حسونة المصباحي
تحتفل فرنسا هذا العام بمرور مائتي عامٍ على ميلاد شارل بودلير (1821-1867) الذي يُعَدّ مُؤسسا للحداثة الشعرية لا في بلاده فحسب، بل في العالم بأسره. وفي العالم العربي اشتهر بمجموعته الشعرية الشهيرة “أزهار الشر” التي جرّته إلى المحاكم أكثر من مرة باعتبارها “خليعة”، و”مُسيئة للأخلاق العامة”، وشبيهة بـ”مستشفى لكلّ اختلالات العقل ولكلّ تعفّنات القلب”(1). أما الجانب الآخر الذي تميز به هذا الشاعر فلا يزال مَغْمُورا وشبه مجهول في ثقافتنا العربية. ويتمثل هذا الجانب في المتابعة النقدية الجادة والذكية التي خصّ بها بودلير كبار الفنانين والشعراء والكتاب في عصره أمثال ديلاكروا ، وبالزاك، وفيكتور هوغو، وتيوفبل غوتييه، وتيودور دو بنفيل، ولوكنت دو ليل، وغيرهم. إلا أنّ الكاتب والشاعر الأمريكي إدغار ألن بو (1809-1949) هو الذي حظي بعناية نقدية من صاحب “أزهار الشر” أكثر من جميع الآخرين. وهو لم يكتف فقط بتقديمه إلى القراء في بلاده، بل قام بترجمة أعماله القصصية.
وكان شارل بودلير قد اكتشف إدغار ألن بو في فترة مَفْصَليّة من مسيرته الإبداعية. وكان آنذاك في الثلاثين من عمره. وبعد أن كان مُساندا للثورات المناهضة للاستبداد، والمطالبة بالحرية والديمقراطية، ومُتعاطفا بقوة مع أفكار الاشتراكي شارل فورييه (1772-1837)، تراجَعَ عن ذلك ليصبح من أشدّ المدافعين عن جوزيف دو ماستر(1753-1821) الذي اشتهر بمعاداته المُطلقَة للثورة الفرنسية، ولأفكار زعمائها ومنظريها. وفي تلك الفترة التي كان المفكرون والفلاسفة والكتاب يمجّدون التقدم، والرقي، ويُشيدون بالنهضة الصناعيّة، وبالاختراعات الجديدة في مجال العلوم والتكنولوجيا، سخر شارل بودلير من كل ذلك قائلا: “ليس هناك ما هو أكثر عبثية وفقدانا للجدوى مثل التقدم. إذ ما فائدة هذا التقدم ما دام الإنسان يظل دوما مُتساويا مع نفسه، أي مُتَشَبّثا بوحشيّته، وعنها لا يتخلى أبدا(2). كما أنّه سخر من النظام الجمهوري، ومن الثورة قائلا بأن الثورة هي في الحقيقة “مذْبَحَةُ الأبرياء”(3)، ومضيفا: “حين أقْبلُ بأن أكون مُساندًا للنظام الجمهوري فإني أعلمُ جيدا أني أرتكب الشرّ بعينه. نعم، تحيا الثورة، ودائما، رغم كل شيء. غير أنّي لم أكن أبدًا لا مُغَفّلا ولا مخدوعًا…فأنا أقول: تحيا الثورة مثلما أقول: يحيا الخراب، ويحيا الدمار، ويحيا التكفير، ويحيا العقاب، ويحيا الموت. وسوف أكون سعيدا حين أكون ضحية، إلاّ أنني لا أكره أن أكون جلادا”(4)
