(1)
اشتعلي جحيما
ايتها الأرض
لن ازداد الا عاقا
للتاريخ
ولثما لسرايا الفتح الأول
وباجبال عمان
حتى متى
تصلبين هذا السمرة على جبيني
وياصحراءها
حتى متى تملين جيوبي بالرمل
وتذرين
في عيني العذاب
هل ستجبرينني على الرحيل؟
لا
لن أرحل
… مزيدا من الارهاب ايتها الأرض
لن أرحل حتى
تسيل عظامي على جبالك
واحدا تلو الآخر
ولن أصطاف هذا العام
على فخذ عارية في شرق آسيا
قد كان ذلك ممكنا
لولا شفتان صحراريتان
تركتهما كحافة كثيب رملي
قد كان ذلك ممكنا
لولا عينان صغيرتان
أرى الحياة فيهما نقية كأول الخلق
قد كان ذلك ممكنا
لولا فقاعات صفراء
أختبيء بها يتيما كل مساء!
(2)
منذ لحظة السفر الأولى
كنت
ببراءة الطفل
أتخيل أن حمامات الطائرات
مفتوحة على العالم!
فيا أيها الراحلون
هل من لحظة
ألذ وأشهى
من أن … على هذه الفوضى
من فوق أر بعين ألف قدم!
(3)
يبق في هذا الليل
غير كلاب تعوي تضورا وجوعا
وراهب يحار الآخرة
وسكران يتقيأ في الى المرحاض
وأسرة
تتصار من عويل الشهوة
وغير ذلك كله:
قمير في السماء
وشاعر في الأرض
يراهن كل منهما على انطفاء
الآخر!
(4)
يضغط العلب
معلنا نهايتها
كما يضغط الاله الأرواح الى
مصيرها
وفي غضون ذلك
يمضغ وحدته بعتق
كعاهرة محترفة
وهو الذي في زمن ما…
ظن أنه
قد بلع كل أقراص الحكمة !
(5)
في آخر الليل
وحدي أنا
من يهوي على فراشه يتيما
كالرمح
اللهم أي شيء
أحشر فيه ضياعي هذا
ولو بحجم سرة
… لا ياإلهي
مزيدا من الخزن
مامن شجرة
ستعصمني من هذا الطوفان
غير
حزني الطويل !
(6)
في "درم"
معبد القديسين
وطلاب الدراسات العليا
كل ليلة
يرجح وحيدا
مزهوا بحزنه
يأبي أن يمن بنظرة
حتى على البلاط
من له هذا القادم من الصحراء؟
أيقضم أظافره
أم يتخذ الوسادة
زوجة له !
(7)
قريتي (الواصل)
حصان طروادي
يعدو الى الآخرة دون لجام.
كيف لي
أن أمسك حتى بذيله
وأنا الأعزل الذي إحدى رجليه في الوحل
والأخرى توه بكبرياء المعرفة !
هلال الحجري (شاعر من سلطنة عمان)