مجلة ثقافية فصلية تصدر عن وزارة الإعلام
+968 24601608
بحث
مجلة نزوى مجلة نزوى
  • صفحة البداية
  • حول المجلة
    حول المجلة
    كلمة رئيس التحرير
    كلمة مدير التحرير
    فريق المجلة
  • أبواب المجلة
    افتتاحيات
    تشكيل
    حوارات
    دراسات
    شعر
    متابعات ورؤى
    مسرح
    نصوص
  • الأرشيف
    أرشيف مجلة نزوى
    أرشيف كتاب نزوى
    الأرشيف النصي
  • الاشتراك السنوي
اتصل بنا
إرسال مقال
سلطنة عمان, مسقط
تابعنا
مجلة نزوى
  • صفحة البداية
  • حول المجلة
    حول المجلة
    كلمة رئيس التحرير
    كلمة مدير التحرير
    فريق المجلة
  • أبواب المجلة
    افتتاحيات
    تشكيل
    حوارات
    دراسات
    شعر
    متابعات ورؤى
    مسرح
    نصوص
  • الأرشيف
    أرشيف مجلة نزوى
    أرشيف كتاب نزوى
    الأرشيف النصي
  • الاشتراك السنوي
اتصل بنا

رقص

  1. البداية
  2. منوعات
  3. رقص
nizwa nizwa
منوعات
1 أكتوبر,2001

كنا ثلاثة، أنا وطارق وبدر نجلس في الحانة على ذات الطاولة، التي سبق وجلس عليها سيف ومحمد وعبدالله وخالد ومحمود وسالم وحمد وسعود وفيصل، فيصل لم يدخل هذا المكان من قبل، وكنا نلتقي في مقهى صفير شاحب الضوء، يحتسي فيه باستمرار فنجانين من القهوة، يغمض عينيه ويزم شفتيه بعد الرشفة الأولى، ويعلق ذات التعليق "قهوة أمريكية مرة".

اقول كنا ثلاثة، أنا أشرب مياها غازية، وطارق علبة البيرة الأولى، وبدر يدخن سيجارته بشرود، لم تكن هناك رغبة في الحديث، بدا كل شيء راكدا، ابتسامة النادلة البلغارية، صحون الفول السوداني، الوجوه المعلقة في فراغ المكان، وحتى ألوان الزجاجات على الرفوف الخلفية، بدت باهتة ولا علاقة بينها وبين الرف والساقي.

ربما كنا ننتظر شخصا ينقذنا من كسل الحوار الميت، شخصا يثير قضية، أي قضية حتى لو كنا تداولناها من قبل وقلبناها ساخنة بين أيدينا وخضنا فيها حتى يبست، القضية هنا غير مهمة، المهم الحديث، الخيوط التي تقودك عبر تعرجاتها لاكتشاف جانب آخر ربما لم يكن خفيا، ثم ذلك التسلل الى ساحة نقاش أخرى وقضية مختلفة، ثم نختلف، نعم مهم أن نختلف، وكما يقول فيصل المليء بمرارة فناجين القهوة إن الخلاف وحده وربما الصراع هو غاية أي نقاش وهو في ذات الوقت وسيلته، ويا حبذا لو علا صوت اثنين في نقاش محتد، عندها ستبدأ الليلة في خلع سترها.

ووصل رابعنا، شد الكرسي في قبالتي وجلس، كعادته لم يلق التحية، بل اكتفى بابتسامة فارغة من عينيه الضيقتين، وهز رأسه للنادلة وطلب كأسا من الفودكا، ثم التفت الى طارق وعبر عن ازدرائه لصنف البيرة التي يشربها ووصفها بأنها "بيرة سواقي التكاسي".

كان يعرف أن تعليقا كهذا سيثير نقاشا من نوع:

– وما العيب في سواقي التكاسي؟

– سواقو التكاسي هم أيضا من مستحقي المتعة المرخصة.

– الفودكا الروسية هي الشراب الحقيقي، أما البيرة وخلافه فهي شغل حريم.

– حريم وأنت من أول قوطيين تبول تحتك؟!!

– ثم أن سواقي التكاسي أشرف من روسيا مالك، يكدون طوال النهار ويشربون بعرقهم طوال الليل، وما ينتظرون مساعدات، ويمسحون أحذية الامريكان.

– لكن بدر الذي لم يطلب شرابه بعد، والفارق في دخان سيجارته، يصفر بشفتيه لحنا حزينا، فينصت الجميع، ثم يبدأ في الغناء، ويردد بعض الشباب وراءه بعضي المقاطع، ويشتمه البعض، وقد تطفر الدموع من أعين معلقة في وجوه ثملة، أو يجهش في البكاء من بدأ شرابه مبكرا تلك الليلة، وعندما يتوقف بدر عن الغناء، يسكن البار للحظة ثم يبدأ صخب الحديث، هنا رأيت فيصل وقد سكب فنجان القهوة الثاني على جريدته المفروشة على طاولته في أقصى المقهى الشاحب، وبدأ هو أيضا في النشيج.

