«ثيلما ولويز» فيلم فاز بجائزة أحسن سيناريو عام 1992 . أهمية هذا السيناريو تكمن في تحليله العميق للشخصيتين اللتين يدور حولهما الفيلم. فهما متجذرتان في الواقع ولذلك فكل ما تقومان به رغم بشاعته، واقعيا. إنه يناقش تعرض النساء لأعمال عنف، مما يدفع بهما لأعمال عنف مضادة. رسم الشخصيتين حي إلى أبعد الحدود وتطور كلتيهما تبعا للأحداث كان مدروسا بشكل دقيق. لقد قالت كاتبة السيناريو كالي خوري، «كنت أعيش مع هاتين الشخصيتين وأتركهما تقولان ما تريدان. لقد أصبحتا جزءاً من حياتي.
تدور حبكة الفيلم حول ثيلما ولويز اللتين تهربين من حياتهما المضطربة السجينة. إلا أنهما تقابلان شخصيات أقسى تدفعهما إلى ارتكاب الجريمة فتصحبان هاربتين من وجه العدالة.
أخرج الفيلم المخرج البريطاني الكبير ريدلي سكوت. وتقوم بدور ثيلما جينا دايفيز وبدور لويز سوزان سراندون. يشاركهما هارفي كيتل بدور التحري المعاطف معهما ولأول مرة يشترك براد بيت «بدور هام» دور السارق الأفاق.
مجرد أن عرض فيلم ثيلما ولويز أصبح فيلما ناجحا تجاريا ونقدياً. مما جعله أحد أعلى الأفلام دخلاً في 1991. وحاز على ستة ترشيحات لجوائز اكاديمية الفنون. فحاز على أفضل سيناريو متميز، كما وأن سراندون وديفيز رشحتا عن دورهما كأحسن ممثلتين.
ما قاله الناقد بيرني كوك عن الفتاتين يعبر عن مدى تأثير هذا الفيلم على الجمهور بشكل عام، فهو قال، «عندما انطلقت ثيلما ولويز بسيارتيهما الثندربيرد من فوق التلة العالية لتستقرا أرضاَ بدلا من الاستسلام للقانون، فقد أصبحتا بذلك أيقونة للثورة النسوية، مما أثار ردود فعل قوية لدى المشاهدين تفاوتت بين القدرة الأقوى على أخذ القرار أو الغضب بسبب تجاوز الاثنتين دور المرأة التقليدي. وقد أصبح فيلم 1991 وبسرعة، ولا يزال، مرجعاً ثقافيا كامناً يشير إلى، بل يلهم بملصق شاهق كبير معلنا، «ثيلما ولويز، ما زالا أحياء!»
تلاشً تدريجي للضوء:
داخلي. مطعم – صباحاً (نفس اليوم).
لويز نادلة في مقهى. انها في بداية الثلاثينات من العمر، ولكن سنّها كبير على مثل هذه المهنة. انها حلوة ومتأنقة المظهر رغم أنها في نهاية فترة عملها. وهي تضع فناجين القهوة الوسخة بعيداً عن النضد وتكومّها على صينية جرارة تحته. يحدث هذا ضجة عالية، غافلة هي عنها فهي تدندن مصاحبةً موسيقى الخلفية.
داخلي. مطبخ ثيلما – صباحاً.
ثيلما ربة منزل. الوقت صباحاً وهي تقوم بدفع فناجين القهوة من مائدة الإفطار نحو حوض المطبخ المليء بصحون الإفطار الوسخة وبعض الأشياء الأخرى المتبقية من عشاء الليلة الفائتة والتي وضعت لتبلّل بالماء والصابون. إنها ما زالت في رداء النوم. التلفزيون مفتوح في خلفية المطبخ وبإمكاننا أن نرى محاولة لم تكتمل بعد لتغطية الحيطان بالورق في غرفة الطعام. ومن الواضح أنها عملية تقوم بها ثيلما بنفسها.
داخلي. مطعم – صباحاً.
تذهب لويز نحو التليفون العام وتدير نمرة ما.
داخلي. مطبخ ثيلما – صباحاً.
يدق جرس الهاتف. تذهب ثيلما لترد عليه.
ثيلما: (متذمّرة) أدركت ذلك! مرحباً.
داخلي. مطعم – صباحاً.
لويز (عند التلفون العام) أرجو أن تكوني قد حزمت أغراضك. أيتها الزوجة ربة المنزل. لأننا سنغادر هنا الليلة.
داخلي. مطبخ ثيلما – صباحاً.
ثيلما: حسناً، انتظري الآن. ما زال عليّ أن أسأل داريل إن كان بإمكاني الذهاب.
لويز: (صوت خارجي) هل تعني انك لم تسأليه بعد؟
بحق المسيح يا ثيلما هل هو زوجك أم والدك؟ انهما ليسا سوى يومين اثنين. بحق الله يا ثيلما، لا تكوني طفلة. قولي له فقط أنك ذاهبة معي حتى أصرخ عاليا بما بي. قولي له انني مصابة بانهيار عصبي.
تمسك ثيلما بالهاتف تحت ذقنها وهي تقطع كوبونات من الصحف وتعلقها بدبابيس على لوحة إعلانات مليئة بها نرى وصفات طهي مقطوعة من صحف نسائية خلال أسطر «101 طريقة لطبخ لحم الخنزير».
ثيلما: إنه يعتقد انك بلا عقل يا لويز ولذك فإن هذا لن يضيف جديداً عند داريل. هل أنت في العمل؟
لويز (صوت خارجي) كلا، أنا اتصل بك من مكان البلاي بوي.
ثيلما: سأكلمك فوراً.
تتجه ثيلما عبر غرفة الجلوس نحو أسفل السلم وتنحني على الدرابزين.
ثيلما: عزيزي داريل، من الأفضل أن تسرع.
يأتي داريل وهو يقفز على السلالم. لقد صنعت مادة البوليستر خصيصاً لهذا الرجل، وهو مغطى بالمجوهرات «الرجالية». ويدير مكاناً لبيع البُسط.
داريل: اللعنة، يا ثيلما، لا تصرخي هكذا! ألم أقل لك أنني لا أستحمل صراخك هذا في الصباح.
ثيلما: أنا آسفة يا عزيزي، أنا لا أريدك أن تتأخر.
يعيد داريل النظر في مظهره امام مرآة القاعة، ومن الواضح أنه معجب بما يرى. إنه ينضح بالثقة الزائدة عن الحدود لأسباب لا تظهر للعيان. يهمه أن يعتقد أنه قاتل النساء.
انه يقوم بهندمة شعره المغطى برغوة مصفف الشعر.
تراقبه ثيلما بإعجاب.
ثيلما: عزيزي.
داريل: ماذا.
ثيلما (تقرّر أن لا تخبره) أتمنى لك يوماً جيداً في عملك.
داريل: أوه هوه.
ثيلما: عزيزي؟
داريل: ماذا؟
ثيلما: هل تريد شيئاً خاصاً للعشاء؟
داريل: كلا، يا ثيلما، أنا لا آبه بما سأتناول على العشاء. وقد لا أعود ربما إلى المنزل في وقت العشاء. أنت تعلمين كيف هي أيام الجمعة.
ثيلما: من المضحك أن يريد العديد من الناس شراء البسط يوم الجمعة مساءً. مما يدفعك للاعتقاد أنهم يريدون أن ينسوها في عطلة نهاية الأسبوع.
داريل: خيراً إذاً انك لست المدير المناطقي بل أنا هو ذلك.
أخيراً يجهز. يسير نحو الباب ويقوم بتقبيل ثيلما على خدها قبلة روتينية خالية من الإحساس.
ثيلما: مع السلامة يا عزيزي. لن أنتظرك.
داريل: إلى اللقاء.
يغادر داريل. نرى سيارته الكورفيت أمام الباب.
وبينما هو يغلق الباب الأمامي تنحني ثيلما ملتصقه به.
ثيلما: لقد ذهب للخراء.
تضحك ثيلما لنفسها تعود إلى المطبخ وتلتقط الهاتف وتدير قرصة.
داخلي. مطعم – صباحاً
يدق الهاتف العمومي المعلق على الحائط. يجيب البرت، رجل الأوتوبيس الخمسيني.
البرت: صباح الخير. نعم هي موجودة. هل هذه ثيلما؟ آه، يا ثيلما، متى ستهربين معي؟
تأتي لويز وتأخذ الهاتف من يده.
لويز (مخاطبة البرت) ليس نهاية هذا الأسبوع، يا عزيزي، فهي ستهرب معي. (تتكلم داخل الهاتف) مرحباً. ماذا قال؟
ثيلما (صوت خارجي) متى ستمري لتأخذينني؟
لويز: انت تمزحي! حسناً! سأكون هناك حوالي الثانية أو الثالثة.
ثيلما (صوت خارجي) ما الأشياء التى تريدينني أن آخذها معي.
لويز: لا أدري. أشياء دافئة، على ما أعتقد. إنها الجبال. اعتقد انها باردة ليلاً. أنا سوف أحضر كل شيء.
ثيلما (صوت خارجي) حسناً. سأفعل ذلك أيضاً.
لويز: واسرقي أدوات داريل لصيد السمك.
ثيلما (صوت خارجي) لا أعرف كيف أصطاد السمك، يا لويز.
لويز: ولا أنا أعرف يا ثيلما، ولكن بما أن داريل يفعل ذلك فلن تكون صعبة جداً؟ اراك لاحقاً. إجهزي.
يعلّق الإثنتان الخط الهاتفي.
خارجي. مطعم. نهاراً.
تنطلق لويز في سيارة خضراء ثندر بيرد خضراء جديدة في حالتها الأصلية.
داخلي. غرفة نوم ثيلما – لقطة مقرّبة – شنطة على السرير – نهاراً
داخل الشنطة ملابس سباحة، كلسات صوفية، بيجامات قطنية، جينزات، كنزات صوفية – قمصان قطنية، فستانين، كمية كبيرة من الثياب لرحلة يومين. نرى ثيلما تقف أمام دولابها، محاولة أخذ قرار ماذا تأخذ أيضاً، وكأنها نسيت شيئاً. تبدو الغرفة وكأنها قد أخذت زخرفتها من كتالوج سيرز. إنها حقاً مزخرفة.
داخلي. غرفة نوم لويزا – لقطة مقرّبة – شنطة على السرير – نهاراً
شنطة منظمة جداً كل شيء مطوي بنظام. ثلاثة أزواج من الملابس الداخلية، زوج واحد من الملابس الداخلية الطويلة، زوجان من الكلسونات، كنزتان من الصوف، ثوب مكسو بالفراء، قميص نوم. تبدو وكأنها قد جهزت ما يكفيها لرحلة مخيم. وهذا يظهر شخصية لويز. غرفتها منظمة تماما مثل شنطتها. كل شيء متناسب مع الآخر. إنها ليست مزخرفة كغرفة ثيلما ولكنها من نفس الطراز. إنها تفكر هل ستأخذ زوجاً إضافياً من الكلسات. تقرّر أن لا تفعل وتغلق الشنطة. تذهب باتجاه الهاتف، تلتقطه وتدير القرص. نسمع:
آلة تسجيل (صوت خارجي): مرحباً، جيمي يتكلم. لست موجوداً الآن، ولكنني ربما سأعود لأن…. حاجاتي كلها موجودة هنا. أترك رسالة.
تصفق لويز الهاتف.. إطار يجمع لويز وجيمي في صورة موضوعه على المائدة بالقرب من الهاتف.
وهي بالحقيقة تصفع بفعلتها هذه ذلك الوجه الموجود في الصورة، أيضاً.
داخلي.غرفة نوم ثيلما – نهاراً.
ما زالت ثيلما ترمي بالحاجيات إلى داخل الشنطة بدون ترتيب. وهي تخاطب نفسها بصوت خفيض كل الوقت.
تأخذ أشياء من على منضدة النوم، ساعة صغيرة ، مقص أظافر ، الخ.
تفتح درج منضدة نومها. تتصرف وكأنها تهدف إلى شيء ؛ ويبدو عليها مظهر من يعرف ماذا يفعل، رغم أنها، وبصراحة وبينما هي تبحث فيه، تلتقط بضعة أشياء من بين المحتويات المتبعثرة، ترى مسدساً هناك. كان قد اشتراه داريل لها من أجل الحماية. إنه غير محّمل ولكن هنالك علبة من الرصاص. تلتقط المسدس من ذنبه وكأنه جرذ وتضعه في شنطة يدها.
ثيلما: (تتمتم لنفسها) قتلة مجانين…
تلتقط علبة الرصاص وترميها أيضاً معه. تحاول أن تغلق شنطتها، ولكن هنالك حاجات معلقه خارج الشنطة. تحاول تسوية ما هو عالق ثم تجلس بكل وزنها فوق الشنطة.
خارجي. منزل ثيلما – نهاراً
تندفع سيارة لويز البيرد 66T القلابة نحو مدخل منزل ثيلما. يرتفع باب المرآب حيث تقف ثيلما في المرآب بكل امتعتها. شنطة تبدو وكأنها ستنفجر، ادوات صيد السمك، ثلاجة، مصباح.
سيارة ثيلما القديمة الرمادية الهوندا تقف هناك أيضاً.
تخرج لويز من مقعد السائق.
لويز: لن نحتاج المصباح. فالمكان به كهرباء.
ثيلما: أريد أن آخذه. لعل وعسى.
