أحيانا، تكفي قشة لتكسر ظهر البعير – اما القشة الاخيرة التي اطاحت ببعير صبر العمانيين، فما كانت الا وعود الامام سيف بن سلطان لنادر شاه – مرة اخرى – بترك السيطرة على عمان للفرس، مقابل مساعدتهم له ضد منافسيه داخل البلاد وعند هذا الحد، رأت عمان ضرورة عزل اليعاربة واختيار قائد قوي قادر على تحرير أرض عمان، وهذه الصفات رأوها في احمد بن سعيد، "والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم" (سورة البقرة 247).
ويرى المؤرخ العماني نور الدين السالمي أن أول ظهر لأحمد بن سعيد على الساحة السياسية العمانية كان في صفر 1150هـ/1737م عندها أوقف فصيلة من جيش الفرس، بعد أن سمح لها الإمام سيف بن سلطان بالعودة الى وطنهم، مبخرين من صحار، وكان أحمد بن سعيد واليا، فلم يستطع غفران جرائمهم ضد الشعب العماني، وتركهم أجمعين ليموتوا في السجن وكان أحمد بن سعيد قد عين واليا على صحار من قبل سيف بن سلطان نفسه، عندما شعر بالحاجة الى مستشار ثقة ليساعده بأمور الحكم وإبعاد القلق عنه، ونصحه رجل من أتباعه بوما أن أحمد بن سعيد البوسعيدي تاجر غني، معروف باستقامته، ولا مثيل له في الشجاعة وقوام الرأي، ويحدثنا المؤرخ العماني ابن رزيق كيف أن سيف بن سلطان في طريقه من الرستاق الى نزوى يلتقي بأحمد بن سعيد على ناقته، وكيف قدره في أول لقاء، ودعاه لزيارته في مسقط، وفعلا قام أحمد بن سعيد بالزيارة فعينه سيف بن سلطان واليا على صحار وضواحيها بما فيها المنطقة الشمالية المتعلقة بصحار، وحكم المنطقة حتى أقاصي حدود عمان التي بقيت كما هي منذ أيام الجاهلية.
اسم الإمام الكامل هو أبو هلال أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد بن خلف بن مبارك البوسعيدي الأزدي العماني الإستقامي الإباضي المذهب، ونسبه يعود الى الزعيم العماني المهلب بن أبي صفرة الذي هو من العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو (مزيقيا) بن عامر (ماء السماء) بن
حارثة بن امريء القيس بن ثعلبة بن مازن (زاد الركب) بن الأزد.
ولد أحمد بن سعيد في مدينة أدم في المنطقة الداخلية في 1104هـ/1692م من عائلة عريقة الأصل العربي، تهتم قبل كل شيء بالتجارة، وقد بين أحمد بن سعيد مبكرا خصائص الرجل الفاضل الصادق الأمين، بالاضافة لميزة الشجاعة وتحدي الخطو، من أجل كل هذا قذره سيف بن سلطان وسلمه ولاية صحار. نفسها هذه الخصائص التي أقنعت – فيما بعد – معظم أهل الرستاق وباقي البلاد بتسليمه الإمامة بعد أن قدروا مهارته وإحساسه بالعدل.
وفاته
حكم الإمام أحمد بن سعيد – كما سبق القول – ما بين 1157هـ/1744م و 1198هـ/1775م، وتوفاه الله من دار الدنيا الى دار الآخرة في حصن الرستاق، يوم الاثنين 19من شهر محرم الموافق 1198هـ الموافق 14/12/1783م(1).
ودفن جنوب الحصن في محلة بيت القرن، وبنى ابنه سعيد قبة على قبره، ويذكر ابن رزيق أن قبره كان مزار الكثير من الناس حتى عام 1291هـ/1874م (2).
