(1)
أريد منك تعريفاً للأرضِ
أيها اللُغوي بلا قدمين تغرسهما
في المحبرةِ الأولى
قد تكبر سلالةُ الخطواتِ
في الدمِ المسفوحِ منذ عثراتِ آدم
حيث الناسُ أوردةٌ تأتي وتجف
الأرضُ ترابٌ يتقاسمه المختلفون
من يعجن صلصالَ الحكمةِ
ويعلن السيرَ في أوجاعِنا المحتلةْ
(2)
أريد منك تعريفاً للسماءِ
أيها اللُغوي بلا يدين تتحسس بهما سقفَ العالمِ
قد تكبُر سُلالةُ الدعواتِ
في الغفرانِ المسفوحِ منذ صفرِ الخطيئةِ
حيث الناسُ قلوبٌ تهفو وتضلُ
السماءُ قطنٌ لمعارك تتكسرُ فيها الأعصابُ
قلبنا المفتوحُ لغزل الطائرات الحربية
ماءُ التسامحِ
عصفورٌ يتدرب الحريةْ
(3)
أريد منك تعريفاً للبحرِ
أيها اللُغوي بلا عينين مفتوحتين على ما تراكم من لُعابِ الغزاةِ
قد تكبر سُلالةُ الغرقى
في الكتابِ المفتوح ِمنذ ظمأِ المعرفةِ
حيث الناسُ خشبٌ طافٍ
على سطحِ التمددِ
البحرُ كابوسٌ مستقيمٌ بين نقطتي الجسدِ والهتكِ
هكذا أداروا طرفي العالم بخفةِ الماءِ
قراصنةُ الأسرارِ التي ستخرجُ
في شباكِ المحاولةْ
(4)
أريد منك تعريفاً للنجمةِ
أيها اللُغوي المشدودُ الى
وتدٍ متفحمٍ بالذكرياتِ
قد تكبُرُ سُلالةُ العاشقين
في الضوءِ المسفوحِ منذ حسابِ الأصابعِ
النجمةُ آخرُ ما نقطفُ في فضاءِ التمكُّنِ
أولُ ما نمسحُ في سبورةِ الفشلِ
هكذا الكثيرُ المتكررُ
يمضي في كرنفالاتِ التشابهِ
دون اسمٍ لأحدْ
(5)
أريد منك تعريفاً للشجرةِ
أيها اللُغوي بلا فمٍ قاضمٍ لفاكهةِ الخروجِ
بلا أنثى يتناسلُ منها الخطأُ
فلتكبر سُلالةُ الجوعِ
وليتكاثر ثمرُ الفضيلةِ المسفوحةِ على أغصانِ المحرومين
لستَ أكثر من ظلٍ لعابرٍ فقدته ذات سيرٍ
غافلكَ أنت الماكثُ حرفيا خلفه
عند أعتابِ الجنةِ
وأوصد دونكَ كلَّ الأبواب
أيها الظلُ المجرّبُ الحالمُ بالعابرِ
الذي دخل
في قسمتهِ التي علّق على قامتِك الذنوبَ
وتفرّد هو بالغفرانِ
ليس لك إلا الذوبانُ من الوجدِ
وإقامةُ أودِك من
حفيفِ التذكُّرْ
(6)
أريد منك تعريفاً للنارِ
أيها اللُغويُ المحترقُ كحطبِ
الضرورِة للبشرِ حين يجادلون
هكذا نضرمُ النهايةَ في
حوارِ الكائناتِ
فلتمتد سُلالةُ الثوريين
النار آلةُ فرزٍ كونيةٍ
ينجو منها الأنبياءٌ لأنها كُتبتْ برداً
عليهم
والأطفالُ لأن جلودَهم أوهى
من أن تتقشر مرتين
والشعراءُ لأن النارُ
قد كانوها
انضجوا عليها الكلماتِ
رفقتهُم الأولى في زيتِ التجريبِ
ماذا يبقى من المتفحمين
سابقاً
في طريقِ الحرية؟!
هـــدى ابــــلان
شاعرة من اليمن