حنين بنصف ذاكرة
لم يكن للحنين كنزه المتداول
لأن ملائكة الوقت
ملّت من الحزن
كما هي أدوار الممثلين
تتغير السنون عليهم
في حين أن نصف
أوراق أعمارهم عارية ومبلولة.
أنفاسنا كالكؤوس
حين تختمر بالهواء وقليل من
لعاب المزاح والضحك
بعد ليلة بلل الندى ذاكرتها
ونصبح كالحالمين
نقتفي آثار أقدامنا
في دائرة النصف الباقي من اليقظة
غرائزنا مضطجعة عليها
أوهام الماضي
ولا شيء يرجع إلى ذاكرتنا
سوى صدى الانكسار.
«وجبات سرية»
الذين يطبخون قوانين السهرات
تبقى في أوانيهم بقايا
من ليالينا المشتعلة بالجمال والسخرية
كنّا نخزن فيها أحلامنا
من المؤكد أنهم يتمنون
لو لم تسن دسائسهم في تلك المطابخ
رأفة بالفشل الذي عاند طموحهم.
«ميثاق متكرر»
الميثاق الأبدي الذي تعهّده الليل للعشاق
أسهدهم كثيرا
ولكنهم لم يفهموا أنه من يخونهم
مع أول شعاع عند الفجر
وأنهم لا يستطيعون دفنه
كما يدفنون موتاهم.
«سرقة النار»
بامتداد الأفق البحري
أتعجب كيف أن الشعراء
يستطيعون أن يحللوا تلك الجمل
في مختبراتهم الشعرية
وكيف يسرقون منه اللغة
التي يصعب عليه نطقها
حين تخرج من محار أفواههم
محض فكرة أو صدفة .
« عشق مكتمل»
كان دائما يتوضأ بقبلة في شفتيها
ويسجد على رملة ابتسامتها
فيرق له ماء قلبها رقراقا
ويسلم مفتاحه
لأول صلاة للعشق
« حرية مفتعلة»
الحرية
ميلاد المستحيل
جدران طين بلا مسامات
أغنية للبسطاء وملعب للسياسيين
هكذا خلقها الله
بلا روح
تسكن مع المطر
وتختفي بين بني البشر
ما يبقى هو ذلك الخيال المزيف
والمرمم في متاحف
عقولهم .
«عشق ناقص»
الشتاء
هو المرأة الوحيدة
التي ترتمي إلى صدرها فتهبك
حنان وافر
ومن أكثر من نافذة
يقبل عليك ضوء الدفء
راكضا
ليلهم عطش ذلك الجسد
المنكفيء بتضوع
أعشاب المخيلة الماكرة
« حياة هاربة»
دائما
كلما أردت أن أستشف المستقبل
أجد أنه كتلة من الضباب
شمسه لا تشرق في موعدها
وليله يطول فيه البكاء
بينما النهار بأطواله تتأوه
فيه الكائنات
الصخور يغلب عليها طابع الصمت
والجبال شواهد معلقة في السماء
والمحيطات خجولة بدموعها
نرى أقدارنا
هوامّ تتفنن في أشكالها وأنواعها
يتحدثون دائما عن الأرواح
هي غير ساكنه
تسبح في مياه الأهواء
المليئة بالانكسارات المضطربة
ومجتمعات تشبه الحشائش
في ضآلتها
لم تكتفي بدفن أحيائها
بل تعذّب أرواح موتاها
بتلذذ وعنجهية سوداء وغبية
هذا هو قدرنا متهالك
في مياهه الآسنة.
شاعر من عُمان