وضعت يدي في يد البحر فاقتادني
ومشينا،
أنا في الطريق
وهو في الابد
بننا غيمة عائدة تحك ظهرها
بأنف الجبل ،
جراح تضمد بالأسمنت ،
هياكل عظمية لنوافذ ونسيانات لوارى التراب
جدار مصاب بالذهول يمد يدا،
نفق يسشدرجك الى شوفه فتقاوم الانزلاق
ممسكا بعباءة نبأ مروع ،
في شارع مغطى بالغفران
ومشينا
كان الأرز الى " الـ شاهد" مقتل أنكيدو
أما ولدت شعبا توأما
الأغصان قرى وسفر رؤيا .
والجذع قيامة
مضى الجبل وبقيت
استدارت الأرض والجذر
فكانت
شرخ على مصطبة لبشرة متقرنة ظلت تطفو منذ
الطوفان
فوق دماء الاساطير ومياه الخلاص
شرخ من جسدها لم يزل
شرخا ولما يزل
ومشينا،
بيننا تتقاطع مصبات عظيمة وأخاديد
لا أنهار،
ترع للهلع تحف بواقعة ألطف،
الجنوب الزاحف على ركبتين حاملاعتاده
– أم تحضن مهدا –
يتقدم باتجاه الجنوب
الأسوار حنين مصفد. قشرة لازوردية تخترث من نزف
بركاني ،
بيننا خمبابا ، حارس غابة الأرز
وحيرام الذي لم يمنح مغاليقها الى سليمان الا
أن اقتسما السيف والنبع . .
ومشينا،
الأبد يتربر على الساحل الصوراني
أنا مثل نتف لجليد استوائي
ألم بقايا الطريق
نتهاوى
معا أمام بوابة صور
ننظر الى مراكب الصيادين العائدين
في عيونهم مد مأسور
وجزر مدد
صيادون . . . أسماك بكل الأحجام
تنتفض في أكوار يوم الدهشة المطبق علينا
صيادون خارجون الى البحر
أو عائدون
مثل ريح تلعن النوافذ
بحر يعض على الرخام أو يبعثره .. طفل ينثر خرزا
هكذا كل مرة حتى تبتل عيناي به أو بدموعه
ومشينا نباعد ثم ندنو
أنا من الحتف
وهو من نفسه
الحجر ظل هو الحجر
الأبجد هو الابجد
الغروب هو الغروب
لا الغرب الذي أحالع إكسير الشرق الى لبان يروض
فكيه ،
يرضع الحليب الأسود
من ثدى غائر في أعماق أمه الأرض
يلهو بالنجم وأحشاء الكوكب
يطوف في القارات بهمقابر للاشعاع ووسائد من
الومنيوم
لذاكرة محترقة بكل أنواع النيران التي لا رماد لها.
ومشينا
بيروت تهتر ثم تحتض
بيروت المراة الراعفة من عينين
التباسه وشهيق عميق على ساحل يعرى
على مقربة من أرقى .
يدان تخلعان احتمالات ساقين معتنقين لبعض
ونسيجا مثل قشرة بلوط خرجت
من بين الجمرات
بيروت تنهض من خلوة
مع العشق بهبي المار
بامشينا
بيروت في قبضة معصم موجة متوسطية
لبحر بداخلها عشبة عشبة
يصهل في ليل قامعها ومآذن قيامتها
بيروت وسادة رأس صخري متشح بالشروق
ومساقط المياه
أطرافها مدهونة بعناق الغائب
مثل الجراح بالمرهم الأحمر
ومشينا نحن والجبل الى مراياه
عبرنا أول مصلبية في الطرليق الى الغيب
رأينا الغائب وحده
ممسكا بوشاح العذراء
معلقا على صخرة لم تزل معذبة
منذ طفولة البراكين .
ومشينا
أنا لا أفارق جبانتي العباسية
بغداد – مدينه السلام – مدورة
النجف – داو السلام – مقبرة
لا حد لها ولا جهات
بغداد ذات الأسوار ،
تحط بها عظام المدائن والجند والزنج معلقة
فى ساحات ومدن " السواد"
مشتهاة تظل . . بغداد
تتركنى أعدو فوق الطين بلا آثار
تغسلني برمال البحر مثل طفل يولد للتو
لتقطع الحبل المسري قابلة ماتت
بعد ان سمعت صياحي
…………………
وتمنعني من دخول الخرافة
شوقي عبد الأمير (شاعر وباحث من العراق)