لويز: لعل وعسى ماذا؟
ثيلما: فيما إذا وجد مجنون قتل هارب قد يقطع الكهرباء ويحاول المجيء ليقتلنا.
لويز: (توافقها) آه حقاً، معك كل الحق، يا ثيلما.
عندئذ سيكون المصباح مفيداً. ربما سنقطر سيارتك خلفنا في حالة ما إذا سرق شمعة إشعال السيارة.
ثيلما: علينا أن نفعل ذلك. فذلك الشيء بالكاد أن يمر في الممر.
يحملا السيارة بكل شيء. بالكاد يقفل الصندوق.
تدفع ثيلما بكل وزنها عليه. تدخلان السيارة وتنطلقا عبر الممر. وبينما هما تتحركان عبر الشارع نسمع ثيلما ترسل صرخة مدوية. إنها تضحك وتمد ذراعيها في الهواء.
خارجي. سيارة – نهاراً
تقودان السيارة على الطريق بين الولايات. تتناول ثيلما حقيبتها الخاصة وتجد المسدس.
ثيلما: لويز هل ستأخذين بالك من المسدس؟
تصرخ لويز لدى رؤيته.
لويز: لماذا أحضرت هذا بحق السماء؟
فكرت ثيلما حائرة هل لويز بهذه السذاجة.
ثيلما: أوه يا لويز… المضطربون القتلة، الدببة… الثعابين! ولكنني فقط لا أعرف كيف استعمله. إذا هل بإمكانك الاهتمام به؟
تمد لويز يدها وتأخذ المسدس من محفظة ثيلما وتمسك به في يدها. تمتحن وزنه ثم تضعه تحت المقعد. تضع ثيلما الرصاص تحت المقعد.
انهما تسرعان نحو الطريق السريع وصوت الراديو يخترق الآذان. تضع لويز شريطاً من موسيقى الـ R.B الوحشية.
ثيلما: لمن هذا المكان اسألك ثانية؟
لويز: انه خاص ببوب المدير النهاري. سوف يحصل على الطلاق وزوجته ستأخذ المكان ولذلك فهو سيترك جميع أصدقائه يستخدمونه قبل أن يسلمها المفاتيح.
ثيلما: لم تكن لي فرصة الخروج من المدينة دون داريل.
لويز: وكيف سمح لك بالذهاب؟
ثيلما: لأنني لم أسأله.
لويز: آه، خراء، ثيلما، سوف يقتلك.
ثيلما: حسناً، لم يسمح لي أبداً بالذهاب. لم يسمح لي أن أقوم بأي شيء يجلب لي السعادة، كل ما يريدني أن أفعله هو ان أبقى في المنزل كل الوقت بينما هو في الخارج يفعل ما لا يعلم به سوى الله.
يسود الصمت بينهما للحظة.
ثيلما (تنظر مباشرة إلى الأمام) تركت له رسالة. تركت له بعض ما يضعه في الميكرويف.
بعد توقّف قليل.
ثيلما: أعتقد انك لم تسمعي حتى الآن شيئاً من جيمي…؟
يضيق حنك لويزا مطبقاً. تزداد سرعة السيارة.
ثيلما:… لا تهتمي.
تتجاوز شاحنة نصف نقل تحمل الغاز على الطريق السريع وترسل صوتاً كالاوزة.. الرفارف التي تحمي من الوحل على شكل صور نساء عارية. وهنالك ملصق كبير جداً على الظهر يقول، «سألعقك من رأسك إلى أساسك… مقابل عشرة سنتات».
لويز: هل هذا أحد أصدقائك؟
تنظر ثيلما إلى وجهها في المرآة الجانبية، متظاهرة بأنها تدخن سيجارة.
من منظور ثيلما نرى علامة على جانب الطريق مكتوب عليها «سأراك يوم الأحد في الكنيسة!».
تضغط ثيلما الولاعة وتنتظرها حتى تخرج. تنظر إليها لويز بجانب عينيها، ولكنها لا تقول شيئاً.
داخلي. سيارة – طريق ريفي – نهاراً.
ثيلما: هل ما زال الطريق طويلاً؟ انا جائعة.
لويز: حوالي الساعة. لدينا طعام يكفينا شهراً.
ثيلما: لا أستطيع الانتظار.. اليس بإمكاننا الوقوف بضع دقائق…
لويز : لن نصل إلى الكابينة إلا بعد الظلام إذا بقينا على هذا الحال يا ثيلما.
ثيلما: إذاً هل سيختلف الأمر كثيراً إذا ما توقفنا؟ بربك.
ليس بإمكاني أن أفعل شيئاً كهذا مطلقاً.
تدرك لويز أن ثيلما ستتحول إلى مراهقة وتتابع نقّها إلا إذا استسلمت لها.
لويز: حسناً، ولكن هذه الوقفة ستكون وقفة سريعة.
خارجي. الرصاصة الفضّيه – ليلاً
تتوقفان أمام مكان على يمين الطريق مضاء برمته بالنيون. يدعى الرصاصة الفضية. الإشارة تتلألأ (كوكتيل – بيرة – رقص – طعام). هنالك موقف ضخم للسيارات مليء بشاحنات نقاله وسيارات قديمة. بالرغم من أن الوقت ما زال مبكراً فمن الواضح أن المكان ملهى ليلي. وهو مزدحم باكراً.
داخلي. الرصاصة الفضّية – ليلاً
هذا المكان مليء بالضوضاء. هنالك عشر موائد ضخمة محاطة بالجماهير. البار الطويل مليء بالرواد. هنالك موائد ونضد. الغرفة مشبعة بالدخان. هنالك حلبة للرقص ولكن لا يوجد راقصون لأن الفرقة الموسيقية ما زالت في طور الإستعداد. هنالك رجال منفردون كثر. رؤوس عديدة تستدير ملاحقة ثيلما ولويز وهما تقتربان من مائدة خالية.
لويز: لم أر مكاناً كهذا منذ أن غادرت تكساس.
ثيلما: أليس هذا شيئاً ممتعاً؟
تأتي نادلة وتترك قائمتي طعام على المائدة.
النادلة: هل تريدان أن تشربا شيئاً؟
لويز: كلا شكراً.
ثيلما: أريد (وايلد توركي) وزجاجة كوكاكولا، من فضلك.
بعد أن تغادر النادلة:
لويز: ثيلما!
ثيلما: قولي لي شيئاً. أليست هذه إجازتي أم لا؟
أعني، يا الهي أنك أسوأ من داريل.
لويز: الأمر أني لم أرك على هذا الحال منذ زمن طويل.
أنا متعودة أن أراك أكثر رصانة.
ثيلما: حسنأً، لقد أخذت خازوقاً كبيراً بسبب رصانتي.
لقد قلت انني وإياك سنذهب خارج البلدة ولمرة واحدة نترك لنفسنا العنان. حسناً، يا عزيزتي، انظري إليّ لأنني سأنطلق الآن!
بينما تعود النادلة:
لويز: (تضحك) حسناً… (مخاطبة النادلة) لقد غيرت رأيي سوف آخذ بيتزا مرجريتا وقليلا من الكورفو بجانبها، من فضلك.
ثيلما: نعم!
عندما غادرت النادلة، أتى رجل ممسكاً بكرسي يجرها نحو المائدة ويتراجع إلى الخلف. إنه في الاربعينيات متين البنية، وجهه يلمع تحت ضوء النيون.
الرجل: الآن أتساءل ماذا تفعل لعبتين حلوتين مثلكما في مكان كهذا؟
لويز : نحن لا نتدخل في أحد؟ لماذا لا تحاول ذلك؟
ثيلما: حسنا، لقد غادرنا البلدة لقضاء نهاية الأسبوع لأننا أردنا أن نحاول قضاء وقت طيب. ولأن لوزي هذه مجنونة لأن صديقها لم يتصل بها وهو يغادر…
ترفس لويز ثيلما من تحت المائدة.
ثيلما (أكثر هدوءاً) اننا فقط أردنا أن نحصل على ما نأكله.
الرجل: حسناً، جئتم إلى المكان المناسب هل تحبون الأكل الحار؟ لديهم أكلاً حار جيد.
تعود النادلة حاملة مشروب لويز.
النادلة: هارلان، هل أنت تزعج هاتين الفتاتين المسكينتين؟
هارلان (الرجل): مرحباً، كلا. كنت فقط أصادقهم.
النادلة (تشير إلى لويز بعينيها) شيء جيد أن الجميع لا يتمتعون بروح الصداقة مثلك.
تفهم لويز ملاحظتها.
ثيلما: اسمك هارلان؟ لدي عم اسمه هارلان!
هارلان: حقاً؟ هل هو عم فكه؟ لأنه لو كان كذلك فهنالك شيء مشترك بيني وبينه.
يضحك هارلان. تضحك ثيلما، أيضاً، ولكنها في الحقيقة لا تدرك مضمون النكتة، لويز لا تضحك.
لويز (مخاطباً هارلان) لا أريد ان أكون وقحة، ولكن لدي شيء أريد أن أتكلم عنه لصديقتي. على انفراد.
هارلان: آه، فهمت. لم أكن أقصد إزعاجكما. ولكن كان من الصعب أن لا ألاحظ سيدتين جميلتين مثلكما.
(يقف، مخاطباً ثيلما) من الأفضل أن ترقصي معي قبل المغادرة، وإلا فلن أسامحك.
ثيلما: آه، حتماً. سيكون هذا مصدراً لسعادتي.
يغادر هارلان، ثم:
ثيلما: لويز، لم يكن ما قلتيه لطيفاً.
لويز: ألا تدركين عندما يستهدفك أحدهم؟
ثيلما: وماذا إذا كان يستهدفني؟ أنت متخمة بفعل سنواتك الطوال في خدمة الموائد.
لويز: ربما.
ثيلما: حسناً، فقط استرخي. هل تفعلين ذلك.
إنك تثيرين أعصابي.
تشرب ثيلما كأس الوايلد توركي دفعة واحدة وتسلم كأسها للنادلة لتحضر لها واحداً آخر. تنظر النادلة اليها وتهز رأسها.
تعود لتواجه صديقتها.
ثيلما: اذاً، جيمي لم يتكلم بعد؟
لويز: دعيه يذوق مرارة دوائه. ذلك الحمار.
ثيلما: آسفة، يا لويز. اعرف أنك مضطربة كليّاً.
انني فقط متحمسة لمغادرتي المنزل، على ما أعتقد.
(توقّف)
لا ادري إن كان داريل قد عاد للمنزل أم لا.
لويز: لا أدري إن كان جيمي قد عاد.
ثيلما: لماذا لا تقولين له أن يذهب إلى الجحيم؟
لويز: لماذا لا تقبري زوجك الخائب ذاك؟
تنطلق الاثنتان مؤقتأً، بالشكوى من مشاكلهما العائلية، إلى أن تأتي النادلة.
النادلة (تدير عينيها) هذا على حساب هارلان.
تنظر ثيلما نحو البار حيث يكزّ هارلان على أسنانه محركاً جسده حركات راقصة. تبتسم وتلوح له بيدها. وجهها يسترد جدّيته عندما تستدير لتنظر إلى لويز.
ثيلما: سيعود جيمي من على الطريق، لن يجدك هناك، ستثار أعصابه ويطلبك مئات الألوف من المرات ويوم الأحد ليلاً ستعاودي الاتصال به ويوم الأثنين سوف يقبّل الأرض التي تمشين عليها.
تفكير ثيلما يتحرك أسرع من فمها، والسرعة التي تتكلم بها قاتلة. لويز معتادة عليها. تضحك لويز بخبث على طريقة ثيلما بتصوير الموقف.
لويز: بالضبط.
ثيلما: وفي الوقت الحاضر، أنت قلت دعينا نمرح. فإذاً لنمرح!
ثم تعاود شرب كأسها دفعة واحدة وترفعه بيدها، بينما تعزف الفرقة لحناً حيوياً. عملياً يقف المكان كله متجهاً إلى حلبة الرقص. تشرب لويز كأس التكيلا وترفعه عالياً، أيضاً.
فيما بعد:
ثيلما ترقص مع هارلان وقد رقصت فترة من الزمن. ترقص لويز مع شخص هادئ يدعى دان. ثيلما مقطوعة الأنفاس سكرانة تقهقه. تحمل زجاجة من البيرة في يدها. تضحك بلا سبب، وهارلان يدرسها عن قرب؛ تلاحظ لويز ذلك.
لويز (فوق الضجيج) ثيلما، سوف أذهب لحمام السيدات، وبعد ذلك ننطلق إلى الطريق.
ثيلما (عيناها مغمضتان، تهتز مع الموسيقى) جاهزة متى اردت ذلك.
تتجه لويز نحو الحمام.
ثيلما (عيناها مغمضتان) لويز، سوف أذهب معك.
(على وجهها نظرة مضحكة) لا أشعر أننى على ما يرام.
تتعثر خطواتها فتسقط من يدها زجاجة البيره.
تتجه لويز نحم الحمّام حيث تجد صفاً من خمس عشرة امرأة على الأقل أمامها.
هارلان (يلتقط ثيلما، يمسك بجسدها) اوبسي دوبسي لندعك تأخذين هواءً نقيّاً، سيدتي الشابة.
يشدها نحو الباب.
تميل لويز إلى الحائط، تنتظر دورها.
قطع إلى:
خارجي. مرآب الرصاصة الفضية – ليلاً
يشد هارلان ثيلما خارج الباب نحو المرآب. إنها مشلولة تماماً.
