تفاصيل
لتتصاعدِ الأنفاس
كسلّمِ موسيقى يندرجُ في إيقاع منتظمٍ للمايسترو.
هل يُمكننا نسيان الكون؟
ثمّةَ شيءٌ ما غائب عنّا..
صورةٌ معتمة لمعالم واضحة التكوين
تفاصيلُ لا ينقصها الحدث.
في كثير من الأحيان
خطواتكَ التي تشبهُ حفيفَ رياحٍ ليليّة،
تُضيءُ عتمةَ هذا المكان،
ربّما كان إدراكُنا أقلّ وعياً
أذكرُ تلك العصا الافتراضية،
مما نعتقدُ وفي كثيرٍ من الأحيان،
أنّكَ تصبُّ جامَ غضبكَ على أيِّ منا.
الساحر
نسمعُ الصرخاتِ ما بين لحظةٍ وأخرى
لقد ماتَ الساحرُ المغرور..
يا ملائكةَ السماء
إنَّ بنات نعش في الأودية.
حبّات العرق
حدثَ ذلك حين لمعَ القمرُ مثل الفضّة
لينقبضْ هذا السكون في الزوايا،
هذه أنا أقودُ خطواتي السريعة،
كمن يبحثُ عن ملجأ لحلمه،
وربما تكونُ نقطة ارتكازٍ لحالةٍ معينة،
إذ إنَّ هذا ما أبغي
هنا تستقطرني حبّاتُ العرق، كندفِ الثلج
حيث لا مكانَ لاثنين على سطحِ الماء،
أنا وأنا فقط
محاولةٌ جيدةٌ للتعرّفِ إلى شخصي الآخر،
في كونه يرى ما أرى،
لا أعرفُ هل كانت تشبهني الصورة؟
الأبوّة الناعمة
أعرفُ هذه الابتساماتِ هذه حين تختفي من فمِ الكلام،
وأعرفُ أنَّ الصمتَ نبوءات سماويّة لا يدركُ كنهَها أحد،
كذلك هي الأبوّةُ الناعمةُ التي تلجُ القلوبَ بشغف.
فيضٌ من الفرحِ ينفذُ عبر المسامّ،
ليلٌ لا يمكنُ تجاهله،
فالبحرُ يمتدُّ كساحلهِ وفوق السفنِ تهبطُ النوارس..
لقد أدركنا الوقت ولم نزلْ في الماضي،
يا بريقَ أمل لا يفنى
هي ذي أُمّي تعدُّ القهوةَ: زهرة تقابلُ زهرة..
فما يجعلكَ تهدأ نشرةُ الأخبار، والوحدة العربية
يا أبي.
ما شأنك والليل
ما شأنكَ والليل
إتركْ لنا القمرَ في النوافذ..
لقد نضجَ الماء، مثلما أبدتِ الريحُ مقاومةً على سطحِ النهر،
وهذا البوم أيقظَ الغابات.
لا تدعِ الوقتَ ينقضي كما أوحي لنا،
ففي ضوءِ الفجرِ العالي،
كانت موائدُنا مُعدّةً بطرازٍ أندلسي،
فيخفق اللهبُ حالما ينطفئ.
غرباء
عمّا قليلٍ سنغدو غرباء،
دعنا نؤوّل الأمر
إنَّ رحلةَ الأمس التي ما نكادُ نبلغها إلاّ بشقِّ الأنفس،
ولا نكاد نصل
علّمتنا أن نقطعَ البحارَ لنتأكّد،
من فرطِ ما قد أرهقنا التعب،
فمنذ أعوامٍ سبعة،
وهذا الوحش رفيق منامي،
لا أكاد أجد تفسيراً لطيرانه،
فكلّما نهضت سقطتْ الشمسُ في كفّي،
خارطة ودماء
أعشاشُ الطيورِ تنهار كأجراسٍ صرختْ للتو
القطار.. القطار
الطرقُ تعلّمنا الرسم..
لنسرعْ.
قصائد
منـــال أحمـــد
شاعرة من عُمان