وكان إدغار ألن بو قد بدأ يُعرف في فرنسا ضمن حلقات ضيّقة قبل سنوات قليلة من وفاته في “بالتيمور” في السابع من شهر أكتوبر-تشرين الأول 1849. فقد نُشرت بعض الترجمات لقصصه في صحف ومجلات مثل (La Quotidienne –3 – 4-Decembre 1844)، وDémocratie pacifique التي أصدرت ترجمة لقصة “القط الأسود”. وقد أنجزت تلك الترجمة سيدة من أصول بريطانية تدعى إيزابيل مونييه. وهي متزوجة من مدير المجلة المذكورة المعروف بدفاعه عن أفكار شارل فورييه الاشتراكية. وفي مقدمة الترجمة، كتبت تقول :” نحن نقدّمُ هذه القصة لكي نُبرز إلى أيّ مدى تقلصت الاعتبارات الغريبة للمدافعين عن الانحرافات التي جُبلُوا عليها . وهنا قصة مُعدّة للدفاع عن هذا الانحراف الذي يسقط، والذي لا يجرؤ المؤلف رغم أنه سابح في فانتازيا الخيال، على تضمينه إلاّ بعد أن يجعل شخصيته تعبرُ سنوات عديدة أمضتها في السكر والعربدة”(5).ومعنى هذا أن السيدة ازابيل مونييه كانت سيئة النية عندما قامت بترجمة تلك القصة؛ إذ إن هدفها لم يكن التعريف بصاحبها ككاتب له أسلوب فنّي جديد، وغير مسبوق في مجال القصة، بل لإدانته، والتشهير به، كرمز من رموز الرجعية الفكرية والأدبية. وربما لهذا السبب أبدى بودلير، شَغَفا كبيرا بإدغار ألن بو، وإليه انجذب بقوة هو الذي كان آنذاك في أوج نفوره من كل ما يمت بصلة للأفكار الثورية والاشتراكية. لذا راح يبحث هنا وهناك عن كل أثر له، وعن كل ما يمكن أن يساعده على الغوْص في عالمه العجيب الغريب. والقصة الأولى التي قرأها له كانت كافية لكي يعتبره كاتبا كبيرا. لذلك سوف ينشغل به وبأعماله على مدى ثمانية عشر عاما باعتباره “شريكا له في الإبداع”
ويشير (W.T.B andy) مؤسس مركز الدراسات الخاصة ببودلير أن معرفة صاحب “أزهار الشر” بلغة شكسبير كانت “مُشَرّفَة” إلاّ أنه ازداد اتقانا لها حالما نَفَذَ إلى عالم إدغار ألن بو. فقد كان يحرص على الاتصال بالأمريكيين المقيمين في باريس بهدف الحصول على أعداد من الصحف والمجلات التي كانت قد نشرت قصصا وأشعارا له . وبعد اطلاعه عليها كتب إلى صديقه (Armand Fraisse) بتاريخ فبراير-شباط 1860 يقول:” صدقني …لقد وجدت قصصا وقصائد كنت قد فكرت في كتابة ما يُشْبهها، غير أنّها ظلت غامضة ومُبْهَمَة في ذهني فلم أتمكن من إنهائها على الوجه الأكمل مثلما فعل هو (يقصد إدغار ألن بو) . وذلك كان مصدر تحمّسي له، وصبري الطويل للتعريف به”. لذلك اعتبر النقّاد ومؤرخو الأدب أن اكتشاف بودلير لأعمال إدغار ألن بو لا تقل أهمية ووزنا عن اكتشاف أنطوان غالان لـ”ألف ليلة وليلة” قبل ذلك بثلاثة قرون.