ثيلما: خراء
هارلان: ما بالك؟
ثيلما: توقّف.
هارلان: لماذا؟
ثيلما: أنا مصابة بدوار.
داخلي. الرصاصة الفضية – ليلاً
تذهب النادلة نحو مائدتهم. تلتقط شنطه ثيلما عن الأرض وتضعها على كرسيها. تضع الفاتورة على المائدة، تنظر حول المكان تحاول إيجادهم ثم تغادر.
داخلي – الحمام – ليلاً
تدخل لويز الحمام. تقف أمام المصبنة وتنظر إلى المرآة.
خارجي – المرآب – ليلاً
ثيلما مريضة، تمسح فمها بمنديل هارلان. تراجع هارلان عند هذا، ولكنه عاود الكرة.
هارلان: كيف تشعرين الآن يا عزيزتي؟
ينحني هارلان ملاصقاً رأس ثيلما، وهي تبعد رأسها عنه.
ثيلما: أعتقد انني بدأت أشعر بتحسّن.
هارلان: نعم، ولقد بدأت تروقين لي أيضاً.
يشدها نحو ويحاول إحاطتها بذراعيه. تشد ثيلما جسدها مبتعدة.
ثيلما (منزعجة) أعتقد انه عليّ الاستمرار في السير.
داخلي. الرصاصة الفضية – ليلاً.
تخرج لويز من الحمام بينما تدخل امرأة أخرى. تفتش الغرفة جيداً بحثاً عن ثيلما. ولكنها لا تراها. تعود إلى المائدة فتجد حاجات ثيلما هناك. تلتقط ورقة الحساب وتنظر إليها.
خارجي – مرآب حانة الرصاصة الفضية – ليلاً
قاد هارلان ثيلما بعيداً عند نهاية المرآب. إنه يحاول تقبيلها الآن. إنه يدفع ذراعيها إلى أسفل وهي تبعد رأسها.
ثيلما: لا تفعل. أنا امرأة متزوجة. أنا لا أشعر بارتياح. لقد كنت مريضه.
هارلان: لا بأس. أنا متزوج، أيضاً.
هارلان يدفع بجسده نحوها، وهي تبدأ بدفعه بعيداً بصورة أقوى.
داخلي. الرصاصة الفضية – ليلاً
لويز تحاسب النادلة. النادلة تهز رأسها، مشيرة إلى انها لم ترى ثيلما هي الأخرى، تلتقط لويز حاجيات ثيلما وتتجه نحو الباب.
خارجي-مرآب حانة الرصاصة الفضية – ليلاً
الصق هارلان ثيلما بظهر عربة محاولاً تقبيل رقبتها. وأمسك بمؤخرتها بين يديه. وبدأ يعصرها. إنها تدفعه بعيداً بكل ما لديها من قوة، ولكنه لا يرتجع.
هارلان (يتنفس بتثاقل) أنت جميلة. لا بأس عليك. لن أؤذيك. لابأس.
ثيلما (تناضل) توقّف. اللعنة، أعني ذلك! سوف تتوه لويز عني. اتركني.
هارلان: لويز بخير.
لويز
تقف خارج باب حانة الرصاصة الفضية. وهي تنظر حولها.
هارلان يشد بثياب ثيلما. تحرّر ثيلما احدى ذراعيها وتضربه على وجهه. يضربها هو بدوره ويمسك بوجهها، فيعصره عصراً.
هارلان: اياك أن تضربيني! إياك أن تضربيني أيتها الملعونة!
لم يعد هنالك أثر للمودة في وجهه الآن. تبدو عليه مظاهر الضعة والخطورة. يترك وجهها ويثبّت ذراعيها خلفها. يمسك ذراعيها الاثنين بيده.
هارلان: اخرسي فقط.
يحاول بيده الأخرى رفع ثوبها. ما زالت ثيلما تناضل والدموع تتدفق من عينيها.
ثيلما: لا تؤذيني يا هارلان، من فضلك.
هارلان: اخرسي.
يديرها بحيث يصبح وجهها نحو الجانب الخلفي للسيارة.
يمسك ذراعيها بيد واحدة ويتابع رفع ثوبها فوق أردافها.
ويبدأ في خلع سرواله عندما نسمع صوت خطوات.
لويز (تصيح) دعها تذهب.
هارلان: اذهبي إلى الجحيم.
ثيلما: لويز!
توجه فتحة مسدس ثيلما نحو ظهر رقبة هارلان. وتشد لويز الزناد.
لويز: دعها، أيها الخنزير الواطي، وإلا فسوف أفجّر وجهك القبيح فوق هذه السيارة اللطيفة.
يرفع هارلان يديه في الهواء ببطء، فتتحرر ثيلما منطلقة وهي تنزل ثوبها.
هارلان: والآن، اهدئي. لقد كنا نمزح قليلاً.
تنظر لويز نحو ثيلما. تهز ثيلما رأسها بإشارة لا.
لويز: يبدو أن فكرتك عن المزاح حقيرة جداً. والآن استدر.
تبدأ لويز بالابتعاد ولكن المسدس ما زال بالقرب من وجهه.
سرواله مفكوك من الأمام. ما زالت تتراجح والمسدس مرفوع.
ثيلما أيضاً تتراجع ببطء.
لويز: نصيحة للمستقبل، عندما تبكي امرأة هكذا، فمن المؤكد أنها ليست في حالة استمتاع!
تخفض لويز المسدس وتحملق به لثانية. ثم تستدير وتذهب بعيداً. وكذلك تفعل ثيلما.
هارلان (يرفع سرواله) أيتها العاهرة. كان عليّ أن أنال منها.
تتوقف لويز عن مشيتها.
لويز: ماذا قلت؟
هارلان: قلت مصّي إحليلي.
تأخذ لويز خطوتين إلى الأمام نحوه وترفع المسدس وتطلق رصاصة إلى وجهه. نسمع جسده وهو يضرب أرض المرآب.
من منظور لويز. السيارة خلفه ممتلئة بالدم. ثيلما ولويز صامتتان، نسمع صوت الملهى الليلي عن بعد. تخفض لويز المسدس.
ثيلما: يا إلهي.
لويز: احضري السيارة.
ثيلما: يا يسوع! لويز لقد أصبته.
لويز: أحضري السيارة!
تركض ثيلما لتحضر السيارة.
لويز (بهدوء، مخاطبة نفسها) راقبي فمك، يا رفيقة.
تأتي ثيلما بالسيارة إلى الخلف. تقفز لويز إلى الداخل وتنطلق ثيلما ووراءها الحصى الطائر. وبينما تسرعان من المرآب نحو الطريق، نسمع الموسيقى الصاخبة من الملهى الليلي وعجلات سيارتهما تضرب الطريق الرئيسي من شدة السرعة.
لويز: ارجعى إلى الطريق الوسطى.
ترفع لويز يدها لتكتشف أنها ما زالت تحمل المسدس.
ثيلما: خراء! أنا… أنا.. إلى أين؟
لويز: الغرب. يساراً
خارجي. سيارة – لقطة بعيدة– ليلاً
تدخلان إلى الطريق المتجه نحو الغرب.
لقطة من الخلف لتحركهم….لقطات متنوعة لهم أثناء السفر.
داخلي. السيارة – ليلاً
تلتقط لويز المنديل من مقعد السيارة وتمسح المسدس.
حركتها تبدو وكأنها بالتصوير البطيء. تضع المسدس تحت المقعد.
ثيلما تراقبها.
ثيلما: لويز.
لويز لا تجيب.
ثيلما: لويز إلى أين نحن ذاهبتان.
لويز: (ترتجف) لا أدري، يا ثيلما! لا أدري! اصمتي لحظة لكي أتمكن من التفكير.
تبدأ ثيلما بالبكاء بصمت.
ثيلما: أليس من الضروري الذهاب إلى البوليس؟ اعني اعتقد اننا يجب أن نخبر البوليس.
لويز: نقول لهم ماذا؟ ! ماذا، يا ثيلما؟ ماذا تعتقدين يجب أن نقول لهم.
ثيلما: لا أدري. فقط نخبرهم بما حدث.
لويز: أي جزء؟
ثيلما: كله. انه حاول اغتصابي.
لويز: لقد رآك مئات من الناس وأنت تضعي خدك على خده كل الليل، يا ثيلما! من سيصدق ذلك؟!
نحن لا نعيش في هذا النوع من العالم. انطلقي!
خارجي. الطريق الوسطى – ليلاً
تنطلق ثيلما إلى جانب الطريق. تخرج لويز وتبدأ في السير حول السيارة. تقف عندما تصل إلى خلف السيارة، وتشعر بالمرض. تبقى ثيلما في السيارة وتتحرك إلى المقعد الجانبي.
تدخل لويز إلى مقعد السائق.
ثيلما: لويز…. هل أنت بخير؟
تضع لويز رأسها على المقود.
لويز: يا الهي. (مخاطبة ثيلما) ثيلما.
ولكن ثيلما لا تسمعها.
لويز: ثيلما.
تنظر ثيلما إليها نظرة خاوية، دون أن تجيب.
لويز: يجب أن أقف لدقيقة من الزمن. عليّ أن استجمع نفسي.
سوف أجد مكاناً لأحتسي فنجاناً من القهوة وسوف أجلس للحظة. هل ترغبين في مصاحبتي؟
يتحرك رأس ثيلما إلى الأسفل. تدرس لويز وجه ثيلما.
لويز: هل هذا يعني نعم؟ هل أنت معي؟
مرة ثانية تهز ثيلما رأسها موافقة. تنطلق لويز بالسيارة خارج اللقطة.
خارجي. موقف اتوبيس – مطعم – ليلاً
تتحرك سيارة البيرد 66T نحوموقف أتوبيسات عصري وتقف هناك. تستدير لويز نحو ثيلما.
لويز: علينا أن نكون خارج إطار الشك. هل تعرفين ماذا يعني هذا؟
ثيلما: نعم.
لويز: هذا يعني أنك لن تكلمي أحداً. ولا تلفتي الأنظار اليك بأية طريقة. هل تفهمين هذا؟
مرة ثانية يرتجف رأسها بأكثر من اهتزازة إيجاب.
لويز: قولي لي انك فهمت ذلك.
تومئ ثيلما برأسها الآن بثبات. لقد فهمت المراد.
مجموعة لقطات من منظور سائقي الشاحنات وهم يرون ثيلما ولويز يدوران باتجاه جزء المطعم من القهوة. تظهران ضئيلتين قياساً بالمحيط.
داخلي. موقف الشاحنات– لقطعة ضيقة– يدا النادلة–الرابعة قبل الظهر
تضعان فناجين القهوة الوسخة من على النضد نحو صينية تحت النضد. وتظهر هذه اللقطة لويز وثيلما تجلسان على النضد.
تنظر لويز إلى خريطة. تقف السيارة في الخارج بالقرب من الباب. لويز (وكأنها تخاطب نفسها) يجب أن نراجع هذا الأمر. يجب أن نكون أذكياء. هذا ليس وقت الاضطراب. انتهى الأمر. لم يره أحد. لا أحد يعرف اننا نحن من قام بذلك. ما زلت بخير.
والآن كل ما علينا أن نفعله هو أن نخطط لخطوتنا التالية.
ثيلما: خطوتنا التالية؟ سأقول شيئاً واحداً، يا لويز. هذه نوع من الإجازة. انا فعلاً اقضى وقتاً جيداً. هذا شيء مسل حقاً.
لويز: لو لم تكوني مهتمة جداً بقضاء وقت جيد لما كنا في هذا الوضع الذي نحن فيه.
ثيلما: ماذا تعنين بكلامك هذا؟
لويز: انه يعني أن تغلقي فمك، يا ثيلما.
ثيلما: إذا هذا كله نتيجة خطأي..
تنظر لويز إلى ثيلما لبعض الوقت.
لويز: فقط اقفلي فمك.
تأتي النادلة وتملأ لهما فنجاني القهوة.
تقف ثيلما لتذهب إلى الحمام. تلتقط شنطتها من على النضد، ولكن حزام الشنطة يمسك بفنجان القهوة فيقع على الأرض محدثاً صوتاً قوياً. فتستدير الرؤوس وتنظر إليها.
ثيلما: عليّ أن أذهب إلى الحمام. أنا…..آسفة.
توقّف على لويز.
خارجي. مرآب حانة الرصاصة الفضية – الرابعة قبل الظهر
تتوقف سيارات البوليس حول المكان. توقفت الحركة في المكان. أبواب الشاحنة مغلقة – تجلس النادلة في خلفية سيارة البوليس والباب مفتوح. بوليس تحري ببذلته الرسمية ينحني على الباب ويحمل كراسي ملاحظاته.
هال: هل بإمكانك معرفة هويتهم إذا ما رأيتهم مرة ثانية؟
لينا: (النادلة) هال، لقد قلت لك حوالي عشرين مرة، نعم، أستطيع أن أعرفهم ولكن لم تكن ايتهما من النوع الذي يقوم بمثل هذه الفعلة.
هال: حسناً، أنت لست شاهدة متخصصة تماماً، ولكن ما الذي يجعلك متأكدة مما تقولين:
لينا: إذا لم تكن خدمة الزبائن في بار كافيه لتجعل من الإنسان خبيراً في الطبيعة البشرية فإن لا شيء آخر يفعل ذلك وأستطيع أن أقول لك أن هارلان لوكيت يحاول شراء ما يريد في مرآب.
وأنا مندهشه كيف لم يحدث هذا من قبل.
