مزهرية
حولوا انظارهم عن زرقة
واستعصموا بحبل الغموض
الرفيع
لا الطير تفهم أنغامهم شتى
ولا الريح قاهرة على سبر
أسرارهم ، غافية تحت
أثير السنبلة
رعاة الكلام الأزل
تركنا الماء وحده في الأعالي
وانحدرنا في سهول المشيئة
نبحث عن قوة في وردة
شتتتها رياح الظنون
كل يوم أكشط المكر الذي
يهديه الي
سعاة الفراغ المكبل
عن حافة القلب
لتنجو المزهرية من قناصة
الغايات
خذي النشيد بقوة سالما
وتعطري به
ليطمئن صدر المكان
ويتسع بحر مداه
لهمس ضيائك في أنني.
طلب واحد
نصبوا الفخاخ للزنبق
وباتوا سبع سنين عجاف
يترسلون قدوم الربيع
أو اشارة منه على الأقل
فقهاء الحداثة البرابرة
وضعوا الحياة على المنصة
شرحوا أجزاءها نطفة نطفة
وتركوا الموت يرقص حولهم عاريا
ثم ضاعوا بين الوهم والندم
كقطع غنم شارد
سعاة الخلود الفراعنة
طلبت فلم أجد غيري
كنت أخري في زي شمس
عابرة في رحيلي
وجدت أكفافا ومقبرة
تتسع لدفن سبع سموات وسوسنة
نسجت رحيقها
لهفة لهفة من بحار يديك السعيدة
على شمعة ناي حزين
الحقيقة تعشق الخطيئة
حينما يتحدان في غزو الجسد
قبل أن ينتبه ويصحو
كشفنا عنك الغطاء الحديدي
كانت تحوم فيك الرؤى
كالذباب ، أعشابا ميتة
فصلي لها ، عينيك ، ليفطن المطر
الى أخته الحياة .
الحارات الضيقة
غسلن الرياح من أوثانها المزاجية
طحن الصبر في قدور الليالي الضريرات
عجن الفضة والياقوت
برمل هدوئهن الكسير
وأرضعن الحجارة في المهد
حليب انتظارهن السجين
رتبن الشمس في خزانة الملابس
كالذكريات
الى حين يأتي الشتاء
فاتنات الألم
والنظرة الطائشة
أدفع عنهن رائحة التعب
المختر كالصدأ في الحديد
وأخيط لهن فساتين
من رفة القلب
حينما يلتقي صدفة
بحبيب غاب عنه طويلا
ليمرحن زقزقة في الهمس
والحارات التي نزت
خوفا كثيرا
ويرسمن هيولى
الكلام في نزيف الذاكرة
خاطفات
الجمال الصريح .
رياض العبيد (شاعر سوري يقيم في المانيا)