إذا كان للشعر ضرورة منذ الأزل فان اهتمامنا بالبيت الشعري حالياً، كما اهتمام السلف به انعكاساً لتلك الضرورة والحاجة لأن يكون له قيمته وأهميته في نفوسنا كشعراء ومتذوقين ومهتمين.
بيت الشعر العُماني سيكون بيتاً رمزياً وحقيقياً بما نرغب ونطمح كونه فكرة انسانية لا غنى عنها لنا، تنطلق من مسقط (العاصمة) نؤثث فيه حيواتنا الهائمة بالشعر، روحه ومغامراته المبدعة والمتجددة.
إذاً بيت الشعر.. بيت لجميع الشعراء لا يلغي، لا يستثني أحداً.
غايته الحرية وسؤاله أولاً وأخيراً الشعر العميق، الغامض والمتجدد فهو سيكون تجربة جماعية ضمن المجتمع المدني الحقيقي الذي نطمح جميعنا أن نرى تشكله على خير ما نريد متوافقاً مع رغباتنا كونه كيانا ثقافيا إبداعيا مستقل أساس منطلقاته الحرية المطمئنة الى فعل التجديد والفعل الانساني الخلاّق.. هدفاً وغاية.
فالبيت الشعري العُماني.. هو بيت لمن له (بيت) في الشعر. الشعر ذو المكانة والسمو العالي، لا يهدأ بالهم (الشعراء) وهم ينظرون نحو جمراته المتوقدة بالتوهج واللمعان.
تلك النظرة العميقة والشاملة والآسرة للشعر في جماليته وولادته وجدّته المتجددة دوماً فبيت الشعر هدفه الارتقاء بالشعر وتخصيص تميزاته وإبرازه بما يليق به من كونه عالي المكانة، وكذلك تأصيل دور الشاعر والشعر في الحركة الثقافية التي نرى أنها بدأت تأخذ حيزها في المكان العُماني فالاهتمام بالشعر في عُمان يأتي من منطلق كون المكان العُماني أرضا خصبة بمنطلقاته الأولى قديماً. أسواق عمان قبل الاسلام وتتالي فصولها في التراث الشعري عبر الأزمنة وصولاً به في مرحلتنا الحالية الى الارتقاء به من غبار النسيان وثقافة العولمة التي بسطت حضورها بقوة لصالح ثقافة الاستهلاك والترفيه، من هنا، أتى الاهتمام ببيت الشعر العُماني كونه فضاء يجمع الشعراء، وكذلك العناية بالشعر كمتن مهم بالذاكرة العُمانية.
فهذا البيت سيكون رافداً للثقافة في عموميتها وجماليتها ومنبرا خاصا للشعر. وسيكون هدفه أيضاً تعزيز الحضور الإبداعي خصوصاً الشعر مع الملتقيات الشبيهة (كجمعية الكتاب والأدباء) وغيرها، وتعزيز التواصل الإبداعي (الشعري) في داخل عُمان وخارجها ليعود بالنفع للشعر الحقيقي لأن يأخذ حضوره ومكانته الحقيقية.
الشعر.. ذلك الوعد المستحيل..
فلا حدّ للشعر.. إلا الشعر نفسه.