وقد ترك الإمام سبعة أولاد: هلال وسعيد وقيصر وسيف وسلطان وطالب ومحمد، ويذكر لنا ابن رزيق أن له ثلاث بنات ويضيف: "ما أوردت ذكرهن للزوم الأدب" (3). وبعد وفاته بايع أهل الرستاق وآخرون ابنه سعيد على الإمامة، وكانت النية تسليم الإمامة الى هلال، ابن الأمام أحمد الأكبر والأكثر فقها، ولكن أصاب المرض عينيه، وأجبره على السفر للمعالجة في الهند، وهناك مات ودفن في 1236هـ/1821م (4).
ضريح الامام احمد بن سعيد البوسعيدي
"ودفن الإمام احمد بن سعيد جنوبي حصن الرستاق وبنى على قبره ولده سعيد قبة محكمة البناء، سنة 1198هـ". هكذا يخبرنا شيخنا المؤرخ ابن رزيق عن وجود ضريح الإمام. وموضعه في محلة "بيت القرن" القريبة من قلعة الرستاق، وتعني كلمة "القرن" مكانا عاليا ذا أهمية، كما قلنا ومازلنا نجده حتى أيامنا هذه – بناء ضريح الإمام أحمد بن سعيد- مرصعا كالجوهرة ما بين البيوت التقليدية الطينية الباقية هناك على متن منطقة زراعية منخفضة، ترتفع في الشمال الشرقي قلعة الرستاق المتينة، وكأنها تود حماية سيدها.
كانت زيارتي الأولى للضريح في عام 1986 عسكري الوالي بشير بن حميد العوفي. وحينها كانت تظهر قساوة الزمن على الضريح بكل وضوح – فكانت القبة منهارة، والجدران متهدمة، وكان قد اجتاحته النباتات، وقد كان العسكري بشير – الحارس الأمين للموقع كونه يمتلك بيتا بالقرب منه – شديد الحزن لحالة ذلك البناء المهم والخلاب.
ضريح الامام قبل الترميم
وفي أواخر الثمانينات كانت حالة الضريح تحتاج الى ترميم على كل حال استقام الشاهدان وعليهما كتابات على قبر الامام داخل الضريح. كما استقام شاهدان آخران "مكتوبان" على قبر ثان خارجه عند زاويته الجنوبية الشرقية وقريب من بقايا بئر ماء.
شكل الضريح
إن الضريح يتخذ الشكل النموذجي للضريح الإسلامي المربع التخطيط ذي الأضلاع المتساوية ومغطى بقبة دائرية الشكل. قبر الإمام حدد موقعه داخل الضريح وهناك أربعة قبور أيضا حول المبنى تحيط بالضريح.
وهناك جدار يحيط بالضريح، تم ترميم جدارين منه وإعادة بنائهما باستخدام الطابوق الأسمنتي. الزخرفة: زخرف الضريح من الداخل ومن الخارج بأشكال هندسية من وزخارف زهرية الشكل. هذه الزخارف استلهمت من الزخارف الموجودة داخل "قلعة الحزم" التي تبعد عن الرستاق 10كم. الوضع الفعلي السابق للضريح. الضريح مهجور. انهارت القبة حتى ظهرت أساساتها وانهارت الزخرفة بنسبة 95% انهارت الزخرفة التي كانت على باب مدخل الضريح واختفى الباب الخشبي تماما. الجدران الأربعة مازالت قائمة ولكنها متصدعة وانهارت أعمال الجص تماما.
الجدران المحيطة بالضريح ليست على مايرام حيث نلاحظ أن جدارين من هذه الجدران المحيطة به قد تمت إعادة بنائهما باستخدام الطابوق الأسمنتي.
يبلغ ارتفاع مستوى سطح الأرض خارج الضريح 50 سم. كل ما كان يحيط بالضريح نلاحظ أنه اختفى أو أنه سيختفي تماما قريبا، لأن البيوت الخاصة بالامام والتي كانت موجودة ومحيطة بالضريح أعيد بناؤها على نحو حديث أو إنها انهارت على الأرض.