هال: من تعتقدين فعل ذلك؟
لينا: هل سأل أحدكم زوجته؟ أتأمل ان تكون هي التي فعلت ذلك.
هال: لينا، توقفي عن الكلام الفارغ، هل تفعلين ذلك؟
هل لديك أية أفكار أم لا؟ فأنا ما زلت واقفاً في هذا المرآب الغبي طوال الليل، وما زال عليّ أن أرفع تقريراً قبل أن اتمكن من الذهاب إلى المنزل في وقت يمكنني من الاستيقاظ مرة ثانيه!
لينا: حسناً، اذا كان عليّ أن أحزر، فأنا اقول انها فتاة قديمه او زوج فتاة قديمة. ولكنها لم تكن واحدة من هاتين الفتاتين، الطويلة، ذات الشعر الأحمر، تركت لي بدلاً مالياً سخيّاً.
هال: ألم تلاحظي نوع السيارة التي كانوا يقودونها؟
لينا: انه ملهى ليلي وليس قاعة خدمة سيارات! انا لا أتبع الزبائن نحو المرآب.
هال: حسناً لينا. اذهبي إلى المنزل. قد نضطر لاستدعائك لمزيد من الاستجواب.
تخرج لينا من باب السيارة الخلفي.
لينا: هاتان الفتاتان ليستا من النوع المجرم.
داخلي. هاتف عمومي-ليلاً.
هنالك هاتف عمومي خارج الحمّام. تلتقطه ثيلما وتدير القرص.
ثيلما (داخل السماعة) مكالمة مدفوعة من ثيلما.
ليس هنالك إجابة.
داخلي-منزل ثيلما-ليلاً.
يرن الهاتف.
لقطات مختلفة لداخل منزل عائلة ديكنسون الخالي.
غرفة النوم
تماماً كما تركتها ثيلما. جارور الدولاب الجانبي ما زال مفتوحاً.
رسالة داريل ملصوقة بالثلاجة. داخل الميكرووايف تحتوي الآن على وجبة ذاب ثلجها وما زالت في غلافها.
داخلي. موقف شاحنات – ليلاً.
ثيلما: شكراً. سأحاول لاحقاً.
تضع السماعة في مكانها وتذهب إلى الحمام. بينما تغلق الباب خلفها، تأتي لويز ويدها مملوءة بالفكّة وتبدأ في وضعها داخل الهاتف. تدير رقماً ما. يدق الجرس لفترة طويلة. تعيد السماعة إلى مكانها وتذهب نحو الحمّام تنظر إلى وجهها في المرآة. تلاحظ وجود بقعة صغيرة على خدّها. تأخذ منديلاً ورقياً وتبلله وتجّف البقعة. تنظر إلى المنديل فتجد مشحة حمراء برّاقة.
لويز: ثيلما… تعالي ، ثيلما!
يفتح الباب الخشبي وتخرج ثيلما منطلقة وتتوجه فوراً نحو الباب، دون حتى أن تنظر نحو لويز. تركض لويز خلفها، يتجهان خارج المطعم، وخارج النافذة، نراهما يدخلان السيارة وينطلقان بعيداً.
خارجي. السيارة- لقطة والسيارة منطلقة- فجراً
تتدحرج سيارة البيرد T نحو طريق سريع له أربعة مداخل، خالياً تقريباً. تمر شاحنة باتجاه معاكس.
داخلي. السيارة- فجراً
الثوب الخارجي مرمي على السيارة وثيلما تجلس مترهلة على المقعد وشعرها يتطاير بوحشية في الهواء.
لويز: سوف نذهب إلى البلدة الثانية ونقف. سوف نجد غرفة في فندق صغير. أستطيع أن أستريح لفترة من الزمن ثم أفكر بطريقة ما للحصول على بعض المال. سوف نحتاج إلى المال. ثيلما. كم معك من المال، يا ثيلما؟
ثيلما: نعم؟ أوه لا أدري، دعيني أرى.
تبحث ثيلما في شنطتها فتجد محفظتها وتخرجها. تجد ثيلما بعض الفواتير مكدّسة في جزء الأموال الصغيرة فتخرجها من مكانها. ترتب وتملّس الأموال التي بحوزتها.
ثيلما: اربعة وستون دولاراً.
وبينما هي تقوم بعدّها تطير أحد الأوراق من يديها. إن ثيلما لا تجيد الإمساك بالمال.
ثيلما: إممم. خراء.. اربعة واربعون دولاراً.
لم تلاحظ لويز أي شيء من هذا. إنها تركز على سياقة السيارة.
ثيلما: أنا فقيرة بالنقد.
لويز: همممم. علينا أن نحضر بعض المال.
خارجي- غرفة فندق صغير- نهاراً (السادسة صباحاً):
الستائر مفتوحة وبإمكاننا أن نرى السيارة تقف مباشرة خارج الغرفة. ثيلما مستلقية على السرير تحملق في سقف الغرفة. لويز تتحرك حول الغرفة وتضع الأشياء في الأدراج.
ثيلما: لماذا تفرغين الشنط؟ لقد قلت اننا سوف نغفو بعض الوقت.
لم تكن لويز تدرك أنها تفعل ذلك.
لويز: أوه، لا أدري. أنا عصبية فقط. عليّ أن أضع تصوراً لما يمكن عمله.
ثيلما: حسناً عندما تضعين هذا التصور أيقظيني.
لويز: ماذا بك بحق الجحيم؟
تصفق لويز باب الخزانة. فتقفز ثيلما.
ثيلما: ماذا تعنين؟
لويز: لماذا تتصرفين هكذا؟
ثيلما: أتصرف مثل ماذا؟ كيف يجب أن أتصرف؟ سامحيني لأننى لا أعرف كيف أتصرف بعد أن فجّرت رأس أحدهم!
يصمتان لفترة من الزمن.
لويز: بإمكانك مساعدتي في إيجاد تصور ما! يجب أن أجد طريقاً للتصرف وأنت عليك محاولة مساعدتي في ذلك.
ثيلما: اقترحت أن نذهب إلى البوليس ولكن ذلك لم يروق لك؛ ولذلك، بصراحة، فأنا يا لويز لا أملك أية فكرة.
لويز: حسناً، لمَ العجلة، يا ثيلما؟ إذا ما أعطيناهم بعض الوقت، فسوف يحضرون إلينا…! يا إلهي. أنا لست جاهزة للذهاب إلى السجن. لماذا لا تذهبين إلى بركة السباحة أو أي شيء من هذا القبيل ولسوف أحاول أن أجد طريقة ما…
ثيلما: اعطني المفاتيح.
لويز: لن تلمسي تلك السيارة.
ثيلما: حاجياتي في الصندوق! يا الهي! إنك تهتمين بالسيارة أكثر من اهتمامك بمعظم الناس.
لويز: معظم الناس يسببون لي المشاكل، ولكن هذه السيارة تخرجني منها.
داخلي – مرآب البوليس – نهاراً
هال في مركز البوليس حيث ينثر هو وهارلان الغبار على السيارة لأخذ البصمات. ينظر هال عن قرب إلى خلف السيارة. يضع يديه على زوجين من بصمات الأيدي. يحرك يديه خارج البصمات حتى لا يلطخها، ويضع يده على السيارة. وجهه يبعد بوصة واحدة عن الشاحنة. يرى بقعة دم واضحة. إنها تختلف عن أي من بقع الدم التي تلطخ السيارة. ينادي على اختصاصي تحديد الهوية ويشير إليها.
هال: (يشير إليها) ما هذه؟
يأتي اختصاصي تحديد الهوية وينظر ثم يرفع أكتافه.
إختصاصي تحديد الهوية: دم؟
هال: دم من؟
إختصاصي تحديد الهوية: دمه هو على ما أعتقد…
يبدو على وجه هال تعبيراً كمن أصيب بألم خفيف في ضرسه.
وأخذ يحدّق بالشاب.
هال: هل تعتقد ذلك؟
يأخذ هال قلماً أسود ويرسم دائرة حول اللطخة السوداء ونقطة الدم، يهز رأسه قليلاً.
خارجي-غرفة الفندق الصغير-نهاراً
تخرج ثيلما من الغرفة وتسير باتجاه البركة. تقف، ثم تقرّر الذهاب نحو البركة. تتمدد على كرسى استلقاء يواجه الطريق.
داخلي. غرفة فندق صغير-نهاراً
لويز داخل الغرفة. تنظر إلى الهاتف. تلتقطه وتدير القرص وتراقب نفسها في المرآة. تحملق وكأنها تحاول أن ترى ما في داخلها، عبر رؤية نفسها.
خارجي-بركة الفندق-نهاراً
ترتب ثيلما نفسها على كرسي استلقاء، محاولة عبثاً الشعور وكأنها في إجازة.
داخلي.غرفة فندق-نهاراً
جهاز تسجيل (صوت خارجي) مرحباً. هذا جيمي. أنا لست هنا الآن…
صوت يقطع الرسالة:
جيمي (صوت خارجي): مرحباً ! أنا هنا. انتظر دقيقة!
الآلة تتوقف.
داخلي. شقة جيمي- نهاراً
جيمي، في منتصف الثلاثينيات، موسيقي يقف إلى الهاتف في المطبخ. إنه ليس من النوع الذي يمكن أن يعجب لويز، ليس مستقيماً بشكل كافٍ.
لويز (صوت خارجي) (على الهاتف) جيمي…
داخلي. غرفة الفندق-نهاراً
تنظر لويز إلى نفسها في المرآة وهي تحمل سماعة الهاتف. إنها مصدومة جداً.
جيمي (صوت خارجي) (على الهاتف) لويز! أين أنت؟ هل أنت بخير؟ يا حبيبتي…
لويز: مرحباً. أنا جيدة. كيف حالك أنت؟ لم أرك منذ مدة.
جيمي (صوت خارجي) لويز، حبيبتي… أين أنت؟ صوتك يبدو مضحكاً.
ما زالت لويز تنظر إلى نفسها في المرآة، وكأنها لم تر نفسها من قبل.
لويز: أنا مضحكة. انا حقاَ مضحكة.
جيمي (صوت خارجي) هل أنت في المدينة؟ تبدو هذه مكالمة بعيدة.
لويز: كلا، أنا خارج المدينة. أنا في….. أنا واقعة في مشكلة كبيرة، يا جيمي. مشكلة كبيرة في اركنساس.
جيمي (صوت خارجي) لويز، بربك قولي لي ما الذي يحصل هنا!
أعود ولا أحد يدري أين أنت. هل ثيلما معك؟ داريل يتصل كل نصف ساعة قائلا انه سوف يقتلكما معاً عندما تعودان لقد جنّ جنونه. لا أحسدها لو كانت معك.
خارجي-غرفة فندق نهاراً
ثيلما عند البركة تتشمس.
داخلي –غرفة فندق – نهاراً
جيمي (صوت خارجي) (على الهاتف) إلى أين ذهبتما معاً؟
لويز: لاصطياد السمك. انظر، يا جيمي… انا بحاجة إلى مساعدتك. هذا موضوع جدي. أنا في مشكلة وبحاجة إلى مساعدتك. هل تستطيع فعل ذلك؟
داخلي. شقة جيمي- نهاراً
تصدم جديّة صوتها جيمي. يدرك أن هذا جدي جداً.
جيمي: نعم، نعم، يا عزيزتي. أستطيع مساعدتك. أخبريني أين أنت.
داخلي. غرفة فندق نهاراً
تغطى جزء الهاتف قرب فمها بيدها. إنها تحاول بشدة عدم البكاء.
لويز: لدي حساب توفير يحتوي على سبعة وستين ومائة دولار.
اعرف انك الآن لا تستطيع إخراجه، ولكنني جاهزة لدفعه فوراً. هل باستطاعتك تحويل المبلغ برقياً وسوف أعيده لك؟ من فضلك؟ أنا يائسة.
جيمي (صوت خارجي) ما الذي يجري بحق السماء؟
لويز: شيء سيء جداً أصابني ولا أستطيع أن أقول لك ما هو، مجرد أنه شيء سيء فعلته ولا أستطيع العودة عنه. هل بإمكانك مساعدتي؟
جيمي (صوت خارجي) طبعاً. طبعاً ! أين؟ ألا أستطيع إحضاره لك؟ بحق الله يا طفلتي، من فضلك، فقط أخبريني ما الذي حدث ما الذي يمكن أن يكون سيئاً جداً؟
تجلس لويز على حافة السرير. تنظر إلى يدها.
لويز: جيمي؟
تأخذ الخاتم الذي تلبسه في يدها اليسرى وتديره إلى الخلف وتجعله يبدو وكأنه خاتم زواج.
لويز: هل تحبني؟
جيمي (صوت خارجي) يا الهي، حتماً…نعم!
لويز: ابرق بالمبلغ إلى وستري يونيون في مدينة اوكلاهوما.
داخلي. شقة جيمي- نهاراً
جيمي: أنت في أوكلاهوما؟!
لويز (صوت خارجي) ليس بعد.
جيمي: لويز، دعيني أهاتفك بعد أن أحوِّله، حتى تعرفي إلى أي مكتب تذهبين.
لويز (صوت خارجي) ألا يمكن إرساله إلى أي مكتب.
جيمي: كلا، بما أن المبلغ كبير جداً فعليّ ان أخبرهم إلى أي مكتب.. أعرف، لأنني طلبت أن يحوّل لي مبلغ من المال وأنا في الطريق. ويجب أن تكون هنالك كلمة سرية وإلا فلن يسلموك المبلغ. يجب أن أقول لك الكلمة السرّية.
