أنا الطاعة المنكمشة
فوق الجرح
***
ما جئت إلا كي أعيد
السيرة القديمة لهذا الوجه
وللرعد أن ينقلها غامضة
سأمنح جسدي هذه المرة
إغفاءة
بعيدا عن صدى التقيؤ
وإليك تسحبني خيوط الحنين
وبجملة تكتسح البعد
فالكأس المقلوبة تنبيء بالعاصفة
حينما تتسلى أصابعي
بالبحث عن الرذيلة الحلال
في خارطة المستقبل المكشوف
فلن أحرق أوراقي
بل سأودعها جحر فأر مهجور
وعلى جانبي تتلوى فراشات الأمل
مختنقة من آثر المبيد
وشكل واحد فقط
حين استأصلت الطريق الى الظلام
ودنت نصف مفتوحة
دوائر متشبعة بالنار
نحو امرأة تحرض السلالات
على التوغل أمام المعنى
ومضطربا من نهج القوافل
ومن الحكايات الساقطة
على رؤوس ا لأحاديث
الحلم المهاجر طرف النسيج
على إبرة تصرخ على الخراف المنكودة
صورة أخرى للميلاد الذي افتتحته
بشرخ في مقدمة الريح
ولتبقى هشاشتها في فراغ محدث
كلمات الضجر الداكن
حين يذبح صداها على ارتداده
فأنطلق سريعا
سأملي عليك أخبار الرحلة
فذلك الميدان ، تحفه أشجار الرضا
حصنا محرما على الهائمين الحفاة
الذين يضبطون لاحقا متشدقين بالحنظل
على عربات الليل المحتوية
على القبلات المغشوشة
على قواميس الأحلام المسجلة لحقيقة النجوم
على الأرواح الصحراوية
هو تذكرة سفر مزورة
ولسان لجغرافيا الصمت
وقناصة للجن الساكنين في النواصي الكاذبة
ودائما تدور هذه العقيدة على نفسها
الناي لها طريق
كائنا في سبات ، هو أعمى
أصله معنى بريء
يخرج كفكرة محترقة
والفضاء المحيط بها بيئة للدوران
وبلا تشتت تحوم حول القمة
ناشرة سحابتها
تأخذ من تكرارها
تكوين أقدامها الكاذبة
وعبر هذه الانقلابات ، تعيش على قمتها
مباركة أشكالها المختلفة
وفي خضم الولع
عبثا تمنحني التعاليم حبالها
قالوا : نبحث منذ عشرين عاما
على شريان شفاف بلون الماء
في كبد الغراب
يستثنون :
لكي نكتشف أشكال الروح
ونضع حدا للخرافات
وقالوا : شخص واحد فقط
استطاع منا أن يلحس ….
فتحول الى الجنس الآخر
أحدهم يعقب أسفا:
لقد باء كل منا بالفشل
شكل واحد اختلق السقوط
في ملامحه نفس الفكرة التي خامرتك
نفس الحمى التي تبحث عنها
خيوط العنكبوت
الدوائر نصف مفتوحة
لكن السهم مخترقا ثبات المرأة
زاد الشقة عمرا مجانيا
وانصتت مؤسسات المكايد
لانطفاء النار
حيث يمامة في موسم الحصاد
تتأملك فجرا
نجومه مهددة
وتتعرى أمام عينيك
رسالة سرية
تحسك بضرورة التوجع
حتى لا تحترق
باسم الروابط المحافظة
وفي هذه اللحظات
أطلق عنان لساني نحو الجدار
ذلك المنصوب بيني وبينك
أقول له :
إنني أمقت النقوش التي تسكنك
وبعد ميولي الى النكوص
أتمنى كوفي جرذا
فتوهج المعنى
في أعين السلالات
الضاربة خارج الشكل
والتصنع في اللامبالاة
لكونك الوجه الآخر للغد
وكغروب في جوف الذاكرة
ينتهي القرار الى وجهك
بعد الضياع المركز
يمامة تتأملك ضربة مباغتة
من النور ، نحو الأمس
فتأمرك بأن تطوق المدينة
لتختفي تحت اسمك
وبعد الغياب الطويل
الذي تكثف بيننا
سأسحب حزني من قرنيه
لإخراجه من زريبته
فاضربه على مؤخرته
لينطلق الى ابعد الحدود
أنت سيف يبريء الجرح
تتأملك
وتتعرى
وتغلق المكان
***
أنا
سليل النظرة المغبونة.
زهران القاسمي (شاعر من سلطنة عمان)