1
اذا كنا من الأرض أتينا، فهي إنما
أرضي
حملتنا كجزء من الأشياء التي
تستنسلها
وكانت أكثر مجونا مما هي.
إن طبيعتنا لهي طبيعتها. هكذا
يتأتى
أن الأرض، طالما أن من طبيعتنا أن
نشيخ،
تبقى ذاتها. نوازي موت الأم.
إنها تجتاز خريفا أكثر ترفا من
الريح
إذ تطلق لنا صرختها، وبوخن أبرد
من الصقيع
تخرق أرواحنا عند نهاية الصيف،
وعبر الفضاءات الجرداء لسمائنا
2
يتقدم الجسد عاريا في الشمس
والشمس، عن رقة أو عن أسى،
تبذل الراحة بحيث أن أجسادا أخرى
تجيء
متوئمة تخاييلنا واداتنا
وكفؤة في الحركات المرنة في
اللمس والاصاتة
لتجعل الجسد رابلا برغبته
في النغمات الأكثر روعة بعد،
والأقصى نأيا.
فليكن مع أن الفضاء المترامي
والضياء، حيث الجسد يسير فيتم
خداعه،
يأتي من تلك السماء المميتة، والأشد
عريا
وهذا ما تشهده الروح، فتأسى.
كنايات صاحب الفخامة
عشرون رجلا يعبرون جسرا
الى قرية،
هم عشرون رجلا يعبرون عشرين
جسرا
الى عشرين قرية،
أو رجل واحد
يعبر جسرا واحدا الى قرية
هذه أغنية قديمة
لن تعلن عن نفسها..
عشرون رجلا يعبرون جسرا،
الى قرية
هم
عشرون رجلا يعبرون جسرا
الى قرية
هذا لن يعلن عن نفسه
مع أنه أكيد كمعنى
جزمات الرجال
تكربل على ألواح الجسر
ويطو أول جدار أبيض في القرية
عبر أشجار الفاكهة
بم كنت أفكر؟
هكذا يهرب المعنى
أول جدار أبيض في القرية
أشجار الفاكهة..
امرأة باكية اخرى
فلتصبي الشقاء
من قلبك الفائض بالمرارة
ذاك الذي لن يحليه الأسى.
السم يستشري في هذا الظلام.
أزهاره السوداء
تصعد من ماء الدموع.
إن علة الكينونة المجيدة،
المخيلة، تلك الحقيقة الوحيدة
في هذا العالم المتخيل
لا تتركك إلا مع ذاك الذي
ما من خيال يحيا بالنسبة اليه،
وهكذا يطعنك ثمة موت.
في الطريق الى البيت
كان هذا عندما قلت.
"أليس هناك شيء اسمه الحقيقة"
أن حبات العنب بدت أكثر سمنة.
وانطلق الثعلب من وكره.
وأنت.. قلت أنت،
"هناك حقائق عديدة
لكنها ليست أجزاء من حقيقة
واحدة"
ثم بدأت الشجرة، في الليل،
بالتحول
في دخان أخضر ودخان أزرق
كنا قامتين اثنتين في غابة
قلنا إننا نقف وحدنا.
كان هذا عندما قلت،
"الكلمات ليست أشكالا لكلمة
منفردة
ففي كم الأجزاء، ليست هناك سوى
أجزاء.
ينبغي للعالم أن يقاس بالعين."
كان هذا عندما قلت،
"لقد رأت الأوثان كثيرا من الفقر،
من الأفاعي والقمل والذهب،
لكنها لم تر الحقيقة".
كان في تلك المرة، أن الصمت
صار أكبر وأطول أن الليل كان
على أشده
اكتمالا، أن ضوع الخريف كان
أشد دفئا، أكثر حميمية، وأقوى.
المناجاة الأخيرة للخليلة الباطنية
النور نور المساء الأول، كما في غرفة
حيث نرتاح ونفكر، لأسباب صغيرة.
بأن العالم المتخيل هو العالم المطلق.
لذلك فإن هذا، هو أرهف المواعيد توترا
اننا في تلك الفكرة، انما نجمع أنفسنا
ونلمها من كل لامبالاتنا في شيء واحد:
ضمن شيء منفرد، وشاح منفرد
نلتف به جيدا طالما أننا فقراء، دفء
ما،
نور ما سلطة ما، التأثير المعجز،
هنا الآن ننسى بعضنا، وكذلك أنفسنا.
نحس بالغموض الذي بنظام ما، لكل
ما،
معرفة ما، تلك التي رتبت الميعاد،
ضمن تخومها الحيوية في العقل
نقول إن الآلهة والمخيلة واحد..
على أي على تنير الظلام تلك الشمعة
الأعلى.
من هذا الضياء، من العقل المركزي،
نصنع لنا مأوى في هواء المساء،
حيث كوننا معا يكفينا.
قصائد مناخنا
1
ماء صاف في وعاء براق،
شقائق أرجوانية وبيضاء الضياء
الغرفة أقرب ما يكون الى الهواء الثلجي.
اذ يعكس الثلج. ثلج حديث السقوط
في نهاية الشتاء عندما تعود الأماسي
شقائق أرجوانية وبيضاء – ان المرء
ليرغب في اكثر من هذا، ان النهار
ذاته
قد بسط: وعاء من البياض، بارد،
من الصيني البارد، خفيض ومدور،
ليس فيه شىء آخر سوى الشقائق.
2
قل حتى لو أن هذه البساطة الكاملة
جردت الواحد من كل عذاباته، وأخفت
الأنا الشريرة التراكيب، الحيوية
وجعلتها طازجة في عالم من
البياض،
عالم من الماء الصافي، براق الحواف،
فإن المرء سيرغب في المزيد مع ذلك،
سيرغب في المزيد،
أكثر من عالم من العطور البيضاء
والثلجية.
3
سيبقى هناك العقل الذي لا يستريح
بحيث ان الواحد سيريد أن يهرب، أن
يعود
الى ما تم تأليفه حتى الآن.
الناقص جنتنا.
لاحظ أن المسرة وسط هذه المرارة،
طالما أن الناقص يشتعل هكذا فينا،
انما تكمن في الكلمات النافلة
والأصوات العنيدة.
ترجمة: سركون بولص (شاعر ومترجم من العراق)