عين الحيوان
غيمة بيضاء بين الكتفين
عشر أفاع صغيرة
برؤوس حمراء على الطاولة
والحرير المتمرد الأخرس
يعض صدرها
*
لا لم تكن هناك غيمة
ولا أفاع
وكانت هناك في السرير
رابضة مثل حيوان مريض
تتأملني بعينين زائغتين
وتعوي عواء مرا
*
من أين لك قذا العنق الشفاف
يافتاة؟
وهاتان الشفتان المزمومتان
كجناحي الطائر؟؟
من أين لك هذه العين الكبيرة السائلة؟
وهذا الخد اليابس الأصفر
بعشرات التجاعيد؟!
*
حركت يدها الحليبية
فرنت الأساور
وأشارت إلي أن أتقدم
فتقدمت
هب على نعاس قديم
وكنت أرى فيما يرى الحالم
اليد الملائكية ذاتها
بمخالب الصقر.
*
في العتمة الكاملة
تحفز صدرها الهائل
وكنت أحك حجارتي الباردة
بفولاذ صراخها.
عين عمياء
النافذة المضيئة
المرتعشة في الريح كجناح الحمامة
كانت تتفرسني في الليل
وتتأمل موجوداتي:
فنجان القهوة،
السيجارة،
*
أصابعي وهي تنبش البياض
وراء الزجاج
كان يحتشد الورد والنبيذ
ويتنقل الضحك على أطراف الأصابع
فرت ضحكة
فاشتعل الحطب الكوني
بآلاف التأوهات.
*
النافذة المضيئة
انطفأت
ولكنها ظلت هناك تتفرسني
في الليل
مثل عين عمياء.
عنب مسموم
الورقة أرض
والكتابة مطر
الحصان سهم
والسهل جسد
الهواء لسان طويل
والبيوت حلوى
كل شيء يدخل الآخر
يحل فيه
ويبلله بظلاله،
إلا المرأة
فهي تأتي لتذهب
تاركة بين الأصابع
الوحشة بعنبها المسموم.
ذو الوردة
الفتى ذو الوجه الهاديء
والغرة المرتفعة فوق جبهته
كذيل الطائر
الفتى المفتون بالتشكيل الغيمي
وبالموسيقى
وبفردوس المرأة
جلس ذات مساء في شرفة الفندق وطلب من النادل أن يحضر له
شيئا ليشربه.
غير أن النادل الطيب ابتسم له وفاجأه بسكين
حيث جز رأسه على عجل
وزرع في عنقه زهرة حمراء
*
بعد ذلك غادر الفتى الفندق
ودار في الشوارع
وكان كلما رآه احد
فتح فمه وصاح: يا للجنون!!
*
في الطريق
صادفته امرأة جميلة
أراد أن يبتسم لا
أو يحدثها
لكنه لم يستطع
هي مدت يدها بذهول
الى الزهرة المزروعة
في عنقه
وقطفتها.
يوسف عبدالعزيز (شاعر من فلسطين)