المواد المستخدمة
الجدار والقبة تم تشييدهما باستخدام الصاروج والرمل والجير أو الكلس.
الجدران الخارجية والداخلية تمت تغطيتها بطبقة من الصاروج.
شبكات العوارض التي تغطي النوافذ شيدت باستخدام الجبس.
تم تنفيذ أعمال الزخرفة على الصاروج مباشرة، وذلك قبل أن يجف، أوان يوضع الجبس على الصاروج كما هو الحال مع الزخرفة التي اتبعت في شبكات العوارض على النوافذ. كان الباب عبارة عن باب عماني تقليدي، من الخشب الأحمر من الجبل الأخضر ومزخرف باستخدام مسامير حديدية.
الاعمال التي يجب ان تنجز وتنفذ لترميم الضريح (ملخص):
تنظيف وإزالة كل الترسبات والتجمعات الحجرية. القيام بأعمال التنقيبات حتى الوصول الى الأساس. ازالة كل الصاروج المنهار عن الجدران، خارج وداخل هذا البناء.
عمليات دمج الاساسات وتقويتها.
إعادة بناء الأجزاء المفقودة من الجدار وكذلك المدخل وذلك بواسطة الحجارة والصاروج.
إعادة البناء بواسطة الحجارة المسطحة والصاروج والرمل والجير.
القيام بالأعمال الجبسية باستخدام طبقتين من الصاروج واستخدام مختلف نماذج الزخرفة خارج وداخل الضريح. اعادة بناء شبكات العوارض على النوافذ باستخدام الجبس او الاسمنت الابيض، ثم القيام بحفر النقوش على هذه الشبكات.
تغطية الارض داخل وخارج البناء بواسطة حجارة مسطحة.
صنع باب للمدخل باستخدام خشب الساج والقيام بتزيينه بالمسامير الحديدية.
اعادة بناء الجدار المحيط باستخدام الحجارة والاسمنت.
تم تركيب اضاءة مركزة داخل الضريح باستخدام كشافين ضوئيين وأربعة كشافات اخرى خارج الضريح.
مجمع الضريح بعد الرميم
الضريح كما يظهر بعد الترميم – داخل منطقة مبلطة بحجارة عريضة، محاطة بسور منخفض ذي بوابة حديدية من الجهة الغربية (5)
في شرق منطقة الضريح الخارجية، نجد قبرين على كل منها شاهد واحد ذو كتابات. القبر الاول عند الركن الجنوبي الشرقي للضريح، بينما الاخر يقع بالقرب من الزاوية الشمالية الشرقية للسور الواطيء الخارجي المحيط بمجمع الضريح. وبجانب السور، ما بين هذين القبرين، لا تزال توجد بئر ذات ثغرة مربعة مفتوحة.
هناك خمسة قبور اخرى توجد في المنطقة الشمالية، بجانب بعضها البعض. قبران على اليسار قريبان الواحد من الاخر، وكذلك اللذان على اليمين، بينما يبتعد فقد الخامس المتوسط قليلا عن الاخرى. وعلى هذا الشاهد فقط تظهر احدى الكتابات لان الاربعة الاخرى ذات شواهد رخامية خالية، دون أي أثر للكتابات. اما بالنسبة للجهتين الشرقية والجنوبية للمنطقة الخارجية للضريح فهما خاليتان.
من الملاحظ ان تركيب كل هذه القبور – الداخلية والاخرى الخارجية – مرتفعة عن سطح الارضية.
