-1-
تقول القصيدة لشاعر مشاكس
رافقني لعيادة القرنفل كل صباح
كي يقتبس الطب الحكمة من فصل الربيع
اعتقلني بشرفة تقيس دقات قلبي
فالعشاق يكتبون قصائدهم أمام أصص البنفسج
ناولني سيرتك كأسير محترم فالغزوة قنطرة
تخدع أعشاش دوري يتعلم المكر
فاتحني في قصة النرد الذي تساقط
من مغارة السهو بهياً كالهباء
حرضني على الغواية برفق ،فطبائعنا
مزاجية مثل النساء
دربني على تربية حواسي في كف الريح
علني أطير عاليا من فخاخ اليقظة
-2-
تقول القصيدة لشاعرٍ مُشاكسٍ
حررني من جسد أنهكته نبال الغزاة
فالمجاز طردته من ضيافتي منذ جرح قديم
دثرني من برد الغربة وهو يعبر شتاء الأغنيات القديمة
امنحني فرصة الخلوة مع قطيع الحواس
فأنا متعبة
أعدني لبياضي المنذور لقبلة مازالت طرية
على خَد خطاف
أعرني لشاعر يتعامل معي بلطف لحظة القلق
أخرجني من رحم الاستعارة فأنياب البلاغة
تؤلمني في معصمي
أعطني وقتا للسباحة في نهر اللغة
كي تتجدد طرائق المتحرشين بفتني
خلصني من تعب حكاية امرأة
ماتت حزنا قبل اعتقال شهرزاد
-3-
تقول القصيدة لشاعرٍ مُشاكسٍ
اعفيني من ضريبة الوحدة،فالمتربصون
بدم الفريسة يفرون من رائحة الحرب
حاصرني بمدائح غجرية ترضع الجلنار
من دمع لوركا
قاتلني بسيف المعنى،فالخيانة وزعت
خسارتها بالتقسيط على العملاء
خُنِْي بلطف،فالمرأة تعرف
أين وضع شهريار قلب عشيقته على منديل مزركش
احميني من طفولة تقتلع المنفى
من خريطة نورسية
دللني قليلا كطفلة وسيمة فالضوء
لا تروضه إلا دهشة الفراشات
قَلمني لتنمو أغصان الغبطة
تحت سروة قلبي
-4-
تقول القصيدة لشاعر مشاكس
مددني على وسادة عضها الندم بشراهة
فقلبي يرتعش من فزاعة حكمتك
صادر خوفي من مجهول الكتابة ،فاليتامى
لا يثقون في حنان امرأة الأب
شتتني كي تعرف كيف سُلاَلَتِي تستعير
صداقة الصبار
وتنمو بقسوة الفوضى على سدرة الفلوات
ساومني بكبرياء لغتك
فمقامات الطفولة نيئة تشتم ظلال بياضها
أعرني حزنا يُعرش مثل دالية على شجرة الرند
ولا تقول لي الربيع خوخة
تروضها رقصة الخُصُوبَةِ
أحمد الدمناتي
شاعر وناقد من المغرب