ومن دلائل تحمّسه لإدغار ألن بو ، وشغفه بأعماله، كان بودلير يطوف في باريس صباحا مساء، مُتنقّلا بين المكتبات والمقاهي والمطابع بهدف العثور على ما يُثري بحوثه عنه. وكان ينتفض غاضبا حين يصطدم بناشر أو صحافي أمريكي أو بريطاني يجهل صاحبه. وكان يصيح في وجه هؤلاء :” أية حياة بائسة تعيشونها بسبب جهلكم له (يقصد إدغار ألن بو)، وعدم معرفتكم بتفصيل حياته”. ويروي أحد أصدقائه بأنه رافقه ذات مرة إلى فندق بجادّة (Capucines) بباريس حيث كان يُقيم أمريكيّ مُهتمّ بالأدب. وعند الدخول إلى غرفته، كان الرجل في سروال قصير، وقميص، وحوله عدد كبير من الأحذية. ومن دون أن يمنحه فرصة ارتداء ثيابه، راح بودلير يُمْطرُه بالأسئلة؛ إلاّ أن الأمريكي اكتفى بالقول بأن إدغار ألن بو “كائن غريب في سلوكه وفي كتاباته”، وأن الحوار معه ” عمليّة شاقة” فلما سمع ذلك، استشاط بودلير غاضبا وغادر من دون أن يودع الأمريكي. وفي المدارج قال لصديقه :”إن يانكي تافه وغبي”.
أما الدليل الآخر على تحمس بودلير لإدغار ألن بو فهو إنجازه لترجمة بديعة لجلّ قصصه صدرت في ثلاثة مجلدات. وقد لاقت تلك الترجمة إقبالا هائلا لدى القراء، مُخفّفَة عنه بذلك آثار الخيبة المرة التي أصابته عند إصدار مجموعته :”أزهار الشر”. وعن تلك الترجمة علق الناقد إميل شوفاليه قائلا:” لقد قرأت للسيد شارل بودلير على أوراق طائرة، وفي بعض الصحف قصائد تدلّ على أنه شاعر أصيل ومتميز. وكنت قد تمنيتُ ألاّ يتأخّر في أن يجد لنفسه مكانة مرموقة بين من يمكن التنويه بهم. وعلينا أن نشير إلى أن بودلير قد انقطع عن كتابة الشعر ليهتم بالنثر. ونحن نُدين له بترجمة قصص خارقة لإدغار ألن بو. وهذه الترجمة البديعة هي اليوم في متناول القراء”.
وإلى جانب الترجمة، نشر بودلير العديد من المقالات في الصحف الفرنسية الكبيرة للتعريف بإدغار ألن بو، واضعا إياه ضمن الكتاب والشعراء الذين عالجوا في أعمالهم قضايا فلسفية عميقة مثل ديدرو، وغوته، وهوفمان، وبالزاك؛ إلاّ أن سوء الحظ كان بالمرصاد له منذ بداية مسيرته وحتى نهايتها ميّتًا على الرصيف. ومثل كل ضحايا الحظ العاثر، عاش إدغار ألن بو حياة موسومة بالشقاء، والحرمان، والتهميش فلم يظفر بالسعادة لا في الحب، ولا في الكتابة. ومُقارنا نهايته المأساوية بنهاية بالزاك المأساوية هي أيضا، كتب بودلير يقول :”قبل سنوات قليلة من سقوط بالزاك في الهاوية الأخيرة مُطلقا شكاوي وأنات بطل كانت ما تزال أمامه أعمال كثيرة لإنجازها، سقط إدغار ألن بو الذي يقاسمه الكثير من المواصفات، ضحية موت فظيع. وإن كانت فرنسا قد فقدت واحدًا من عظماء عباقرتها؛ فإن أمريكا فقدت هي أيضا روائيا، وناقدا، وشاعرًا، وفيلسوفا لم تكن جديرة به”. وأضاف بودلير قائلا :”كثيرون هنا في فرنسا يجهلون موت إدغار ألن بو. آخرون كثيرون أيضا ظنّوا أنه “جانتلمان” شاب، أنيق وثري، يكتب قليلا، ويتناول مواضيع أشياء غريبة ومرعبة في أجواء مُسَلية وضاحكة، والحقيقة هي عكس كل هذا تماماّ”.
