حين رأيناه
بثقب الظلمة
نسيا منسيّا
ينقش في صمت الوادي
اسم النور مليّا
سبّحنا باسمه
في الملكوت
أقمنا له بيتا
في الأرواح عليّا
أدنينا له
سقف النجم
وقربّناه نجيا
فمضى
محفوفا
بدعاء الأرض
ليعبر وادي الصخر
وكان العصف عتيّا
ومضينا خلفه
ثم بلغنا سدّا
بين الأجبال قويّا
قال: القوا
ألقينا
ما في زوّادتنا
من وجد كان جليّا
ومضى..
يطوي
طرقات المعمورة طيّا
بحثا عن نور
يمشي
به بين الناس
يوزع
ما طاب
من الأقمار سخيّا
لما حلّ مكانا
في العلياء سميّا
ما عاد كما كان جميلا
ونبيلا
ونقيّا
وكذلك زين ما فعلوا غيّا
فإذا به
يضرب وجه الغيم
ويكسر قبّة بيت النجم
وما خطبك؟
-أبصرت
حبالا تتدلى
في الريح
تفتش عن أعناق
صالحة للحذف
وما بيمينك ؟
-تلك عصاي
أهش بها غنم الكلمات
ولي فيها
خلف الطوفان
مآرب أخرى
تفتح للريح ببابي سرّا
لأعود فتيّا
….
لكنّ عصاك
ستصبح إعصارا
جبّارا وعصيّا
سيعيدك
للخطوات الأولى
مكسورا
وشقيّا
وكأنّك لم تترك واديك
ولم تك شيّا
—
عبد الرزّاق الربيعي *