داخلي. غرفة فندق-نهاراً.
لويز: أخبرني الآن.
جيمي (صوت خارجي) اطلبيني مرة ثانية.
لويز: حسناً. سوف أطلبك ثانية. خلال ساعة لا تخبر داريل.
جيمي (صوت خارجي) أعرف. اطلبيني ثانية. لويز، أنا أحبك، موافقة؟
لويز: موافقة.
خارجي-بركة الفندق –نهاراً
ثيلما عند البركة. سيارة تزعق، صوت زمور عالٍ
لويز (تصرخ) تعالي، يا ثيلما! ادخلي السيارة!
تقفز ثيلما جالسة وتلبس فستان الشمس وتدخل إلى السيارة.
تقفز فوق الباب. إنها في حالة صدمة خفيفة.
ثيلما: هل انتهيت من التفكير؟
لويز: أفكر بصورة أفضل عندما أسوق السيارة.
تخرج لويز من المرآب.
داخلي-مركز البوليس-مكتب المأجور-نهاراً.
هال داخل المركز يخاطب رئيسه، يقف أمام المكتب ويديه في جيوبه بينما يجلس رئيسه خلف المكتب وعليه مظهر الاضطراب.
هال: كل ما نعرفه أن هنالك سيدتين في سيارة ثندر بيرد خضراء قلابة والتي اتجهت شمالاً خارج المرآب مسرعة.نحاول أن نحصل على ما يشير إلى السيارة ولكننا لم نفعل حتى الآن. حتى الآن، لم نحصل على شيء.
ماجور: حسناً، من الأفضل أن تجد شيئاً، حتى لو لم تكونا هما الفاعلتان والوقت يشير إلى انهما كانتا شاهدتين عليها.
أريد من يستطيع، على الأقل، التكلم معهما. ضع إشارة عليها وصف لهما لنرى ما الذي سنحصل عليه.
هال: حسناً.
ماجور: هل هنالك سبب ما يدعوك للاقتناع بانهما غادرتا الولاية؟
هال: هذا حتماً ممكناً.
ماجور: لماذا لا نباشر وندع المكتب يتدخل في هذا الأمر.
هال: لا مشكلة عندي حول ذلك.
ماجور: لابد أن تشوي مؤخرة أحدهم.
خارجي. مزرعة – لقطة لسيارة متحركة – نهاراً
داخلي. سيارة – نهاراً
ثيلما: لا تفقدي صوابك يا لويز، ولكن إلى أين نحن ذاهبتان؟
لويز: مدينة أوكلاهوما. سوف يرسل لي جيمي بعض المال وبعد ذلك…
ثيلما: هل خاطبته ؟! هل هو غاضبٌ؟ هل أخبرته؟
لويز: كلا، لم أخبره. وهذا شيء يجب أن نعرفه بوضوح.
لقد اتصل داريل وكان يتكلم كالمجنون محدثاً أصواتاً متنوعة.
عندما تكلميه، لا يمكنك أن تقولي شيئاً عن هذا. يجب أن تتأكدي من أن كل شيء يبدو طبيعيّاً.
ثيلما: اتصلت بالحمار في الرابعة صباحاً ولكنه لم يكن في المنزل.
لا أدري ما الذي سيدفعه للجنون. أنا التي ستصاب بالجنون.
لويز: لقد كنت أقول لك هذا منذ عشر سنوات.
ثيلما: هل تعتقدي أن داريل له علاقة بواحدة أخرى؟
لويز: لا أعتقد أن داريل يمتلك النضج الكافي ليقود علاقة.
ثيلما: ولكنك تعتقدين أنه يتسلى هنا وهناك.
لويز: ثيلما، أنا ذاهبة إلى المكسيك. اعتقد أنه بمقدوري أن افعل ذلك بيومين ونصف ولكن عليّ أن أسرع.
هل أنت جاهزه لمثل هذا؟ أعني، يجب أن أعرف ذلك.
هذه ليست لعبة. أنا غارقة في الخراء. وعليَّ أن أعرف ما الذي تريدين فعله.
ثيلما: أنا…. أنا لا أدري. انا لا أدري ما الذي تطلبينه مني…
لويز: لا تتلاشي بسببي. يا الهي، يا ثيلما. كلما تعرضنا للمشاكل تفقدين رشدك أو تتظاهرين بالجنون أو أي خراء كهذا وهذه المرة…. ليس هذه المرة. كل شيء تغيّر الآن… الآن تستطيعين فعل كل ما تريدينه، ولكنني سأذهب إلى المكسيك. سوف أذهب. هل ستأتين معي؟
تحدّق ثيلما بالطريق. لا تجيب. ثم:
ثيلما: أعتقد أنه يفعل. يذهب هنا وهناك.
خارجي. سيارة – مزرعة – لقطة من السيارة – نهاراً
داخلي. مركز بوليس – غرفة التحقيق – نهاراً
لقطه ملتصقه «برسم تشبيهي» للويز. وعلى مائدة قريبة نرى رسماً يشبه ثيلما بشدّة. تجلس النادلة لينا بالقرب من البوليس الذي يحمل الرسم. يلتقط هال الرسم ويقوم بدراسته عن قرب.
خارجي – بلدة ريفية صغيرة – نهاراً
تدخل السيارة البيرد T إلى البلدة.
خارجي – مخزن ريفي – نهاراً
تقف لويز وثيلما أمام مخزن قديم. ذلك النوع الخشبي المدخل والذي يبيع طعوما وقمصانا قطنية.
لويز: هل لديك هاتف عمومي؟
الرجل العجوز: خلف الجانب عند غرف الاستراحة.
تحصل لويز على دراهم صغيرة بينما تتجول ثيلما تفتش على ديدان كاوتشوكيه، وبعض المخللات، تخرج لويز نحو الهاتف.
خارجي. الهاتف العمومي – نهاراً
تضع لويز الدراهم في الهاتف. يرن الهاتف ويجيب جيمي.
داخلي. شقة جيمي- نهاراً
جيمي: لويز!
خارجي. هاتف عمومي- نهاراً
لويز: هل هذه طريقة إجابتك على الهاتف؟
جيمي (صوت خارجي) (على الهاتف)
لقد حصلت عليها. خفت أن أفقدك. كدت أن لا أتمكن من تحويل المال. اليوم السبت.
لويز: من الذي قام بذلك؟
جيمي (صوت خارجي) صديق لي يمتلك نادياً اسمه ديكي راندل سوف تعريفينه عندما ترينه. شقيقه كان في صفك. اسمه تيري.
لويز: لم تخبره لماذا حوّلت المال، اليس كذلك؟
جيمي (صوت خارجي) (على الهاتف) كلا، يا عزيزتي. قلت له انني أريد شراء سيارة. لماذا تريدين هذا المبلغ؟
لويز (لا تجيب على السؤال) جيد. هذا شيء جيد. إلى أين أذهب؟
جيمي (صوت خارجي) (على الهاتف) إنه مكان يدعى فندق شوز سيستا. العنوان 1921 شمال شرق 23. إنه تحت اسمك.
لويز: وما هي كلمة السر؟
جيمي (صوت خارجي) (على الهاتف) الخوخة.
لويز: ماذا؟
جيمي (صوت خارجي) هذه كلمة السر. أنا مشتاق لك أيتها الخوخة.
تدير لويز عيناها وتحاول ألاّ تذوب.
لويز: حسناً، يا جيمي. شكراً لك.
تضع اصبعها على سماعة التليفون.
داخلي- شقة جيمي – نهاراً
ما زال جيمي يضع السماعة على أذنه.
جيمي: لويز؟
داخلي-مخزن ريفي – نهاراً
ثيلما داخل المخزن تبتاع علكة ولحوما معلبة. إلى جانب صندوق الحساب تعرض زجاجات مشروب صغيرة. تلتقط ثيلما زجاجة صغيرة من مشروب الوايلد تروكي وتضعه على النضد.
يقوم الرجل العجوز بوضعه في الحساب. تأخذ زجاجة ثانية وتضعها على النضد. ما زال الرجل العجوز يضع الحاجيات في الحساب. تأخذ اثنتين آخرتين وتضعهما على النضد. تأخذ باقي زجاجات الوايلد توركي الموضوعة في العرض وتضعها على النضد – تأخذ زجاجة صغيرة من الكورفو وتضعها على النضد، ايضاً. ينظر الرجل العجوز إليها أخيراً يتناول من الحائط الذي خلفه زجاجة كبيرة من الوايلدتوركي ويضعها أمامه.
الرجل العجوز: سيدتي، هل أنت متأكدة أنك لا تفضلين الحجم الاقتصادي الكبير؟
خارجي. هاتف عمومي- نهاراً
تضع لويز الهاتف في مكانه. تسير بعيداً باتجاه الناحية الأماميه من المحل.
خارجي-مخزن ريفي-نهاراً.
تخرج ثيلما من الناحية الأمامية للمخزن. يقع المخزن عند تقاطع طرق حيث كمية لا بأس بها من المركبات المتنقلة.
لويز: اذهبي واتصلي بداريل.
تسير ثيلما باتجاه السيارة. تضع محفظتها على المقعد الأمامي. تنظر نحو لويز.
ثيلما: أأتصل به؟
لويز: اتصلي به لا تقولي له شيئاً قولي له أنك تمضين وقتاً رائعاً وأنك ستصلين إلى المنزل غداً مساء.
ثيلما: هل سأفعل؟
لويز: لا أدري لن أكون هناك.
تنظر ثيلما ولويز إلى بعضهما البعض بينما يغوص هذا الأمر في داخلهما.
ثيلما: تسير حول المكان نحو المبنى الجانبي إلى الهاتف.
تتناوله وتدير القرص.
ثيلما (في الهاتف) مكالمة مدفوعة من ثيلما.
خارجي – واجهة المخزن – نهاراً
تدخل لويز إلى داخل المخزن لتناول شيء من الشكولاتة
خارجي – هاتف عمومي – نهاراً
ثيلما: عزيزي؟
داخلي- منزل ثيلما – نهاراً
داريل في صالة المنزل الغرفة في حالة من الفوضى.
هنالك علب بيرة في كل مكان. التلفزيون ذو الشاشة الكبيرة مفتوح وعليه مباراة كرة قدم. داريل يلبس ملابس رياضية. يلبس سروالاً قصيراً فاضحاً وقميصا قطنيا بقبّة مفتوحة V ، ويلبس مجموعة من العقود والأساور.
داريل: اللعنة، يا ثيلما، أين أنت بحق الجحيم؟!
خارجي – هاتف عمومي – نهاراً
ثيلما: أنا… انا مع لويز.. إننا في الجبال، نحن….
داخلي – منزل ثيلما – نهاراً
داريل (مقاطعاً) ماذا بحق الجحيم تعتقدين انك تفعلين؟ هل فقدت عقلك؟! هل هذا هو السبب؟ أغادر إلى عملي وتغادرين أنت كل ما تملكين من عقل؟
خارجي – نهاراً – هاتف عمومي – نهاراً
ثيلما: داريل… يا طفلي العزيز… داريل، اهدأ الآن، يا عزيزي. رجاء لا تفقد أعصابك. أستطيع أن أشرح…
داخلي – منزل ثيلما – نهاراً
داريل في حالة جنون، ولكنه ما زال يتابع سير اللعبة.
داريل: انتظري. انتظري دقيقة، اللعنة.
يغطي السماعة ويتابع مشاهدة اللعبة حيث يخسر فريقه في استبقاء الكرة. وهذا يجعله أكثر جنوناً. يعيد سماعة الهاتف إلى أذنه في الوقت الذي يسمع ثيلما تقول:
ثيلما (صوت خارجي)… فقط ليوم واحد وسوف نعود غداً ليلاً.
داريل: كلا لن تفعلان. سوف تعودان اليوم.
الآن! أعيدي مؤخرتك الآن إلى هنا، يا ثيلما، الآن، اللعنة. ثيلما هل تفهمينني؟
خارجي – هاتف عمومي – نهاراً
تحاول ثيلما حبس دموعها – تحاول أن تكون قوة.
ثيلما: داريل من فضلك… أنت زوجي وليس والدي، يا داريل.
داخلي.. منزل ثيلما – نهاراً
داريل (مقاطعاً) هذا ينهي الموضوع! إن لويز هذه ليست سوى شخصية سيئة التأثير. إذا لم تعودي إلى هنا الليلة، بحق الله، يا ثيلما… حسناً، فقط لا أريد ان أقول… لا ينبس أي منهما بكلمة لبرهة من الزمن.
داريل: ثيلما؟
خارجي – هاتف عمومي – نهاراً.
ثيلما: داريل.
داريل (صوت خارجي) ماذا؟
ثيلما : اذهب وانتحر.
ترفع السماعه وتنهي المكاملة معه.
خارجي – مخزن ريفي – نهاراً
تنهمر الدموع من عيني ثيلما وهي تراقب الطريق وتعود كالعاصفة نحو السيارة. تصرخ بعد أن صدمت واحداً في طريقها لم تكن قد رأته. يرتد الاثنان إلى الخلف بضع خطوات من شدة الإصطدام.
عابر سبيل: أواه، سامحيني! يا آنسة، هل أنت بخير؟
تشير ثيلما مطأطئة رأسها بـ«نعم» ولكن الدموع تستمر. بكاءها صامت.
