"يرتد الصدى ،من أقصر المحال".
فيستسلم لاضطرام الرغبة في أناه..
يترصد غيمة متوسدا فاصلة
ثمة في القلب المشاغب همسة
تشرد النبض ولا تقال..
ثمة أسئلة قاتلة..
وثمة أيضا، على الرصيف المرتجى،
سيده..
ينهار أمام بوابة دفئها ، جوعه السرمدي..
يجثو حين تسنده الصدر.لاهثا..
لا يشبه الطفل ،
تهدهده أحضان أمومة خانية.
لا يشبه الوردة في الأنية..
يغسل – كي يصل – الغبار
مما يسيء لذراته المترامية
يلبسه ثوبا من النمش المتلأليء في وجهها..
ويمتك ستر الازار. .
يبكي عمرا أخضر قد مضى..
ويتهجى ما تبقى ، مرثية..
ينتعل الغواية ، عله يستكنه
حياد المساء بأفقه..
ويسترخي في لظى البوح ،
آهة واهية..
يهذي…
ويقبل كل الحصى في دربه..
يسمي بلادا ، ذاك التأوه القادم
من تباريح النخيل القتيد..
ويذكر خيمة جده.. والفرس..
وسيفا تأبد غمده ،
فأزمن فيه الحياد . .
ركب الغواية ، أجنحة..
سد شغور النهار بحلمه..
وتوهج يرشق بالكلام الجميل،
زمان التنابز بالاسلحة..
اقترفت عيناه ، مغازلة السوسن في العلن..
فتشرد ، حاملا وزر الحدائق التي بادلته الحنين..
وهو العاشق في شعره.. والحياة..
منذور منا الولادة ، للمحن..
مرت الحبيبات بعمره كالندي..
فتح الشباك للغوى..
فاكتوى..
وتألق في جمره ، كالصلاة..
أشعل أيامه ، لحظة.. لحظة..
وأوقد كل فوانيس المدى.. تحول شاهدا ، على أوجاع أمة متعبة..
أمة أزمن فيها الوراء..
فأسلمت شمسها، للذاكرة..
ولأن الغول الجدد..
قذفوا المحابر، في مهب الدجى..
وسموا اغتصاب الورود.
انتصارا للحدائق ، في جراحات البلد..
سمى الجنون ، شعلته..
وسماه ، لغة
تحيل البحر الكبير ، فراشا . . أو جسد.
وحين كتب..
لا … بل حين اعترف..
خانه الحلم الذي أرقه.. وابتعد..
فعلق في الممر الى الروح ، شمعة مطفأة..
تمتم بضعة حروف ، مبهمة الصدى..
وتوهج محتفلا بالعتمة،
حتى انخطف..