تقربني المساءاتُ وتتلو وجهةَ النجمةِ
الصورةُ قلبٌ من جسد الليلِ، وفضاء النوم، وغفوِ القمرِ
الصمتُ نشيدٌ، وطرْقٌ من موائد الكلام، وطورٌ
من معاطف العمرِ
وتهجعُ القوافل في ذخيرة الجنبِ
وتألفُ المواجعُ سيرتها ، تقلِّب أمراً أنت فصلهُ وتلقي ستائرَ من فتنة المشهد،
و من لغْو العتمةِ تنهضُ الجهاتُ
ثقلُ الوقتِ في يديكَ، وكتائب الساعةِ وعقاربها
كمينُ الشوق في الجنباتِ ، ومفاصل التوقِ وترهاتهِ
وتزهرُ ريحُ الوطأةِ في مرافئ الورقِ
من يدقُّ سرائرَ القرْبِ في شمائل العظمِ، ويوقعُ وقفةَ النخلِ في سديم اللحظِ، ويهزُّ أطراف الغيمِ ، في شرقِ الليلِ وغربهِ ، ويوشكُ أن يومضَ في دكَّةِ الرأسِ ، وينمو كطرائد من فضاءاتٍ وشيكةٍ ، ومن طرائق عالقة، تغادرُ أقواسها، وتحطُّ أوتادها في هبوب الوبْلِ، وفِي مناديلِ الطلِّ ، وفي حدائق الجسدِ !!
مَنْ يعْلقُ أفئدةَ الظلمةِ، وأطرافَ الغيبةِ، وهسهسةَ المنتصفِ ، وأزيزَ الظلالِ، وشرائحَ النعاسِ ، وسكرةَ السطوح ، وقبابَ المآتمِ ، وعُريَ الطرقاتِ ، و غفوَ الأحاديثِ ، وشحذَ الهمم اليافعةِ القاطعة !!
لا غروَ أنْ يرسمكَ الوصلُ
لا سبقَ أن يحتفيكَ البدءُ
وأنت خطْوٌ في أغصانٍ من شجرِ الضوءِ ، ونورٌ من سرادقِ الندى ، وبللٌ من وطرِ الشفقِ
يغشاك الصحوُ، ويغشاك الطفْوُ، و ترمي روحك فائضَ النهرِ، و تسري تيجان الدم، وتقدح ُ بوادرَ الوبلِ، وتذرذرُ فقرةً من قطرات الوهج ، وتبذر ماءَ النبضِ وعشبَ الروح
لا فقرةٌ دونك ، ولا ساحةٌ خلاكَ
وكأنما خللُ الشجيراتِ نجيماتها
وكأنما دفقُ الطرقات منازلها
ومن فسحةٍ تؤاخيها ، وقطرةٍ تجانبها ، أكملتْ سماؤك وحدتها ، أرختْ سلالم الصفو وشلّال القمرِ
لا تلقفُ الغدْوَ ، و لا تمطرُ الإيابَ ،
ولا تُلْقِ ِ الصبوَ، ولا تصحبُ الشفَّ
السحابُ رفقةُ اليدِ
السحابُ شهيةُ الريحِ
السحابُ صحبةُ الظلًِ
قد تشربُ الغروبَ ، و تشهدُ أنفاسَ الأفقِ الملقى على مصطبةِ الشفق ِالأخيرِ
قد أقلعتْ ساحاتٌ من سماواتٍ طائشةٍ ، والنواحي قفزةٌ من حرائق تائهة
حينكِ أيتها الفقراتُ ،
حينكِ أيتها الجهاتُ ،
قدَحٌ من مِلْءِ الروحِ
قبضٌ من كنز الشّفِ
رِدْفٌ من مقابض الدفّةِ
يهجوكَ عصفّ من نغمٍ أليفٍ ، وتشحب فيكَ المرايا ، وتبصر لحنها وتدخّنُ فيك النوافذ طلقتها، والبابُ حزمةٌ من ورقٍ
قطرتكَ موئلُ سقطةٍ، تبحثُ
عن أهداب وصلتها
مهدورةً، ملبّدةً ، مزنَّرةً ، مبعثرةً ،
مريبةً شرفتكَ
مُسطَّرَةً ، مُزخْرفةً ،
مبصرةً خافقَ القلبِ
سماواتٍ
تلو
سماوات .
أحمد مدن *