أما رفيقنا الرابع الذي لا يحب غناء بدر ولا حزنه، وبالتأكيد لا يحب البيرة، فانه أول من يبدأ في الحديث عن قضية ساخنة جديدة تأخذ منحى جديا يختلط هزلا ويسير الى حيث يجب أن ينتهي.

أقول صرنا أربعة وبدر لم يطلب أي شراب لكنه التهم دخان باكية كامل من السجائر، وطارق أجهز على خمس زجاجات بيرة كاملة، وأنا لم أشرب الا زجاجة المياه الغازية، وكنت مترددا بين بيرة سواقي التكاسي والفودكا الروسية، ورابعنا الذي اكتفى بالفودكا كان نجم الليلة، راقصا من الدرجة الاولي، انتقل ما بين ثلاثة مواضع، منزلقا بين الطاولات الصغيرة وصحون الفول السوداني، متخطيا أجساد الآخرين وآراءهم، كان الضوء والصورة، كان العازف والمنصت، كان هو الجسد والفراغ، وربما لم يكن شيئا من هذا، إلا أني لمحت عيني فيصل تفيضان بالقهوة التي انسكبت عبر شفرات الطاولة ولونت أرضية المقهى بالسواد.

نعم كنا ثلاثة ولم تكن سهرة سيئة، ولكني تمنيت وأنا أرى الرابع يهوي في آخر الليل في حضن النادلة التي طلبت منا توصيله الى بيته، تمنيت حقا لو بقينا نحن الثلاثة يقتسمنا حديث راكد.
 
بشرى خلفان (قاصة من سلطنة عمان)

-
بحث
أقسام المجلة
استطلاعافتتاحياتالملفالملف العمانيتشكيلحواراتدراساتسينماشعركتاباتمتابعات ورؤىمحورمسرحمطباتمنوعاتندوةنصوص
جديد المقالات
  • الشعر البوسنيّ المعاصر   تجاوز الأطر والحدود في موطن الوحدة المركبة
    الشعر البوسنيّ المعاصر تجاوز الأطر والحدود في موطن الوحدة المركبة
    -
  • تجديد التهميش .. اتجاهات  الشعر البوسني المعاصر
    تجديد التهميش .. اتجاهات الشعر البوسني المعاصر
    -
  • الإنسان والبوسنة والعالم في الآفاق الفنية لعبد الله سيدران
    -
  • فريدا دوراكوفيتش: علمتني الحرب ألا أكتب قصائد لا تلمس الواقع
    -
  • على مقربة من الشعوب البدائية إليّا لدين.. أنغامه وأحلامه
    -
  • المتمرد والمدرك لذاته.. الملامح الشعرية لعزت ساريليتش
    -
  • تجسيد الذات النفسية والجسدية.. حدائق اللذة في شعر بيسيرا أليكاديتش
    -
  • مختارات من الشعر البوسني
    مختارات من الشعر البوسني
    -
  • مشاهد بوسنية.. حيث الذاكرة تعيد ترتيب الأماكن والغيابات
    مشاهد بوسنية.. حيث الذاكرة تعيد ترتيب الأماكن والغيابات
    -
  • البلاغة والسيميائيات .. عن بعض نقاط التباعد والتقارب*
    البلاغة والسيميائيات .. عن بعض نقاط التباعد والتقارب*
    -
الوسم
#96 95 97 التاريخ الحديث الذي السيرة الشعر العدد01 العدد02 العدد03 العدد04 العدد05 العدد06 العدد07 العدد08 العدد09 العدد10 العدد95 العدد96 العدد97 العدد109 العربي العظم القصيدة الكتابة النقد بعد بين خليفة رواية سيف الرحبي طالب المعمري عُمان مارسيل محور الستالي شاعر النباهنة محور الشاعرة والتشكيلية إيتيل عدنان مختارات ملف الشعر البوسني المعاصر ملف الغياب ملف سعاد الصباح ملف كورونا ملف مبارك العامري نزوى هدى حمد

Continue Reading

المقال السابق

الطريق إلى بوابة فاطمة

المقال التالي

كلمة العدد

Essentials Logo
Essentials Logo
Essentials Logo

أرشيف مجلة نزوى

يحتوي الأرشيف على جميع أعداد مجلة نزوى، الصادرة منذ عام 1994، بالإضافة إلى الكتب المرفقة معها، بصيغة تتيح خياري التصفح والتنزيل.

اضغط هنا لتصفح الأرشيف
Essentials Logo

ابقَ على اطلاع

الأرشـــيف
أرشيف مجلة نزوىأرشيف كتاب نزوىالأرشيف النصي
عن المجلة
كلمة رئيس التحريركلمة مدير التحريرفريق المجلة
حول نزوى
عدة سنوات مضت منذ صدور العدد الأول من مجلة نزوى في نوفمبر1994 وحتى هذه اللحظة مضت السنوات واتسعت دائرة علاقة المجلة ،

مجلة نزوى © جميع الحقوق محفوظة 1994-2022

Close
بحث

اضغط على Enter للبحث أو ESC للإغلاق