عابر سبيل: هل هنالك ما استطيع فعله؟
تهز ثيلما رأسها بـ «لا». تحاول كبح دموعها. تلاحظ كم هي زرقاء عيناه.
ثيلما: كلا. شكراً. آسف.
ثيلما: تستجمع نفسها وهي عائدة نحو السيارة. تدخل إليها وهي تجفف عينيها، وتنظر إلى المرآة الجانبية، في المرآة تجد عابر السبيل يدور ويعود من جانب المبنى. انه يبعد بضعة أقدام عن السيارة. تراقبه وهو يخلع قميصه ذا الكم الطويل ويضعه في حقيبته.
هو الآن يلبس قميصاً قطنياً وجينز. يبدو حسناً. حسناً فعلاً. تنظر في المرآة اليه وهو يتناول أغراضه ويتجه نحو الطريق. تستطيع أن تراه وهو يسير. يتوقّف. إنه يفكر يتجه عائداً نحو السيارة.
عابر السبيل: هل تمانعان إذا ما سألت إلى أين تتجهان أنت وصديقتك؟ انا أحاول العودة إلى المدرسة وقد تخلفت عن مركبتي ولذلك فأنا لا أستطيع الحراك. هل أنتما ذاهبتان في نفس طريقي؟
ثيلما لا تدري ماذا تفعل.
ثيلما: أممم. اعتقد أننا ذاهبتان إلى مدينة أوكلاهوما. ولكنني لست متأكدة.
عابر السبيل: هل تعتقدين أنه باستطاعتكم… أعني، يمكنني مساعدتكم في دفع الوقود.
تعرف ثيلما أن لويز سوف لا تحب هذا.
ثيلما: أممم. حسناً ، انظر، الأمر ليس في يدي. إنها ليست سيارتي. أممم، علينا أن نسأل صديقتي، ولكنها من المحتمل أن لا توافق. إنها ضيقة قليلاً.
عابر السبيل: حسناً ، من الأفضل أن لا نسألها ولكن على أي حال شكراً.
الآن تريده أن يأتي. يبدأ في الابتعاد عن السيارة.
ثيلما: حسناً ، بإمكاننا سؤالها. فهذا لا يضرّ.
في نفس اللحظة تخرج لويز من المخزن. ترى ثيلما تخاطب هذا الشاب. وللحظة من الزمن، تتجمّد ميتة في مكانها وهي تتقبل هذا المشهد، ثم تتابع سيرها نحو السيارة. بالرغم من أن وجهها لا يحمل أي تعبير، إلا أننا نستطيع أن نرى أنه من الممكن أن تقتل ثيلما.
ثيلما: لويز، هذا الشاب في طريق عودته إلى المدرسة وهو بحاجة لمن يساعده في الانتقال، ولقد فكرت بما أنه….
لويز: ربما لن تكون هذه فكرة حسنة.
ثيلما: لويز.
يهزّ عابر السبيل رأسه ويبدأ في السير باتجاه الطريق.
عابر السبيل: اتمنى لكما يوماً لطيفاً وسياقة آمنة.
يبدو أن عابر السبيل لطيف فعلاً وان ثيلما متضايقة من لويز التي رفضت منحه توصيلة، ولكنها قرّرت عدم مواجهتها.
ثيلما: انظري كم هو مهذّب؟ انه فعلاً لطيف.
تخفض لويز الجزء العلوي من السيارة وتخرج من المكان.
تمران أمام عابر السبيل. تلوّح له ثيلما بيدها.
عابر السبيل (مخاطباً ثيلما) ابتهجي الآن!
تستدير في مقعدها وتحاول متابعة التلويح بيدها.
يبتسم ويلوّح لها. يسوقان على الطريق. لقطة ملاصقة لعابر السبيل بينما تتلاشى البسمة عن وجهه.
قطع إلي:
داخلي – سيارة – تسير – نهاراً
تبدو ثيلما مأخوذة.
ثيلما: كنت أتمنى لو اصطحبناه معنا.
لويز: ماذا قال داريل؟
ثيلما (بسخرية) قال «لا بأس يا ثيلما. كنت أريد فقط التأكد من أنك بخير. أرجو أن تكوني تقضين وقتاً طيباً. لا شك أنك تستحقينه بعد أن تحملتني كل هذا الوقت. أنا أحبك يا عزيزتي.
لا تقول لويز شيئاً.
ثيلما: كم هي المسافة لنصل إلى مكسيكو اللعينة؟
داخلي. مركز البوليس – نهاراً
يراجع هال قائمة بكل سيارات بيرد T الخضراء في الولاية.
إدخال – شاشة الحاسوب
تتوالى قوائم الأسماء بينما يحدّق هال بلا تعبير نحو الشاشة.
نرى اسم لويز اليزابيث سويسار يمر. وهذا لا يعنى شيئاً لهال.
داخلي. سيارة – نهاراً
بعد عشرين دقيقه. يخرجان من البلدة. ثيلما مثل كلب يحمل عظمة. فهي ترفض التخلي عنها.
ثيلما: لا أستطيع أن أرى ما الذي سيزعجك إذا ما أعطيت أحدهم توصيله. هل رأيت مؤخرته. إن داريل لا يملك مؤخرة لطيفة مثلها. تستطيعين أن توقفي سيارة في ظل مؤخرته.
لويز: أنا آسفه. انا لست في مزاج يسمح بالمرافقة الآن.
هنا. خذي هذه الخريطة. أريدك أن تجدي كافة الطرق الفرعية المؤدّية من أوكلاهوما إلى المكسيك. أعتقد أننا يجب أن نبتعد عن الطريق الرئيسي. فنحن مشكوك بأمرنا.
ثيلما (تأخذ خريطة) حسناً، يبدو أننا نستطيع أخذ الطريق 81 التي تتجه رأساً إلى دالاس، ثم نقطع نحو….
لويز (مقاطعةً) لا أريد الذهاب إلى ذلك الاتجاه حاولي أن تجدي طريقاً لا تمر بتكساس.
ثيلما (تنظر إلى الخريطة) انتظري. ماذا؟ تريدين الذهاب إلى مكسيكو مارة بأوكلاهوما ولا تريدين المرور في تكساس؟
لويز: تعرفين شعوري تجاه تكساس… لا نريد الذهاب من هناك.
ثيلما: أعرف يا لويز، ولكننا هاربان لننجو بحياتنا! ألا تعتقدين أنه بإمكانك هذه المرة الذهاب استثنائياً؟
أعني، انظري إلى الخريطة. المنطقة الوحيدة بين أوكلاهوما والمكسيك هي تكساس!
لويز: ثيلما! لا أريد الكلام عن هذا الموضوع! والآن حاولي أن تجدي طريقاً آخر أو أعطني الخريطة لأجد أنا سواها هل تفهمين؟
ثيلما: كلا يا لويز. لماذا لم تخبريني عن ما حدث؟
إن لويز غير منطقية في التحدّث عن هذا الموضوع. وثيلما حائرة بسبب ردة فعل لويز ولكنها تضغط عليها أكثر.
لويز: أنا… أنا فقط… أنا لا أعتقد أن هذا هو المكان الذي أريد أن أُمسك به. أنني قمت بفعل شيء لـ… أن تفجري رأس أحدهم وسرواله إلى أسفل، صدقيني، إن تكساس هي آخر مكان تريدين أن تمسكي به. ثقي بي. الآن، قلت لا أريد الكلام عن هذا الموضوع.
تبدو لويز مهزوزة جداً. عيناها مسلطتان على الطريق ولكنها تمسك بالمقود بشدة بحيث أن مقبضها ابيضّ لونه.
انها لا تنظر إلى ثيلما. فجأة تمد يدها وتقفل الباب. تنتفض ثيلما عند هذه الحركة.
ثيلما: حسناً. سوف ندور حول تكساس لنصل إلى المكسيك.
هذا جنون.
خارجي – طريق – ارض زراعية – نهاراً.
يسير هال على ممر جانبي وهناك يرى شخصين كبيرين في السن يجلسان خارج المبنى، ويتوجه إلى باب المبنى فيقرعه.
داخلي – شقة لويز – نهاراً
لقطات متفرقة في شقة لويز الفارغة.
هنالك صور للويز وثيلما في المدرسة الثانوية.
المطبخ في غاية النظافة ولا شيء متروك على النضد.
سريرها في غاية الترتيب وبالقرب منه كومودينه عليها صورتها مع جيمي في إطار على شكل قلب.
كل شيء مرتب جداً ونظيف.
خارجي – مبنى شقة لويز – نهاراً
يسير هال إلى الخلف على الممر متجاوزاً الشخصين الكبيرين في السن. يقف، يستدير ويعود نحوهم. نراه يقف ويتكلم معهما.
موسيقى خارجيه:
داخلي. سيارة – نهاراً
تقوم ثيلما ولويز بالغناء بمصاحبة الموسيقى.
ثيلما/لويز (يشيران) ياه، ياه، ياه، ياه، ياه، ياه!
خارجي – تقاطع طريق – نهاراً
يقف عابر السبيل على جانب الطريق. تنظر ثيلما إلى لويز متوسّلة
تقف لويز ويقف هو ويجلس على المقعد الخلفي. تتحرك ثيلما كاللعبة وتنظر إليه مواجهة.
داخلي/خارجي. مقهى – نهاراً
يسير هال نحو المقهى حيث تعمل لويز. لقطات متعددة له وهو يخاطب الموظفين الآخرين. البرت، نادلة، الخ. البعض يغلق فمه عندما يلاحظ أسكتشات لصور لويز وثيلما. المدير النهاري يأتي ينظر إلى الصور ويخاطب هال.
داخلي. سيارة
تقوم ثيلما بتقديم المأكولات والمشروبات لعابر السبيل ولويز.
خارجي. منزل ثيلما – نهاراً
تتحرك سيارة هال البوليسية التي لا تحمل إشارة بوليس. سيارة كورفيت كاملة التجهيز مركونة في الممر.
داخلي. سيارة
ينحني عابر السبيل متّكئاً بذقنه على خلفية المقعد الأمامي.
ثيلما: إذا يا جـ.د ماذا تدرس في المدرسة؟
جـ.د: الطبيعة الإنسانية. أنا أتخصص في علم السلوك.
لويز: وماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟
جـ.د: نادل.
تضحك لويز. لقد جذبها هي الأخرى.
خارجي – منزل ثيلما – نهاراً
يسير هال عند الممر الجانبي بينما يفتح الباب الأمامي فجأة ليظهر داريل السكران يلبس سروالاً من هاواي وكمية من العقود، وفي يده علبة بيرة.
داخلي- منزل ثيلما – نهاراً
يجلس هال وداريل في الصالة وصوت التلفزيون يملأ القاعة.
على المائدة صور وصحف. صورة مقرّبة لوجه داريل.
داريل: ماذا؟!
قطع إلى:
داخلي. منزل ثيلما – الصالة – نهاراً
صورة مقرّبة جداً لوجه داريل.
داريل: ماذا؟!!
خارجي – طريق سريع ريفي – نهاراً
جـ.د. (مخاطباً ثيلما) إذا ماذا جرى لكي لا تنجبي اطفالاً؟
ثيلما: داريل، زوجي، يقول أنه غير مستعد لذلك. فهو بحد ذاته طفلاً. وهو فخور بأنه ما زال طفلاً.
لويز: لديه الشيء الكثير ليتفاخر به.
ثيلما: لويز وداريل لا ينسجمان معاً.
لويز: أنت تبسّطين الأمر.
ثيلما: انها تعتقد أنه خنزير.
لويز: إنه حقاً عمل فذ.
جـ.د.: هل تزوجتما وأنتما في سنّ صغيرة؟
ثيلما: اربع وعشرون ليس سناً صغيراً. كنا قد ترافقنا لمدة عشر سنوات قبل أن نتزوج. لم أرافق أحداً سواه.
جـ. د.: حسناً، إذا كان قولي لا يزعجك فهو حقاً حمار.
ثيلما: لا بأس. إنه حمار حقاً. أنا أترك الموضوع ينزلق كل الوقت ينظر جـ.د. إلى الطريق إلى نقطة بعيدة فيها.
جـ.د.: من الأفضل أن تبطئي سرعتك. هنالك شرطي.
تنظر لويز إلى الأرض فترى سيارة شرطة سير تأتي باتجاههم. لا يبدو عليها الاضطراب ولكنها تأخذ جانب الطريق نحو ممر للوقوف محاط بالشجر والأعشاب التي تحجب المشهد عن الطريق.
تنزلق إلى هناك بينما تمر سيارة الشرطة على الجانب الآخر دون أن تراهم.
تعود لويز وتنزلق يميناً نحو الطريق وكأن شيئاً لم يكن اطلاقاً. يدركان أن أحداً لم يلحظهما. ينظر جـ.ي. ولويز إلى بعضهما البعض.
جـ.د. ربما لديك بضع مخالفات توقّف؟
لويز: سوف نصحبك إلى مدينة أوكلاهوما وبعد ذلك عليك أن تتجه لوحدك.
داخلي – منزل ثيلما – نهاراً
يقف هال مخاطباً رجل وكالة المخابرات المركزية على الهاتف.
يجلس داريل على كرسي مذهولاً. يتحرك حول المنزل بعض العاملين على التحقيقات.
هال: البصمات الموجودة على جسم السيارة تطابق بصمات ثيلما ديكينسون.
