ضمن اطار المسابقة التي نظمها الإتحاد الدولي للتصوير الضوئي (الفياب) بينالي الأبيض والأسود والمقامة في ايطاليا في عامها السادس والعشرين شارك فيها مجموعة من فناني التصوير الفوتوغرافي ضم ما يقارب أربعين دولة جاءت مشاركة السلطنة كاحدي الدول المنافسة في هذه المسابقة خصوصا بعد حصولهم على برونزية الإتحاد في المنافسة السابقة في العام 1999 في مدينة تون السويسرية، ومن خلالها أبرز الفنانون العمانيون تميزهم بالأعمال المقدمة المتمثلة في الخصوصية العمانية بالاضافة للابداع الفني الذي ساعدهم في الحصول على المركز المتقدم بين الدول المشاركة وقد مثلت السلطنة الدول العربية وذلك باعتبارها الدولة العربية الوحيدة التي حققت هذا الإنجاز المتقدم بين دول العالم المشاركة.
نادي التصوير الضوئي بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية شكل رؤية فنية متميزة عبر من خلالها جسور التنافس الإبداعي وبجهد أعضائه الذين حرصوا على ابراز مواهبهم مشكلة في نتاجاتهم الثرية بخيال واسع اختزل في الصور المقدمة التي تمثل جميعها وجوه أطفال بريئة تنضح بملامح الشرود والتأمل والفرح جاء ذلك في الالتقاطات الفنية المبدعة مزجت بين المادة الملموسة في الصورة بشكلها المرئي العام وبين تفكيك محتوياتها وترك مجال واسع لطرح استفسارات وآراء للمشاهد. كما تضمنت تلك الصور الثيمة الأمامية لها، والخاصة بطابع البيئة العمانية كالملابس التي كان يرتديها الأطفال بالإضافة الى ملامحهم التي يتفرد بها المناخ العماني.
جاء رصد هؤلاء المصورين بدقة متناهية في اختيار الوضع المتميز وتشكله بما يجعله مركز الفكرة العامة عن الطبيعة العمانية في بؤرة ضيقة داخل اطار الصورة ربطت بين محاور الذات المصورة والمعاني الدلالية التي تحملها تلك الصور مما ساعد على تجسيد العمل الفني الى خيال ابداعي اندرج في المزج بين تقنية العمل الفني والهدف منه.
سيف بن ناصر الهنائي رئيس نادي التصوير الضوئي أشار بأن نظام المسابقة هو أن تتقدم كل دولة بعشرة أعمال وقد جرت العادة في اختيار هذه الأعمال من خلال مسابقات تجريها الاتحادات الوطنية بين الأندية التابعة لها وقد عبر عن سعادته بهذا المركز الذي جاء بعد كأس الاتحاد الذي حصلت عليه ايطاليا والذهبية التي حصلت عليها فرنسا. يعتبر الإنجاز الثاني للنادي على المستوى الدولي بمثابة موضع قدم في الارتقاء لعالمية التصوير الضوئي ولعل الفوز السابق بالبرونزية والحالي بالفضية ترجمة حقيقية للتدرج في سلم الصعود. مشاركة نادي التصوير في هذه المسابقة جاءت بعشرة أعمال تمثل عشرة مصورين وحمل عنوان (الأصداء الصغيرة) والمصورون المشاركون فيها هم سيف بن ناصر الهنائي وعبدالرحمن بن علي الهنائي، وإبراهيم بن سعيد البوسعيدي، وخميس بن علي المحاربي، وخليل بن إبراهيم الزدجالي، وسعيد بن عامر الحارثي، وخلفان بن محمد الشرجي، وأحمد بن سالم الكندي، وخميس بن أحمد الريامي، ووردة بنت سالم المحروقي.
ويؤكد هذا الانجاز على المستوى المتقدم الذي بلغه فن التصوير الفوتوغرافي في السلطنة وعلى ما وصل اليه المصورون العمانيون من تميز في الأداء كما يؤكد على مقدرة الشباب العماني للقطاء حيث توفر له الفرصة والإمكانيات وقد وضعنا أمام مسؤولية كبيرة سنحاول أن نكون في مستواها وسيحفزنا على بذل مزيد من العطاء في المستقبل إن شاء الله. وقد أكد الهنائي بأن انجازات النادي كثيرة ومتعددة فعلي الصعيد المحلي استطاع استقطاب المهتمين بالتصوير من محترفين وهواة واستطاع تنظيم مسابقة سنوية، ليكون له بذلك موقع متميز في الحركة الفنية في السلطنة.
