايجازا لا يشفي غلة الظمأن الى التعرف على عمان تاريخا وحضارة ، أو يأتي بسرد لتاريخ عمان حسب النسق والمنهج القديم الذي أصبح لا يساير مناهج البحث التاريخية الحديثة ، وفي الأحوال كلها فإن حضارة عمان لم تنل حظها الكافي من البحث والدراسة حتىالان.
ومن أجل توفير المعلومة الصحيحة وسرد الوقائع التاريخية الحضارية لمراحل الحقب العمانية عبر العصور والأزمان.
قامت وزارة الاعلام – العمانية بطبع كتاب "عمان في التاريخ"، باللفتين العربية والانجليزية.
إن كتاب "عمان في التاريخ " هو نتاج الجهد الكبير الذي بذل من أجل كتابة أول تسلسل تاريخي لعمان بأسلوب بحثي حديث. لقد استغرق هذا العمل جهد كبار العلماء العرب الذين قاموا بإجراء دراسات موسعة ، قامت بمراجعتها لجنة خاصة ، طرح بعدها هذا العمل للنقاش على مدى أربعة أيام بجامعة السلطان قابوس في سبتمبر عام 1994م.
وقد شارك في الندوة أكاديميون المؤسسات العلمية في العالم العربي.
ينقسم الكتاب الى خمسة أجزاء مرتبة على شكل أبواب يضم كل باب منها مظاهر معينة من التاريخ العماني.
اما الجزء الأول من الكتاب يهتم بالظواهر الجغرافية والبنية البشرية الى جانب الدراسات المتصلة بالبنية الأرضية والاجتماعية والسياسية للدولة العمانية.
أما الجزء الثاني فيعود بالقاريء الى الحقب المبكرة من تاريخ عمان مع وصف للهياكل الاجتماعية في تلك الحقب.
الجزء الثالث يحدثنا عن الوضع في الدولة منذ فجر الاسلام وحتى أيام الرحالة ابن بطوطة في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي.
ومن خلال الفصل الرابع يستعرض لنا الكتاب الشخصية الفريدة لعمان من مختلف الجوانب التاريخية : فالأباضية قد لعبت دورا كبيرا في تشكيل المجتمع الثماني، كما إننا نستطيع أن نتعرف على عدة مظاهر حضارية للتراث العماني من خلال فن المعمار والتقاليد البحرية.
الباب الخامس للكتاب ينتقل بنا من تأسيس دولة اليعاربة وجهرد الإمام ناصر بن مرشد لتوحيد الدولة الى استعراض كامل للدولة البوسعيدية منذ نشأتها وحتى بزوغ فجر سلطنة عمان الحديثة.
إن كتاب "عمان في التاريخ "، هو أكثر المعالجات شمولية للتاريخ العماني والتي تم نشرها حتى الآن. فهو لا يقدم لنا مجرد صورة للماضي العريق لعمان ، ولكنه يعتبر مرجعا هاما لكل الذين يحاولون التعرف على حاضر الجزيرة العربية من خلال دراستهم لتاريخها. ولنا قراءة قادمة للكتاب..