(1)
أنا وأنت حبيبان قديمان
لم يعرفا الحب
ما يحزنني حقا
أننا حبيبان أزليان
لن يعرفا الحب
ما يسعدني أحيانا
أننا حبيبان
دون حاجة لحب أبدا
(2)
الأنني أول رجل تنفس في فمك
وتنفست من فمه
ألأنني أول لسان مططته بيديك
فتمدد بين أصابعك
لتكتبي به ما تشائين . .
سحقا لميراث مشاعرنا
لدفنه تحت سحابة قصية
ليجدنا على بعد خطوتين
سحقا لهذا البرق الذي يتململ بين تشابك أناملنا
ليحمر خدك كنرجسة بريئة
في كل مرة كنرجسة بريئة
لماذا لا نجرب شيئا أكثر إثارة
ونحطمه لحظة اكتماله
(3)
لم أقل أن في جيبي شجرة عصافير
لو أقل أن بين يديك سرب حمام يشبه غابة
ولم أقل أن غيوم الأزهار
سوف تمطر عطرها تحت قدميك
سوف تمطر عطرها تحت قدميك
كل ما قلته:
انك جميلة
وأنا أذكر ذلك الآن
(4)
يبتسم حزنك
يرميني على أريكة تأكلني
ويعلق أسئلتي من يديها على الجدار
الحزن الذي يخفي الجهات
ويمتص بيت الضياء
يذبح براءة ألعابنا
يقذفنا من شباك الطفولة
سقط بين يديه
تعلمت كيف أكبر دون طفولتي
وأركض نحوي بعد كل سقطة . . .
سوف أجمع مدن الحزن في كوخ من القش
وأشعل ذهني عود تقاب
لأجد دائما ابتسامة ما
تبرق من تحت الرماد
(5)
أي ومضة كاشفة
ستزور شباكك الليلة
وتبيعك النجوم دون ضياء
والظلال دون جسد
قولي لومضتك الحالمة
ألإ تنتصب أمام الرياح
والا تنحني
قولي لها فقط
أن تبتعد قليلا
أن تتبدل قليلا
أن تموت . . . قليلا
(6)
أدلل ذاكرتي
وأسكب لها قهوة حلوة . . . ومرة
أغسل بالماء والضوء حدود فضاءاتها
أمسح عنها الكلمات والصور القديمة يوميا
لكنني
كلما فتحت أحد صناديقها الخشبية
غمرتني صورتك
خائنة .. وضعيفة .. ذاكرتي
(7)
في آخر مرة طفت بشارعكم
كنت أختبئ خلف المقود
واخبئ هزيمتي في الدرج الأيمن للسيارة
كانت خطوط الشوارع اجسادنا
لم أتوقف إلا في محطة البنزين
(8)
غاضبة منك
مثلي تماما
الهاتف النقال وجهاز المناداة
يمدان خطوط الصلح ما بيننا
ونحن
صامتان
غاضبان
لا نرن أبدا
(9)
تجذبنا أمومة الأمكنة
وتشدنا من أذنينا أبوية الوقت
نحن الحبيبان القديمان
نحن الهوائيان
لم نتطاير يوما مثل صرخة طفل
أو نتبادل جسدينا مرة واحدة
الستائر أمامنا لم تعد تغمض عينيها
الجدران من حولنا انطلقت من تحت أسقفها
الأبواب تدخل تخرج من خلالنا
أخاف أن تنكرنا الأمكنة والوقت
أن نتكون دون حاجة للتذكر أو النسيان
أخاف . . أن يسقط المطر
دون أن يثير انتباهنا
أخاف أن نلتقي مرة
دون الرغبة حتى . . بتبادل التحية
(10)
كان جسدي وحده يطفو نوقن موجتين
بعد موجتين
كانت تغمره الرمال والأصداف
لم ألمح سوى رفرفة النوارس
وضحكات أطفال يلهو الشاطئ معهم
بينما رأسي يدور حولي عدة مرات
وعيناي تتسعان إلى حد ابتلاعي
كل ذلك كان وأنت تستديرين فجأة نحوي . . .
أتساءل الآن
هل كان كل ذلك حقيقيا …
(11)
يمكنني أن أحيي الضوضاء المتساقطة من شرفات
المدن
والطرق المبللة بالحياة على جانبي الزحام
أن أنتزع جسدي المعلق تحت ظل نجمتين
مختفيا بين رائحة الألوان
مدركا دون تصور محدد
موقنا انه لن يثيرني
الهواء الذي يحمل عطرك فوق كتفيه
أو صورتك الموسومة في أعين الرجال
(12)
النافذة الوحيدة
تجلس في مقعد الحديقة الوحيد
الخريف يتساقط فوقهما
خلفهما
مربعان شاحبان
طلقتان قادمتان
أمامهما
قطار لم يمر …..
هذا ما أتذكره
من حلم البارحة
علي حسين الفيلكاوي (شاعر من الكويت)