Made in Egypt
ماذا لو معنا مكواة الأعضاء؟!
المكواة التي يمكننا بها
كي أعضائنا بالبخار .
إنها أساسية لمن لديه
كرمشات في قلبه
وبقع تطفو بذاكرته
إنها مفضلة للذين يعانون
من الخروج بنفس العيون
كل أسف وكل اعتذار
مع عدم القدرة على البكاء مطلقا
إنها مهمة
وعملية حين تثقل قماشة الجسد
وتنحني العظام تحت حِمل الوقت .
يمكننا بها عزيزي العميل جعل العجائز
منتصبي القامة
كتماثيل الميادين
يمكننا بها أيضا كي الأطالس المنسية
فنزيل الخطوط والتعرجات
إنها تزيل كل ما يظن أنه بقعة
ببخة بخار واحدة .
ببخة بخار واحدة
جددت الرئات التعسة
المحتشدة بالأنين
إنها مذهلة
ويمكنها كي الحناجر المتقوسة على الخوف .لا تحتاج هذه المكواة لضغوط عالية
إنها تعمل بالدف المنبعث
من الروح
كما أن معها ضمان لمجرة كاملة
اتصل الآن لتحصل على المنتج
وثلاث هدايا مدهشة :
قصافة الذكريات الشرسة
مع مروحة الأفكار
التي تجدد لك هواء الأسلاف
مع كناسة الوحدة الذكية
كل هذا بسعر واحد
اتصل الآن .
زيرو زيرو زيرو
أربعة أصفار
صفران
صفر
رسوم الشحن ثابتة أينما كنت .
افتراض
أحببت ذات ليلة
أن أمسك بإبرة وخيط
لقد وجدت الأشياء بعيدة
وتركض …
لقد وجدتها حزينة
وتتلاشى
بإبرة من عينيي العمياوين
وخيط منتزع
من عمودي الفقري
سأخيط الذكريات من قفاها
سأخيط فخذيها حتى شهوتها المتوهجة
سأضع رقعة فوق سرتها
لتصبح بلا جذور
ولأخِطْ الحرب بالنسيان
والأرصفة بالأحذية المهترئة
وشفتي القمر
بنافذة حبيبتي المنسية
ولأخط الرب بالملائكة
والملائكة بالشيطان
و الشيطان بي
وفي نفس الوقت
ليكن معي مقص
لأمر على قماشة الكون
وكما فعلت فاتن حمامة في خيطها الرفيع
أقص الكون
الملائكة من عودها المصلوب
الشيطان من حنجرته
أنا من بين فخذي
ومرورا بسرتي
حتى أعلق بدموعي
…
ولا يبقى بعدئذ سوى الـ …
بعينيه الجاحظتين الهائلتين
فأحرك تجاههما
مقصي الصدئ
بلا تردد
أو ندم .
غسالة العالم
أبحث عن غسالة
غسالة تغسل ملابس
كل الآدميين معا في ليلة واحدة
سأبرمجها على غسل ملابس الجنود
وسترات القتلى
سأجعلها تغسل ملابس الرؤساء
وأسمال العابرين
وفي فـَم واحدٍ تغسل ملابس الملاحدة
وأصحاب الشرائع
طاردة كل البقع
وكل الوساخات .
سأحتاج حبال غسيل عملاقة
ومساحيق كالجبال
ربما أضع كل الأنهار فيها
ربما أستعين بالبحار والمحيطات
وأنتظرها وهي تزمجر
زمجرتها الخرافية
في لحظة البدء
لحظة التفاف أكمام ملابس الجماهير
حول ياقات قمصان الرؤساء
لحظة حصار ملابس القتلى
لمعاطف الجنرالات
لحظة مفاداة بدل الراقصات
للجلابيب الوقورة للشيوخ
وأردد ضاحكا كمجنون
بينما يأتيني العويل:
أيتها الأنسجة التي كانت زرعا واحدا
أرأيت كيف يكون انتقامي؟
إيهــاب خليفـــة
شاعر من مصر