المظهر الخارجي للضريح
ترتفع على بناء الضريح – ذي لون صاروجي فاتح شبه وردي – قبة مرتكزة على جسد الصرح المتوازي السطوح، على شكل مربع. كل جانب من جوانب الجهة العلوية من هذا الصرح مزخرف بشريطين أفقيين متوازيين منتهيين قبل وصوله الى حافة الصرح بقليل. ونجد بداخل الشريط العلوي – وهو متداخل في الحائط ومقسوم بقسمين – عنصرا زخرفيا على شكل شبه جرار فخارية، ويتكرر – في الجهات الشمالية والغربية والشرقية – بين تسع واثنتي عشرة مرة، بينما في الجهة الجنوبية – التي يوجد بها الباب الصغير الذي يوصل الى داخل الضريح – فان هذا العنصر الزخرفي يظهر ست مرات في كلا الشريطين على جانبي المجبن الهندسي المستطيل الشكل الذي يحيط بالباب نفسه. تحت هذا الشريط المذكور يمتد شريط آخر يحتوى على ثلاثة صفوف من العناصر الزخرفية، كل منها على هيئة معين بداخله رسم على شكل زهري. أما المجمع الهندسي المستطيل الشكل الذي يحيط بالباب الخشبي الصغير في الجهة الجنوبية والذي ذكرنا في أعلاه، ففي داخله توجد فتحة اطارية للباب الخشبي الصغير، تنتهي من الأعلى بقوس منكسر محيط – هو الآخر- باطار فيه نفس الأشكال الهندسية الموجودة في الشريط السفلي المذكور. على كل جهتي هذا المجمع تظهر نافذة وهمية، تنتهي هي الأخرى من الأعلى بقوس منكسر، وهي مزينة بإطار مستطيل الشكل فيه زخارف دائرية بارزة، ويداخلها العديد من الزخارف المستخدمة كثيرا في التشكيلات الهندسية العمانية، وهي مكتوبة باشكال مثمنة متعاقدة بعضها على البعض بشكل نظامي. وفي الجهتين الشرقية والغربية توجد ثلاث من هذه النوافذ، بينما الجهة الشمالية فيها نافذتان وهميتان وأخرى حقيقية في الوسط، مغطاة بتخريمات تعكس العنصر الزخرفي في النوافذ الوهمية التي ذكرناها سابقا. أما الباب الخشبي الصغير فهو الباب العماني التقليدي، من الخشب الأحمر الذي ينبت بالجبل الأخضر بعمان ومزخرف باستخدام مسامير حديدية له اطار – من نفس الخشب – منقوش بأشكال زهرية والقفل عماني تقليدي.
داخل الضريح
بالدخول من الباب الخشبي الصغير في الجهة الجنوبية، نصل الى داخل الضريح المضاء بأشعة الشمس الخافتة التي تدخل بصعوبة هن فتحة المدخل، وعلى كل حال، فان الإضاءة الكهربائية تظهر لنا دقة وحساسية عمل الترميمات ونتائجها، التي أعادت الى داخل الصرح أيضا جماله الأصلي وتطابق النوافذ الوهمية الخارجية عددا مماثلا من النوافذ الوهمية الداخلية، لها نفس الشكل ونفس الإطار ونفس العنصر الزخرفي الداخلي التي وجدناها في النوافذ الخارجية باستثناء النافذة المتوسطة في الجهة الغربية وهي في الحقيقة محراب في إطاره عنصر زخرفي متناسق بخطوط انعطافية متقطعة، ورسم داخلي متكون من عنصر زهري كدوائر مشتبكة في وسط كل جدار لوحة مستطيلة الشكل في داخلها عقد تحته عناصر بشكل عجلة. وهناك في الوسط يظهر تركيب قبر الامام وحيدا، مرتفعا عن سطح الأرضية وموجه طوليا – كما هو حال مجمع الصرح – ببضع درجات من الشمال نحو الشرق، بحيث إن جهته الغربية تتجه تماما نحو القبلة – كما سبقت الملاحظة – والتي يوجه الامام النبيل رأسه اليها.
يوجد على القبر شاهدان: واحد من جهة الرأس على الجهة الشمالية، والآخر عند قدميه مدن الجهة الجنوبية، والكتابات ك1 وك2 محفورة على الواجهتين الخارجيتين من القبر نفسه وهذه الحالة – كما قلنا – نفس حالة ما قبل الترميم.