داخلي – مكتب وكالة المخابرات المركزية – نهاراً
رجل الوكالة ماكس ستراتون في الأربيعنيات ينظر إلى الرسومات التشبيهية للويز وثيلما.
ماكس: حسناً، سوف أكون ملعوناً. أليس هذا غريباً.
داخلي – منزل ثيلما – نهاراً
هال: والزوج يقول ان هنالك بندقية مفقودة. أخذت أشياء عديدة. يبدو أنها كانت تخطط للبقاء فترة طويلة. الغريب أن زوجها يقول انها لم تلمس تلك البندقية في حياتها، لقد أحضرها لها لأنه يتأخر خارج البيت كثيراً. ولكنه قال أنها لم تلمسها، ولم تتعلم كيف تستعملها، فقط تركتها في الدرج لسنين.
داخلي – مكتب وكالة المخابرات المركزية – نهاراً
ماكس: ما نوع تلك البندقية؟
هال (صوت خارجي): A.38
ماكس: صحيح. أين هم الآن؟
داخلى. منزل ثيلما – نهاراً
هال: نحن نبحث. لقد كانتا في طريقهما إلى كابينة احدهم ولكنهما لم تظهرا. نحن نبحث نأمل أن تكون أنت تبحث أيضاً.
خارجي – فندق شو للاسترخاء – الغسق
تدخل لويز وثيلما و جـ.د. نحو مرآب الفندق.
لويز: يجب أن أدخل لبضع دقائق.
تنظر لويز إلى جـ.د. في المقعد الخلفي وتأخذ المفاتيح خارج فتحة التشغيل.
لويز: من الأفضل لكما أنتما الاثنان أن تخرجا وتودعا بعضكما.
تخرج لويز من السيارة وتدخل إلى المكان.
داخلي – مكتب الفندق – ليلاً
امرأة أكبر سنّاً تجلس أمام الحاسوب وتنظر في شاشته.
لويز: لويز اليزابيث سوبار. هل أنت متأكدة؟
المرأة: لا شيء. لم يأت شيء اليوم بتاتاً.
تستدير لويز وترى ثيلما تزحف نحو المقعد الخلفي مع جـ.د.
لويز: أليس هنالك شيء تحت اسم الخوخ؟ راجعي تحت كلمة خوخ.
المرأة: كلا، لا شيء تحت كلمة خوخ أيضاً.
يأتي رجل من خلف لويز ويقف خلفها مباشرة.
الرجل (جيمي) هل قلت خوخ؟ هذه هي الكلمة السرية! دعيها ترى ما الذي فازت به، يادون.
يسقط من يده ظرفاً أمامها. لويز تستدير مذهولة إلى الوراء بسرعة.
جيمي: مرحباً، أيتها الخوخات.
لويز: يا الهي! جيمي! أنت يا الهي! ماذا تفعل هنا؟
جيمي: (مخاطباً المرأة) هل بإمكاننا الحصول على غرفة أخرى؟ فقط ضعيها على بطاقة ائتماني.
تسلمهما المرأة مفتاحاً.
المرأة: استديرا إلى الخلف.
خارجي – مرآب الفندق – ليلاً
لويز وجيمي يسيران إلى الخارج ويمسكا بثيلما التي تجلس ملاصقة جـ.د. ترى ثيلما جيمي فتذهل وتصرخ وترمي بنفسها بدون إرادة نحو المقعد الخلفي نحو الجهة الأخرى من السيارة. تحاول أن تتمالك نفسها.
ثيلما: جيمي! مرحباً، أيها الغريب. ماذا تفعل هنا بحق السماء؟
جيمي: لا تسأليني أسئلة، وسوف لا أكذب عليك.
ثيلما: اجابة جيّدة. ومثلها مضاعف بالنسبة لي.
جيمي: من هو صديقك؟
يتسلق جـ.د. خارج السيارة، وعلامات الانزعاج بادية عليه.
ثيلما: هذا جـ.د.إنه تلميذ. لقد قمنا بتوصيلة إلى هنا فقط. وبعد ذلك عليه أن يذهب بمفرده. وهذا ما يفعله. انه ذاهب. أليس كذلك يا جـ.د.؟
جـ.د.: نعم. شكراً للتوصيلة. فليحفظكم جميعاً الله.
يستدير بسرعة ويسير بعيداً باتجاه الطريق.
ثيلما (تراقبه): نعم، ها هو ذا يذهب. أحب أن اراقبه وهو يفعل ذلك.
لويز (مخاطبة جيمي) ثيلما معجبة به نوعاً ما.
جيمي يبتسم.
جيمي (مخاطباً ثيلما) حسناً، تعالي يا بنيّة، لقد أخذت لك غرفة. باستطاعتك دخولها وأخذ حمام بارد منعش.
ثيلما: لا تؤاخذني يا جيمي، فأنا فقط امرأة شرسة.
جيمي: لطالما عرفت ذلك.
ثيلما: خارجة عن القانون عادية.
تصيب لويز ثيلما بنظرة حادة. يتجه ثلاثتهم نحو خلفية الفندق.
تستدير ثيلما وتنظر نحو الطريق. جـ.د. يقف هناك يرسل لها قبلة في الهواء.
خارجي. غرفة فندق-ليلاً
يقف الجميع أمام غرف الفندق ويترجلون خارج السيارة.
لويز: دعوني أدخل لأنعش نفسي دقيقة من الزمن. أنا بحاجة إلى أن أغسل وجهي، كما تعلمين.
تخرج ثيلما حوائجهم من صندوق السيارة.
جيمي: حسناً، يا عزيزتي. لا أريد ان استعجلك. أريد فقط أن أتكلم معك و….(هامساً)… اختلي بك لوحدي. سوف أكون في غرفتي، 115، انزلي إليّ عندما تستطيعين ذلك. يقف عند الباب.
جيمي: سوف أكون بانتظارك.
تبتسم لويز له متسائلة وكأنها لا تصدق أنه يتصرف على هذا النحو.
يستدير وينسحب بعيداً.
ثيلما: لا يهمني ما تقولينه بشأنه. فالرجل مغرم بك تماماً.
لويز: هو دائماً كذلك طالما أنا أركض في الاتجاه المعاكس. لا تدعيه يخدعك، فهو لا يختلف عن أي رجل آخر. انه يعرف فن الملاحقة وهذا هو الأمر. بمجرد أن يمسك بك، لا يدري ماذا يفعل. ولذلك فهو يركض مبتعداً.
ثيلما: سمعت ذلك.
داخلي – غرفة الفندق – ليلاً
يغلقا باب غرفتهما – تضع لويز الظرف الذي يحتوي على المال فوق المائدة.
لويز (تشير إلى الظرف) مستقبلنا.
تخرج لويز أدوات التجميل من محفظتها. تقف بقرب المرآة تضع خطوط الشفاة. تراقبها ثيلما.
ثيلما: إذا ماذا ستقولين له؟
لويز: لا شيء. لن أقول له شيئاً. ما يمكن أن افعله هو أن لا أقحمه في الموضوع أكثر مما هو مقحم الآن.
ثيلما: انت فعلاً لطيفة في تعاملك مع هذا الرجل، أنت فعلاً كذلك.
تخيلي انك لا تريدين أن تقحميه في هذا الموضوع. انه رجل محظوظ.
ما زالت لويز تتجمّل، وتتأكد من أن تجمّلها كاملاً.
لويز: لم أطلب منه المجيء! ان الموضوع كما قلت يا ثيلما فهو يحب الملاحقة.
ثيلما: حسناً لك يا حبي. فقد أصبح عمله جاهزاً الآن، أليس كذلك؟
لويز: أقفلي الموضوع، يا ثيلما! هو صعب بما فيه الكفاية. فقط اتركيني انتهي من هذا الموضوع. ابقي هنا واحرسي المال. في حال حدوث أية مشكلة أنا في الغرفة 115.
ثيلما: لن انتظر فوق.
تستدير لويز لتواجه ثيلما.
لويز: كيف أبدو؟
ثيلما: أنت صورة خيالية، يا لويز صورة رائعة، أنت دائماً كذلك.
لويز: خذي كأسا آخر يا ثيلما.
تسير لويز خارج الباب.
ثيلما: فكرة جيدة.
خارجي – غرفة الفندق – ليلاً
إنها تمطر في الخارج. تذهب لويز إلى غرفة جيمي.
تدق لويز باب الغرفة 115. يفتح الباب قليلاً وتخرج منه وردة حمراء.
لويز: مرحباً..
جيمي (بصوت مصطنع) من الطارق؟
لويز : إنني أنا.
الاحدى عشرة وردة الباقية تخرج من الباب، ثم تشد لويز إلى الداخل فتسمع صوتها يصرخ ضاحكاً.
داخلي – غرفة ثيلما في الفندق – مساءً.
أخذت ثيلما حماماً وهي تلبس ملابس خفيفة. شعرها ما زال رطباً ولكنها تبدو أفضل بكثير مما هي عندما دخلت. تجهّز ثيلما شرابا من الوايلد توركي والدايت سفن أب في احدى كؤوس غرفة الفندق.
يقرع الباب. تتوقف عن ما تفعله وتقف ساكنة.
ثيلما: لويز.
يقرع الباب من جديد
ثيلما: لويز، هل هذا أنت؟
جـ.د. (من خارج الباب) ثيلما ؟ هذا أنا.
تفتح ثيلما الباب وهناك يقف جـ.د.، مبللاً بالمطر الذي ما زال ينهمر خلفه.
جـ.د.: لقد فكرت انني… أعرف انه كان عليّ المغادرة، ولكن…
إنه ينظر إلى الطريق. ما زال يشعر بقليل من الخجل.
جـ.د.: لم يحالفني الحظ بإيجاد من يوصلني.
يلاحظ من نظرته إلى ما ورائها في الغرفة أن لويز ليست هناك.
ثيلما فقط تقف وتنظر إليه.
جـ.د. حسناً، أعتقد أنه من الأفضل…
ثيلما : انتظر….! أمم، إلى أين انت ذاهب؟
جـ.د: لا أدري. لا مكان، ماذا تفعلين؟
ثيلما: انا لا أدري. لا شيء. اخذت حماماً.
جـ.د.: هذا شيء لطيف.
ثيلما: حسناً، هل ترغب في استخدام الحمام؟
بإمكاننا أن نرى أنه يريد ذلك ولكنه لا يريد قوله.
ولذلك فبدلاً من ذلك يقف هناك وعلى وجهه جهامة.
جـ.د.: آه أنا….. أين لويز؟
ثيلما: انها خرجت مع جيمي، صديقها.
جـ.د.: وهذا شيء موحش بالنسبة لك، كما اعتقد. فأنا دائما أرى غرف الفندق كمكان موحش.
تتظاهر ثيلما انها قد مرّت بتجارب عديدة في مثل هذه الأمور.
ثيلما: (تتركه على الباب) آه، نعم، حسناً، فهي يمكن أن تكون كذلك.
داخلي. غرفة جيمي. ليلاً.
يسكب جيمي شمبانيا في كأس لويز. هنالك دسته ورد في زهرية على المائدة. يسكب لنفسه وهو يجلس أقرب ما يمكن من لويز.
جيمي: الآن، يا حُبيبة جوز الهند الصغيرة، ما المشكلة هنا؟
اخبري بابا كل شيء.
لويز (مشمئزة) جيمي، والدي ما زال حياً وعندما تقول ذلك تشعرني بالتقزز…
جيمي: حسناً، حسناً، فقط قولي لي ما المشكلة.
تنظر لويز نحوه لدقيقة.
لويز: جيمي، لن أخبرك ما هي المشكلة.. يوماً ما سريعاً ما ستعرف لماذا لا أستطيع ذلك. ولكنني لن أقول لكن لذلك لا تسألني.
مرة ثانية يصاب جيمي بصدمة بسبب جديّتها الشديدة.
جيمي (فاقداً العثور على الكلمات المناسبة) حسناً، أيتها الخوخة،
حسناً. ولكن هل أستطيع سؤالك شيئاً.؟
لويز: ربما.
جيمي: هل لهذا علاقة بشخص آخر؟ هل أنت على علاقة به؟
لويز: انه ليس شيئاً من هذا القبيل.
جيمي (منفجراً) إذا ماذا؟ ماذا بحق الله يا لويز! إلى أين انتما ذاهبتان.؟
هل ستذهبان إلى الأبد؟ ماذا، هل قتلت أحداً أم ماذا؟
تدلق لويز كأس الشمبانيا
لويز: توقّف ! توقّف يا جيمي، وإلا سأترك الآن مباشرة.
أنا لا أمزح.
جيمي (يهدأ) حسناً، حسناً. أنا آسف.
يلزم الاثنان ثانية لاستعادة نفسيهما.
جيمي: هل بإمكاني أن اسألك شيئاً آخر.
لويز: ربما.
يخرج جيمي علبة سوداء صغيرة من جيبه.
جيمي: هل تلبسين هذا؟
يناول لويز العلبة. تفتحها فيجد بها خاتم الماس. تذهل لويز.
جيمي: هل تحاولي أن تري إن كان يناسبك؟
لويز: جيمي…. إنه جميل!
جيمي: لم تشاهدي إن كان مناسباً، هل فعلت؟
داخلي. غرفة موتيل ثيلما – ليلاً.
