يوما بعد يوم يتسع حجم المشاركة التشكيلية العمانية في البيناليات والمعارض الدولية والمؤتمرات العالمية لتعطي دليلا على ازدهارا لروح الابداعية لدى فناني السلطنة. وثراء المشهد التشكيلي، الذي تمده (الجمعية العمانية للفنون التشكيلية) بما تراكم لديها من خبرات بكل ما يدفع الحركة التشكيلية للامام.
ويأتي حصول (نادي التصوير الضوئي) على الميدالية البرونزية في مسابقة الاتحاد الدول للتصوير الضوئي (الغياب) التي شاركت بها (44) دولة من مختلف انحاء العالم، دليلا على دخول أعمال الفنان العماني مجال المنافسة جنبا الى جنب مع ابداعات كبار المصورين العالميين المشاركين في هذه المسابقة والذين حضروا الاجتماع العمومي الذي عقد في مدينة (تون) بسويسرا حيث عرضت الاعمال المشاركة الفائزة (وهي اعمال المصورين: ابراهيم بن سعيد البوسعيدي، ابراهيم بن عبدالله القاسمي، عبدالرحمن بن علي الهنائي، خليل بن ابراهيم الزدجالي، سالم بن خلفان الهاشلي، خالد بن علي الزدجالي، سيف بن ناصر الهنائي، خميس بن علي المحاربي، سحر بنت عبدالله الغاوي)، وضمن هذا الاطار الذي يرمي الى لفت انظار الفنانين والادباء والمثقفين العرب الى ابداعات الفنان العماني شاركت السلطنة في فعاليات مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية بدورته الثانية عشرة المقامة في الجمهورية التونسية في مدينة المحرس حيث مثل السلطنة في هذه التظاهرة العالمية اللفنان التشكيلي محمد بن سالم بن عمير الناصري حيث عرضت أعماله في "المعرض الدولي التشكيلي".
إن العملية الابداعية لا يمكن لها ان تنضج وتتقدم الا من خلال التدريب والاحتكاك والممارسة القائمة على المشاهدة والدرس والتأمل النظري القائم على النفاذ الى جوهر الاشياء. والاطلاع على التجارب الابداعية الاخرى، ومن هذا المنطلق تولي الجمعية العمانية للفنون التشكيلية عناية فائقة لمشاركة الفنان العماني في ورش العمل الفنية التي تقوم في الخارج، فمن خلالها يحدد الفنان موقعه وينطلق لتجديد طاقاته الابداعية، واكتساب الخبرة الضرورية لانتاج العمل الفني على اكمل وجه، وكانت حصيلة هذا الاهتمام المشاركة في ورشتي عمل فنيتين الأولى اقيمت في مدينة (سالزبورج) بجمهورية النمسا في الفترة من 18/ 7 الى 6/8/1999.
وأهمية هذه الورشة انها ابرزت الفنانة العمانية كشريك في الحركة التشكيلية، ومن خلال هذه المشاركة استطاعت الفنانة التشكيلية العمانية ان تقف الى جانب مجموعة من كبار الفنانين التشكيليين النمساويين للارتقاء بمستواها الفني من خلال الاستفادة من تجاربهم رؤى واشكالا وهذا ما عكسته اعمال الفنانات (نعيمة بنت عبدالله بن منصور الميمني وثريا بنت درويش بن عبدالله البلوشي وانعام بنت احمد بن خميس اللواتيا ونعمت بنت محمود بن ابراهيم الهوتي وهالة بنت محمود بن جواد الموسوي ومريم بنت محمد بن عبدالكريم الزدجالي).
وكانت حصيلة الورشة انتاج عدة اعمال قامت الفنانات برسمها وخلق حوار فني للرقي بمستوى التجربة الفنية، من خلال الاستفادة من التجارب الفنية المتقدمة واكتشاف فضاءات جديدة، للبحث عن منابع ابداعية هدفها تحقيق أعلى مستويات الاجادة في الخلق الفني، حيث لم تعد (الطبيعة) واحة تستظل تحت افيائها ريشة الفنانة لقد استطاعت اعادة صياغة نظرة قائمة على رؤيا عميقة، كما نلاحظ ذلك في اعمال الفنانة نعيمة بنت عبدالله الميمني، ومريم الزدجالي.
والورشة الثانية جاءت ضمن اطار التبادل الثقافي بين سلطنة عمان وجمهورية ايران الاسلامية، حيث شارك ستة فنانين تشكيليين عمانيين، من اعضاء الجمعية العمانية للفنون التشكيلية في ورشة العمل الايرانية العمانية والتي اقيمت في جمهورية ايران في الفترة من 7 الى 13/8/1999م.
والفنانون المشاركون في هذه الورشة لهم تجاربهم المتميزة التي اطلعنا عليها من خلال المعارض الشخصية والمشتركة التي اقاموها داخل السلطنة، والفنانون هم: محمد بن عبدالله الصائغ، وغصن بن منصور الريامي، وحسين بن محمد بن حمود الحجري، ومحمد قاسم بن ابراهيم الصائغ). وجادت هذه الورشة لتجدد طاقاتهم الابداعية، ولتعكس نضج تجاربهم.
عبدالرزاق الربيعي (كاتب من العراق مقيم في سلطنة عمان)