من نماذج الشواهد والكتابات
يوجد إذن في مجمع ضريح الإمام أحمد بن سعيد، خمسة شواهد ذات كتابات : اثنان منها في داخل الصرح والثلاثة الباقية في المنطقة الخارجية.
وبالفحص الموضوعي، لصفائح الشواهد ذات الكتابات تظهر اثنان منها حجرا رمادي اللون مع درجة من لون صاروجي قريب من الأصفر، جلبت – كما أعتقد – من الجبال المجاورة، وهذا يبدو مؤكدا بفحص الشواهد الاربعة الأخرى – حديثة العهد كونها ظهرت خلال عملية الترميم الأخيرة – مصنوعا من صفائه رخامية صافية. أما الشواهد الثلاثة الأخرى "المكتوبة" فهي نوع من الحجر رمادي اللون متعدد الطبقات وهو منتشر في عدة مناطق بالسلطنة.
والملاحظ أن كل الشواهد مستطيلة الشكل وعليها كتابة نسخية أفقية ونقشت من جهة واحدة.
ملاحظة عامة
بالنسبة لنص الكتابات، من الملاحظ أن نقاط الحروف لا تظهر دوما فيها، وأحيانا تضيع بسبب ضيق المكان، وهكذا بالنسبة للتشكيل وحرف الهمزة. غالبا نلاحظ وجود السكون حتى على حرفي الواو والياء وإن كانتا لتطويل الضمة والكسرة.
تأخذ كلمة "الله" غالبا الفتحة على الشدة، بدلا من المدة كما هو الحال في "الله"، وهذا شائع في كل هذه المجموعة الكتابية (6).
سيلاحظ القاريء تكرار بعض المفاهيم عدة مرات في النص كمواضع الشواهد في الماضي والحاضر لأجل الحفاظ على رؤية كاملة مستمرة لهذه المفاهيم من قبل القارىء الكريم.
ملاحظة أخيرة: يقع أحيانا أن حالة الكتابات أو مهارة النقاش في نسخ خطوط الحروف والكلمات بعضها ببعض – بحيث تضطر الباحث الى قراءات افتراضية يمكن أن تكون بعيدة عن المعنى الأصلي الحقيقي للحروف والكلمات. فنرجو من القاريء ذي العين الحادة اخبار مؤلف هذا الكتاب أو مدير عام التراث في وزارة التراث القومي والثقافة بالتصحيحات والتوضيحات المناسبة.
شاهد الكتابة ك1
يقع شاهد الكتابة ك1 على رأس قبر الامام من الجهة الشمالية، والكتابة على الجهة الخارجية للقبي. ويظهر كصفيحة من حجر على هيئة محراب ذي عقد مفصص بستة فصوص في كل من جانبيه وتحتها شكل رمحي أصغر منها، أما قمته فذات شكل رمحي أيضا.
ويحيط بحقل الكتابة إطار من زخارف مهشمة ويفصل بينها خطوط بارزة مزدوجة وتشغل الكتابة الجزء العلوي للشاهد، بينما نجد جزءه الأسفل دون كتابات.
ارتفاع الشاهد 92سم، وعرضه 50سم، أما الحقل المكتوب – بما في ذلك البسملة – فتشمل 50 سم وتتكون من 12 سطرا. ارتفاع الخطوط متغيرة وتتراوح ما بين 3 و3.5 سم، بينما حرف "الألف" طوله من 1.8 و5.2 سم. الجزء الأسفل للشاهد دون كتابات ارتفاعه 23 سم وتحته مقطع أفقي مع نفس الزخرفة لإطار الشاهد. والبعد من هذا المقطع الى السطح الأرضي 11سم.
الخلفية – كما قلنا – بدون كتابات، حتى وان ظهر نفس الإطار والمقطع الأفقي الأسفل للوجه الأمامي المكتوب.