جـ.د. خارج الحمام يقف أمام المرآة يلبس سرواله الجينز، ونصفه الأعلى ما زال مفتوحاً وهو لا يرتدي قميصاً. جسده رائع وعلى كتفه وشم من النوع المصنوع في المنزل. ذهبت ثيلما واشترت بسكويت بالجبنة وبعض الفستق من آلة قريبه وهي تستعد لشرب كأسها الثاني من الوايلد توركي والسفن آب. تجلس على السرير، تراقبه في المرآة. هو يبدو أفضل من دون قميص. فجأة تشعر بشيء غريب فتقف.
ثيلما: هل تريد شراباً.
داخلي – غرفة جيمي – ليلاً
تلبس لويز دبلة الخطوبة في إصبعها. انها حقاً جميلة.
جيمي: إذا ما رأيك أعني.. أستطيع.. اوه.. احصل على وظيفة.
من أي نوع. أعني كنت تقولين لي ذلك لسنوات طويلة، اليس كذلك؟
لويز: لماذا الآن ، يا جيمي؟
جيمي (هذا شيء صعب عليه) لأنني يا لويز. لا أريد أن أفقدك.
ولا أدري لماذا فأنا أشعر انني سأفقدك نهائياً.
لاتدري لويز بما تجيب. تناضل من أجل الوصول إلى إجابة ما.
لويز: جيمي، لقد حاولنا كل هذه السنين… ولم نستطع أن نجعل الأمور تسير. لن نتمكن من أن فقط… لا أريد… أي نوع من العمل يا عزيزي؟
هل تستطيع أن تراه. أنا لا أستطيع.
لا يجيب جيمي مباشرة. يحاول أن يرى الأمور.
جيمي: أنا السبب… لم أدع الأشياء تسير. أنا فقط… أنا ليس لأنني لا أحبك. الأمر ليس كذلك. لم أتخيل أنني سأصبح في السادسة والثلاثين من العمر. ولم أفكر… لا أدري ماذا فكرت. ماذا تريدين يا عزيزتي. ماذا تريدينني أن أفعل.
لويز: لا أدري. لم يعد الأمر يعني بعد الآن. أريدك فقط أن تكون سعيداً… وليس الأمر أيضاً انني لا أحبك. ولكن جيمي، توقيتك للأمر جاء في أسوأ لحظة.
لا يدري جيمي حقاً لماذا يحدث هذا.
جيمي: هل أنت تفعلي هذا، لتقاصينني؟
لويز: صدّقني، آخر ما أريده هو أن أقاصصك.
داخلي – غرفة ثيلما في الفندق – ليلاً
سكبت ثيلما كأساً من الشراب لـ جـ.د. الذي يجلس على جانب السرير.
تسير نحوه لتناوله إياه، وهي تفعل ذلك يأخذ الكأس بيد ويدها بالثانية.
يضع الكأس على الكومودينة ويمسكها بيديه الاثنين. يدرس خاتم زفافها عن قرب. ثم ينظر إليها ويدرس تقاطيعها بنفس الدقّة. يهز رأسه ببطء وهو يخلع خاتم الزفاف من يدها وكأنما يقول. «هذا لا يناسبك. إنه لن ينجح».
ينظر إلى الخاتم وهو يحركه بالفضاء متوقفاً أخيراً عندما يصل الخاتم فوق الشراب فيسقطه هناك– يعاود النظر إلى ثيلما ويبتسم وكأنما يريد أن يقول، «هناك الا تشعرين بانك أفضل؟».
ويقبل يدها بفطنة.
داخلي. غرفة جيمي – ليلاً
تجلس لويز وجيمي على حافة السرير.
يضع جيمي الخاتم في إصبعها وكلاهما ينظران إليه بينما يمسك يدها بيده. الاثنان معجبان به.
جيمي: إنه يبدو جميلاً.
داخلي – غرفة ثيلما – ليلاً.
يقف جـ.د. أمام مائدة الزينة وحول رقبته منشفة تشبه القفطان.
جـ.د.: اسرع من سيارة تي بيرد خضراء مسرعة، تستطيع أن تجعل الاطفال يقفزون بدورة واحدة بعيداً عنها.
يقفز من أمام مائدة الزينة ويطير عبر الغرفه ليستقر على السرير مدغدغاً ثيلما.
جـ.د. (بصوته الرجولي العميق) مرحباً. هل أستطيع أن أحقق رغبتك بمعانقة؟
لم تتوقف ثيلما عن الضحك منذ أن جاء إلى الغرفة. إنه أعظم رجل رأته عيناها. إنه يشمَّ رقبتها كالكلب.
ثيلما ( تقهقه) توقف، توقف، توقف!
تحاول ثيلما أن تلتقط أنفاسها.
ثيلما: من أنت؟
يهجم جـ.د. عليها مرة ثانية.
جـ.د.: أنا الساحر العظيم، القوي..
ثيلما: جـ.د. ! قل لي فقط. أعرف أنك لست تلميذ مدرسة.
والآن تفضّل، لا أحد يقول لي هذا الخراء.
جـ.د.: أنا لست سوى شخصاً ما. شخصاً قد يكون المسؤول عنه يعاني نوبة قذرة بسببه.
تشهق ثيلما.
ثيلما: ماذا؟! شرطي مسؤول عن اطلاق سراحك؟. تعني أنك مجرم؟
جـ.د.: حسناً، ليس بعد الآن، يا ثيلما، لقد قمت فقط بمعانقه مشروطة، فأنا لم أفعل أي شيء خطأ.
ثيلما: ماذا فعلت؟
جـ.د.: أنا سارق.
ثيلما: أنت سارق بنوك؟
جـ.د.: كلا. لم أسرق بنكاً في حياتي.
ثيلما: ماذا؟
جـ.د.: حسناً فلقد سرقت محطة وقود مرة، وسرقت زوجاً من محلات بيع الخمور، وبعض محلات بيع الخضروات.
هذا كل شيء.
ثيلما: كيف؟
جـ.د.: حسناً، لقد أصابني الحظ وكنت هناك ويبدو أن هذا شيئاً اتقنته وهكذا أنا…
ثيلما (مقاطعاً) كلا، أعني كيف تمكنت من فعلها؟ هل تدخل خلسة وبسرعة أو تختبئ في الخارج إلى أن يقفل أم ماذا؟
جـ.د.: كلا يا عزيزتي، فهذا يكون سطواً. لم يلق القبض عليّ مرة واحدة بسبب السطو، إن السطو للجبناء القذرين. إذا ما أردت سرقة واحد من الناس فعليك أن تذهبي مباشرة نحوه وتقومين بها.خذي المال فقط هذه سرقة. وهذه عملية متكاملة أخرى.
ثيلما: قل لي.
جـ.د.: حسناً، أولاً تختاري مكانك، ترينه، وتجلسين لتراقبينه فترة من الزمن. نعم، عليك الانتظار للحظة الملائمة، وهو شيء تدركينه بالفطرة ولا يمكن أن تتعلمينه. ثم تتحركين نحوه…
يقفز جـ.د. ويلتقط نشافة الشعر ويحملها وكأنها مسدس. ويبدأ في تمثيل العملية.
جـ.د.: وسوف أقول «حسناً، أيها السيدات والسادة، لنرى من سيكسب الجائزة لبقاءه هادئاً.
سيمون يقول لينبطح الجميع على الأرض. إذا لم يفقد أحدكم صوابه فلن يفقد رأسه. سيدي… أنت تقوم بعمل مشرّف. فقط افرغ هذه النقود في هذه الشنطة وسوف تحصل على قصة مذهلة لتخبرها لمن حولك من اصدقاء. وإن لم تفعل ذلك، فسوف تحصل على مزقة في إصبع قدمك. أنت من يقرّر». ثم أغادر المكان. هكذا ببساطة.
ثيلما: يا الهي. انت حقاً رجل لطيف في أدائك.
جـ.د.: لطالما آمنت أن السرقة المسلحة إذا ما تمّت بشكلها الصحيح فهي ليست تجربة مزعجة كليّاً.
ثيلما: يا إلهي أنت خارج عن القانون حقيقي!
جـ.د.: قد أكون خارجاً عن القانون ولكنك أنت من سرق قلبي.
ثيلما: وناعم أيضاً، أيها الصبي، أنت ناعم.
يتبادلان القبل بشبق.
ثيلما: أنت أفضل ما حصل لي منذ زمن طويل.
جـ.د.: أنت صيدي الصغير. أنت كذلك.
يطفئ جـ.د. النور.
داخلي. غرفة جيمي – ليلاً
لويز وجيمي منهمكان في عناق طويل وهما يمارسان الحب بهدوء.
جيمي متوهجاً.
جيمي: لويز؟ أعتقد أنك رائعة الجمال. أعني ذلك.
وقد كان هذا رأيي دائماً.
تبتسم منشرحة.
لويز: (تهمس) اعتقد أنك جميل أيضاً.
خارجي. فندق سيستا – الفجر
تقطيع مشاهد الصباح الباكر، سائق لوري يتسلق سيارته وبيده ترموس فضي. سناجيب تقفز حول المكان.
داخلي – مقهى الفندق – الفَجْر
قطرات القهوة بدأت تدخل إبريق القهوة الفارغ. تجلس لويز وجيمي على مقعد مزدوج والإثنان متلاصقين.
والاثنان يلعبان بخواتم الخطوبة الخاصة بهم.
جيمي: لا تخافي يا عزيزتي.. سأقول أنني لم أجدك.
سأقول أي شيء تريدينه. سنجد طريقة ما لإخراجك من هذا المأزق، مهما كان.
لويز: اللعنة، يا جيمي، هل أخذت حبة دواء تجعلك تقول كل ما هو صحيح؟
جيمي: أنا مشدود إليك.
يجلسان دقيقة من الزمن.
جيمي: عزيزتي؟ أوووم…. هل تريدينني أن أرافقك؟
ينظران إلى بعضهما البعض ونحو بعضهما فيرى جيمي أن لويز قد غادرت المكان. تأثرت لويز جداً لقوله هذا ولكنها من المستحيل أن تأخذه معها وكانت لطيفة جداً معه.
لويز: آه… الآن… ربما لا تكون هذه فكرة جيدة الآن. سوف… الحقك في ما بعد، على الطريق.
كانت تحمل في يدها الخاتم داخل العلبة السوداء.
تضعه على المائدة وتدفعه إليه ثانية. يوقفها فجأة. ويغطي يدها بيده.
جيمي: احتفظي بهذا.
يحاول جيمي أن يخفي اضطرابه، ولذلك فهو هادئ جداً.
يقف تاكسي في الخارج.
لويز: وصل التاكسي الخاص بك.
يشدها جيمي نحوه ويقبلها بشبق بحيث أن موظفي المقهى يديرون وجههم بعيداً. أحد الطباخين يستخدم مجرفته كمروحة. سائق التاكسي، الذي يستطيع النظر إلى الداخل. ينظر إلى ساعته.
جيمي: هل أنت سعيدة يا لويز؟ أنا أريدك فقط أن تكوني سعيدة. تنظر لويز إلى يدها ويد جيمي.
لويز: أنا سعيدة. يا عزيزتي. سعيدة بالقدر الذي يمكنني أن أكونه.
ينهض جيمي ويترك القهوة. تراقبه لويز وهو يذهب.
تأتي نادلة وتملأ فنجانها قهوة.
النادلة: شيء جيد انه غادر في هذا الوقت. ظننا أنه كان علينا أن نطفئ النار.
تضحك النادلة وكذلك الباقون. تلوح لويز بيدها وهو في خلفية التاكسي. سائق التاكسي يغمزها – تضحك لنفسها.
داخلي. غرفة ثيلما. صباحاً.
الغرفة مليئة بالزبالة. جـ.د. وثيلما نائمان عاريان وقد ازاحا جانبي السرير.
جـ.د. يبدأ في التحرك..
داخلي. غرفة نوم هال. صباحاً
هال داخل السرير مع زوجته. عليه أن ينهض. إنه يمسك بزوجته بين ذراعيه.
هال: عزيزتي؟
ساره: نعم، يا حبيبي.
هال: هل تعتقدين أنه بإمكانك إطلاق النار على شخص ما؟
سارة: ماذا؟
هال: هل بإمكانك تخيّل مجموعة أحداث قد تؤدي بك إلى الصراخ وإطلاق النار على أحدهم؟
سارة: بإمكاني إطلاق النار على ابن عمك أيدي.
هل: لماذا؟
سارة: لأنه حمار عديم الإحساس.
هال: انا اسألك جدّياً هل تطلقين النار على شخص غريب؟
سارة: لا أدري، يا عزيزي، فإن الأمر يتوقف علي.
هال: على ماذا؟
سارة: (محاولة تصويره) ربما اذا ما كانوا يريدون إيذاءك أو إيذاء أحد الأولاد. أنا متأكدة انه بإمكاني اطلاق النار على من يحاول إيذاء أحد الأولاد.
هال: نعم، وأنا ممكن أن أفعل ذلك. ولكن.. لا أدري حتى لماذا أنا أسألك هذا السؤال. انه فقط…
لا يمكننا وضع أحد في المشهد سوى هاتان الفتاتين اللتين يقسم الجميع انهما كقطعة الحلوى. لا أدري.
ما فتئت اسمع كلمات من نوع… مستحيل… غير معقول. لو أن إنساناً واحداً فقط يقول…
سارة: عزيزي. لا شيء مستحيل. أنك لا تطلق النار على أحد هكذا بلا سبب. ربما هو الذي جلب لنفسه ذلك.
على أي حال ربما يكون زوج أحد السيدات الذي أصاب هارلان.
(يتبع بقية الموضوع العدد القادم)
كاتبة ومترجمة من لبنان