مُسْتعرضا الجوانب البارزة في شخصية إدغار ألن بو، كتب بودلير يقول :”حياة بو، وعاداته، وطرقه، وكيانه، وكلّ ما يتصل بمكوّنات شخصيته يبدو لنا مُعْتَما ومُضيئا في نفس الوقت. فقد كان شخصية فاتنة وغريبة الأطوار، ومثل أعماله الابداعيّة، كان موسوما بحزن ليس بالإمكان تحديد كنهه. وعلى أية حال، كان موهوبا بكل المقاييس. وشابا أظهر إقبالا على كل التمارين الرياضية رغم قصر قامته، بساقين ويدين شبيهتين بساقي ويديْ امرأة . وكان يتحلّى أيضا بنعومة المرأة ولطفها. مع ذلك كانت له قوة الرجولة وصلابتها. وفي شبابه، ربح مباراة في السباحة مُثيرا الدهشة والإعجاب. لكأن الطبيعة تَهبُ من ترغب في أن تستخرج منهم أشياء خارقة، حيوية مثل تلك التي تهبها للأشجار التي تكون رمزًا للحداد والوجَع”.
ومُنْتقدا الأوساط الأدبية في أمريكا، كتب بودلير يقول:”فتيّة وعجوزا في نفس الوقت، تثرثر أمريكا وتهذي بسخاء كبير. من بإمكانه أن يُحصيَ عددَ شعرائها؟ إنهم كثيرون، وهم يحتلون المجلات والصحف. نقادها؟ يمكنكم أن تعتقدوا أن لها بلاغيين جُوف بمستوى من هم عندنا، ومُهمّتهم أن يُذكّروا الفنان بالجمال القديم، ومساءلة شاعر أو روائي عن أخلاقية هدفه، وعن قيمة توجهاته ونواياه. هناك كما هنا، أدباء لا يُحْسنون الكتابة من دون ارتكاب أخطاء فظيعة. وما يقومون به لا ينتمي إلى الأدب، بل هو نشاط عبثي، لا فائدة تُرْجى منه. وهم مُنْتَحلون بغزارة، ونقاد نقاد. وفي هذا الغليان من الرداءة، وهذا العالم المفتون بالمهارة المادية، -فضيحة من صنف جديد لفهم عظمة الشعوب الكسولة-وفي هذا المجتمع النهم للمفاجآت، العاشق للحياة، خصوصا تلك الحياة الموسومة بالإثارة المستمرة، ظهر رجل، وكان عظيما ليس فقط بسبب دقته الميتافيزيقية، والجمال المرعب والمُبْهج لمفاهيمه، وعمق تحليله، وإنما هو عظيم أيضا بسعة خياله، وبغزارة أحلامه. ومُختنقا بأجواء الحياة المادية في بلاده، كتب في مقدمة إحدى مجموعاته :”أهدي هذا الكتاب للذين آمنوا أن الأحلام هي جوانب الواقع الوحيدة”. ويضيف بودلير قائلا:” وفي البعض من قصصه، أطلق بو رُعُود احتقاره للديمقراطية، ونفوره منها، ومن الحضارة، والتقدم “.
وكان بودلير مفتونًا أيضا بشعر إدغار ألن بو. وكان يعتبره الوحيد الذي يُمثّل الحركة الرومانسية في وراء المحيط الأطلسي. وهو يرى أنه يتفوق شعريا على الشعراء الرومانسيين في بلاده خصوصا لامرتين وألفريد دو موسيه. وهو بالنسبة له أول أمريكي يجعل من أسلوبه الشعري أداة طيّعَة. وشعره “لامع مثل جوهرة من الكريستال”، و”رغم أنه يفضّل الإيقاعات المُعقّدَة فإنه يتوصل رغم ذلك إلى انسجام بديع في بنية القصيدة”.