حائزة التميز العالمي..
بالاضافة الى استحقاق النادي لهذا المركز توج أيضا بحصول المصور الفوتوغرافي ابراهيم
البوسعيدي على جائزة خاصة تمنح لاثنين من كل المشاركين والذين بلغوا حوالي 400 مشارك، وهي جائزة التميز الصورة الفوتوغرافية تعبير مرئي عن آلاف الكلمات لما تتضمنه من دلآلات ومعاني تعبر عن مشهد ما انسيابية توفرها المشاعر وامتصاص العين لزواياها الأربع. وعندما نتحدث عن الصورة الفوتوغرافية التي فازت بجائزة التميز الدولي في مسابقة الاتحاد الدولي للتصوير الفوتوغرافي للمصور ابراهيم بن سعيد البوسعيدي عضو نادي التصوير فإننا نراها تقدم لغة بصرية فيها من الاجتهاد الكثير.. حيث تنتقل بك بين ثنائية اللونين الأبيض والأسود لتقدم حوارا ايقاعيا علي المستوى النفسي والإبداعي وتشكيل لغة جديدة بين الصورة والمتلقي.. مثل العمل طفلا هادئا..ذو نظرة شاردة وفي لحظة تأمل حقيقي، فلم يكثر لليد التي امتدت له لينهض بل هو في عالم آخر…حول التقنية يرى البوسعيدي بأن العمل. أستخدم فيه التكوين المتمثل في كادر المربع، كما طبعت الصورة بتباين قليل لإعطاء الملس الناعم للوجه الطفولي واعطاء العينين صفاء الأبيض والأسود.
كشفت لنا الأعمال التي فازت بهذه الجائزة عن نتاج فكري كبير حيث تقدم الصورة كقصة عمانية حملت خصوصية المكان رسمتها الطبيعة العمانية الساحرة.. كما أنها تقدم وعيا فنيا كبيرا لهؤلاء المصورين العمانيين وذلك من خلال ما تميزت به هذه الصورة من تقديم لغة حوارية نتاجي وجدان المتلقي وتسبح به عبر خطوطها ومدلولاتها الفنية العميقة، الفرح والحزن والهدوء والشرود محاور لأعمال تحكي قصص عمانية..
رسالة البادية العمانية..
أبدى خميس بن علي المحاربي قراءة فنية للعمل الذي تقدم به حيث يخرج هذا العمل عن مضامين التوثيق التقليدي للأعمال الفنية إلى عالم أرحب من التحاور والتخاطب بين العمل والمتلقي.. فيقدم هذا العمل رمزا فنيا يحمل دلالات فنية ومعايير وقيم ترقى الى عالم الإبداع الفني.. ويمثل هذا العمل طفلة صغيرة من البادية العمانية تعبر من خلال نظرتها البريئة قصة عمانية تحمل مضامين وأصالة الشعب العماني وترمز للبادية العمانية من خلال الأسلوب المعيشي والتقليدي.. كما يرى أن هذا الإنجاز من الإنجازات الكبرى التي حققها شباب السلطنة في مختلف المحافل الدولية.
المشاركة الأولى..
أحمد بن سالم الكندي طالب بجامعة السلطان قابوس وعضو نادي التصوير الضوئي بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية يعتبر هذا الإنجاز حدثا كبيرا بالنسبة له خاصة وهو يشارك للمرة الأولى على المستوى الدولي من خلال النادي.. ويروي لنا الكندي هدايته في التصوير عندما كانت عام 1997 مع جماعة التصوير بجامعة السلطان قابوس التي ساعدت في نضوجه الفكري والفني وصقلت موهبته الفنية الأمر الذي شجعه بالإنظمام لنادي التصوير الضوئي بالجمعية. يعتبر نادي التصوير الضوئي بالسلطنة حديث العهد حيث أنه لم يكمل عقده الأول وهو أحد نشاطات جمعية الفنون التشكيلية المتعددة، حيث أنه عضو في الاتحاد الدولي للتصوير الفوتوغرافي منذ عام 1993م وقد شارك في فعاليات ومسابقات مختلفة من بينها هذه المسابقة التي تقام كل عامين.
شرح صور:
– مجموعة الأعمال الفائزة بفضية الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي لعام 2001 م ز الأصداء الصغيرة
– أحد اجتماعات مؤتمر الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي بمدينة بسويسرا عام1999م.
– سيف الهنائي
– عبدالرحمن الهنائي.
– خميس المحاربي.
– أحمد الكندي.
– إبراهيم البوسعيدي.
كتب: مبارك بن علي الرحبي