لا يسأل عن الموت
ولا عن الحياة
ويداخله كل شيء
عبر نظراته الزائغة
في "الغزال "!
يشتهي النوم
ويضاجعه
مثل امرأة في الحلم
وحين يصحو ويثمل
يقول: الحياة جميلة
أيها الأصدقاء!
وحين تسأله عن الألوان
يقول بأنه يحب البحر
ويخافه
ويسألني ما لون البحر
وهل الخوف أزرق؟!
يدخل الحانة
فيتذكر الحانة:
كانت تطل على الغابة
ونهر صغير يسيل الشراب
مثل نفسه
ثم يغني أغنية قديمة
لحطاب يجلد
شجرة بائسة في الظلام ويهذي!
يحاول أن يكتب
نشيده الوحيد الطويل
يخربشه بأظافره
على مناديل ورقية
ثم يدعكها في الحالة
ويضحك مازحا:
"أما سالفه"!
يترك ثيابه
على مشاجب الفراغ
وفي أماكن لا يستحضرها كثيرا
ويبدو دائما رائقا
وأنيقا!
يقف أمام المرض
مثل عافية
ويضحك
يشرب مهديء الروح
فتلتبس عليه الأشياء
بعيدا بعيدا….
حيث قمر ضائع في الخراب!
ولا يحب الحدائق
ويسخر من الأسر الضائعة
في النزهات
وحين يعود الى بيتهم
البعيد
يأخذ أمه واخوته الى الحدائق ويصير وحيدا
فالبيت صار حديقة
وهو لا يحب الحدائق!
يحلم بغرفة ضيقة
ومظلمة مثل قبو
يحشرها بـ "المسائل"
ويدخنها كلها: أحلاما أقل! تخبطات أكثر!
ولا يفلسف شهواته
فشهوته جارحة
في عينيه الودودتين
ولا يضمر فرحا أو حزنا فسيأتيان- يقول لي-
بمعزل عن الخير والشر!
يواعد النساء الذاهبات
في هذا الفضاء الكوني بالحطام الجميل
ويحبهن كلهن
كأن كل واحدة منهن
حبيبته الوحيدة
وحين تسقط نجمته
يشعل سيجارته
بهدوء
للسماء الفارطة!
عبدالله الكلباني (شاعر من سلطنة عمان)