" في الصباح الباكر من يوم 9شباط /فبراير 1988 كانت آنا اليزابيث بانياغوا مورا ليس تنتظر بين رتل من الزبائن أمام مخبز حيها في مدينة جواتيمالا، عندما قبضت عليها مجموعة من رجال مدججين بالسلاح يرتدون زيا مدنيا، وأوسعوها ضربا وأرغموها على ركوب شاحنة بيضاء مقفلة .آت نوافذ معتمة ".
لم يتحرك أحد من أفراد الطابور خشية أن يضيع دوره، تطلع كل واحد منهم الى الآخر، وعندما التقت عيونهم نكسوا رؤوسهم لأسفل وحثوا بائع الخبز أن يسرع .
مقهى فينكس بشارع عماد الدين مزدحم بالجالسين ، نساء ورجال ، رجال ورجال ، فتيات وفتيان « وأنا وحبيبي، صر ته يردد مع عبدالحليم حافظ أغنية " أنا لك على طول ، خليك ليا".
في ذلك الصباح ارتدت "انا" فستانا أزرق به اتساع قليل عند ملتقى ثدييها ، وبدون أكمام ، لفت عقدا أبيض حول عنقها وتأملت صدرها المنطلق ؤ المرآة ، وضعت مشبكا في شعرها الأسود الذي يكاد يصل ال خصرها النحيل " وتوجهت الى المخبز في محاولة منها لتضليل المخبر الذي كان يتبسراكانت على موعد مع "إدريان غويرا روكار" رئيس اتحاد الطلبة الجامعيين في بيت هوريه سوتر ، أعدت "موسيدس " زوجة "هوزيه " دجاجة واشترت زياجات من البيرة احتفالا بالعاشقين .
"اعثر على جثة "آنا" بمد يومين وعليها آثار طعنات ، وعنقها مشروط الى درجة كاد فيها أن يقطع رأسها. كانت آنا من العناصر الطلابية النشطة ، لذا فقد تلقت تهديدات متعددة بالقتل ".
لا أحتمل ملابسي على جلدي، قلت له : عرني ، أحملني الى المنضدة ، خلص الجسد من أقنعته الثقيلة ، ضجيج الأتوبيسات يملأ الشارع . سمعنا أذان المغرب من الجامع المجاور.
"محمد لا يشاهد التليفزيون لأنه لا يوجد عنده تليفزيون فهو يعيش مع أسرته في حجرتين من الطوب اللبن في قرية صنبو مركز ديروط محافظة أسيوط ، ويصلي يوم الجمعة فقط في جامع القرية ، ويسمع كلام الخطيب في الجامع – الخطيب أحد أفراد الجماعة الاسلامية المتطرفة ".
ضغطت بيدي على خصره ، ماسح الأحذية يدق على صندوقه ، يضيء الجرسون لمبات المقهى، طفل يضع كيس مناديل ورق على التربيزة المجاورة ، وأنا أقرأ له "سوف نذهب معا الى دير مارجرجس والكنائس السبع ولخالتي سعاد فاخوري لتطعمنا التربان "، محجبة تتأبط ذراع رجل وتتلفت حولها.
"محمد يرفض التعامل مع المسيحيين لأن الشيخ قال لهم أن المسيحيين يكرهون المسلمين ، لذا فهو لا يتكلم مع جاره المسيحي ، ولا يشتري من مسيحي".
هنوا حمر يحررون فلسطين ، وعشاق يحررون أرواحهم ، أنافي تتحسس امتلائي به ، نار حنونة تسري في الفراغ بين جسدينا. نصوص فرعونية على جدران المعبد، نصوص الرغبة على جدران بيتي، وساعة في الظهيرة هي الساعة وأنا ذائبة بين أعطافه .
"المجموعة الأولى من المتطرفين هاجمت عيادة أشهر طبيب في ديروط ، ويدعى برزي النحال ، عمره 65سنة ، هاجمه شخصان ملثمان ، أحدهما راقب مدخل العمارة والآخر أردأه قتيلا".
لذة تقطر العرق من مسامي ليجري نهر على مفرش المنضدة ، حولت مجرى النهر بأصابعي منذ ثلاثين عاما سألته وأنا قابضة على يد أمي: هل ستعطيني حقنة يا دكتور برزي: ابتسم وقال : لا ، سوف أعطيك علبة ألوان.
نعيم يترقرق على جلدي وروحي.. ألعق شفتي وأقول له : جمرك تحت الرماد.
والمقهى مزدحم بالجالسين .
– الفقرات الموضوعة بين الاقواس منقولة حرفيا من نشرة منظمة العفو الدولية ومن جريدة الأهالي الصادرة في 24 يونيو و1 يوليو 1992.
بهيجة حسين (قاصة من مصر)