ويتطرّقُ بودلير إلى قصيدة “الغراب” التي حققت لإدغار ألن بو شهرة كبيرة في عالم الشعر، التي سيقوم ستيفان ملارميه فيما بعد بنقلها إلى لغة موليير. وهو يرى أن موضوعها يبدو بسيطا لكنه يتميّزُ بعمق فلسفي عميق. ففي ليلة اشتدت فيها العواصف والأمطار، يسمع طالب شاب طرقات على النافذة ثم على باب غرفته. وحين يفتح الباب، يجد غرابا مسكينا جذبه نور المصباح في ذلك الليل الحالك الظلام. وكان ذلك الغراب قد تعلم الكلام عند سيد كان قد قام بتربيته وترويضه. والكلمة الأولى التي انطلقت من منقاره، أيقظت لدى الطالب أحاسيس ومشاعر وأفكارا كانت نائمة في أعماق أعماقه. وها هو يتذكر امرأة ميّتة، وطموحات خائبة، وحياة تهشّمت أكثر من مرة…ويظل نهر الذكريات يتدفق في الليل البارد الموحش… ويقول بودلير بإن أبيات قصيدة “الغراب” تنزل الواحدة بعد الأخرى مثل “دموع رتيبة”.
ويشير بودلير إلى أنه وجد في شعر “شريكه وصنوه في الإبداع ” ما ينسجم مع رؤيته الشعرية. فالمبدأ الحقيقي للشعر بالنسبة له هو بكل بساطة الطموح الإنساني نحو الجمال في أسمى صورة له. وقد يكون الهدف من الشعر مساعدة الإنسان على الارتفاع عن المصالح الضيقة والصغيرة، خصوصا المادية منها، غير أن ذلك لا يعني أن للشعر هدفا أخلاقيا. فإن كان على هذه الصورة، فإنه يَفْقدُ قوته الشعرية ليكون في النهاية شعرًا سيئًا بلا طعم ولا روح. ولا يمكن للشعر حتى ولو هُدّدَ بالموت والذبول أن يكون مُنافسا للعلم، وحاملا لقيم أخلاقية. وهو لا يبتغي الحقيقة؛ لأن الحقيقة لا علاقة لها بـ”الأغنية”. فكل ما تَتّسمُ به الأغنية من جمال، ومن رقة، ومن عذوبة، تَنْزَعُ عن الحقيقة سلطتها ونفوذها وبرودتها وصلابتها… وبواسطة الشعر، ومن خلال الشعر والموسيقا أيضا، تتمكن الروح الإنسانية من حَدْس واستشراف إشراقات ما بعد القبر. وعندما تثير قصيدة بديعة الرغبة في البكاء، فإن الدموع ليست نتيجة إفراط من المتعة، وإنما هي تعكس في الحقيقة حزنا عميقا، وطبيعة مَنْفيّة فيما لم يُكْتَمَلْ ولم يُنجزْ. لذا هي ترغب في الحصول فورا على “الجنة في الأرض”.
لكن لمَ تحمّسَ بودلير لترجمة ثلاثة مجلدات من قصص إدغار ألن بو، ولم يفعلْ ذلك مع شعره؟
لقد أشرنا سابقا أن صاحب “أزهار الشر” كان يعتبر منذ لحظة اكتشافه له، أن إدغار ألن بو “شريكه وصنوه” في الإبداع. معه يتبادل تلك الوشائج والعواطف والأفكار التي يتبادلها المبدعون بقطع النظر عن الأزمنة التي عاشوا فيها، وعن اللغات التي كتبوا بها، وعن لون بشرتهم. ولعله شَعُر أن ما أنجزه في مجال الشعر كافٍ لإرضاء ما كان يطمح ويَسْمُو إليه. أما في مجال القصة فقد وجد لدى إدغار ألن بو ما يُعوّض فراغًا ونقصًا في مسيرته الإبداعية. لذا أقبل على ترجمة قصصه بمتعة وحماس كما لو أنها القصص التي كان يبتغي ويتمنى كتابتها. فكانت الترجمة صياغة رائعة لتلك القصص في لغة موليير.