حروفها تظهر بارزة وذلك بسبب تخفيض المساحة بها، بينما تظهر الحروف بلون رمادي فاتح – كباقي الصفيحة في الأماكن غير المنقوشة – اما المناطق المنخفضة- أي العمق المحيط بالحروف – فتظهر بلون صاروجي فاتح قريب من الأصفر تقريبا.
خط حروف الكتابة نسخي جميل واضح، منقوش بعناية أكثر وسنرى نفس الشيء بالنسبة للكتابة ولعل ذلك يعود الى كون كتابتهما على شاهدي قبر الامام، وهما أقدم من الشواهد الأخرى صنعا بيد نقاش واحد.
نص الكتابة
بسم الله الرحمن
1- "لا اله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم".
2- "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنين "51" (7)
3- "كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور" 185. (8)
4- "وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها إلسموات والأرض أعدت للمتقين" "133". (9)
5- "أين الآباء والبنون أين الأهل والأقربون أين الأنبياء والمرسلون".
6- "لعبت بهم والله ريب المنون وغيرهم الدهر الخؤون".
7- "إنا لله وإنا اليه رجعون "156" (10)
8- هذا قبر مولانا وسيدنا وسراج ظلمتنا الامام العادل الفاضل الكامل العالم.
9- العامل الثقة الورع النزيه امام المسلمين ونظام المؤمنين وعلم المجاهدين.
10- امام المسلمين احمد بن سعيد بن احمد بن محمد بن خلف بن مبارك البوسعيدي
11- الازدي العماني الاباضي رحمه الله وغفر له وكان وفاته صباح الاثنين.
12- التاسع عشر من شهر المحرم الحرام سنة ثماني وتسعين سنة ومئة سنة والف سنة.
الهوامش
1- سرحان، ص 161، وهذا هو أيضا التاريخ المكتوب على شاهد قبره ونفرض أنه صحيح. في الفتح، ص 241، نقرأ "وكانت وفاته.. ليلة الخميس من شهر ذي القعدة سنة ثمان وثمانين سنة ومئة وألف (1188هـ/1774م)". ومن المفروض أن ابن رزيق يأخذ تاريخ ترك المحكومة من قبل الإمام عوضا عن تاريخ وفاته، على كل حال أيضا الخروصي، ص 173، يعطي عام 1188من جهة أخرى في تحفة 2ص 173، نقرأ "وتوفي الإمام أحمد سنة ست وتسعين ومئة وألف فكانت أيامه أيام راحة واستراحة بعد الفتن والمحن وكانت مدة ملكه بعد العقد تسعا وعشرين سنة"
2- الفتح ص 341.
3- المصدر السابق. وفي الخروصي ص 173 نقرأ "ومن البنات السيدة موزة، وهي من العمانيات الشهيرات".
4- المصدر المسابق وعمان ص 537.
5- بالنسبة الى الجهات الأصلية للضريح سنشير في نصنا هذا الى جهات أصلية دقيقة (شمال، جنوب، شرق، غرب) وان كان وجه جداره الغربي – في الحقيقة وكما هو طبيعي – متجها الي القبلة وهي – هنا في الرستاق – بضع درجات الى يمين الاتجاه الغربي الدقيق.
6- على كل حال – لأجل التدقيق – لا يعتبر هذا خطأ، فنجده في كتاب بقلم مجدي السيد محمد، "دروس في الخط العربي، القاهرة، مكتبة القرآن 1995م.
7- سورة التوبة الآية 51.
8- سورة آل عمران الآية 185.
9- سورة آل عمران الآية 133.
10- سورة البقرة الآية 156.
ـــــــــــــ
× المرجع: ايروس بلد يسيرا: ضريح الامام أحمد بن سعيد البوسعيدي وكتاباته في الرستاق، وزارة التراث القومي والثقافة، 2000م.
ايروس بلد سيرا (باحث واكاديمي من ايطاليا)