تفرد مجلة نزوى ملفا خاصا حول تجربة الشاعر البحريني علي عبدالله خليفة، الذي يعد علامة بارزة بين شعراء أواخر ستينيات وبداية سبعينيات القرن العشرين في البحرين، والذي شكل برفقة مجايليه الحركة التأسيسية الطليعية في الأدب والثقافة الجديدة آنذاك.
ولد بمدينة المحرّق بمملكة البحرين عام 1944، لعائلة من صيادي اللؤلؤ، وقد تلقى دروسه في البحرين بجهد ذاتي فعكف على تحصيل ثقافته العامّة. تربى عاشقا وباحثا في الثقافة الشعبية التي أغنت أشعاره التي كتبها بالفصحى والعاميّة. وعند أوائل ستينيات القرن الماضي نَشر أولى قصائده في البحرين ولبنان. تلا ذلك نشره لمجموعته الشعرية الأولى «أنين الصواري» 1969.
وقد اتسم بحيويته الفياضة بحثا وإبداعًا وحراكا ثقافيا، فقد أسهم في تأسيس أسرة الأدباء والكتاب في البحرين عام 1969 وتولى رئاستها لثلاث سنوات، كما أسس عام 1976 المـجلـة الأدبـية الـفـصلية (كتابات) وتولى رئاسة تحريرها. وبالتعاون مع الروائي السوداني الطيب صالح، أسس بدولة قطر قسم الدراسات والبحوث. ساهم في إصدار مجلة البحرين الثقافية عام 1994، إلى جانب إصدار مجلة (الثقافة الشعبية)، وهي مجلة فصلية علمية متخصصة تصدر بست لغات، بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي 2008، ويتولى رئاسة تحريرها منذ اثني عشر عاما وحتى الآن.
حاز عددًا من الجوائز والأوسمة، كجائزة الشعر الأولى 1966، والجائزة العالمية الكبرى في مجال الفنون، رومانيا 2006. وجائزة التواصل الثقافي العالمية من المجلس الأعلى للثقافة بجمهورية الصين 2018 وغيرها.
صدر له العديد من المجموعات الشعرية، منها: أنين الصواري 1969، عطش النخيل 1970، على قلب واحد 2005، تهويدة لنجمة البحر 2019 وغيرها.
تُرجمت مختارات من أشعاره إلى الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والبولندية والرومانية والبرتغالية والفارسية.
وله عدد من الدراسات والأبحاث في الشعر الحديث، والتراث الشعبي، من بينها: فنون الموال 1971، خليج الأغاني – بحث ميداني لتوثيق الأغاني والرقصات الشعبية في الخليج العربي 1979، استلهام التراث الشعبي في الأعمال الإبداعية – 2003.
وبمشاركة عدد من الباحثين والكتاب، نحاول سبر أغوار تجربته الإبداعية والبحثية اللافتة، إذ لا يمكن كتابة التاريخ الأدبي والثقافي خلال نصف القرن الماضي دون الوقوف عند دوره التأسيسي الريادي في الخليج العربي.
