[العاطفة التي عمّرتها في حياته [لماذا؟] ما هذا الصيف؟ كل ما فيه مر حتى كوب الماء يفيض بالنار والغبار! [روحها] شاهد روحها تصعد الى ربها تلمسها جيداً من خلال اللحظات الطالعة من كل الأماكن التي عرفتها لحظات من أشجار وطيور تسير بانتظام باتجاه غيابها «أجنحة زرقاء» تمتد وتمتد في السماء [غابت] جبال تنهار أنهار تجف تعب يحل عذاب تنهض غيوم تتعطل ايام تئن بحار يفيض ليل يغرق هو في مكانه جالس ينظر بهدوء يحاول جمع أطيافها المنشترة [هل] حين صعد الى اعلى عاطفتها لم يكن يعرف انه الصعود الأخير ولم يكن يتوقع ان هذا الصعود العظيم يليه سقوط مخيف وحطام هائل.. هو الآن تحت يداوي سقوطه يجمع حطامه.. هل سيعثر على «علبته السوداء؟» [لا] لا نوم يبدد عذابه ولا يقظة تخرجه من صحوته القاسية لا شرود أو خيال لا ظنون تنقله الى استراحة ولو عابرة! [حزن] يفيض وينسكب يتدفق في كل المسارب لا توقفه سدود ملبد وداكن عنيف وسريع يستمر لا بشائر بقرب نهايته الى اين انت سائر ايها العنيف المدمر يا حارق القلوب يا مشعل الآهات يا حزن؟ [فجأة] التي ساعدت ابنها انقذته من الموت بدعائها التي ضاعفت من حبها لأولادها قبل نزولها الى قبرها واهدتهم ثروة ايمانها قبيل غيابها التي حضرت فور موتها وسطعت في أيامهم قبل جنازتها التي غادرت بدون سابق انذار او مرض التي توفيت فجأة كي لا تتعبهم هل ماتت حقاً. [جاءه الصوت] في اللحظة الفاصلة بين حضورها وغيابها كان ابنها يلهو بأحاسيس تشبه القنابل الموقوتة أحاسيس غريبة لا تولد الا فجأة: حين رن الهاتف بين يديه شعر وأحس وتأكد انها ليست رنة هاتف كان الصوت يبث هدوءاً كهدوء، ما قبل العاصفة ثم انتظمت «التكتكات» رفع الهاتف بحذر جاءه الصوت: توفيت أمك.. بعدما حل خبر الموت انكسر زمنه تفتت وما زالت العواصف تمارس جنونها في ملعبه [غيمة الذعر] ليس في الحديقة سوى غيمة هرمة محشوة بالصمت العجوز لا هواء يحركها لا سماء لها غيمة الذعر لا تغادر مكانها ستمكث طويلاً مع العيون المقهورة بوابة الحديقة مقفلة اومفتوحة لم تعد صالحة للخروج او الدخول [صباحه] صباح ليس كسواه اقفله الموت بإحكام لا منفذ له او فسحة تمكن البصر من التمدد قليلاً صباح شحيح يغلف نومه المعتل يمتد من غرفة غيابها الى قبر حضورها [ليس] ما زال تحت قوس القهر: صورتها في كل مكان وقلبه ايضاً وليس بوسع بصره ما يفعله قلبه [جموع] مرآته صافية تعكس صورة الفتى الذاهب الى حزنه اليومي جموع أخرى في المرآة تهتف ملء الحضور والغياب: أنا الكآبة بأسرها.
اسماعيل فقيه
شاعر من لبنان