الكسوف الحاصل غداً يشي بالمعنى
والريح المشتعلة
تحت المحيطات ترقص
وذاتي المنسية في المستحاثات
تبتهل وتُجدّد المستقبل
وفوق أعالي الأعالي،
موسيقاي لا يسمعها إلا الأنقياء..
روحي ستبقى وشيشاً كونياً
بينما أسئلتي فتشرق في ظلمات الضمائر:
لماذا تذبحون الشفافية؟
وتحرقون الناس الطيبين؟
وتأكلون الرايات وأعلام البلاد؟
لماذا لا تنظرون إلى
مراياكم الداخلية بدل تسريحات شعوركم؟
ولا تنتبهون إلا لغرائزكم السفلية؟
وتكيلون الجرائم للضحايا
الأبرياء وأنتم الجريمة والجرم والعقاب؟
الخسوف الحاصل غداً
يبزغ مثل الآتي من كلماتي
ويروي الصبار والياسمين
والعلقم والصبر
ثم يُشعل الكونَ،
فيتلألأ برج الشعر إلى الأبد..
هل تلمحون كسوفَ الخسوف؟
إذا أبصرتْ قلوبكم،
فستكتشفون خسوفَ الكسوف أيضاً..
عفواً،
هل تسألون: أين تبصرونني؟
لا علاقة لوشيشي بالأسافل
وحدتي الطارئً
أمدُّ موتي مداً
وأترك عليه الشعرَ دليلاً..
من يخبر الشمس والقمر،
أن العناصر تيتّمتْ،
والكواكبَ هرمتْ،
وكسوفَ الكلمات
الحاصل غداً،
يكشفكم ذراتٍ لا تبين،
ويقرئكم اللاشيء..؟
أنايَ الممحوّةُ الكاتبةُ،
أنايَ الممحاةُ الأزلية،
الكلمةُ الأبدية،
تشتعل بأنزفةِ رؤاها،
وتسبّح من مطلع التآويل
حتى جوفِ التراتيل..
استديروا مجرةً أخرى…
هل صادفتم رمادَ الإيحاءات؟
سيحدث وتتناثرون مثل الهباء..
ولن تلمحوا إلاّ سراباً
يخطفكم إلى الثقوب الكونية..
هناك،
أغلبكم يصير ظلمات لُجيّة..
هناك،
طوبى، لمن يتخاطفه برج الشعر،
ويصير شعاعاتٍ احتمالية…
الكسوف الحاصل غداً يشي…
الريح المشتعلة ترقص…
وذاتي المنسية في المستقبل
تُجدّد الأعالي
طوبى،
لمن منحه الله نعمةً
لا تتكرر..
طوبى،
لمن سبّح باسمه الأعلى..
وغاب كسوفاً
حاصلاً غداً
غالية خوجة *